قراءة الدلالات وما بين السطور في التقرير الإخباريالمترجم التالي تعطينا فكرة أولية عن حجم الخبث والتآمر والأساليب الملتوية التي تطبع السياسة الإيرانية تجاه منطقتنا وتجاه أمتنا.
فبعد أن نجحت هذه السياسة ومنذ مدة طويلة في إختراق وسائل الإعلام الغربية والأمريكية، وربما في وسائل إعلامية عالمية أخرى أيضاً، عبر بث بيادقها من المراسلين الصحفيين في مكاتب تلك الوسائل في المنطقة (بيروت والقاهرة وبغداد) وتمكنها من التحكم في صياغة الأخبار والتقارير والتحقيقات الصحفية فيها بصورة تخدم الأجندة الإيرانية بطرق وأساليب غير مباشرة، ومحاولة التأثير على صياغة الرأي العام في أوربا وفي الولايات المتحدة بما يرسِّخ لديهم الأفكار والتصورات المسيئة لأمتنا ويدعم السياسات والمواقف المتشددة تجاهها..
المترجم
ترجمة تقرير صحفي لوكالة أسيوشيدتبرس
Syrian, Iraqi jihadi groups said to be cooperating
مجموعات الجهاد السورية والعراقية قالت إنها ستتعاون
بواسطة قاسم عبد الزهرة وضياء حديد، أسيوشيدتبرس الثلاثاء 2 أبريل/ نيسان 2013
صورة عن الموضوع كتب تحتها: هذه الصورة غير المؤرخة نشرت في موقع للمسلحين لغرض إظهار المسلحين في منطقة الجزيرة على الجانب العراقي من الحدود السورية العراقية.
بغداد (أب) الجنود الحكوميون السوريون الجرحى عادوا إلى بلادهم في عجلات بمرافقة جنود عراقيين. عند وصولهم الحدود تقريباً وقرب البلدة الحدودية عكاشات حين ضربهم المهاجمون. المصادر الرسمية في إستخبارات المنطقة رأت في كمين يوم 4 اذار هذا والذي خلف 48 قتيل دليلاً على نمو التحالف عبر الحدود بين اثنين من الجماعات الاسلامية القوية المتشددة، القاعدة في العراق وجبهة النصرة في سوريا والذي يعد فصيل المتمردين الأكثر قوة في مقاتلة نظام بشار الأسد ، وهما المجموعتان السنيتان الجهاديتان اللتان سمتهما الولايات المتحدة منظمات إرهابية.
المصدر الرسمي الإستخباري العراقي قال ان التعاون المتنامي يحقن حياة جديدة في الفصائل السنية المسلحة في البلد. وقد أشر ما يقارب من 20 هجمة بسيارات مفخخة وإنتحاريين قتلت أكثر من 65 شخصاً غالبيتهم في بغداد في الذكرى السنوية العاشرة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة التي مرت في الشهر الماضي.
التحالف غذى أيضاً جبهة النصرة التي ظهرت منبثقة كفرع من القاعدة في العراق في أواسط عام 2012 لمقاتلة نظام الأسد كواحد من عمل مختلط لمجموعات المتمردين المتفرقة في سوريا. وجود جبهة النصرة في ميدان المعركة عقَّد الحاجة الماسة للمتمردين السوريين للدعم الدولي لأن الداعمين الخارجيين لا يرغبون في تعزيز الجماعات الإسلامية المتشددة.
إثنان من مصادر الإستخبارات الرسمية العراقية قالوا إن التعاون الذي إنعكس في الهجوم على الجنود الجرحى السوريين حفز الحكومة لمطالبة الولايات المتحدة بشن هجمات بطائرات بدون طيار ضد المقاتلين. هذه المصادر إشترطت في حديثها أن تبقى غير معروفة لعدم تخويلها بالحديث مع الصحفيين حول هذا الموضوع.
المصادر الرسمية الأمريكية أكدت الموضوع بأن الحكومة العراقية أثارت بحث هذه الهجمات لكن المصادر الرسمية قالت أن الولايات المتحدة ستنتظر حتى تقوم المستويات العليا في القيادة العراقية بتقديم الطلب بالشكل الرسمي قبل أن ترد وهذا لم يحصل حتى اللحظة.
العراق تحول كذلك نحو أماكن أخرى للحصول على المساعدة. المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الفريق محمد العسكري قال ان بغداد طلبت في إتفاقية الأسلحة الأخيرة مع روسيا طائرات وأسلحة ثقيلة لمحاولة إحكام السيطرة على منطقة الحدود العراقية السورية حيث تعمل المجموعات المسلحة.
المصدران الإستخباريان الرسميان قالا ان المجموعات الجهادية تتشارك ثلاثة مجمعات: إدارية وإستخباراتية وتسليحية، وان قواهما تنموا حول الحدود السورية العراقية، لا سيما في منطقة مترامية الأطراف تدعى الجزيرة التي يحاولون تحويلها إلى ملاذ حدودي يستغله الإثنان.
نحن قلقون جداً بشأن الحالة الأمنية في العراق، قال المتحدث بإسم الحكومة علي الموسوي الذي قال أيضاً أن جنود القوة البرية والقوة الجوية الصغيرة للبلاد سوف يكونون غير قادرين على إخماد الفعاليات المسلحة في منطقة الحدود،وأضاف أن هذه المنطقة هي وكر للخلايا الإرهابية.
المصدر الرسمي الأردني المتخصص بمكافحة الإرهاب قال ان القاعدة في العراق تقدم المساعدة لجبهة النصرة بكل ما يمكنها من قدرات بما في ذلك السلاح والمقاتلين والتدريب. محلل اخر متخصص بأمن المنطقة استشهد بالهجوم على الجنود السوريين الجرحى كإثبات حاسم حول التعاون. "إنه تعاون عملياتي" بحسب قول المحلل الذي طلب عدم الكشف عن شخصيته لحساسية الموضوع. ويشمل ذلك "نقل السلاح والتكتيكات والأفكار والهجمات الإنتحارية المعقدة".
العراق وجيران سوريا الاخرين: الأردن ولبنان وتركيا وإسرائيل، جميعهم يخشون إمتداد تأثيرات الحرب الأهلية التي عمرها سنتان. العراق وسوريا ولبنان يتشاركون ذات الخليط الإثني الهش والمخاوف من أن يتسبب الصراع بحرب طائفية بين السنة والشيعة تنتشر في أنحاء المنطقة.
العلاقات المتوترة أصلاً بين الحكومة التي يقودها الشيعة والأقلية السنية إزدادت سوءاً تحت رئاسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. كذلك هناك تراكم من المجابهة الطويلة بين العرب والأكراد الذين يسيطرون على منطقة حكمهم الذاتي في شمال العراق.
في سوريا، الأسد كجزء من الطائفة العلوية المنبثقة من المسلمين الشيعة وقواته الأمنية مدعومة بقوة من أتباع العلويين والشيعة. لكن العلويين هم الأقلية والمعارضة التي تقاتله تتكون أساساً من الأغلبية السنية. الشيعة المسيطرين على إيران ومجموعة المليشيا الشيعية لحزب الله في لبنان هما الحليفان الأكثر قرباً له في منطقة الشرق الأوسط.
تعهد العراق في يوم الجمعة أنه سيجري مزيداً من التفتيشات على الطائرات والعجلات المرتبطة بسوريا بعد أيام من زيارة وزير الخارجية جون كيري وسؤاله المالكي أن يوقف شحنات السلاح الإيراني والمقاتلين عبر الأراضي العراقية لمساعدة نظام الأسد. لكن الموسوي أشار تحديداً إلى أن العراق سيسعى لإيقاف شحنات السلاح إلى المتمردين.
دور جبهة النصرة مشكلة ليس للعراقيين فقط بل للداعمين الدوليين للمعارضة السورية كذلك. منذ أن ظهرت في أواسط العام 2012 أعادت تشكيل نفسها كأقوى قوة قتالية بين المجموعات المتمردة ، مع وجود قوي في المحافظات الشرقية الرقة ودير الزور والحسكة قرب الحدود العراقية. المجموعة أعلنت مسؤوليتها عن أكثر الهجمات الإنتحارية فتكاً ضد النظام ومنشآته العسكرية. نجاحاتها قادت إلى إنتشار شعبيتها بين المجموعات المقاتلة بالرغم من أن ذلك كان مصدراً للإحتكاك مع الألوية الأكثر إعتدالاً وعلمانية في سوريا. جبهة النصرة عقدت أسباب إنقسام المعارضة السورية وأبقت السبب الرئيسي لتردد للولايات المتحدة في تسليح المتمردين السوريين.
توقعت المصادر الإستخبارية الرسمية في الشهر الماضي أن 750 مقاتلاً من جبهة النصرة بضمنهم مقاتلين خارجيين من بلدان عربية بين ما يقارب من 2000 مقاتل من أعداء الأسد يسيطرون على طول الحدود البرية الممتدة على الجانب السوري. المصادر الرسمية قالت ان المقاتلين السوريين يزداد عبورهم إلى العراق لملاقاة نظرائهم في القاعدة. هم على الأكثر يعملون من منطقة الجزيرة التي تمتد في ثلاثة محافظات غرب العراق. المنطقة تتاخم مناطق نفاذ، 375 ميل من الحدود خليط من وديان صحراوية وبساتين وواحات. التعاون مع القاعدة تكثف بعد أن تمكنت جبهة النصرة من فرض سيطرتها على نقطتي عبور حدوديتين بين سوريا والعراق ، محررة مساحة واسعة لعمل المسلحين بحسب المصادر الاستخباراتية الرسمية العراقية. المتمردون سيطروا على معبر ربيعة – اليعربية في اذار (مارس) والقائم في أيلول (سبتمبر) إستناداً إلى تقرير عن جبهة النصرة من مؤسسة كوليام البريطانية المتخصصة بمتابعة الحركات المتشددة. معبر واحد لا زال باقياً بيد الحكومة السورية هو معبر الوليد – التنف في المنطقة التي تتقاطع فيها الحدود السورية الأردنية العراقية.
الناطق بإسم الحكومة الموسوي وجاسم الحلبوسي عضو مجلس محافظة الأنبار أكدا كليهما على إستخدام المجموعتين الأوكار في المنطقة. المعركة لها إتجاهان من سوريا بإتجاه العراق ومن العراق بإتجاه سوريا بحسب المحلل مصطفى العاني في مركز أبحاث الخليج في جنيف.
المتخصص الأردني بمكافحة الإرهاب الذي طلب عدم كشف هويته لأنه غير مخول بالتصريح قال ان القاعدة في العراق تقدم الخبرة والتجهيزات لجبهة النصرة. وأن عناصر جبهة النصرة تتعلم خلال التدريب كيفية إطلاق الصواريخ والمدافع الرشاشة والمناورة في التضاريس الصحراوية وإمتلاك خبرة تجهيز الأسلحة إلى المقاتلين في الميدان. قال أيضاً ان التدريبات جرت في معسكرات وقتية في أرض خالية على طول الحدود السورية العراقية. عقب مراحل التدريب يتم عادة تفكيك المعسكرات دون ترك أية اثار في الخلف. من الطبيعي بالنسبة لتنظيم القاعدة مساعدته لتنظيمات أخرى ذات عقائد مشابهة، الغاية هي السيطرة على الشوارع في سوريا كخطوة نحو إسقاط الأسد وإقامة دولة الجهاد الإسلامي هناك.
إستناداً إلى المصادر الرسمية العراقية، المجموعة تساعد القاعدة على التمدد غرب العراق وإعداد هجمات عالية المواصفات ضد أهداف شيعية. الضربات المنسقة الجريئة قادت المختصين الإستخباراتيين إلى الإستنتاج أن مسلحي القاعدة عززوا من شبكات تهريب الأسلحة بالطريقة ذاتها التي عززوا فيها قدرتهم على إيجاد متطوعين لتحمل أعباء الهجمات. يقولون ان الحشد جاء بسبب زيادة التعاون مع مقاتلي جبهة النصرة الذين سهلوا تدفق الإنتحاريين والأسلحة والمتفجرات إلى العراق.
الكمين الذي تعرض له الجنود الجرحى السوريون عزز فقط فكرة التعاون. أحد المتخصصين الرسميين في الإستخبارات قال ان المهاجمين قد تم إخبارهم. الجنود أخذو طريقهم للعودة إلى سوريا في قافلة بمرافقة عراقية سافروا خلالها مئات الأميال غرباً. الهجوم بدأ بتفجير المسلحين لشحنة متفجرة على العجلات العسكرية المرافقة والمكلفة بحماية العجلات التي تحمل الجنود السوريين. القاعدة في العراق أعلنت مسؤوليتها عبر بيان بث على مواقع الأنترنت عقب الهجوم.
أعقب الإنفجار ضد عجلات القوة المرافقة إطلاق مسلحي القاعدة هجوما من إتجاهين مستخدمين أسلحة خفيفة ومتوسطة وكذلك قذائف RPGوفي أقل من نصف ساعة كانت القافلة قد أبيدت.
القوات الأمريكية والعراقية كانت قد أخمدت وجود القاعدة في العراق قبل إنسحاب الجنود الأمريكان في نهاية العام 2011، لكن بحلول أيلول (سبتمبر) 2012 حذر مسؤولو الإستخبارات العراقية أن القاعدة تعيد تجميع نفسها وتسخر عدم الإستقرار المناطقي وفشل القوى الأمنية الحكومية لتستعيد قوتها. وأفادوا في ذلك الوقت أن المقاتلين المرتبطين بالقاعدة يعبرون إلى سوريا لمقاتلة نظام الأسد. ومنذ ذلك الحين عزز المقاتلون منطقة الجزيرة على أمل أن تكون ملاذاً لمحاربة خصومهم. بالنسبة لهؤلاء الناس الحدود بين سوريا والعراق ليست شيئاً حقيقياً كما يقول محلل لأمن المنطقة.
شارك بالتحقيق جمال حلبي في عمان، زينة كرم في الأردن ولارا جاكس في واشنطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق