وجهات نظر
مأمون السعدون
(4) العراق والمؤامرة
الكونية: لاغرابة في هذا السكوت المطبق والموقف الظالم عربياَ
واقليمياَ ودولياَ ازاء ما حصل ويحصل للعراق وشعبه منذ عام 1991 ، رغم بشاعة
العدوان الثلاثيني الغاشم ووحشية المعتدين اذ ألقيت اكثر من 110 الف طن من القنابر
والمقذوفات مدمرة كل البنى التحتية ومخلفة الدمار ومئات الالاف من الضحايا الابرياء،
وحتى الاحتلال عام 2003 وماحصل خلال ذلك وحتى بعد انسحاب القوات الاميركية وتسليم
العراق للشريك الايراني، وفي ظل السلطة التي اقامها خلال السنوات الإحدى عشر
الماضية!
وبعد انتهاء الحرب الباردة بسطت الولايات المتحدة
هيمنتها على العالم كقوة عظمى وحيدة،وتفردت، مسخرة المنظمات الدولية، بقراراتها
الجائرة وخير دليل القرارات الصادرة باسم مجلس الامن ضد العراق في العام 1990 حيث
الحصار الذي استمر لاكثر من 12 عاماَ ، والعدوان المسلح عام 1991 وفق المادة 7 من
ميثاق الامم المتحدة التي تجيز استخدام القوة، وفي العام 2003 الانفراد بغزوها
واحتلالها للعراق بدون تفويض وغطاء دولي، ولهذا متوقع من المنظمة الدولية ان تنحاز
لحكومة المالكي التي اوجدها المحتل الاميركي، وكذا الحال للمنظمات الاخرى واغلب
دول العالم، ومنها(جامعة الدول العربية) و(منظمة التعاون الاسلامي) و(الاتحاد
الاوربي) وماشاكل صارت "تدور في فلك الولايات المتحدة ولا تخرج عن طوعها!!"
والا كيف تفسر قراراتها المنحازة للمالكي وحربه الظالمة ضد ابناء الانبار البطلة
بدعوى "الحرب على الارهاب" وملاحقة تنظيمات (القاعدة وداعش) التي لاوجود
لها داخل هذه المدن ؟ وكذلك ماوراء هذا الغطاء الدولي لجرائم ضد الانسانية حيث
تحاصر القوات الحكومية والمليشيات الطائفية مدن محافظة الانبار المحاصرة منذ اكثر
من اسبوعين، وتدكها، وبالذات مدينتي الفلوجة والرمادي، بالمدفعية والصواريخ والاسلحة
الحديثة بما في ذلك استخدام طائرات بدون طيار التي تلقي حممها على النساء والشيوخ
والاطفال، والتهديد بالانتقال الى محافظة نينوى ومحافظات (المثلث السني) الاخرى !!؟
اين الضمير الانساني ، واين دعاة الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان مما يقترف من
جرائم وحشية ضد ابرياء جريرتهم انهم طالبوا بحقوق مشروعة تضع حداً لبشاعة ما
يتعرضون له على يد سلطة اجرامية وطائفية عميلة تنفذ اجندات اعداء العراق وبالذات
المخطط الايراني الرامي لابتلاع العراق واقطار عربية اخرى وصولاً الى تحقيق حلم "امبراطورية فارس الكبرى" .
ان المواقف المخزية هذه والاصطفاف الى جانب الظلم
والهمجية المتمثل بسلطة ارهابية لاتخفي طائفيتها وعمالتها وفشلها وغرقها بالفساد
على كل المستويات بما فيها انتهاكات حقوق الانسان، سوف لن يثبط من عزيمة وارادة
شعب العراق والانبار وابناء الفلوجة الذي مازال ذكرها يرعب الاميركان المنهزمين
جراء بأس ابنائها والمقاومة العراقية الباسلة فيها، فثورة العراقيين قد اندلعت من
الفلوجة وساندها شعبنا الاصيل اذ تم توحيد المجالس العسكرية لثوار المدن بمجلس
عسكري عام انضمت اليه محافظات ومدن من الفرات الاوسط والجنوب، وسيمضي الثوار، بعون
الله، حتى تحرير البلاد والخلاص من بقايا المحتل بشكل نهائي.
