مصطفى كامل
غادرنا، إلى رحاب الخلد، صبيحة هذا اليوم، المربي الفاضل الشيخ الجليل إبراهيم منير المدرس عن عمر ناهز الثالثة والثمانين عاماً، قضاها في خدمة قضايا الاسلام والمسلمين في العراق والأمتين العربية والاسلامية..
غادرنا، إلى رحاب الخلد، صبيحة هذا اليوم، المربي الفاضل الشيخ الجليل إبراهيم منير المدرس عن عمر ناهز الثالثة والثمانين عاماً، قضاها في خدمة قضايا الاسلام والمسلمين في العراق والأمتين العربية والاسلامية..
ولد رحمه الله في بغداد عام 1930، وتنقل في مدن العراق كافة، طالباً ومدرساً وداعية، وحاز على شهادة البكالوريوس في علوم الشريعة الاسلامية من كلية الشريعة ببغداد، ثم عمل مدرساً فيها، وانتدب للتدريس في كلية الشريعة بمكة المكرمة، كما حاز على شهادة الماجستير من الجامعة الاسلامية بباكستان، وانتدب رسمياً للعمل التربوي والدعوي في أفغانستان عام 1977.
وساهم على امتداد سنوات حياته المباركة في عدد كبير من الأنشطة الوطنية والفعاليات المناهضة للاحتلال البريطاني للعراق والاحتلال الصهيوني لفلسطين، وغيرها، جنباً إلى جنب مع علماء العراق الأجلاء وفي مقدمتهم الشيخ محمد محمود الصواف، يرحمه الله تعالى.
ولم يمنع انتماؤه إلى جماعة الاخوان المسلمين في العراق، من إدانة الموقف المتخاذل لجماعة الحزب الاسلامي العراقي الذي تأسس مطلع التسعينات في لندن، وجاهد بقوة ضد توجهاته في العمل ضمن مشاريع الاحتلال الأميركي، والتزم بالنهج المقاوم لهيئة علماء المسلمين في العراق، وكان عضواً في أمانتها العامة منذ التأسيس وحتى وفاته، وكان، يرحمه الله، حريصاً على تأكيد ذلك الموقف والافتراق التام عن مواقف الحزب الاسلامي الخيانية والمتخاذلة، مواجهاً في ذلك أقرب الناس إليه.
الشيخ الجليل في مقر هيئة علماء المسلمين في العراق، ببغداد |
وكان يرحمه الله يعتقد انه ليس للحزب الاسلامي العراقي الحالي، أي صلة بالتنظيم الذي تأسس عام 1960 تحت نفس الاسم، ووقف، يرحمه الله، ضد المد الشيوعي في عهد الشعوبي الطاغية عبدالكريم قاسم الذي أتاح لعصابات الرعاع التابعة للحزب الشيوعي العراقي استباحة المدن الآمنة وتعذيب شرفاء العراق في الموصل وكركوك وبغداد وغيرها، وناضل بقوة ضد المد الشيوعي، كما دعم ثورة الجزائر العربية والكفاح الفلسطيني ضد العدو الصهيوني الغاصب.
كما كان حريصاً على أعمال الخير، باذلاً في هذا من وقته وجهده وماله الكثير الكثير، فكان بحق نعم الداعية الصالح الزاهد الأمين على دين الله تعالى وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، ومصالح الناس أجمعين، طيب القلب نقي السريرة، وفياً لأصدقائه ومحبيه، ناصحاً لهم ومُعيناً لهم على شؤونهم، صادحاً بالحق لا يمنعه عن ذلك لوم لائم ولا عتب عاتب، دالاً على الخير وفاعلاً له، وكان عامل إصلاح وتوفيق بين الناس، بل انه كان يجد في مساعي لمِّ الشمل ونبذ الفرقة وتوحيد الخيّرين وإصلاح ذات البين، مهمة رئيسة له.
وكان بحق (رمزاً من رموز العراق الكريمة التي حملت مشعل الإصلاح والدعوة إلى الله) وأحد رواد (العمل الدعوي والخيري والاجتماعي في العراق طيلة عقود من الزمن).
وكان بحق (رمزاً من رموز العراق الكريمة التي حملت مشعل الإصلاح والدعوة إلى الله) وأحد رواد (العمل الدعوي والخيري والاجتماعي في العراق طيلة عقود من الزمن).
ترأس منذ العام 2006 جمعية التربية الاسلامية في العراق، التي أسسها الشيخ الفاضل المرحوم عبدالوهاب السامرائي، حتى توفاه الله تعالى يوم أمس.
لقد كان الشيخ الجليل، يرحمه الله تعالى، من أصدق الدعاة إلى الله وأكثرهم حرصاً على وحدة الوطن أرضاً وشعباً، ومن أشدهم التزاماً وطنياً صادقاً، وكان يرحمه الله، دؤوباً في العمل لمناهضة الاحتلال الغاشم، فلم يتوقف أو يتأخر يوماً، برغم مرضه وكبر سنه، عن أداء واجباته في هذا الصدد، وفي دحر الفتنة الطائفية، وظلَّ، بحمد الله، صامداً على موقفه الحق حتى النفس الأخير..
كنت أتواصل معه وأحرص على اللقاء به وزيارته والاستفادة من علمه الغزير وورعه الصادق وحِلمِه العميق..
رحم الله الشيخ الجليل وجعل مستقره الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأنعم بهم رفيقا، وألهم أهله ومحبيه جميل الصبر وعميق الإيمان وحفظهم من كل سوء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق