هذا أوضح وأحدث تعبير عن روح الحقد الطائفي، تنعق به الأصوات المجرمة التي لم تتحمل، من قبل، اسم مؤسس بغداد الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور، فقامت بتفجير تمثاله المعروف في حي المنصور ببغداد.
هاهي الأوساط الطائفية الشعوبية الحاقدة تنعق من جديد مستهدفة رمزاً وطنياً بارزاً في تاريخ العراق المعاصر، انه عبدالمحسن السعدون، رئيس الوزراء العراقي الوطني المعروف.
كان عبدالمحسن فهد السعدون، الذي ينتمي إلى أسرة آل السعدون، وهي اسرة يرجع نسبها للأشراف من سلالة امراء المدينة المنورة وهم حكام امارة المنتفق تاريخيا والتي كانت تضم معظم مناطق وقبائل وعشائر جنوب ووسط العراق، كان من المناهضين للاحتلال البريطاني للعراق كما ساهم في المعارك ضد قوات الجنرال مود التي احتلت بغداد عام 1916، وبعد ذلك كان من المعارضين لسياسة الانتداب البريطانية على العراق. وانتمى للجمعيات السرية التي تدعوا لاستقلال العراق، وبعد الاستقلال وأثناء تأسيس الدولة العراقية تم تداول اسمه من قبل المجلس التأسيسي ليخلف عبد الرحمن الكيلاني النقيب في رئاسة الحكومة العراقية، وفي عام 1922 تولى منصب رئاسة الوزراء أربع مرات في الأعوام 1922, 1925, 1928, 1929.
توفي في ظروف غامضة بعد أعلانه مناهضة السياسة البريطانية الاحتلالية في العراق، ورفضه التوقيع على معاهدة عام 1925. وربما انتحر أو قتل حتى يقال أنهم وجدوا طلقتين في رأسه عندما وجدوه ميتاً عام 1929، ويؤكد المؤرخ العراقي المعروف، الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف، وفاته مقتولا من قبل البريطانيين.
كتب المرحوم السعدون وصيته إلى ابنه علي، معبراً عن موقفه الوطني، قائلاً:
"الامة تنتظر الخدمة، الانكليز لا يوافقون، ليس لي ظهير، العراقيون الذين يطلبون الاستقلال ضعفاء وعاجزون وبعيدون كثيرا عن الاستقلال، هم عاجزون عن تقدير امثالي من اصحاب الشرف. يظنونني خائناً للوطن وعبداً للانكليز، ما اعظم هذه المصيبة، انا الفدائي لوطني الاكثر اخلاصا قد صبرت على انواع الاهانات، وتحملت انواع المذلات، وما ذلك الا من اجل هذه البقعة المباركة التي عاش فيها ابائي واجدادي".
ولخَص الأديب نجيب الريحاني موقف عبدالمحسن السعدون بقوله "إذا كان لايستطيع أن يُسكت المنددين به من أبناء وطنه والمتحاملين عليه من الانجليز، فقد استطاع أن يُسكِت قلبه".
تمثال السعدون الأصلي |
اليوم تصدر تلك الأصوات الكريهة مطالبة بإزالة تمثاله، الذي أنشأ عام 1933 بتبرعات شعبية، للدلالة على التقدير الشعبي العالي لتضحية هذا الرجل الوطني النبيل، وتغيير اسم شارع السعدون الشهير في بغداد ليحمل أحد أسماء العملاء الذين تصدوا للأنطمة الوطنية في العراق، في عمل لايُخفي دوافعه الطائفية.
محبي السعدون يتجمعون عند التمثال الجديد بعد نصبه |
وبعد الاحتلال الأميركي المجرم للعراق أزيل التمثال الأصلي، حيث اقتلعته زمرة طائفية حاقدة في 6 يوليو/ تموز 2003، وسحبته على عربة يجرُّها حمار، تحت بصر وسمع القوات الأميركية المحتلة التي كانت دباباتها تجوب بغداد ليلاً ونهاراً، لكن محبي السعدون والعارفين بتاريخه الوطني بادروا إلى إقامة تمثال جديد من مادة الفايبر غلاس، ليوضع على قاعدة التمثالالأصلي المرمرية.
تابعوا التفاصيل هنا و هنا و هنا و هنا، وأرجو الاهتمام بالتعليقات الواردة في تلك الروابط، لنفهم كيف يتصرف العملاء المتحكمون بالعراق، وكيف يفكرون، ووفق أي دوافع يتخذون قراراتهم ويعملون.
انتبهوا أيها العراقيون، وأنتم تسمعون كل تلكم الأحاديث الفارغة عن روح المواطنة والرغبة في العيش المشترك، فقد تستيقظون ذات صباح لتجدوا أن كل رموزكم الوطنية والدينية والتاريخية، بما فيها جوامعكم، قد أزيلت على أيدي الشعوبيين الحاقدين، فهي رموز عربية وإسلامية ووطنية، يجب أن تُزال في نظر أولئك الأشرار.. كما أزيلت من قبل تماثيل البطل الرمز صدام حسين، ورفيق دربه المقاتل البطل عدنان خيرالله، وأبطال أم الطبول وشهداء ساحة السبعاوي والشهيد عبدالوهاب الغريري والشهداء المقاتلون في كورنيش البصرة وجداريتا التأميم والأسرى الشهداء في ساحة المستنصرية، وغيرها كثير..
وهذه صورة تمثال باني بغداد ومؤسسها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بعد تفجيره من قبل العملاء الشعوبيين الطائفيين.
وهذه صورة تمثال باني بغداد ومؤسسها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بعد تفجيره من قبل العملاء الشعوبيين الطائفيين.
ملاحظة من الناشر:
شكرا لموقع مجالس حمدان الثقافية التي استفدنا منها في بعض المعلومات والصور عن المرحوم السعدون.
هناك 4 تعليقات:
مع الاسف الحقد يسري في عروقهم..
لاحول ولاقوة الا بالله
وما تخفي صدورهم أكبر .. قاتلهم الله
صالح المجيد
المثل يقول شر البلية ما يضحك
التعليقات والموضوع الذي نشر في المصادر بيتكلمون عن خيانة السعدون وعمالته في حين هم العملا الحقيقيون اللذين جلبوا الاحتلالالامريكي والصفوي ولازالوا يبيعون ما تبقى وينهبون خيرات الوطن وغاغارقين في عمالتهم حد الثمالة
اللهم ارجع بلدنا حرا ابيا مزدهرا وارفع عنا هذا البلاء البليدالمتخلف اللهم امين
ام عراقية
انهم اعداء الشرف وكل ما هو شريف لهذا يزيلوا معالم الشرفاء كي ينسوا انهم غير شرفاء
إرسال تعليق