(5) النصر قريب، وحذار من غدر الغادرين: لقد اقتربت بشائر النصر ودلالاته يفصح عنها الواقع
الميداني، حيث الهزائم المتلاحقة للقوات الحكومية والمليشيات المعتدية على يد ثوار
العشائر، رغم عدم التكافؤ، ورغم الاصطفاف الظالم الى جانب المالكي وعصابته وقلة
الناصر والمعين لثوار العراق، فقتلى وجرحى المهاجمين تترك في الساحات وعلى الشوارع،
وازدياد عدد الرافضين والمستسلمين من الجنود واحتماؤهم بالثوار، وعزوف الكثيرين عن
دعوات التطوع رغم اغراءات السلطة بالرواتب العالية والحشد التثقيفي الطائفي،
والحرب الاعلامية لفضائيات السلطة والقنوات ووسائل الاعلام المأجورة والمعروفة
بعمالتها، واتساع شرارة الثورة لتصل الفرات الاوسط والجنوب حيث اعلن عن تشكيل
مجالس عسكرية للثوار في (الناصرية
والسماوة وكربلاء ومدن عديدة في بغداد والمحافظات الاخرى) والعجز عن دخول
المدن لصمود الثوار وشدة بأسهم فكثيرا َ ما يهرب المهاجمون امام الثوار، تاركين
الاسلحة والعجلات والآليات التي تسلم من التدمير والاحتراق.
ولعل ابلغ الادلة محاولات السلطة التفتيش عن حلول خادعة،
واستمرار محاولاتها الغادرة لاقامة صحوات جديدة وايجاد خناجر غدر اخرى من داخل هذه
المدن للنيل من وحدة وقوة وتلاحم الثوار، فالنصر قد اقترب والمسألة مسألة وقت،
والمطلوب الحفاظ على روح النصر والصمود والاسناد الشعبي الواسع والشامل للثوار
الذين يمثلون العراقيين اجمع، وحذار حذار من الالتفاف على الثورة وخداع الثوار بالوعود
وشراء الذمم برش الملايين من المال السحت الحرام، والطعن من الخلف بخناجر الغيلة والغدر
ممن ارتبط بالعملية السياسية وممن يسمى بالصحوات وحزب الغادرين (ابو ريشة والحردان
والهايس و و..)، فهؤلاء خونة متآمرون وعملاء سبق ان وضعوا ايديهم بيد المحتل
الاميركي وملالي ايران، وسلطة وحكومة الارهابي الطائفي (نوري المالكي) الذين
يستهدفون ابناء العراق الاصلاء المخلصين والعمل على تحقيق اجندة الملالي بتفريس
العراق وإلحاقه واقطار عربية اخرى ببلاد فارس!
فلا تنخدعوا بهؤلاء ومن معهم فقد خذلوكم في المنازلات
السابقة واثَّروا على اداء وفعالية المقاومة الباسلة وعملياتها النضالية والجهادية
ضد القوات الغازية مما اخَّر هزيمة المحتل، وتتسببوا باهراق المزيد من الدماء
العراقية الطاهرة، فالتهاون امام دسائس النظام والغادرين
هذه المرة سيكون قاتلاً ونتائجه ستكون وخيمة اذا نالوا، لاسمح الله، من الثورة
واخترقوها باساليبهم الشيطانية، وعندها لن تعذروا وستتحملون مسؤولية ما سيحل
بالعراق والامة من ضعف وانهيارومآس وكوارث ، وهذا ما لانتوقعه فـ "فالمرء لايلدغ من جحر مرتين".
ومع هذا نذكِّر ونقول: حذار حذار من غدر الغادرين، فالنصر
قريب والخلاص آتٍ على أيديكم وان بشائره تلوح "ان
موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب" صدق الله العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق