الحلقة الأولى، هنا.
صلاح المختار
سئل أحد الحكماء:
ممن تعلمت الحكمة قال: من الرجل الضرير لأنَّه لا يضع قدمه على الأرض إلا بعد أن يختبر الطريق بعصاه.
اذن كلا المشروعين الطائفيين السني والشيعي يخضعان لقاسم مشترك وهو تقسيم العراق والغاءه من الخارطة والاستعاضة عنه بمملكة ( او جمهورية او امارة ) سنية واخرى شيعية لن تكونا الا قزما بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ولن يكتب لهذا القزم الاستمرار ولا القدرة على تحقيق ما وعد من انشأه بتحقيقه لاهل ذلك الكيان القزم من راحة واستقلال وهدوء وسلامة الخ ، وسوف نوضح كل ذلك بالتفصيل في جزء اخر من هذا المقال.
لذلك فان السؤال الجوهري يبقى فارضا نفسه بالحاح لا ينقطع هو : من هندس نظام الاقاليم ووضعه في سياق تقسيم لاحق وانهاء مخطط للكيانات الوطنية العربية بما فيها العراق ؟ وهذا السؤال يولد تلقائيا سؤالا اخرا وهو: لمن يخدم الاقليم الطائفي الهوية؟
ان الجواب على هذين السؤالين سيضعنا امام الحقيقة المطلقة والوحيدة والتي لا يمكن لمن لديه عقل ان ينكرها ، فالمشاريع في السياسة ليست اعمال روائية للترفيه وقتل الوقت بل هي عبارة عن خطوات في تخطيط ستراتيجي يوضع للتطبيق ، واذا كان دعاة الاقليم متخلفون ولا يفهمون معنى التخطيط الستراتيجي فمن الطبيعي انهم لا ينظرون ابعد من انوفهم .
ولكي نتجنب اللغو الفارغ ونحسم مسألة اصول مشروع الاقليم السني وتوأمه (الجيني) الاقليم الشيعي يجب ان ندرس المشاريع التي تطبق في وطننا العربي منذ بداية القرن العشرين وبالاخص تلك التي اخذ من وضعها يطبقها مؤخرا . ولعل افضل مصدرين لمشروع الاقليم الطائفي مصدر استعماري قديم معروف ومصدران صهيونيان رئيسيان ، المصدر الاستعماري هو (سياسية فرِّق تسد) البريطانية والتي تم بموجبها فرض سايكس بيكو في مطلع القرن العشرين لمنع العرب من تحقيق الوحدة العربية وهذا المصدر معروف ولا يحتاج لشرح مضاف ، اما المصدران الصهيونيان فهما هما مشروع برنارد لويس ومشروع عوديد ينون ، وسنقدم خلاصة مركزة جدا لهما ، ومن يريد التوسع عليه الذهاب الى غوغل ووضع عبارة (خطة برنارد لويس ) و بعدها يضع عبارة ( خطة عوديد ينون ) سيجد التفاصيل الكافية جدا وسيرى بلا اي غموض بان مشاريع الفدرالية والاقاليم وتحقير الوطنية والقومية العربية ليست سوى مشاريع واهداف صهيونية واستعمارية غربية رسمية تدعمها ايران بحماس لانها تحقق مطامعها الاقدم من وجود امريكا والكيان الصهيوني . كما سنقوم باجراء مسح تطبيقي لتجنب النظريات من خلال تدقيق ما جرى منذ غزو العراق وما جاء به الاحتلال وماطبقه فعلا .
سايكس بيكو الثانية
يعد مشروع برنارد لويس الامريكي الصهيوني ابرز خطط تقسيم الاقطار العربية ويقوم على تقسيم كافة الاقطار العربية والغاءها من الخارطة ، ويشابهه مشروع الاسرائيلي عوديد ينون المعنون (ستراتيجية لاسرائيل في الثمانينيات) ، وهذان المشروعان عبارة عن اعادة كتابة لخطة الصهيونية القديمة . وفيما يلي اهم ما تضمنه بخصوص العراق اولا ثم سنعرض لمحات بالغة الاختصار عن بقية الاقطار العربية .
في عام 1980 والحرب العراقية الايرانية مستعرة صرح مستشار الامن القومي الامريكي زبجنيو بريجنسكي قائلا : ان المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الان ( 1980) هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم علي هامش الخليجية الاولي –يقصد بين العراق وايران – تستطيع امريكا من خلالها تصحيح حدود سايكس- بيكو بحيث يكون هذا التصحيح خادما لمصالحنا . وسايكس بيكو هي خطة تقسيم المشرق العربي الى اقطار منفصلة بعد ان نكثت بريطانيا وفرنسا بوعودها للعرب بتوحيد انفسهم تحت زعامة واحدة وفي دولة واحدة بعد الاستقلال عن العثمانيين .
