موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 6 يوليو 2012

من هم الأشد خسارة في عراق الطوائف.. الشيعة أم السنة؟

هذه مقالة تستحق القراءة والتأمل عميقاً في مضامينها، مع تحفظنا على مصطلح (الإسلام السياسي) الوارد فيها، فالذي يتحكَّم بشأن العراق وأهله مجرد عصابات وميليشيات وأحزاب طائفية لا علاقة لها بالاسلام لا من قريب ولا من بعيد، ولكنها تنسب نفسها إليه زورا، بالطبع.
كما ان هذه المجاميع، لاتمارس العمل السياسي بمعناه الحقيقي،  ولا تقترب منه، وانما هي تمارس أخسَّ الطرق وأكثرها قذارة ولؤماً وصولاً إلى تحقيق أهدافها الكريهة.

من هم الأشد خسارة في عراق الطوائف.. الشيعة أم السنة؟ 


جعفر المظفر

يشيع الساسة الإسلامويون من الشيعة العراقيين أنهم حققوا نصرا تاريخيا ناجزا وذلك بعد أن تمكنت أحزابهم من التربع على عرش النظام الحالي ليقرروا شكل معادلة الحكم التي تقول منا أمير ومنكم وزير. لا بل أن من بينهم من يدعي أن هذا هو نصر الشيعة الأول بعد جملة من الهزائم والتراجعات التي كانت قد بدأت منذ يوم السقيفة..
جانب كبير من المشكلة يبدأ من هنا, في التعريف الخاص لمعنى النصر.
إن رجال معارك كهذه هم أشبه بمخلوقات من الزمان القديم هبطت في عصر الفضاء فحاولت أن تلغي الزمان الممتد ما بين الخيمة وعصر النت.
وسيصير من الطبيعي أن تحاول أحزاب كهذه إستدعاء ثقافات قديمة لكي تجعل لها الغلبة في زمان هو غير زمانها فيكون الصراع في حقيقته صراعا على الماضي وليس صراعا على المستقبل.
ولو أن النصر التاريخي يعرف بعملية الإستيلاء على الحكم لكنا وافقنا على أن ما تحقق كان نصرا فعليا.
لكن ليس هناك شيئ يجبرنا على أن نصدق أن نصر مجموعة سياسية مذهبية للوصول إلى السلطة سيكون بالضرورة نصرا للشعب الذي جاءت منه, أو حتى (للمكون) الذي تنتمي إليه.
فثمة فرق بين أن تتصدر فئة من طائفة موقع السلطة لتحظى بإمتيازاتها وبين أن تكون هذه الفئة في خدمة طائفتها.
وفي حالة الإحتدام التاريخي الطويل الذي يراد لشيعة العراق أن لا يخرجوا منه فإن وصول شيعي إلى السلطة صار يسوق وكأنه بحد ذاته بمثابة نصر تاريخي لا وجود ولا حاجة لنصر آخر بوجوده.
وهكذا تكون فكرة النصر على السنة وتخليص السلطة من أيديهم هي التي يفترض لها أن تسيطر على الوعي الشيعي وهي التي تحدد له بالتالي معنى النصر وقيمته الفعلية. وفي خضم هذا التعريف المجحف لن تكون هناك فرصة ولا حاجة لتحقيق النصر في معارك ذات طبيعة بنائية وتحضرية. فما الذي سيشكله إنجاز إعادة منظومة الكهرباء أو بناء مصنع للحديد والصلب أمام إنجاز تاريخي كبير كان قد حصل عليه الشيعي وهو يسمع مكبرات الجوامع وهي تلهج بالشهادة الثالثة أو يتحقق له حلم المشاركة بالمسيرات المليونية لزيارة المراقد الشريفة. 
في مرحلة الإسلام السياسي لم تعد هناك حاجة إلى برامج تنموية حقيقية وخططا نهضوية إستراتيجية. صار يكفي الحديث عن التاريخ الإسلامي بصيغة سلفية,وعن الفقه الإسلامي ومتابعة طقوسه للتعويض عن الحاجة إلى برامج نهضوية مستقبلية أو حاضرية. وسيقاس نجاح هذه الحركات بقدر ما ستكون هناك قدرة لفرض الثقافة والإلتزامات الدينية وبعث التاريخ الإسلامي حتى على مستوى إعادة إنتاج بعض أحداثه, وإن إقتضى ذلك إخراجا ومكيجة هدفهما تسهيل عملية زج الماضي في الحاضر والضغط على هذا الأخير لكي يتقبل بعملية الزج هذه.
وفي كل الأحوال لا يمكن إنعتاق الحزب الدينو سياسي من حيثيات التأسيس ومن أهداف البداية مهما أرهق الحزب نفسه بعد ذلك في محاولة مكيجة وجهه السلفي والمذهبي وفق ما تقتضيه وتحتمه شكليات كل مرحلة, وخاصة بعد وصوله إلى السلطة. وستنصب الحالة الفقهوسياسية الجديدة على محاولة التوفيق بين لحية الوجه وخاتم اليد وبدلة الأفندي. 
أو أنها قد تقدم نفسها من خلال وضع عمامة على رأس رجل ببنطال, فتكون التوأمة السياسية والحالة هذه هي أشبه بتوأمة سيامية, إن هي أفلحت بالحفاظ على الجنين فستفلح في ولادة كيان مشوه لمخلوق برأسين, كل يجذب صاحبه إلى حيث يريد, فلا هذا سار ولا ذاك إنتقل.
في العراق تلعب ثنائية الصراع المذهبي دورها في تحويل النصر إلى كارثة عامة تشمل أهل المذهبين, مع حصول الشيعة على حصة مضاعفة من خسائر هذا النصر, إذ بينما سيتعرض كل العراق إلى حالة تخلف تتفق مع حاجات الإسلام السياسي له, ولغياب برامجه التحضرية والتنموية, فإن الشيعة سيكونوا هدفا ثابتا لهذا التخلف الذي من شأنه أن يجعل الهيمنة عليهم بسيطة وسهلة ليمنح ممثليهم السياسيين قدرة الإستمرار في السلطة كممثلين شرعيين لهم .
إن ثقافة كهذه ستتوجه إلى تعميق وتفعيل كل الممارسات التي من شأنها ان تحقق ذلك, ولذا تصير كل أرض هي كربلاء وكل زمان هو عاشوراء, وتبذل الجهود من أجل إستمرار كل وجوه التخلف التي تمنع الشيعي من الخروج من معادلة الزمان العاشورائي والمكان الكربلائي.
وبهذا سيتحمل الشيعي مصيبتين, مصيبته المشابهة لمصيبة السني بوصفهما مواطني دولة توزع عليهما الحكومة المركزية حصص التخلف بالتساوي, والأخرى خاصة به لأنه هو بالذات سيكون الوقود الفعلي لثقافة هدفها إغراقه تماما بممارسات ونشاطات وطقوس مقدرا أن لا يخرج من غياهبها مطلقا..
أما السلطة التي تستأثر بكل شيء فيكفيها فخرا أنها حققت لهذا الشيعي نصرا كان إنتظره منذ يوم السقيفة ويكفيها أنها جعلت كل زمانه عاشوراء وكل مكانه كربلاء وأسمعته آذان الشهادة الثالثة وجعلت وصوله إلى القامات والزناجيل سهلا وعلمته أن الطريقة الأفضل للسؤال عن حوائجه هي تلك التي تتم أمام باب الحوائج. 


ملاحظة:
نشر المقال هنا.

هناك تعليقان (2):

ابو ذر العربي يقول...

فعلا ان اقصى ما كانوا بتمنونه في حياتهم وعلى مر العقود هو ان تكون لهم السلطة ليبدعوا لنا التخلف والعيش في ظلال مفاهيم الثار والانتقام من كل مخالفيهم
ولكم تحياتي

العقيد المهندس يقول...

لقد ناقشت الكثيرين من اخواننا الشيعة
وعندما نقارن بين الحكم الوطني وحكم اليوم وما فيه من سلبيات يهرب ويقول المهم الحكم صار بيدينا
وهل هذا الهدف ؟
طيب ماذا فعلتم بالحكم لما صار بيديكم ؟
لاجواب

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..