الوثيقة الخضراء!

بصرف النظر عن انتقاداتنا لبعض أو كثيرٍ من مواقف جماعة الاخوان المسلمين، بفروعها، فإن ثمة حقيقة ماثلة وهي أن القوى المضادة لثورة شعب مصر تسعى الى اختلاق كل مامن شأنه إعاقة النظام الذي أفرزت عنه الثورة، ووضع العراقيل للحيلولة دون نجاح الثورة وتحقق أهدافها.

أقول ذلك بمناسبة مانشرته صحيفة روز اليوسف، المصرية اليومية، من مزاعم حول ما أسمته "الوثيقة الخضراء التي سيسلمها الرئيس محمد مرسي للملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتتضمن مبايعة العاهل السعودي خليفة للمسلمين مقابل 10 مليارات دولار".

ويبدو ان الصحفي الذي كتب هذا التقرير غاب عن علمه أن زمان الخلفاء انتهى باعلان سقوط الخلافة العثمانية، وبالتالي فإن مصطلح "خليفة المسلمين" لم يعد قائماً ولم يعد مقبولاً في عالم اليوم، وبالطبع فإنه لاتوجد اليوم دولة "خلافة اسلامية" واحدة تبسط نفوذها على الرقعة الجغرافية للعالم الإسلامي ليكون الذي على رأسها "خليفة للمسلمين".

ولاتستحي الصحيفة، وهي الموقع الإلكتروني اليومي لمجلة روز اليوسف المعروفة، من إيراد ان الرئيس مرسي يُنتظر أن يطلب من العاهل السعودي مبلغ 10 مليارات دولار، لتطوير البنية التحتية المصرية، بمعنى انها تعترف ان هذا المبلغ لن يوضع في جيب جماعة الاخوان المسلمين وانما لتحسين البنية التحتية المصرية المتهالكة، وتقول انه أمر مُفترض الحدوث، فيما تُعنون بطريقة كاذبة على نحو آخر.

ومن المؤسف ان مزاعم كهذه، برغم تفاهتها وبيان تناقضها، تجد صداها في مجتمعاتنا التي ماتزال كثير من قواها الفاعلة تعيش في بحور الأوهام وتردد، بتلقائية عجيبة، مثل هذه المزاعم الخرقاء، التي تدل على عقلية تآمرية من جهة واصطفاف واضح في خندق الكذابين، الذين ابتلينا بهم، وما أكثرهم في إعلام اليوم الذي لايرعى حرمة ولا يقدس مسؤولية الحرف الصادق الأمين.
كلنا، كصحفيين، نبحث عن السبق الصحفي والتميز والانفراد، وكن هناك بونٌ شاسعٌ جداً بين السبق الصحفي والافتراء الذي يجيده البعض باحترافية عالية، أحياناً، أو مفضوحة، في أحيان أخرى..
الكذب عيب وحرام ياسيد أحمد عطا، لو كنت تعرف معنى العيب والحرام!

وإليكم ما نشرته المجلة هنا..

مصطفى

.........

الوثيقة الخضراء التى يسلمها مرسى للملك عبدالله تتضمن: مبايعة الإخوان للعاهل السعودى خليفة للمسلمين مقابل 10 مليارات دولار

كتب أحمد عطا
انتهت جماعة الإخوان من إعداد وثيقة تحت اسم «الوثيقة الخضراء» والتى حصلت على إجماع من مكتب الإرشاد وتتضمن هذه الوثيقة بأن الملك عبدالله ملك السعودية هو أعلى سلطة إسلامية، وحارس لبيت الله الحرام المسئول الأول عن الدول الإسلامية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وكذلك دعم هذه الدول والنهوض بها. 

يبرز فى نفس السياق أن الرئيس محمد مرسى سيحمل معه خلال زياته إلى السعودية اليوم مطالب الجماعة وهى المساهمة فى إعادة بناء مصر تحت إشراف خادم الحرمين الشريفين وأن تكون الأولوية للعمل للعمالة المصرية فى جميع المجالات، مقابل الدفاع عن السعودية ضد أى تهديدات مقابل أن يقوم الملك بإنهاء أى نزاعات بين الدول الإسلامية بالإضافة إلى إعداد جيش إسلامى قوى من عدة دول إسلامية وأن يتم تنصيب خادم الحرمين خليفة للمسلمين على خلفية هذه المطالب من الجماعة، سيتم تعيين خيرت الشاطر كمنسق للعلاقات المصرية - السعودية للقيام بتفعيل الوثيقة الخضراء. 

وينتظر أن يطلب محمد مرسى من الملك عبدالله ملك السعودية 10 مليارات دولار مساعدات أولية لمشروعات البنية التحتية. 

وفى إطار آخر ستقوم جماعة الإخوان بتحويل هضبة المقطم التى يقع فيها المقر الدائم للجماعة إلى تجمع إخوانى بعد أن رصدت الجماعةمبلغًا ماليًا كبيرًا لشراء العقارات الخالية إضافة إلى ذلك تقوم الجماعة ببناء ما يسمى بجامعة البناء لدراسة منهج وفكر حسن البنا بالإضافة إلى التخصصات العلمية بعد أن تم عقد اتفاق مع قطر وتركيا على تمويل «بناء الجامعة».