بعد هذا التصريح وبناء على تكليف من وزارة الدفاع الامريكية بدأ المؤرخ الصهيوني الامريكي برنارد لويس بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الكيانية القطرية للدول العربية جميعا كلا على حدة ، وتفتيت كل منها الي مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية ، وقد ارفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت اشرافه تشمل جميع الدول العربية المرشحة للتفتيت .
في عام 1983 وافق الكونجرس الامريكي بالاجماع بمجلسيه النواب والشيوخ في جلسة سرية علي مشروع برنارد لويس فتوفرت القاعدة القانونية لهذا المشروع وأجل تنفيذه ووضع في ملفات الاهداف المستقبلية التي يجب ان تنفذ عندما يأتي الوقت المناسب لذلك ، وان لم يأتي يجب ان يصنع الوقت الملائم عبر احداث مرسومة بدقة . بخصوص العراق يقول مشروع لويس ما يلي :
يجب تقسيم العراق الى ثلاثة دويلات على أسس عرقية ودينية ومذهبية تكون احداها كردية في الشمال وثانيهما سنية في الوسط وثالثتهما شيعية في الجنوب . اما خطة ينون التي اطلقت عليها تسمية (ستراتيجية لاسرائيل في الثمانينيات ) والتي كتبت في عام 1982 وبنفس فترة اعداد برنادر لويس لخطته ، فانها تطلب تقسيم العراق الى ثلاثة دويلات ايضا على اسس عرقية وطائفية فاحداها كردية في الشمال وثانيها سنية في الوسط وثالثتهما شيعية في الجنوب ، وهذا التطابق بين الخطتين يعود الى ان مرجعية لويس وينون واحدة وهي الصهيونية ، ووافقت امريكا عليهما تطبيقا لمبدأ ( فرق تسد ) الذي ورثته من بريطانيا واجلت تنفيذهما لحين توفير البيئة المناسبة .
ومما له دلالات كبيرة هو ما اكد عليه ينون بشدة وهو ( ان العراق اخطر عدو لاسرائيل وجيشه يشكل التهديد الاكبر لها لذلك فعلى اسرائيل دعم جهود خميني لاسقاط نظام صدام حسين تمهيدا لتقسيمه) . ولذلك فحينما جاء الغزو قام الحاكم الامريكي بول بريمر بوضع دستور مشتق بطبيعته من الخطتين المذكورتين فاعتمد المحاصصة الطائفية والعرقية اساسا له وقسم العراق الى ( اعراق وقوميات واديان وطوائف ) وانكر عروبة العراق ومنع وصف العرب السنة بالعرب ووصف العرب الشيعة بالعرب لاجل اظهار العرب كاقلية او اغلبية ضئيلة بتأكيده فقط على وجود شيعة وسنة ، وهذه السياسة هي ثمرة تطبيق مخطط موضوع سلفا وهو الذي شرحناه.
وبناء على دستور الاحتلال هذا اقيمت عملية سياسية ونظام امني اساسهما الطائفية والعرقية وبدأ الاحتلال بخلق ظروف وبيئة تسمح بتقسيم العراق الى ثلاثة دويلات كما خططت الصهيونية مبكرا عن طريق التعامل مع العراقيين على انهم ( طوائف واعراق ومذاهب ) وليس شعبا واحدا له هوية واحدة واسميت تلك العملية ب( نظام المحاصصات ) . والان يمكن التأكيد استنادا الى وثائق توفرت وسياسات طبقت بان العملية السياسية في ظل الاحتلال كانت مصممة لخلق البيئة المناسبة لتقسيم العراق، ولهذا لا يمكن فهم سبب الاضطهاد الطائفي وتفسير عمليات الاغتيالات والقتل الجماعي للعراقيين والتي ادت الى قتل اكثر من مليوني عراقي وتشريد اكثر من سبعة ملايين عراقي من ديارهم بالاضافة لحرمان 30 مليون عراقي من الخدمات الاساسية طوال عشر سنوات ، لا يمكن فهم كل ذلك الا على انه عمل متعمد لدفع العراقيين لاختيار الطائفية والعرقية كخيار مفروض عليهم بقوة ضغط القتل والابادة والتمييز العرقي والطائفي الشديدين ومن ثم قبول التقسيم كافضل الخيارات السيئة .
وبعد فشل التقسيم نتيجة لمتانة التركيب الاجتماعي العراقي وهزيمة امريكا امام المقاومة الوطنية العراقية سلمت امريكا العراق الى ايران لانها كانت تعرف ان احقاد واطماع ايران في العراق تؤهلها لاكمال مخطط تقسيم العراق من خلال الوحشية المفرطة في تعامل عملاء ايران مع العراقيين والطابع الطائفي المتطرف للتنظيمات العميلة لايران .
وفي عام 2007 طرح جو بايدن ، نائب الرئيس الامريكي الحالي ، وكان عضوا في مجلس الشيوخ الامريكي وقتها ، خطة لتقسيم العراق الى ثلاثة دول بالضبط مثلما خطط لويس وينون فوافق مجلس الشيوخ الأمريكي عليها في 29/9/2007 كشرط لانسحاب القوات الأمريكية من العراق ، وجاء بايدن واصبح نائبا للرئيس الحالي اوباما ومن المؤكد ان وجوده نائبا للرئيس هدفه الاساس قدر تعلق الامر بالعراق هو تقسيمه تنفذا لقرار مجلس الشيوخ .
اما مصر والسودان فتقسمان طبقا لخطة لويس وينون الى دويلات ، فمصر تقسم الى اربعة دول هي دويلة سيناء وشرق الدلتا وتقع تحت النفوذ الاسرائيلي ليتحقق حلم اليهود من النيل إلى الفرات . والدويلة المسيحية وعاصمتها الاسكندرية ، ودولة النوبة جنوب مصر وشمال السودان، ودويلة مصر الاسلامية وعاصمتها القاهرة.
والسودان يقسم الى اربعة دول هي دويلة النوبة في الشمال وتكون محاذية لدويلة نوبة مصر، ودويلة الشمال السوداني الإسلامي ، ودويلة الجنوب السوداني المسيحي التي اعلنت انفصالها في الاستفتاء 9/1/2011 ليكون أول فصل رسمي طبقا للمخطط واخيرا دويلة دارفور والمؤامرات مستمرة لفصلها عن السودان بعد الجنوب مباشرة حيث أنها غنية باليورانيوم والذهب والبترول.
اما المغرب العربي فيجب ان يقسم بعد تقسيم ليبيا والجزائر والمغرب وتونس الى دولة البربر على امتداد دويلة النوبة بمصر والسودان. ودويلة البوليساريو والباقي دويلات مما تبقى من المغرب والجزائر وتونس وليبيا. ومصير شبه الجزيرة العربية والخليج العربي طبقا لخطة لويس هو ثلاثة دويلات وهي: دويلة الإحساء الشيعية: وتضم شرق السعودية والكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين. دويلة نجد السنية، ودويلة الحجاز السنية.
وتقسم ســوريا الى اربعة دويلات: دولة علوية شيعية على امتداد الشاطئ ودولة سنية في منطقة حلب ودولة سنية حول دمشق ودويلة الدروز في الجولان.
ولبنان يقسم الى ثمانية كانتونات عرقية ومذهبية ودينية ويلغى الأردن من الخارطة وتقام الدولة الفلسطينية فيه وتبتلع اسرائيل ما تبقى من فلسطين. ويضم اليمن بعد الغاء كيانه شمالا وجنوبا الى دويلة الحجاز .
ما معنى هذه الخطط والمشاريع الصهيونية - الامريكية والايرانية ؟ المعنى الاكبر والنتيجة الاخطر هي ان الاقطار العربية ودون اي استثناء مخطط لها ان تقسم على اسس عرقية ودينية وطائفية ، لان بقاء الكيانات القطرية الحالية ، ورغم انه مضاد للمصلحة القومية العربية التي تتجسد في ضرورة تحقيق الوحدة العربية وازالة الكيانات القطرية ، يشكل مصلحة ستراتيجية امريكية صهيونية وايرانية لانه يضمن ازالة الهوية العربية المشتركة لكافة الاقطار العربية وبدء عملية تغريبها عن اصولها القومية والثقافية وفقا لتخطيط موضوع بدقة وتفصيليا .
ان بقاء العرب منتمين لامة واحدة ولهوية واحدة حتى ولو تفرقوا في اقطار يحفظ الشعور العميق والاصيل بانهم امة واحدة ومصيرهم واحد وعليهم مواجهة اعداءهم بموقف واحد او على الاقل مشترك يضمن الدفاع عنهم كلهم وهذا ما اكدته احداث القرن العشرين خصوصا بعد صعود المد القومي العربي في الخمسينيات بفضل عبدالناصر والبعث. ولكن لو ازيلت الهوية القومية العربية وخلقت تناقضات عدائية مفتعلة ، مثل الطائفية والعرقية ، بين جماهير الاقطار العربية فان الهوية القومية المشتركة تتعرض للاهتزاز ثم الزوال تدريجيا ، والاسلوب الامثل هو صنع الازمات والكوارث للناس العاديين فكلما ازدادات الازمات حدة وتحولت الى كوارث مستمرة ومتزايدة لا امل في وضع حد لها يفتح لهم باب واحد فقط وهو قبول التخلي عن الهوية القومية والوطنية تحت ضغوط هائلة لا يستطيع اغلب البشر تحملها .
