مقال مهم جديد للأستاذ ضياء حسن، عن مستقبل العراق في أعقاب مرحلة سحب القوات الأميركية المقاتلة من العراق، واستشراف لآفاق المستقبل الذي تنبئ عنه ملامح يستقرأها استاذنا الكبير، بفكره الثاقب وبعد نظره المعروف.
كلام لا تنقصه الصراحة
العراق الى أين بعد رحيل عسكر الإحتلال ؟
ضياء حسن
علَّمتنا التجارب النضالية لشعبنا العراقي انه ما طوى بالنسيان صفحة مرة مرت في حياته كانت مليئة بالموت والقهر والدمار وبشراء الذمم وبخيانات بعض اهل الدار, واطماع اكثر من جار , وتنوع الحاقدين الاشرار !!
واذا كانت هذه الحقيقة قد جسَّدتها فظاعة ما اسفر عنه العدوان الاميركي الاحتلالي للعراق من اراقة للدماء العراقية ومن تجويع للعباد ومن دمار ونهب لثروات البلاد ومن خيانة قلة ممن سقط عنهم رداء ادعاء الذمة من بعض اهل الديار في فصل ربيع ذبح العرب فان خاتمتها لم تنبئ ابدا بغير ما ال اليه مصير الاحتلال.
رحيل مخجل بدأ خلسة احيط بسرية عالية لم تمنع المقاومين من ملاحقته بضربات موجعة وبلعنة التاريخ سبقها حذاء وداع بغداد في تشييع صلف بوش الاجرامي !!
وعلى الرغم من جسامة الجروح العميقة النازفة التي تعرض لها الجسد العراقي وما يزال , الا انه ظل نابضا يختزن قدرا كبيرا من الاحتمال ليمتص ما دبر له من جرم لم يتعرض له اي شعب من قبل , وقد استهدف حاضره, بل سعى لقطع كل صلة له بماضيه الحضاري العربي والاسلامي والانساني .
وقارئ التاريخ العراقي والعربي يدرك جيدا كنه هذا الشعب وصبره العظيم على المصاعب ومطاولته في مواجهة المصائب بكل اشكالها والوان المتورطين في تنفذيها .
وعلى هذا تتفق الشواهد التاريخية بدءا من جرائم هولاكو وصولا الى ابشع جريمة شهدها العصر الحديث على يد سيد الاجرام العالمي بوش ومرورا باحتلالي الجارين الفارسي والعصملي والثالث انكليزي خبيث .
فماذا كانت النتيجة, نهوض العراق من جميع ما تعرض له من مكائد واحتلالات نافضا ركام الدمار, واهله الصابرون اكثر عزما على ان يبنوا العراق من جديد ليواصلوا سعيهم لان يكونوا نموذجا حيا لامة العرب وللشعوب الطامحة للحرية والاستقلال والكرامة وللعيش الرغيد .
فاين هولاكو , وماذا كان مصير امبراطوريات ظنت ان سمة ((عظمى)) الفارسية والعثمانية والبريطانية تبرر استبداها وعدوانيتها على الامم الاخرى , الم تسقط جميعها بكل ما تلحفت به من سفه وطغيان وعسف وفجور ؟
فقد جرفها تجاوزها على اهل العراق وعلى ارضهم المكرمة التي حباها الله بان تكون حاضنة لانبياء ورسل وائمة اطهار اوائل حملوا رسالة الخير والسلام والمعرفة والمحبة للبشرية جمعاء , وظلت منبعا لشريان يتدفق على وادي الرافدين لتنشئ بين حناياه اولى الحضارات الانسانية التي شكلت قاعدة لما شهده العالم من تقدم علمي وتطور في مناحي الحياة المختلفة .
لذلك كان العراق بحكم عمقه الانساني , اقوى من اعدائه حتى وهو يواجه اعداء اليوم , فالم يشيع بوش من بغداد ,,بقندرة,, وماذا حل بتابعه بلير , الم يصبح مستخدما متسولا عند ابواب البيت الابيض مرة وكذلك على ابواب الراحل القذافي مرة واخرى, وعلى ابواب بريطانية كمحتال دولي اثار حفيظة البريطانيين واشارت اليه صحافتهم باستهجان ملحوظ .
ولا احسب ان ما اسوقه من اشارات تاريخية عن مواقف اهل العراق في احتواء تحديات واجهتهم عبر مسيرتهم منذ القدم القصد منها التخفيف من مخاطر تحديات كبيرة ما تزال ماثلة امامهم تستدعي :
اولا - المبادرة لمحاصرتها خطوة بخطوة بالالتفات الى تفاصيلها الصغيرة والكبيرة .
الثاني - التنادي لتوسيع قاعدة الفعل المحاصر لما يراد تمريره من قبل اعدائنا وهم متعددو الاطراف , ولكنهم ينكاون جرحا واحدا ما يزال نازفا بفعل اميركي وباسهام داخلي مقصود تباركه اطراف خارجية لها مصلحة باضعاف العراق لان نهوضه الجديد يقلب ستراتيجتهم راسا على عقب في عموم المنطقة .
الثالث- وجوب ان لا يزول عن بالنا اطلاقا بان هدف الادارة الاميركية من غزو العراق لا يقف عند تدميره واحتلاله وتنصيب العملاء لادارة الحكم فيه , وانما يذهبون الى الابعد من ذلك بتقسيمه والاجهاز على اقتداره نهائيا بتفتيت ارضه واهله , ليسكتوا صوته ويقيدوا حراكه الوطني والقومي , لياخذوا راحتم لتغيير معالم المنطقة بالكامل على وفق ما رسمته واشنطن وهي تخطط لغزو العراق بداية , وما اشاراليه نائب اوباما بايدن لاحقا من ان ادارته ستؤهله – اي العراق- ليكون لاعبا رئيسيا في بناء منطقة الشرق الاوسط .
وواضح قصد نائب الرئيس الاميركي من اشارته تلك وهو احتواء موقف العراق الدائم بالتصدي للسيسات الاستعمارية وسحبه للتورط بالاصطفاف الى جانب حلفاء البيت الابيض الذين مكنوه في الارض والاجواء وبفتوى المرجعيات من تنفيذ خطة غزونا وتدمير بنى العراق التحتية براحة وباقل الخسائر , بهدف ضمه الى قائمة الدول الناشطة في احضان العم سام العدو التاريخي للعراق والامة العربية وجميع شعوب الارض .
واستنادا الى هذه الحقائق الماثلة امامنا من دون لبس يفترض ان تعي القوي الوطنية في الساحة العراقية والعربية لعب الولايات المتحدة ليس للمرحلة الراهن حسب وانما للمراحل التالية ايضا .
فهي ان طالعتنا بوجه يدعي الحنية والشغف في تاييد تطلعنا للحرية والامن والرخاء الا انها لا تخفي عنا وجها واحدا , بل وجوها ملونة مغلفة بنيات اكثر سوءا من العدوان نفسه !!
فتباري المسؤولين الاميركيين باعلان استعدادهم سحب قواتهم العسكرية من العراق لا يعني التفريط بهيمنتهم المتحققة على الشان العراقي ابدا , فهو تغيير في الاسلوب ليس الا , وهذه حقيقة معلنة ومن قبل ,,العم بايدن,, منذ وقت ليس بالقليل ولكنها ربطته باستبدال الوجود العسكري بالعن منها,وان غلفت بالرداء الدبلوماسي-كنك سايز- المدمج بوحدات امنية والمغمس بعطر(السي اي ايه) والمؤمن بحماية ذاتية لا تحتاج لاستحصال موافقة من احد .
اما موضعة الاختلاف حول حمايات المدربين فهي محلولة لاحتواء اللغط المتداول حولها وما صاحبه من صراخ مبالغ فيه دعا الى عدم الموافقة , وانتهى الامر باعلان هادئ اكد الاتفاق على ما وافق قادة الكتل على تغيير طبيعة تسليح القوات المسلحة العراقية من الروسية الى الاميركية , وهو اجراء يستتبعه بالضروره وواقعيا توفير حجم من المدربين الاميركيين يتناسب من حجم الاسلحة التي سيشتريها العراق من الولايات المتحدة وانواعها والمدد التي تستغرقها عملية تدريب العراقيين عليها التي تتوقف على من سيختار لهذه المهمة ومدى كفاءتة ليكون اهلا لتولي مهمة تدريب المقاتلين وقبلهم قادتهم على حسن استخدام هذه الاسلحة وصيانتها في اطار التوجه الى جعل العلاقات العراقية الاميركية ستراتيجية .
فهل يعقل ان يشد السياسيون الخيط في مسالة المدربين في حين كانوا ارخوه عندما اجمعوا بلا حساسية على اقرار ستراتيجية العلاقات مع واشنطن وقبلوا من دون (لقلقة) استبدال السلاح الروسي باميركي ؟؟!
ترى لماذا هذا التناقض , اهو لزوم اللعبة التي تبدا بالتمنع عن اعطاء الموافقة الى درجة كبيرة يليه الانبطاح الكبير في اعطاء الموافقة باريحية كبيرة.
ومع كل الصخب الذي احاط التصريحات والتعليقات التي صدرت عن اطراف الجوقة الرسمية العراقية بهذا الخصوص فان ما طرحه اوباما عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الجمعة الماضية جمعته مع المالكي اعلن فيها الوفاء بوعده بان بقية قواته في العراق ستعود الى الوطن بحدود نهاية العام ,, وما قاله اوباما بهذا الصدد ليس جديدا هو قديم اضطرت له ادارته تخليصا لقواتها التي ظلت تنزف دما وهي تتعرض لمطاردة من فصائل المقاومة العراقية اينما ولت واحتمت,, .
,,فقرار الرئيس الاميركي بسحب قواته من العراق يعد طوق نجاة لهذه القوات مما يلاحق عناصرها من موت يداهمهم في كل لحظة يتاخر فيها جلاؤهم عن العراق ناهيكم عن كونه من ضرورات اقتضاها برنامجه الانتخابي وهو يسعى لترشيح نفسه لولاية ثانية كرئيس اميركي في العام المقبل ويتضمن وعدا بسحب ما تبقى منها خلاصا لقوات استخدمها بوش في جريمة تدمير العراق وقتل ناسه ومع ذلك لا الدمار نفعه ولا المذابح الغت شعبا جبل على الصبروالاحتمال وما انحنى يوما امام مجوسي كافر ولا جار غادر ولا عدواني تاريخه بائر, فامتيازه مستمد من وثوبه الدائم في مواجهة اصعب التحديات ومن وقفة مناضليه الذين جعلوا من تضحياتهم جحيما يستعر غضبا عراقيا تحت اقدام الغزاة وهم يلملمون بقاياهم المهزومة لاهثين الى جحور جاءوا منها محبطين مما وعدوا به , فلم يتلقوا وردا عراقيا تنثر عليهم وهم يدخلون الديار العراقية , بل كان الموت وحده المضييف الذي انتظرهم والمحظوظ منهم من اتيحت له فرصة ان يحمل عصاه ويرحل مصابا او عاجزا وفي احسن الاحوال مكتئبا فعلا , او ادعى الاكتئاب , وليس قليلا من اعيد جثة هامدة او اشلاءا مبعثرة الرؤوس و الاطراف التي لا احد يعرف لمن تعود وهي لعنة من الله تعالى ؟؟ ,,
اما جديد اوباما فنلمسه بقوله في نفس المؤتمر( اننا متفقان تماما – يقصد هو والمالكي - بشان طريقة المضي قدما في التعامل بين بلدينا .
ويضيف ان دولتينا تدخلان مرحلة جديدة وستكون هناك علاقات طبيعية بين دولتين صاحبتي سيادة في شراكة جديدة)!!
بينما قال المالكي كانت وجهات نظرنا متطابقة بضرورة الشروع في مرحلةجديدة من العلاقات الستراتيجية ضمن اتفاقية الاطار الاستراتيجي , مؤكدا اتفاق الجانبين على عقد اجتماع اللجنة التنسيقية العليا لاتفاقية الاطار الستراتيجي خلال اسبوعين واضاف بانهما اكدا اهمية تنفيذ بنود الاتفاقية في المجالات التنموية والعلمية والثقافية وغيرها,, مع ملاحظة ان التعاون
العسكري والامني قائم فعلا ولا يحتاج الى تاكيد فواشنطن مسؤولة عن تزويد المالكي بالسلاح من الان وحتى العام 2020وعن التدريب عليه وتامين الخبرة لادامة سلامته وفاعليته !! ,,
وذكر المالكي بانه قبل دعوة من اوباما لزيارة الولايات المتحدة ووعد بتلبيتها في اقرب فرصة .
ولكي لا يكون التطورالحاصل في العلاقات بين بغداد وواشنطن عرضة للتفسير الخاطئ بادرت هيلاري كلنتون ,, وهي مسؤولة الجمع الدبلوماسي الحاكم البديل للجيش الاميركي –الشالع من العراق – الى اطلاق تصريحات مستعجلة من دوشنبة عاصمة طاجكستان توضح بان الالتزام الاميركي تجاه ما اسمته المستقبل الديمقراطي للعراق ما زال قويا رغم الانسحاب الاميركي المقبل.
ولم تتردد كلنتون من الاعلان بان البلدين سيبقيان حليفان قريبان وانها تريد ان تؤكد بان اميركا ستقف مع حلفائها واصدقائها بما في ذلك العراق في الدفاع ,,تقول,, عن امننا ومصالحنا المشتركة !!!
ويبدو ان السيدة هيلاري كانت حريصة على تشبيه العلاقات بين بلادها والعراق بعلاقاتها مع حلفائها في المنطقة وخصوصا مع الكيان الصهيوني وان لم تورد اسمه كحليف قريب وهو عمليا الاقرب للدفاع عن (امننا ومصالحنا) التي صارت من وجهة نظر هيلاري مشتركة ؟!!
وما تحدثت عنه كلنتون تبعها في اعطاء تفصيلات مضافة اليه شارك بالحديث فيه مسؤولون اميركيون في الخارجية الاميركية والبيت الابيض وحتى البنتاغون ,واغمض العين عنه من يدعون بانهم قادة اطراف سياسية , ولكنهم عمليا ليس الا لاهثين وراء هدف يسعى الى ارضاء سيد واحد متفضل عليهم بان نقلهم من ارقام على يسار الصفر الى لاهثين للامساك بهذا الصفر لعلهم يحظون بملامسته على الاقل لينالوا رضا صاحب الامر وتتاح لهم فرصة الامساك الكراسي ومادرته وتدره عليهم من مغانم تسلخ جلود المواطنين وتفرط بثروات البلد .
وكان الثمن باهضا دفعه شعب العراق من دم ابنائه التي سفحها وما يزال يسفحها المحتلون والمليشياويون الطائفيون والانفصاليون والارهابيون من كل حدب وصوب تداخل في انجازها حقد اجنبي لئيم مصحوب بتفرج عربي اكثر لؤما ؟!!
وما فعله هؤلاء بالعراقيين وبالعراق من تدمير وقتل ونهب للثروات وتفتيت للبلاد واستباحة للحرمات شكل جريمة يندى لها جبين الانسانية لم يستفد منها سوى المحتل المهزوم ومن خلفه الصهاينة وبعض انظمة الجوار .
وطبيعي ان مثل هذه الجريمة المبرقعة بدستور مهلهل صيغ ليمتهن السيادة الوطنية وكرامة الشعب ويستهين بجنسيته العراقية ويفرط بوحدة العراق وقد مرر تحت ضغط الحاكم بريمر وبسيل الرشا المتدفق من جماعة الاقليم ومن مال العراقيين لينثرعلى من صاغوه وعلى زفة الشراكة المروجة له وجوقة المتحاصصين في البصم عليه .
ولا يظن ان مشوار العبث بمقدارات العراقيين قد توقف وان استهداف جذر الطيب العراقي لم يعد مشهرا.
فما يزال هذا المشوار حاضرا ولكن بتبديل في الوسائل وتغيير في الوجوه وتبادل في اداء الادوار .
فالمرحلة الراهنة وما تليها من خطى تركز في هدفها على العمل للنيل من الاقتدار العراقي المتثل الان بتصاعد عمليات مطاردة بقايا المحتلين وعناصر الردة والانفصال , مما يعد بنهوض اكثر وعيا ووحدة واشد باسا في مواجهة مخاطرالوجود الاميركي المستبدل للقوات العسكرية بما يوازيها من جيش للدبلوماسيين المدججين بالعناصر المخابراتية المحصنة امنيا برضا المؤيدين لتوفير مستلزماته وحتى بتاييد من يوحون بانهم يعارضونه !! .
وذلك ما تلمح اليه تصريحات اخيرة جاءت على لسان مسؤولين اميركييىن ادلوا بها لصحيفة الحياة- اللندنية- الثلاثاء الماضي مؤكدين عدة حقائق تتصل بالعلاقات العراقية – الاميركية المتوقعة بعد الانسحاب فقد افصحت عن :
1-تاكيد ناطق باسم الولايات المتحدة بان الانسحاب الاميركي من العراق يشكل نهاية للعسكري , وبداية لمرحلة جديدة من التعاون طويل الامد .
2- اكد نائب الناطق باسم السفارة الاميركية في بغداد كريس هانز مان ,بانه مثلما التزمت الولايات المتحدة بالانسحاب الكامل هي ملتزمة بتنفيذ الاطارالستراتيجي الذي نص على التعاون الامني والاقتصادي والثقافي وغيرها من المجالات
3- كشف هانز النقاب عن وجود لجنة مشتركة مهمتها متابعة مستجدات العلاقة بين واشنطن وبغداد , يراس الجانب العراقي فيها المالكي وتراس الجانب الاميركي هيلاري كلنتون وتضم في عضويتها وزراء من الجانبين وهي تواصل مناقشاتها الان بما يساعد على دعم العملية السياسية وقال قد انجزنا عملا رائعا وسنتواصل .
4-اعلن الحنرال بيوكنن الناطق باسم القوات الاميركية بان مفاوضات تجري في بغداد بشان المدربين الذين سيحضرون الى العراق بعد الانسحاب ويتحدد عددهم بحسب عقود الاسلحة الموقعة وينتظر ان ترتبط بمكتب خاص يقوده السفير جفرس وان الحكومة العراقية مسؤولة عن حمايتهم .
وتتوافق الاشارات الجديدة مع ما اعلنه مسؤولون اميركيون سابقا قالوا فيها انهم مع الانسحاب يقومون ببناء ,,شراكة شاملة مع العراق,, بموجب اتفاقية الاطار الستراتيجي وما يزال الكلام للمتحدث باسم هؤلاء المسؤولين ان هذه الشراكة , تشمل علاقة امنية قوية .
وهو ما اشرنا اليه في فقرة سابقة من ان الجانب الاميركي شكل وفدا موسعا ضم مجموعة من الاختصاصيين يمثلون الجهات الاميركية المختلفة من سياسية واقتصادية ونفطية وامنية , وطبيعي عسكرية تتطلبها طبيعة تغيير اسس بناء القوات العسكرية والامنية العراقية , تسليحا وتدريبا 0 .
اما كيف وعلى اي اساس تقوم طبخة الشراكة هذه وعلى حساب مصلحة من ,فتلك هي القضية التي تلوذ بالصمت عنها جميع الاطراف الغائصة حتى الرقاب في مستنقع العملية السياسية الذابحة للعراق واهله تحت غطاء اجتثاثهم ,,بمساءلة شفافة وعدالة ديمقراطية مفرطة,, تقتل العراقي وتمشي بجنازته !!
ولا يفوتنا ان نذكر بالمناسبة ومن باب الاعتراف بحرص تلك الاطراف وشفافية صمت في تعاملها مع القضايا الاخرى المتصلة :
1-بمستقبل العراق وحدة ارض وشعب .
2-بحماية الثروات الوطنية المنهوبة بترتيب مشرعن من قبل حكومتي المركز والاقليم .
3-بموقف حازم وحقيقي شريف يقطع دابر التصفية المنظمة للعراقيين في اي مكان يتواجدون فيه خصوصا وان الجميع يعرف من هم القتلة واي عناصر تقود القوات الامنية المدمجة بمجرمين محترفين كانت لهم اليد الطولى في قيادة وتنفيذ عمليات الذبح الطائفي في البلاد .
4-بوقف تورط الحكومة المفضوح بجميع مسؤولي مرافقها في نهب المال العام والهروب به الى خارج البلاد وحسب جنسياتهم المكتسبة , واسالوا الدول التي تدعي الديمقراطية وفي مقدمتها انكلترا وفرنسا عن كمية الاموال العراقية التي دخلت في رصيد عملائهم في بنوكهم منذ غزو العراق وحتى الان, والحبل على الجرار , ناهيكم عن البنوك الايرانية التي تبدو متخمة بما استحصلته المرجعيات من حلال العراقيين بالمكر والتضليل, فكم هي الاموال العراقية المسفوحة على يد الحكام واتباعهم ؟؟
5-بالتصدي -ولو بالتظاهر- لكل المصائب التي تحاصر العراقيين من تجويع وبطالة وفقدان للامان وجميعها تصب في خدمة مخطط الغزاة لانها تؤدي الى طريق واحد لا غيره ,طريق التفكك الاجتماعي وفساد الذمم واباحة المحرم , والعياذ بالله .
وعلى الجميع ان يعوا حقيقة واحدة قد تكون غابت عنهم او هم غيبوها عن انفسهم , ظنا ان محنة الناس تلهيهم عن ادراك ان المتورطين في انعاش العملية السياسية المتدرنة حتى النخاع هم جميعا مدانون بكل ما افرزته من حجم اجرام بحق الشعب والوطن ومن تفريط بالسيادة والثروات , ولن تنفعهم محاولات التنصل من مسؤولية ما حدث من فواجع باطلاق تصريحات تناى بهم عن مساءلة العراقيين لهم .
فهم مشاركون بالعملية السياسية المؤمركة وهم اعضاء في الحكومات المنبثقة عنها محاصصة ومشاركة , فلم يجرؤ اي واحد من قادتهم او اتباعهم الذين اغرقهم رئيس الحكومة بالامتيازات التي يحصلون عليها وبتغطية تكاليف الزمر الامنية التي تتولى حمايتهم .
فهم لا يستطيعون نهيه عن فعل باطل, ولا بالناي عنه باستقالة فردية ولا جماعية , كما انهم لا يجراون على الانسحاب من تورطهم في الافساد السياسي الذي تسبح في مياهه الدافئة حكومة الوحدة ((الوطنية)) التي ركبها بايدن واعطى هيلاري مسؤولية متابعتها !!
ولا نستثني احدا من هؤلاء المتورطين الذي جمعتهم نية نهش العراق , وان اختلفت ماربهم ونياتهم اللئيمة .
فناقصو الجاه والذمة والوفاء للاهل والوطن-وما اكثرهم- وجدوا في بيع انفسهم للاعداء ضالتم لكسب مواقع اكبر منهم حجما وقيمة , ليستمروا في افتراش مساحة الدولة في زمن الشراكة الشاملة من اعلاها الى اسفلها للتسابق في تسويق بضاعتهم البائرة المسربة من وراء الحدود حاملة الموت لاهلنا وبث الفتنة والاحتراب بينهم تمهيدا لخطوة تالية وخطرة .
و تتمثل في تفتيت وحدة العراق وهي التالية في مخطط العدوان الاميركي الذي يلعب الدور الرئيس فيه انفصاليو الاقليم وفي مقدمتهم برزاني وطالباني اللذين حركا زعانفهما لاطلاق تصريحات بكائية تدعي ان الوقت قد حان ,,لاقامة دولة كردية,, و قد تناوب على هذا الاعلان عدد من قيادي الحزبين الانفصاليين بمشاركة من رئيس برلمانهم كمال – قرقوزلي - يدعي انه كركوكلي الذي اكد في مؤتمر صحفي عقده في اربيل المطالبة بتشكيل دولة مستقلة ومشيرا الى ان قبولهم البقاء كجزء من العراق الى ان يحين الوقف المناسب , لان لنا مقومات الدولة ونحن شعب تعداده حوالي45 مليون نسمة ومساحة كردستان بجميع اجزائها اكبر من مساحة العراق !!!
واردفه هؤلاء (( الجهلة )) برفع علم اقليمهم المحتضن عراقيا والمرفوع بموافقة شعب العراق وحماية من اهله داخل محيط الاقليم وليس فوق مؤسسات عراقية تحتضنها ارض عراقية نجيبة في خانقين ومنفذ العراق الحدودي لم يقر اهل العراق التنازل عن حق عراقي في ارض يتوجدون في كنف حضنها منذ ولدوا ومثلت اطار تلاحم وطني اثير جمع اطيافهم على المحبة والتضحية بالروح دفاعا عن عراقيتها ضد اعداء تربصوا بها طويلا وردتهم بما امتلكت من اقتدار وطني مشهود قبل ان يدير الاقليم ظهر المجن لابناء العراق ويكرسوا انفسهم لخدمة المحتل الغادر في الضد من الوطن وتوحد اهله الذين يعود لهم فضل الاعتراف بالحقوق القومية و السياسية و الثقافية لشعبهم الكردي .
وكان البعثيون منهم وراء اصدار بيان 11 اذار الخالد الذي صاغه الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ليكون وثيقة تاريخية استندت اليها قاعدة تاسيس الاقليم بارادة جميع العراقيين وتامين حماية التجربة حتى من المغامرين وفي مقدمتهم جلال الطلباني الذي غدر بصاحبه مسعود كما سبق وان غدر بوالده الشيخ مصطفى البرزاني رحمه الله في حين ان مسعودا سولت له نفسه ان يصطف مع جلال في غدر من منح الكرد حقوقهم , ومن حماه من حماقة واطماع المام جلال ؟!
فاين وفاء مسعود قبل جلال للوطن الذي عاش تحت ظلاله الوارفة , ومن سيحميه من الغادرين مستقبلا بعد ان وجدناهم متوحدين الان في خندق العدوان على العراق فاستباحوا حدوده الشمالية وقصفوا قراه الكردية الواقعة ضمن اراضي الاقليم بعلم من سادتهم الامريكيين وهم عاجزون عن حمايتها بعد ان فرطوا بالعراق وتواطؤا مع الغزاة على تدميره ونهب ثرواته ؟!!
وما يزال الاعداء يراهنون على استمرار ادائهم لدورهم العاق في الترويج للفدرلة خدمة لهدف اميركي- صهيوني سعى طويلا لتفتيت العراق في مرحلة حرجة يعيشها العراقيون وهم يواجهون كيدا مغلفا باردية ظاهرها يدعي ان العراق والولايات المتحدة حليفان مقربان تضمهما شراكة تلتزم واشنطن اتجاه مستقبل العراق كدولة ديمقراطية افترضت هيلاري تبرعا انها ستقف مع حلفاء اميركا في المنطقة مدافعة عما وصفته بامننا ومصالحنا المشتركة اي امن ومصالح الاميركيين في المنطقة في المقدمة من ذلك تولي حكومة المالكي ضمان امن من سيحل محل جيش الهاربين وحماية مصالحهم غير المشروعة المحققة بحكم الاحتلال وادامتها لاكثر من ربع قرن قادم كما نصت على ذلك اتفاقيات التفريط بالثروة النفطية الهائلة والغازية البكر.
ان العراقيين مطالبون بالحاح اكثر اليوم بوحدة صف امنع تعزز وقفة تلاحمهم مع قوى المقاومة في تصديها للاعداء وقواتهم المهزومة التي تجر اذيال الخيبة وهي تسابق الزمن لتتفادى حسابا عراقيا عسيرا انتظرها طويلا .
فلتتوحد الارادة الوطنية على طريق التحرر من ضعف طارئ مر بنا وحان الوقت ان ننفض عنا غباره لننطلق اكثر تنظيما وعزما في حومة نحن اهلها ورجالها لاسترداد وطن يحن الى دفء افتقده وغيب عنه بكيد اميركي عدواني وبفعل طائفي جائروبجرم ارهابي لئيم .
فلنكن كما ارادنا المواطنون العراقيون دائما , بارين بشعبنا , بنائين لمستقبله الواعد بخيرعميم .
ولنعيد الى وجوه اطفالنا بسمة يستحقونها ولوجوه الامهات الماجدات والاباء والشباب والشابات فرحة وامنا عبث بهم جرم محتل غادر ولى بعضه , وبقيته تولي الادبار الان , وكامله يستكمل انسحابه الى غير رجعة عن قريب .
اما الماكث في ارض الحناء والكرامات وينابيع الخير والشهد فهو شعب العراق , والمقاومون والمناضلون من اهله وفي مقدمتهم البعثيون الذين ما لانت لهم قناة وهم يقارعون اعداء الشعب بتضحيات كبار.
اما القتلة والسراق والمفسدون والانفصاليون والفرس واتباعهم الطائفيون, وكل من جار على العراق واهله وشهر سلاح التصفية والاجتثاث في وجه مناضليه وعلمائه ومثقفيه وصحفييه ومقاتليه ورجال امنه , فزبد يذهب جفاء, وذلكم حكم الله والتاريخ, لا مجال لنكرانه ولا امكانية لأحد منهم ان يتفاداه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق