كذاب، وحياتك كذاب!

لم يألف التاريخ العراقي إيثاراً على هذا النحو..!

اثنان يصرفان من جيبهما الخاص، على العراق، والعراقيين، في بادرة لم يشهدها التاريخ من قبل، ومتى في زمن تصدر فيه العراق قائمة اللصوصية والفساد الإداري والمالي في العالم.

قصة لم تحدث في أتفه الأفلام..

الرئيس أسامة النجيفي، ماشاء الله كم هناك من الرؤساء في العراق، أصدر أمراً يإيفاد اثنين من أشقائه (محمد عبدالعزيز وأحمد عبدالعزيز) وابنه (سنان أسامة عبدالعزيز)، وربما ابن احد اشقائه (صلاح الدين أحمد عبدالعزيز)، في سفرة الى بريطانيا وسويسرا، وكنت أرغب بأن أحدثكم عن هذا الإيفاد العائلي، ولكن ظروفاً خاصة حالت دون ذلك، رغم حصولي على الوثيقة التي تؤكد ذلك.

اليوم طلع علينا مكتب (الرئيس) الإعلامي ليؤكد لنا ان شقيقيه رافقا الوفد المذكور على حسابهما الشخصي، و"انهم يتحملون بأنفسهم تكاليف السفر والاقامة الى لندن وبيرن من دون ان يجهدوا ميزانية الدولة العراقية حتى فلسا واحدا".

لا بل ان المكتب المحترم يتمادى في كذبه وكأن الشعب العراقي، يعيش في غيبوبة تامة، ليؤكد ان "المعنيين اعلاه, هم مستشارون يعملون بعقد في مكتب الرئيس النجيفي في مجلس النواب بدون ان يتقاضوا اي راتب او يستلموا مكافات تذكر لغاية يومنا هذا, وانهم يعملون بجهد وطني وبدون مقابل لم يألفه التاريخ العراقي".

الله أكبر، صار لآل النجيفي فضل في رقبة كل عراقي، فاثنين، على الأقل، من هذه العائلة، يخدمون العراق وشعبه بلا ثمن، في بادرة لم يألفها العراقيون، عبر تاريخهم، من قبل.

ماهذا الاستغباء الذي لاينطلي على أحد وتحميل العراقيين جميلاً كاذباً، وأجزم انه كاذب.

وبرغم انني أعرف وتعرفون قرائي الكرام، أن لا أحد في هذه الدنيا يعمل مستشاراً لرئيس برلمان (دولة الفرهود) أو غيرها، ولايتقاضى راتبأ أو مكافأة مقطوعة، خصوصاً ان المعنيين متعاقدون مع رئاسة المجلس للعمل بصفة مستشارين، وأي عقد يتضمن حقوقاً وواجبات مترتبة على للطرفين، فكيف يعمل هؤلاء مجاناً، لوجه الله مثلاً، أم وفاءً لنذر كانوا ألزموا به أنفسهم من قبل؟

أقول برغم ذلك، الا ان هذه القناعة وحدها لاتكفي، إذ انني حينما أجزم بذلك، فإنني أمتلك وثيقة رسمية تثبت كذب كاتب هذا البيان التافه، وكذب من وافق على إصداره.

تقول الوثيقة الموقعة من قبل السيد (الرئيس) أسامة عبدالعزيز النجيفي والمرقمة 1/7/438 والمؤرخة في 26/9/2011، "تقرر تشكيل وفد برئاستنا والسادة المدرجة أسماؤهم لاحقا من أعضاء وموظفي مجلس النواب للمشاركة في أعمال الدورة 125 للاتحاد البرلماني الدولي المزمع عقدها في سويسرا/ بيرن ويتحمل مجلس النواب كافة تكاليف السفر والإقامة لكافة أعضاء الوفد)".

أسألكم بالله من نصدق (الرئيس النجيفي) القائل بأن "مجلس النواب يتحمل كافة تكاليف السفر والإقامة لكافة أعضاء الوفد" أم مكتبه الاعلامي، الذي يزعم، كاذباً "انهم يتحملون بأنفسهم تكاليف السفر والاقامة الى لندن وبيرن من دون ان يجهدوا ميزانية الدولة العراقية حتى فلسا واحدا"؟

كلمة واحدة أقولها لكم يا (سيادة الرئيس):
عيب عليكم تكذبون وتحملون العراقيين جمائل وأفضالاً كاذبة، عيب وألف عيب..

وأترككم، قرائي الأكارم، مع الوثيقة ...