ولو نظرنا لما يجري منذ عقود بتتابع لم ينقطع لرأينا ان الامة العربية بكافة اقطارها تتعرض لازمات تزداد وتتضاعف ولا تقل او تحل والضحية الرئيس هو الانسان العادي ، وسط حملات اعلامية وعسكرية منظمة تشكل عمليات غسيل دماغ جماعية للانسان العربي هدفها اعادة تشكيل وعيه ، وتثبيت الطارئ والجديد والمصنوع من الوعي خصوصا الوعي الغريزي بضرورة البقاء وجعله المعيار الوحيد لتحديد ما هو مشروع وما هو غير مشروع فيتحقق انقلاب قيمي رهيب يسقط منظومة القيم الاجتماعية التقليدية ( الدينية والقومية والعشائرية ...الخ ) التي سادت قرونا بل الاف السنين فيزول العائق الاثبت الذي كان يمنع التوسع الصهيوامريكي ويحل محله معيار المصلحة الانانية الصرفة . نعم انه وعي اضطراري واني لكن من ينفذ المخطط ويشرف على ذلك يريد بقاءه وتأبيده ليكمل عملية تغيير الوعي الاجتماعي والمفاهيم الراسخة في الوعي الجمعي للناس ويجبر قطاعات كبيرة على التخلي عن قناعاتها وماكانت تؤمن به وتقدسه من اجل ضمان البقاء المجرد من الكرامة والسيادة والعيش اللائق لان ما بقي يتحكم بالانسان هو غريزة البقاء وهي غريزة عمياء .
والعراق تعرض لأقسى ما يمكن ان يتعرض له شعب مكملا ما تعرض له الشعب الفلسطيني من عذابات قاسية ، ولحقت ليبيا بمسيرة المعاناة اللاانسانية ثم لحقت سوريا بزمن الكوارث واخذ شعبها يتعرض لما تعرض له العراق ـ اما باقي الاقطار العربية ففقدت الامن والامان ودخلت مرحلة الاضطرابات التي تزداد ولا تتوقف وتجر القطر الى الكوارث المتعاقبة والمتزامنة لكي يجبر الشعب العربي على اعادة النظر في هويته وانتماءه وقيمه ويقبل بالاستسلام للعدو التاريخي وشروطه المذلة والمهينة. وهذا ما نراه الان في تونس واليمن والبحرين ولبنان ومصر بعد ان دخلت مرحلة التهديد المباشر والواضح منذ عامين في انتظار ما هو اسوأ .
في اطار هذه المخطات وليس بمعزل عنها يأتي التطور الجديد في العراق وهو طرح الاقليم السني فهل هذا الطرح برئ من المخطط الاستعماري الصهيوني ؟ الجواب الدقيق والاكيد هو كلا فما يجري في العراق خصوصا المطالبة بالاقليم السني هو ، اولا ، جزء اصيل من المخطط الذي قدمناه لكم كوثيقة وعلى من يريد التأكد قراءة المشروع الصهيوامريكي ومقارنته بفكرة الاقليم السني سيكتشف انه الابن الشرعي للمشروع الصهيوني وليس نغل من نغوله ، فالاقليم السني مطابق حرفيا وحتى بالشرح والتفاصيل للمخطط الصهيوني الامريكي ولا يتناقض معه في اي شيء ، وثانيا ، وهذا مهم جدا لان هوية وسوابق المنادين به الان وهم المشاركين في العملية السياسية بعد الاحتلال تؤكد انهم ينفذون الان بمشروع الاقليم السني اوامر الاحتلال بتقسيم العراق ليس الا ، وعليكم تذكر الوجوه الكالحة لاعضاء مجلس الحكم ومجلس النواب والوزراء في نظام الاحتلال سترون انهم هم وليس غيرهم اهم دعاة الاقليم السني. اما التغيير الوحيد في الوجوه فهو تغيير شكلي لان من انضم الى عملاء الاحتلال في الدعوة للاقليم السني كانوا محسوبين على المقاومة ولكنهم كانوا خيول طروادة فيها وحان وقت كشف اوراقهم .
وهذه الحقيقة تحدد الهدف من المشروع بدقة فهو ليس مشروعا لانقاذ العراق بل لتدميره واوضح دليل هو ان بعض المنادين بالاقليم السني اعلنوها صراحة انهم يريدون الاستقلال عن العراق للتخلص من الاضطهاد الطائفي ! هذا الموقف يفرض سؤالا اخرا : ما هو منطق دعاة تقسيم العراق بواسطة انشاء اقليم سني ؟ وهل هو موقف صحيح عمليا؟
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق