في مقالين سابقين هنا و هنا كنا نشرنا عن خفايا صفقة الغاز التي أبرمها العملاء اللصوص المتحكمين بالعراق، مع شركة شل الهولندية وشريكتها الصغرى، ميتسوبيشي اليابانية، لكن اعترافات مهمة صدرت من احد كبار مسؤولي شركة شل، يمكن أن تضيف معلومات جديدة عن الفساد الذي يغلف هذه الصفقة الاستراتيجية، والغموض الذي صاحب التفاوض بشأنها، ثم إبرامها.
ويفضح هذا المقال الذي نشرته دورية (نفط العراق) المتخصصة بشؤون الطاقة في العراق، والتي تصدر من نيويورك، الجوانب الخفية في المفاوضات التي أجريت مطلع هذا العام وانتهت بإبرام صفقة حصرية مع شل، لاستثمار حقول الغاز في جنوب العراق.
مسؤولون من شركة شل يبرمون اتفاقا بشأن مجنون، ويبدو بو عزيز بجانب حسين الشهرستاني |
ويكشف المقال الذي يستند الى حديث لنائب الرئيس التنفيذي لشركة شل لشؤون الشرق الاوسط وافريقيا، منير بوعزيز، مع عدد من المسؤولين الأمريكيين، يكشف جهل المفاوضين (العراقيين) بأصول التفاوض في قضايا اسراتيجية بالغة الأهمية مثل هذه الصفقة، بما أتاح للشركة الحصول على صفقة تاريخية، لم تكن تتوقعها، بسهولة.
كما يؤشر المقال ان الأجواء السرية التي أحاطت بالصفقة، ألقت بضلال كثيفة من الارتياب حول الموضوع، حيث أعطت لشل امتيازات أفضل مما أعطت للعراق.
كما يفضح التقرير، نقلا عن برقية سرية أمريكية في 9 سبتمبر/ أيلول 2008 بعد لقائهم مع مسؤولي شل في البصرة، ان مسؤولي الشركة أجروا، على مدى خمس سنوات، جولات مفاوضات هادئة وسرية مع مسؤولين عراقيين خارج العراق، بدأت عام 2003، أي عندما كان العراق واقع رسمياً تحت الاحتلال الأمريكي، دون حكومة أو دستور.
واللافت للنظر، ان شركة شل، رأت انه ليس من مصلحتها إبرام صفقة تميل كلياً لصالحها على حساب العراق، لأنها تعرف ان اتفاقاً مثل هذا لن يكتب له النجاح تماماً، بسبب وجود معارضين محتملين، وبسبب مايمكن أن يؤثر على سمعة الشركة عالمياً، لذا قامت بتدريب (عراقيين) على طرق التفاوض وتعليمهم بعض القضايا الأساسية التي يجهلونها في هذا المجال.
المقال طويل وحافل بالمعلومات والمصادر، وهو مهم جداً، ولمن أراد متابعة نسخته الانجليزية، يمكنه التوجه الى موقع دورية (نفط العراق) التخصصية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق