موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأربعاء، 11 يوليو 2012

رويبضة الوقف السني!

أجبرني الفضول الصحفي على الاستماع لحلقة كاملة من برنامج قناة العربية "صناعة الموت" والذي خصصت للقاء أحد أشهر الرويبضات الذين أبتيلنا بهم في العراق، فوق بلاء الاحتلال والسفلة المجرمين العملاء.
ومع انني أعتقد ان هذا البرنامج مجرد حالة دعائية عقيمة ضد تنظيم القاعدة وفكره، الذي نختلف معه ويختلف معنا، في كثير من المواقف، الا أنَّ حلقة اليوم من هذا البرنامج كانت أكثر عقماً وأشدَّ سماجة وأثقل على النفس من أثقال الجبال الشاهقات.

وقد تميزت الحلقة بسماجة منقطعة النظير، لأسباب عدة: لموضوعها وشخصية المحاور وضيف البرنامج.
فالموضوع مكرور على نحو مقرف، والمحاور بسيط وساذج ومازال غراً في عالم الصحافة، كما عرفته منذ 10 أعوام، أما الضيف فحدِّث عن تفاهته ولاحرج.
فقد خصصت قناة العربية حلقتها لمحاورة الرويبضة أحمد عبدالغفور السامرائي، المنصَّب، بأمر عملاء المنطقة الغبراء، رئيساً لديوان الوقف السني.
ولنترك الموضوع والمحاور، ولنناقش بعضاً مما جاء به هذا الرويبضة، الذي تمكنني معرفتي الشخصية به من إصدار حكم بصدده.
أعرف جيداً انه لم يكن أكثر من إمام وخطيب بسيط مغمور في زمن النظام الوطني الشرعي، وكان يتوسَّل فرصة للظهور الاعلامي والاجتماعي، هنا أو هناك.
وحينما احتل العراق انضمَّ الى هيئة علماء المسلمين في العراق، وتسلَّق فيها ليكون واحداً من أعضاء أمانتها العامة، ولعل واحداً من أخطاء الهيئة، انها دفعت به، من غير قصد، إلى الأضواء، بأن عهِدت إليه بتولي مسؤولية خطبة الجمعة في جامع أم المعارك، الذي استبدل اسمه ليكون أم القرى، وأصرُّ على تسميته بذلك، لأن من أمر ببنائه، وهو الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله سمّاه كذلك، وقد كنت أحرص شخصياً على أداء صلاة الجمعة هناك، وأوجِّه الأصدقاء بضرورة الحضور إلى الجامع، لأن موضوعات الخطبة كانت تحريضية ضد الاحتلال وأذنابه، وهي مهمة خطبة الجمعة الحقيقية في زمن احتلت فيه البلاد واستبيحت فيه محرَّمات العباد.


ويتذكر رواد ذلك الجامع المبارك، ان أحمد غفّوري، كما كان يُعرف حينها، كان من أشد المحرِّضين بإسلوبه الخطابي التهييجي وصراخه الشديد وبكائه الذي لايعلم حقيقته الا الله، وإن كنا نستطيع الحكم عليه من خلال سلوكه اللاحق.
وفي نهايات العام 2004 أو بدايات العام 2005 قررت عدم الذهاب الى هناك أيام الجمع، لأن منهج الخطيب، وهو رويبضتنا، أصبح يميل أكثر فأكثر إلى منهج عملاء المنطقة الغبراء، وتسويق برامجهم وسياساتهم، وهي محاولة تم التنبيه ليها مبكراً، الا ان المعنيين، ولا أقصد هيئة علماء المسلمين، لم يستمعوا لذلك التنبيه جيداً وقتئذ.
بعد ذلك بدأ هذا الدعي بالتقرِّب إلى صفوف العملاء مدفوعاً باعتبارات شتى، لعل في مقدمتها علاقته العشائرية والمناطقية مع بعض رموز الحزب الاسلامي العراقي، وقدرته الفذة على التلوّن، الأمر الذي سهَّل للمعنيين في الأوساط السياسية التي تدَّعي تمثيل السنة العرب في العراق، استخدامه لأغراضها السلطوية والطائفية، بعيداً عن مصلحة الوطن وأبنائه، وبعيداً حتى عن مصالح أبناء المذهب الذي يدَّعون تمثيلهم.
وما إن تسنَّم هذا الدعي منصبه في رئاسة الوقف السني، في ظل ظروف عام 2006 المعروفة، حتى بدأت موجات من الفساد الإداري والمالي لا حصر لها، وهي موجات، متواصلة، ينبغي الحديث عنها بتفصيل مناسب في وقت لاحق، ثم كان له الاستيلاء الكامل على جامع أم المعارك، ثم موقفه، مدفوع الثمن، من هيئة علماء المسلمين وأمينها العام الشيخ الجليل حارث الضاري، وموقفه من فصائل المقاومة الوطنية العراقية، ودعمه لمشروع الصحوات التخريبي، وتنسيقه الدائم مع القوات المحتلة، دون خجلٍ أو حياءٍ أو خوفٍ من هول مشهد الوقوف بين يدي جبّار السماوات والأرض الذي لاتعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض.

غفوري يتناول الطعام مع أسياده الجدد في جامع أم المعارك ببغداد
وعودة إلى حوار "صناعة الموت" ذكر السامرائي انه انضمَّ الى جماعة تكفيرية قبل 36 عاماً، وأن انضمامه الى تلك الجماعة ذام 21 يوماً فقط، ولا أريد أن أخوض في هذا الموضوع الذي لا علم لي به نفياً أو إثباتاً، وانما يهمني تشديد القول على ان العراق لم يعرف انتشار الأفكار والجماعات التكفيرية في العقود السابقة، رغم وجود بعض التيارات المنتمية إلى الفكر السلفي المحرَّف في بعض المدن والقرى في وسط وغرب البلاد، ولم يعرف العراق، بحسب علمي الموثَّق، أي وجود لتنظيم القاعدة على أراضيه، سوى تنظيم أنصار الاسلام في محافظة السليمانية، حينما كانت السليمانية، وشمال العراق كله، خارج اطار السلطة الشرعية للدولة العراقية، وهي قصة معروفة للمعنيين والمطلِّعين.
وروى هذا الدعيّ ان أحد الشباب العراقيين انتمى الى تنظيم القاعدة في السنوات التي تلت احتلال العراق، وأن مسؤولي التنظيم أخبروه ان زواج أبيه من أمه باطل لأنه تم في عهد سلطة حزب البعث العربي الاشتراكي، وبالتالي فهو "ابن زنا".
وهنا أريد أن أتوقف قليلاً، لأقول، انه رغم التباين الواضح بين فكري القاعدة والبعث، حدَّ ان القاعدة، أو بعض منظِّريها، يكفِّرون البعث فكراً، والبعثيين أشخاصاً، إلا انني لم يصل إلى علمي، وأنا متابع ومطلع، ان التنظيم رمى أعداداً هائلة من العراقيين بكونهم "أبناء زنا"، إذ إن هذا أمر لايُمكن لأحد قبوله، فضلاً عن كون أعمار معظم المنتمين للتنظيم المذكور، تقع في المرحلة التي يشملها هذا الوصف، حاشا الأشراف من كل دين ومذهب وعرق.
كما ان إطلاق مثل هذا الحكم يوقع قائله في إطار حد القذف، بالمفهوم الشرعي، وهو أحد الكبائر المعروفة، حيث ان رمي المحصنات المؤمنات الغافلات، واحد من الكبائر المنهيِّ عنها في شرع الله، وفي أعراف البشر.
ان تضليل الناس بفرية من هذا النوع وبهذا الحجم أمر مثير للقرف حقاً وباعث على الاشمئزاز، فأنا أجزم ان تنظيم القاعدة لم يفعلها ولا يمكن له أن يفعلها، وهنا لا أدافع عن "القاعدة" فكراً أو سلوكاً، وإنما لأنني تعلَّمت مبكراً، في الأسرة وفي المدرسة وفي الحياة وفي مهنة الصحافة، أن أجسِّد قول الحقِّ تبارك وتعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ المائدة/ 8 . 
ان فضح هذا الدعيّ الرويبضة، وأمثاله، مهمة وطنية ودينية مقدسة، إذ ينبغي علينا، كمثقفين كتاباً وقراء، فضح هذه النماذج المضللة الدعيَّة، التي تعبِّر عن تلونها ونفاقها بكل وسيلة، ولاتستحي من قول الكذب، وهي تدَّعي انتماءها إلى ورثة الأنبياء، علماء الدين الأجلاء، فضلاً عن كونها لاتخاف الله رب العالمين.

ملاحظة:
يمكن الاطلاع على بعض من أوهام وخيالات غفوري، بالضغط هنا.

هناك 11 تعليقًا:

ضمير الطائي يقول...

فعلا هو موضوع لابد من الوقوف عنده ، كما ويشير الى حيادية صاحب المدونة الأستاذ مصطفى في التعامل مع المتأسلمين العملاء بنفس المستوى في فضحهم و تعريتهم وكشف زيف ما يدعونه .. جزاك الله كل الخير أستاذ مصطفى

Anonymous يقول...

انا اتفق معك بكل ما قلته عن هذا الدعي لكن اود سؤالك عن المحاور الساذج (ماجد الحميد) والذي اعرفه معرفة شخصية حيث ان مستواه التعليمي لا يتجاوز الثالث متوسط لكن اود سؤالك استاذنا لماذا تصر قناة العربية على اختيار هكذا اعلاميين سذج وبسطاء للتكلم باسمهم؟

مصطفى كامل يقول...

سؤال لا استطيع الاجابة عليه بدقة، عزيزي غير المعرف، ولكن ربما لأنه يخدم اهدافهم.

مصطفى كامل يقول...

شكرا للاخت ضمير، وارجو ان يتيقن السادة القراء الكرام ان كل المنافقين والكذابين والعملاء مستهدفون في وجهات نظر، سنة وشيعة، مسلمين وغيرهم، عربا وكردا وأقليات اخرى..
والله المستعان.

ضمير الطائي يقول...

صدقت أستاذ مصطفى وهذا ما لمسناه منذ البداية ، وهذا هو أحد الأسباب المهمة في نجاح هذه المدونة الغراء وإستقطاب القراء الباحثين عن الحقيقة .. حياك الله

Anonymous يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكرك استاذ مصطفى لما تزودنا به من معلومات تفضح كل العملاء بغض النظر عن موقفهم واحد الاسباب التي دعتني لمتابعة مدونتك الموقرة هو الحس الوطني البعيد عن التحيز وكونها تخاطب كل فئات المجتمع كما ان فيها اثراء من قبل اغلب المعلقين الافاضل والذي اكن لهم الاحترام والاعجاب كالاخت عشتار والاخت ضمير
جزاكم الله خيرا جميعا وسحقا لكل عميل
اما بالنسبة للمدعو احمد عبد الغفور فسيكون حسابه عسيرا عند خالقه كونه رجل دين وكلمته مسموعة في المجتمع ومع الاسف ان يقول مثل هذا الكلام لمجرد مجاملة ومحاباة للاسياده الرافضةالصفوين لكي يشوه صورة كل سني وان فقط الروافض عقود زواجهم صحيحة لكونها عندالسيد زلا استطيع ان استوعب كيف رجل دين ينزل لهذا المستوى ويتكلم حتى على امه ولو مجرد اشاعة او ان يعيد ما قاله شخص جاهل وطبعا اعتقد ان هذا كله تاليف من شخص خبيث يريد ان يطعن بكل اهل السنة والجماعة
حتى لو مجرد اشاعة
اللهم عجل فرج العراق وخلص بلدنا من السفهاء والجهلاء والعملاء والصفويين اللهم امين
ر اللهم انصرنا على القوم الكافرين
ام عراقية

Anonymous يقول...

