عبد الكاظم العبودي *
مر الامس ثقيلا.. يوم ليس ككل الايام الصعبة... يوم مليء بالذكريات المرة، كثرت حوله التسميات وعبر العراقيون الاحرار عبر صفحات الفيسبوك وفي بياناتهم وتجمعاتهم في الوطن والخارج عن دواخلهم وما على السنتهم وبتفكيرهم عن رفض لكل ما جرى ويجري بعد ذلك اليوم الاسود المسمى 9 نيسان 2013.
وككل الشعوب الابية والمتحضرة، التواقة نحو الحرية، سيبقى شعبنا متعلقا بكل ذكريات ايامه الحلوة والمرة. نعم سيحتفظ كما عهدناه وفيا لذاكرته التاريخية، كشعب وحضارة ووجود ان يسمي الأشياء بمسمياتها، خسرناها معركة ولم نخسرها حربا تحريرية للعراق. وقد نقلب تلك الصفحة ولكننا لا ننساها ابدا.
اليوم وقبل عشرة اعوام خرجت من دهشة الانفعال الناجم عن مشاهد صور ساحة الفردوس المذلة ومشاهدات بشاعة النهب والسلب والحرق والتدمير ، بما يسميه العراقيون صفحة " فرهود الحواسم" ، اين دشن المحتل بالقوة المسلحة الغاشمة، خطواته التنفيذية بالسعي، لا الى اسقاط النظام السياسي القائم في العراق؛ بل الى الغاء العراق دولة وحضارة. انه زمن التنفيذ العملياتي للحقد الصهيوني على العراق، فتم تفكيك دولته الوطنية والغاء مؤسساتها الواحدة تلو الاخرى، وتم جلب احصنة طروادة وهي تحمل معارضة الامس التي باعت ضمائرها لتحتفل معهم، بما سموه " يوم التحرير".
وفي العاشر من نيسان 2003، أتذكر اني كتبت مقالتي الاولى بصحيفة البلاد الجزائرية بعنوان " الغزو الامريكي للعراق من محاولة اسقاط نظام الى الغاء العراق دولة ومجتمعا" وفيها بشرت بميلاد المقاومة، دون ان اسمع البيان الاول لانطلاقتها من أي مصدر إعلامي، لكن العالم سمعي في ذلك اليوم باول هجوم تفجيري استهدف فندق فلسطين الذي حشد فيه الامريكيون ترسانة الاعلام المرافق للدبابات الامريكية. وبعد ظهر ذلك اليوم وبحضور الاخوة من اللجنة الجزائرية لمساندة الشعب العراقي عقدت مؤتمرا صحفيا بدار الصحافة في الجزائر العاصمة وتحدثت عن مقاومة شعبنا الوطنية بثقة الانتصار الحتمي على كنس الاحتلال الامريكي، واعلنت خبر بدء العمليات المسلحة والجماهيرية لتشكيل نواتات حركة مقاومة شعبنا الوطنية التي بدأت صفحتها التحررية لطرد الغزاة انطلاقا من ذلك اليوم الخالد في ذاكرة العراقيين.
واليوم وبعد عشر سنوات يحق لنا ان نعتبر العاشر من نيسان 2013 يوم التحرير ، تماما كما يحتفل اشقائنا في الجزائر بيوم الفاتح من نوفمبر 1954 بيوم انطلاق الثورة الجزائرية المجيدة. قدم الجزائريون خلال سبع سنوات من حرب التحرير مليون ونصف المليون شهيد لينالوا استقلالا انتظروه 132 سنة في الخامس من تموز 1962. ونحن على عتبة العام العاشر من معركة التحرير قد تجاوزنا المليوني شهيد وملايين العراقيين بين ايتام ومهجرين ومعتقلين ومتشردين وبؤساء ينتشرون في داخل الوطن وفي شتى بقاع العالم.
في العاشر من نيسان 2013 تواجه معركة الحرية في العراق اكثر من جبهة وأكثر من عدو وخصم ، في الداخل والخارج، وعملاء خونة يحتشدون خلف الاتفاقية الامنية مع العدو الامريكي الصهيوني والتحالف ويتمترسون بحماية الدولة الفارسية ويحاولون تثبيت ركائز وسلطة العملية السياسية بكيان غير وطني ، مشوه الانتماء الى اية قيم ، ينفذون بنود دستور احتلالي وضعه بول بريمر لهم ليكافئ العملاء على خياناتهم للعراق بحكم العراق.
واليوم نتجاوز المائة يوم على عمر الانتفاضة الوطنية الباسلة وهي شامخة وصامدة في ساحات العز والكرامة. وهكذا تلتقي اليوم كل ذكريات السنوات العاشرة من معركة التحرير المستمرة واليوم المائة من عمر انتفاضة التحرير السلمية لجماهيرنا في كل محافظات الوطن.
امام العراقيين اكثر من خيار لاسترجاع العراق الى شعبه وامته.وكما عبرت الجماهير في الساحات " تبقى كل الخيارات مفتوحة" .
وكل الاحتمالات مفتوحة وقائمة لاتمام معركة النصر واسترجاع السيادة الوطنية . شعبنا بات اكثر خبرة وأكثردراية وفطنة وهو يستلهم كل الدروس والتجارب القاسية . تعلم كيف يفرز الصفوف الوطنية عن تلك المرتبطة باجندات الاحتلال الامريكي والايراني والصهيوني والعربي الرجعي وأدرك كم هو حجم اعداء العراق.لذا بات عليه ان يعلن تشكيل جبهته الوطنية للتحرير بكل الوسائل السلمية وغيرها. العاشر من نيسان يحثنا على بناء جبهة الشعب الوطنية لتضم كل قوى شعبنا الوطنية وبكل فئاته تحت راية الوفاء للعراق مجدا وحضارة.
فالى الامام بكل الجهود الفكرية والعلمية والثقافية وبتجنيد كل وسائل المقاومة.
عاشت الذكرى العاشرة لانطلاقة مقاومة شعبنا الوطنية ضد الاحتلال.
عاشت الانتفاضة الوطنية العراقية المظفرة.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار.
عاش العراق حرا وموحدا ورائدا في معارك امتنا المجيدة.
* الامين العام لهيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة الوطنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق