عبدالستار الراوي
تحت وطأة حمى الإنتخابات، وهوس الفوز بالمقعد الذهبي في كافتيريا البرلمان، تسابق المهرولون وتكالب المتسلقون، وتفنن الراقصون السياسيون على كل حبل وجدار، فشوهوا بالاعلانات البدائية والدعايات القبيحة، واجهات الشوارع والساحات، وملأوا طرقات واسواق المدن بملصقاتهم الملونة.
المرشحون الاخيار، المباركون من المراجع والمدعومون من الاولياء العظام، والائمة الاطهار.. هؤلاء هم جوهرة البلاد المصون، وصانعوا المعجزات، يبشرون العراقيين بعصر ذهبي، وبخير عميم، وسيجعلون من ارض الرافدين جنات من نعيم، ومن البشارات الكبرى، سلة غذاء مكتظة بالحلوى وبالنيدو وبالطيبات، وسيحظى المواطن بدار وحديقة ورد، وببستان مترع بالثمار، ولكل عاطل وظيفة حسب الرغبة الذاتية والاختيار الشخصي، أما العزاب الفقراء، فلهم جائزة الحياة الكبرى، فلكل عازب زوجة فاتنة، سمراء وشقراء ومن بيت كريم، وسيغدقون على المساكين الهدايا الثمينة، وراتبا أبديا لكل محتاج بلغ من العمر عتيا، وسيفرح (نباشة القمامة) وسكان الصفيح بمجمعات سكنية على الطراز السويسري، وسيجدون فاكهة من كل لون، وطعاما من كل صنف، ولهم مما يشتهون وفي المصارف مالا مدخرا ومكنون..
المرشحون جميعهم من الاتقياء (رضي الله عنهم) وهم من أهل (الآخرة) لا تلهيهم عن خدمة الشعب تجارة ولا بيع ولاشراء، ولا ينتظرون من الدنيا لا مالا ولا جاها، ولايبغون سوى مرضاة الله!
والمرشحون نساء ورجالا، رضي الله عنهم وأرضاهم، من الزهاد القائمين الليل، لايفكرون بجواز دبلوماسي، ولا بـ 30 ألف دولار شهرياً، ويعزفون عن العمولات ماظهر منها وما بطن، هدفهم الخدمة العامة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق