موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

الفلوجة - دنشواي

مقارنة بين مدينتين، عراقية ومصرية، صارتا رمزين لمقاومة الشعب العربي في العراق ومصر للمحتلين الغاصبين، مقارنة يعقدها أخي الشاعر والكاتب الصديق جواد الحطاب، وتنشرها (وجهات نظر) لأهميتها.



الفلوجة - دنشواي
 جواد الحطاب
• لمن لا يعرف دنشواي اقول له: انها قرية مصرية؛ وارتبط اسمها بالكبرياء والمقاومة؛ نتيجة حادثة مشهورة كان طرفها الآخر الجيش الانكليزي (ايام الاحتلال البريطاني لمصر) فقد اعتدى ضباطه على حرمات القرويين؛ فمسحوا الاعتداء بدم الضباط انفسهم؛ ولأن للمحتلين اسلوباً واحدًا (رأيناه فيما بعد في عموم مدننا) اعتبر اللورد كرومر- الحاكم البريطاني لمصر آنذاك – انتفاضة القرويين نوعا من التمرّد؛ فقرر ان يعاقبهم وبقسوة؛ حماية لهيبة الامبراطورية البريطانية وسمعة جنودها .

• أظنّ ان المقارنة بين (دنشواي) المصرية والـ(فلوجة) العراقية لا تحتاج الى شرح وقائعي مطوّل؛ وان اختلفت الازمنة والامكنة؛ لكن الذي يحتاج الى تفصيل هو مآل هاتين المدينتين؛ فلدنشواي الآن متحف أنشيء على الارض التي جرت عليها وقائع الحادثة البطولية؛ وضمّ بين دفتيه ما يخلّد الناس هناك؛ من اعمال فنية (نحتاً ورسماً وشواخص) الى قصائد وكتابات ومؤلفات وصور فوتوغرافية .


اما الفلوجة البطلة فقد بقيت في العراء؛ وجلّ ما تطالب به الأن هو ان تساعدها الدولة على التعرف على رفات ابنائها؛ الذين حاول المحتل ان يعاقبهم دفاعاً عن هيبة جنوده؛ فلم يحصل لا على الهيبة ولا على سلامة الجنود؛ وللبطولة ثمن.. وقد دفعته الفلوجة بما يرفع رأس العراق ورأس اجيالنا القادمة (وانا اتحدث هنا عن الفلوجة قبل ان يصل اليها الارهابيون؛ وحاشاها.. فلم تتلوّث بهم؛ حتى وان استخدموا بيوتها الفارغة اوكارا لهم) .


هذه المدينة المناضلة تسوّرها اليوم المقابر الجماعية؛ فالاخبار تقول ان في شمالها الشرقي (مقبرة جماعية تحوي اكثر من 400 رفات قتل اصحابها بنيران الجيش الامريكي) وفي الاتجاه الغربي (مقبرة ثانية تحوي اكثر من 70 رفاتاً قتل اصحابها بنيران جيش الاحتلال في احداث نوفمبر 2004، ودفنتهم منظمات انسانية محلية ودولية مثل الهلال الاحمر العراقي والصليب الاحمر الدولي فضلاً عن متطوعين اخرين، وتتحدث الوثائق عبر اقراص فيلمية لدى السلطات المحلية بالانبار والفلوجة عن طبيعة الوفيات، فمن اصحابها من مات متحلل الجسد؛ ومنهم من مات من دون ان تخترق جسده طلقة واحد ؛ بل قتلته الرياح السامة؛ وبعضهم مجرد هيكل عظمي، وهكذا..


مقابل ذلك تسجل الاحصاءات الرسمية فقدان العشرات من مواطني الفلوجة في تلك المعارك، ورغم مضي سنوات على فقدانهم فان عائلاتهم تعيش دوامة الامل والقلق بآن واحد).
• لا نريد من الدولة ان تبني متحفا لهذه المدينة؛ ولا ان تدرّس بطولتها كما فعل المصريون مع دنشواي (دنشواي أعدم منها اربعة لا غير.. وسجن32من اهلها؛ فثار الشارع المصري؛ وكتب عنها احمد شوقي وناجي ابراهيم والزعيم مصطفى كامل ونقلوا معركتها الى بريطانيا نفسها؛ حتى أدان الجريمة برناردشو)!!
اقول لا نريد متحفاً؛ فقط (مختبرات تحليل الحمض النووي.. لانهاء ملف المئات من المفقودين حتى لا يبقى أهاليهم يعيشون في الوهم والتضليل).


أليس هذا أبسط حقوق الانسان التي ينادي بها المسؤولون في عراقنا الجديد؟؟

ملاحظة:
نشر المقال هنا

هناك تعليق واحد:

Anonymous يقول...

ثائر
الخلود الخلود لكم ياشهداءنا الابرار ..... الخلود الخلود لكم ياشهداءنا الابرار ....نسال الله تعالى ان يجعلنا مثلكم ..... وهل يعتقد العملاء الذين يحكمون ومن معهم وحتى من يشاركهم بطعامهم سينجون من قبضه شعبنا العراقي البطل ... عندما تحين الساعه سيعلمون مصيرهم ولو بقيت قطرة دم واحده في اجسادنا سنحاربهم قسمآ بدم شهداءنا الابرار لن يهدأ لنا بال ابدآ .....الا وقد ثأرنا لكم ولوطنكم الذي استشهدتم من اجله وانتم متمسكين بدين الله الحق

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..