من هم هؤلاء الإرهابيين الذين يستهدفون الحسينيات ؟
من له هذه القدرة على الوصول إلى أهدافه المنتقاة بلؤم وبمنتهى الحرية؟
لماذا لم استطع الوصول إلى جامع الشواف لأداء صلاة الجمعة ، واستطاع القتلة التنقل ببساطة ليضعوا سياراتهم المفخخة ويوزعوها وفق خطة مرسومة ؟
إنهم ليسوا مجموعة بسيطة ، بل إن لديهم إمكانيات هائلة ليجتازوا كل سيطرات التفتيش ، ويعطلوا منظومة الاستخبارات، والمخبرين السريين، ومخابرات الدول الصديقة!! ويصلوا لأهدافهم!
لماذا لم يضع الإرهابيون سياراتهم المفخخة قرب مساجد الاعتصام في بغداد على كثرتها، وعند ذاك ستكون حصيلة القتلى أكبر والنتيجة أدسم؟
ولكن لا، أنهم يقصدون الحسينيات بالفعل، وبالتأكيد ليس حباً بالمعتصمين، وإنما نكاية بهم، هم يعرفون إن أصحاب العقول المريضة أو البسيطة سيوجهون أصابع الاتهام لساحات الاعتصام وسيخرج أكثر من شخص فاقد للوجدان الوطني وهو يضع عنوان قيادي في الكتلة الفلانية أو محلل سياسي ليتهم معتصمي الانبار والاعظمية وسامراء. ويقول أنهم وراء تفجير الحسينيات وقتل الشيعة .
ثم ماذا بعدها ؟
التشكيك بالمطالب العادلة للمتظاهرين، وكيل الاتهامات الظالمة لهم، ومزيداً من التشدد الحكومي إزاءهم، والأهم من ذلك هو توجيه اللوم للمرجعيات وللقيادات الشيعية المحترمة في إن هذه نتيجة طبيعية لتعاطفهم مع أهالي الانبار والموصل!
ولذا أقول لكم بان ليس هنالك أية مصلحة للمعتصمين في هذه الأعمال الإرهابية .
وماذا بعد ؟
ما الذي يريده الإرهابيون؟
ما هو الهدف النهائي؟
تهيئة المناخ المثالي للحرب الطائفية من جديد وتعالي أصوات المنادين بها، فالبطاط وجيشه المختار سينتعش، والقاعدة ستراها فرصتها الثمينة، ويضيع العراقيون بين هؤلاء وأولئك من القتلة المهووسين، الذين سيستعيدون مجدهم التعيس بان يكونوا أمراء، أمراء نعم، ولكنهم أمراء حرب .
لقد عدت إلى البيت باكراً، على غير العادة، واعتكفت فيه حزيناً جريحاً رافضاً حضور أي اجتماع، أو لقاء إعلامي، وأغلقت موبايلاتي .
احتاج للحظة تأمل، ولساعة حزن، أواسي بها نفسي على ضحايا الحسينيات وأنا أردد:
القتلة لا يستهدفون الحسينيات، انهم يستهدفون العراق .
ملاحظة:
نشر المقال هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق