الشيخ عبدالحكيم السعدي |
أثارت دعوة أحد المتحدثين على منصة ساحة اعتصام مدينة سامراء الثائرة لهذا اليوم، الجمعة 10 مايو/ مايس 2013، الشيخ محمد طه حمدون للمتظاهرين بعدم الالتفات إلى حديث من هم في خارج حدود الوطن الجغرافية، من العراقيين، ردود فعل قوية، حيث تلمس البعض فيها دعوة مقصودة لإبعاد أصوات مشايخ أجلاء كان لهم دور كبير في النصح والتوجيه والإرشاد.
ومن بين ردود الأفعال هذه، ماوردنا من الشيخ الدكتورعبدالحكيم عبدالرحمن السعدي، وننشره لأهميته ولماتميز به هذا الرد من حجج قوية بينة ونصائح حكيمة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد قال الله تعالى " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون".
وبناءً على منطوق هذه الآية ومفهومها أود ان أوجه نصيحة الى الأخ محمد طه حمدون– الذي سمعته يوم الجمعة يتلو عدة تعليمات للمعتصمين كان من بينها فقرة تقتضي إقصاء العراقيين ممن هم في خارج العراق، أقول له باختصار شديد :
- هذه نغمة سمعناها من بعض السياسيين فمن المعيب أن تتبنوها أنتم.
- لا يوجد في الوقت الحاضر - بعد أن تطورت وسائل الاتصال- من هم في الخارج ومن هم في الداخل فمن في الخارج مطلع على أحوال الداخل ربما أكثر ممن هم في الداخل بل له القدرة على تقصي الحقائق وتحليلها بهدوء أكثر ممن هو في الداخل.
- لا شك أن من هم في الساحات يتحملون عبئاً أكثر من غيرهم ، فهم الذين تحملوا ما تحملوا من المصاعب والمخاطر والحر والبرد ، لكن هذا لا يعني أن من هو في الخارج فاقد الأهلية والرؤية لاتخاذ القرار– كما يرى ذلك الأخ محمد حمدون.
- وليعلم الأخ محمد حمدون وليعلم غيره كذلك ما يأتي:
- اننا في الخارج نوصي دائماً الالتزام بقرارات الداخل غير المسيسة فهم أقدر منا على اتخاذ القرار، وصدور ذلك منا يختلف عن صدوره منكم.
- انه ما من أحد من أهل الخارج الا وله جذور تمثله في الساحات من ابن أو أخ او ابن أخ أو ابن عم أو عشيرة.
- أن معظم قراراتكم ومشاوراتكم تأخذونها ممن هو خارج العراق ممن رضيتم ان يكونوا قادتكم حزبياً أو علمياً او فكرياً فلا يصح أن تلمزوا بذلك اناساً مخصوصين هم في الاصل مشايخكم وعلماؤكم ومفتوكم.
- ان الآية التي سقناها أول هذه النصيحة توضح لكم انه ما ينبغي ان ينخرط الجميع في مسلك واحد في الجهاد، بل لابدّ من بقاء عدد يواصلون الرحلة العلمية والفقهية والتحريضية على الجهاد "وينذروا قومهم" فلماذا تغاضيتم عن فقه هذه الآية؟
- أرجو ان يتذكر الأخ محمد طه حمدون أن علماء الخارج كانوا في طليعة المجاهدين الذين عملوا بكل ما يمتلكون لطرد المحتل أيام المقاومة الباسلة وكانوا سبباً رئيساً في انهاء الاحتلال وما زالوا كذلك، بخلاف كثير ممن هم في الداخل الذين تآمروا على المقاومة وتعاونوا مع المحتل وأذنابه باسم الصحوات وغير ذلك لانهائها وكسر شوكتها او ممن لم نسمع لهم صوتاً جبناً أو نفاقاً أو لمصالح شخصية أو ممن تذبذبوا تارةً مع المقاومة وتارةً ضدها.
وأخيراً أرجو الله ان يمنحكم الاخلاص في العمل ويجنبكم شرّ الغرور، والعجب، وآفات القلب والإنسياق وراء الحزبية المجردة ، انه سميع مجيب مؤكداً لكم اننا مع المعتصمين المخلصين في كل ساحات العراق حتى يتحقق النصر لكل العراقيين باذن الله تعالى.
الشيخ الدكتورعبدالحكيم عبدالرحمن السعدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق