في أدناه مقالة بعثها لنا كاتبها، الأستاذ محمد سيف الدولة، تتحدث عن ضرورة عزل اللوبي الأمريكي والصهيوني في مصر، حماية للثورة المصرية وتحقيقاً لأهدافها.
ويرى سيف الدولة، ان هذا اللوبي في مصر يتمثل، أساساً، في أعضاء الحزب الوطني المخلوع، باعتباره أكبر تجمع سياسي منظم يعمل لخدمة الأهداف الأمريكية والصهيونية في مصر.
ومن الواضح ان المقال لايرمي إلى إنتهاج سياسة اجتثاث، كتلك التي ينتهجها الاحتلال الأمريكي الفارسي وعملائه في العراق، ضد أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي، إذ ان المقصود، حصراً، هو عزل المنهج الخياني التآمري الذي يقوم به أعضاء حزب الفرعون المخلوع.
مصطفى
..........
عزل اللوبي الأمريكي في مصر
محمد سيف الدولة
ان عزل أعضاء الحزب الوطنى هو أقل ما يجب اتخاذه من تدابير احترازية ، قياسا على الجرائم التى قام بارتكابها هذا الحزب فى حق مصر والمصريين .
فهو لم يكن مجرد حزب سلطوى افسد حياتنا السياسية واستأثر بها فى حماية امن الدولة والامن المركزى .
بل ان حكايته اخطر من ذلك بكثير :
فهو حزب تم تأسيسه وتصنيعه بأوامر أمريكية مباشرة ليكون أمينا على التبعية للأمريكان وعلى السلام مع إسرائيل ،
و بشرط أن يكون على رأس برنامجه السياسى ان ((السلام مع اسرائيل خيار استراتيجى ))
والسلام كما نعلم هو الاسم الكودى لأمن اسرائيل
ولذا اصبح لزاما على من يحكم مصر ان تكون حماية اسرائيل على راس اولوياته.
وهذا هو ما عبر عنه الدكتور مصطفى الفقى حين قال منذ ما يقرب من سنة ان رئيس مصر القادم يجب ان يحظى بموافقة أمريكية وقبول اسرائيلى .
مصطفى الفقي |
وبالفعل فان برنامج الحزب الوطنى ينص صراحة فى احد إصداراته الحديثة على (( تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية كفالة لمصالحنا الوطنية وتوافقا مع عقلانية سياستنا الخارجية )) .
وهو ما يتنافى مع ابسط قواعد الكرامة الوطنية التى يجب ان تخجل وتستحِ من تسمية دولة أجنبية بعينها فى برنامج حزبها الحاكم .
ولقد كشف الدكتور مصطفى خليل رئيس وزراء كامب ديفيد هذه الحقيقة بوضوح فى حديثه لجريدة الشرق الاوسط بتاريخ 6/7/ 2002 حين قال : ((ان الولايات المتحدة طلبت من مصر قبل إقامة اتفاقية السلام مع إسرائيل إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية تشمل عمل تعددية حزبية وإجراء إصلاحات اقتصادية والتحول عن النظام الاشتراكي الى الراسمالى ))
وكان ذلك بهدف تامين وضمان العلاقات مع اسرائيل بنظام سياسى كامل وليس برئيس جمهورية فقط قد ينقلب خليفته علي سياساته 180% كما فعل السادات نفسه مع عبد الناصر .
اما عن المُنَظر الأول للحزب الوطنى الدكتور عبد المنعم سعيد فلقد دافع بجرأة بالغة عن (((التبعية الصريحة ))) للولايات المتحدة فى سلسلة مقالات أوضحها كان مقال بعنوان السياسة الخارجية والأمن القومى ، نشره فى جريدة الأهرام فى صيف 2002 طرح فيه مزايا إتباع مصر لسياسة خارجية موالية للأمريكان أسماها ((إستراتيجية المشاركة مع الخصوم أو اللحاق بهم )).
عبدالمنعم سعيد |
ولكن على راس كل ذلك ، فان الشاهد الاكبر على التبعية والخضوع هو السياسات الخارجية والداخلية التى انتهجها النظام بالفعل على امتداد ما يزيد عن 35 سنة ، والتى أصبحت معروفة الآن للكافة .
* * *
وبالتالي فان عزل رجال الحزب الوطنى هو فى حقيقته عزل لأكبر تجمع سياسى منظم ( لوبى ) يمثل ويعمل لصالح المصالح الأمريكية والإسرائيلية فى مصر ،
وهو بالطبع ليس اللوبى الوحيد ،
ولكن البدء به سيمثل خطوة مهمة لحماية مصر الثورة .
فهى قضية امن ثورى .
* * * * *
هناك تعليق واحد:
بكل تأكيد و بلا أدنى شك فان الحزب الوطني الذي تم اعادة تأسيسه على يد الرئيس الراحل أنور السادات و تم حله في أعقاب الثورة الاخيرة في مصر يمثل قوة سياسية رئيسية تؤمن بما يسمى بالسلام مع اسرائيل الذي يعني في جوهره الخضوع التام لها. و لاشك أن الواجب الاساسي اليوم يستلزم من كل الشرفاء العمل و بشكل دؤوب على فضح السيئات الفكرية و العملية لهذا الحزب و كشفها أمام الناس الا أن من المهم أيضاً و بدرجة أعلى و أكثر أهمية السعي لرفع شعارات ثورية و تعميم ثقافة تنادي بالحذر الشديد من أية أعمال و اتصالات مع الصهاينة و الامريكان و أية قوى أجنبية تحاول التدخل في الشؤون العربية و اتخاذ القرارات نيابة عن العرب تحت أي مسمى. لابد من العمل ليس فقط على عزل الحزب الوطني الذي غدا ضعيفاً و عارياً و مفضوحاً و مكروهاً من قبل الجميع بل لابد و في اطار العمل على نبذ جوهر سياسة هذا الحزب القائمة على التبعية للاجنبي من فضح و تعرية أية قوى محسوبة على الثورة و لا تتخذ موقفاً صريحاً من يؤكد على مقاومة كافة أشكال التدخل في الشؤون العربية و الشؤون المصرية من قبل كافة القوى الخارجية اقليمية أو امريكية أو صهيونية
إرسال تعليق