اخوتي الاكارم نهى الاسلام المسلمين عن استخدام اليد اليسرى و خاصة في تناول الطعام انظروا الى الصورة و كيف يستخدم يده ، من هذه لكم ان تحكموا عليه .

المثنى

Anonymous يقول...

المقدم الطيار ؟؟؟
لا اريد ان اضيف اقل مما قالت عنه اختنا الفاضله ضمير حيث اصابت بدقه كبيره واختزلت الادله لتقول ماقالته عن مدونتكم التي هي لنا ولكل احرار العراق والامه يا استاذ مصطفى فيومآ بعد آخر يتبلور عمق ماتروحون اليه ولذلك نرى بعض الاصوات او الاقلام العميله من هنا وهناك لتحاول المساس فتبآ لكل دساس وزادك الله تعالى في فكرك الوضاء وسنبقى ابدآ انشاء الله ادوات بمضمون المدونه الرائعه ومثل ذلك لكل المواقع الوطنيه التي تسعى جاهده لنصره الحق ولااريد هنا ان اغوص بالاسماء لانها كثر فاخشى ان انسى احد فلك ولعشتارنا التحيه ولابد لي كي لاابتعد عن مضمون الموضوع فهذا الشقي المدعو احمد عبد الغفور لاغفر الله له كنت قد رايته في احدى السنين على الحدود العراقيه الاردنيه وبصحبته احد المعممين سلمت عليهم وعرفتهم على اسمي الكامل وكنت قد انهيت معامله الدخول للاردن الشقيق قال لي هل انهيت معاملتك بهذا المكان قلت له نعم والحمد لله فهؤلاء قوم ابتلو بالبعض ممن يريد ان يدخل الى بلدهم بهدف اشعال الفتن وهم كما نراهم موضفون ذو كفاءه عاليه وفراسه ممتازه فقال وانا لم أخروني قلت له ممكن ان تذهب وتسالهم فهم غير طارئين ستسمع الاجابه الواضحه قال متوسلا الا تذهب معي قلت له وما الصفه التي اذهب معك بها قال فقط مصاحبه اعتذرت وقلت له اعتقد ان ذلك غير مباح لي او لغيري لانني ارى فيك الامكانيه لتذهب اليهم قال وهو ينكس راسه جزاك الله خيرآ تركته لكي لااحرج اكثر من ذلك ... وكلنا رايناه عندما اقاله المالكي كيف في البدايه كان يؤشر بالدستور والصلاحيات مهددآ ... وكلنا رايناه عند توسله وتخضعه للعملاء لكي يعيدو له الموقع الذي عينه به المحتلين وكيف استخدم كل الوسائل الخسيسه لاجل اعادته وفعلا تم ذلك فليغوص اكثر بالعماله والمفروض هو يعلم كيف ستكون ساعه الانقضاض على العملاء والانجاس وان غدآ لناظره لقريب

أبو مزهر يقول...

أود أن أصحح للأخ غير المعرف حول مقدم البرنامج أن السيد ماجد لا يحمل شهادة المتوسطه حيث أنه راسب في الصف الثاني المتوسط وترك الدراسه .
وعمل سائقا في قناة أبوظبي الفضائيه وكانت مهمته نقل الكاسيتات من الأنبار الى بغداد (مع جل أحترامي لكل المهن ) ...ولكن وبقدرة قادر تحول الى مراسل في العربيه ومسؤول ملف القاعده فيها بعد أحتضان الأميركان له .والعاقل يفهم

أبو علي النعيمي يقول...

شكرا جزيلا أستاذ مصطفى على تنويرنا بهذه المعلومات عن هكذا نماذج متلونه لا تخدم إلا نفسها وأسيادها المحتلين وليخزهم الله في الدنيا والآخره

العقيد المهندس يقول...

ليس هناك ما يقال بعد الذي قيل
جزاك الله الف خير استاذ مصطفى
ولتدم وجهات نظر السيف الذي يناصر الحقيقة ويفضح الخونة والوصوليين

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..