خبر صغير مرَّ على كثيرين ومنهم كاتب هذه السطور، فقد كنتُ مشغولاً بمفردات يومية أخرى، وجدتها، حينها، أكثر أهمية، وكنت على خطأ كبير.
الخبر يقول ان العراق استعاد، جزئياً، سيادته الجوية، حيث أصبحت أجواء العراق، دون 15 ألف قدم، تحت سيطرة حكومته، بعد أن قامت القوات الأمريكية المحتلة من تسليم السيادة على الأجواء الى السلطات العراقية المختصة، في القاطع الشمالي، فيما تستعد لتسليم قاطع بغداد في أكتوبر/ تشرين أول الحالي.
ومع ان السيدة عشتار العراقية، تناولت الموضوع بطريقة ساخرة، بشأن مايمكن للعراق فعله في الـ 15 ألف قدم التي باتت حكومته (تتمتع) بالسيطرة عليها، على اعتبار أن معظم الطائرات تستخدم ممرات جوية أكثر ارتفاعاً من ذلك، أقول مع ذلك الا انني أجد ان في الأمر مخاطر جسيمة.
وتفصح الخطوة الأمريكية عن غباء واضح أو تنسيق تآمري مع طهران، أو كلاهما معاً، وهي في كل الأحوال خطوة خطيرة جداً.
المخاطر التي أود لفت الأنظار إليها تتعلق بمايمكن أن تستفيده إيران وحزب الله من هذه الخطوة.
هنا ألفت الأنظار الى ان إيران كانت، ولسنوات، تستغل الأجواء التركية لنقل شحنات من الأسلحة إلى حزب الله، حليفها وممثلها في لبنان، لكن أنقرة وفي سياق إدراكها لمدى خطورة استمرار غض النظر عن هذه المساعي الإيرانية، قررت وقف الجسر الجوي الإيراني المار عبر أجوائها، حيث قامت خلال الأشهر القليلة الماضية بتحجيم أو منع عبور الأسلحة الإيرانية الى حزب الله، بل انه أعلنت بشكل واضح، انها أجبرت، وخلال أسبوع واحد، طائرتين ايرانيتين على الهبوط لغرض التفتيش في إحدى مطاراتها العسكرية (انظر هنا و هنا).
وقد تلقفت منظومة الحكم في إيران نبأ استعادة حكومة العراق السيادة الجزئية على أجوائه باهتمام ملحوظ، حتى ان وكالة أنباء فارس، كانت الوحيدة، بحسب علمي، التي نشرت الخبر باللغة العربية.
إن المخاطر المتوقعة من خطوة مثل هذه، تتمثل في كونها ستجعل الأجواء العراقية مفتوحة، ولو جزئياً، أمام الطائرات الإيرانية وبما يشكل التفافاً على الحظر الذي تسعى أنقرة لتطبيقه، على إمداد حزب الله، وربما سورية أيضاً، بالأسلحة الإيرانية.
ولاشك ان فتح الأجواء العراقية سيسهِّل على النظام الإيراني استمرار العبث بلبنان ومناطق أخرى، وهو أمر لاينبغي للمعنيين في المجتمع الدولي إغفاله.
أما إذا أغفل العالم مخاطر هذه الخطوة وغضَّ نظره عنها، وهو أمر شبه متوقع، فإن حلم النظام الإيراني يكون قد تحقق بالكامل في بسط سيطرته على المنطقة الممتدة إلى لبنان عبر االعراق وسورية، حيث سيستلقي نفوذه على شواطئ البحر المتوسط، مستمتعاً بشمسها ورمالها، وحينها على العالم أن ينتظر موجة جديدة من العبث بمقدرات منطقة ملتهبة أصلاً، وإعصار إرهاب يذكِّر بما كان يحدث في ثمانينات القرن الماضي عندما كانت بيروت مسرحاً لإرهاب عملاء إيران.
انها اذن جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة جرائم المحتل الأمريكي، الذي يسعى، خلافاً لكل ماهو مُعلن، إلى تقديم المنطقة كلها إلى إيران على طبق من فضة، رداً للجميل المترتب في عنق واشنطن إزاء الخدمات الإيرانية في تسهيل احتلال كابول وبغداد.
ملاحظة لاحقة:
يمكن متابعة إضافة مهمة جديدة على الموضوع هنا.
ملاحظة لاحقة:
يمكن متابعة إضافة مهمة جديدة على الموضوع هنا.
هناك 4 تعليقات:
ارجو ان لا نقول انتقل لالامر لسيادة العراق لان العراق لاسيادة له لانه بلد محتل من اطراف عدة امريكية وفارسية صفوية وصهيونية
اخي غير المعرف
كلامك صحيح تماما ولكنني احببت نقل الخبر بالصيغة التي ورد بها.
شكرا لملاحظتك القيمة.
يمكنك مشاهدة الطائرات الايرانيه السوداء وهي تعبر الاجواء العراقيه فوق دهوك في الصباح الباكر من كل يوم ومنذ اسبوعين وسماع ازيزها مساءاً,واتجاهها من الشرق الى الغرب وعلى ارتفاعات متوسطه ترى بالعين المجرده وبلا ناظور.
وكيف نتأكد انها ايرانية؟
هذه شهادة مهمة جدا، ارجو التوضيح بتفاصيل اكثر
مع التقدير
إرسال تعليق