موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 10 مايو 2013

وضع النقاط على حروفها: الهيئة والبعثيون وجهان لعملة واحدة

القراء الكرام
نشرنا يوم أمس مقالاً لكاتبه السيد عمر علي الدليمي، بعنوان (محمد عياش الكبيسي.. من فقه المقاومة والجهاد إلى فقه المساومة والارتداد ولم يكن بالطبع موجهاً لشخصٍ بعينه، وإن بدا كذلك، بقدر ماكان موجهاً لظاهرة بدأت تطفو في الآونة الأخيرة على سطح المشهد السياسي في العراق، وتحديداً مشهد الثورة الشعبية الوطنية العراقية.
وقد طلب بعض السادة المعلقين الاستماع إلى وجهة النظر الأخرى، وقد وردنا المقال الذي ننشره اليوم، من كاتبه، الشيخ سامي الجنابي، وهو يمثل واحداً من أعلى أصوات الجبهة المقابلة المُروِّجة لفكرة إقامة إقليم للسنة في العراق.


وربما وجدتم، سادتي، عنوان ومضمون المقال، غريباً، ولربما كان صادماً للبعض، بل لعل كثيراً من القراء سيفغرون أفواههم وهم يقرأون سطور المقال.. إذ سيرونَ أنه حافل بألوانٍ شتى من التهم على طرفين من أطراف العمل الوطني في العراق، لكلٍ موقفه وفكره وتاريخه وامتداده.
ومع ان كاتبه ساق تُهَمَه وأفكاره بناءً على قناعاته الشخصية وانسجاماً مع منطلقاته السياسية، التي نختلف معها، إلا اننا يجب أن نقرأ وجهة نظر أخرى غير التي تعوَّدنا قراءتها في وجهات نظر..
من هنا كان القرار بنشر المقال، مجتهدين في إجراء بعض التصويبات الإملائية والطباعية عليه، وعسى أن يكون في نشره فرصة لإثبات أننا ننشر وجهات نظر شتى، وهي مهمة أراها ضرورية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق..
ولعلها، أيضاً، فرصة مناسبة لإثراء نقاش، هادفٍ، في هذه القضية الجوهرية التي يدعو لها البعض، فيما ترفضها الغالبية العظمى من اطراف العمل الوطني في العراق.

مصطفى
.........

وضع النقاط على حروفها: الهيئة والبعثيون وجهان لعملة واحدة

سامي الجنابي
أيها الاخوة الكرام اشعر وبقوة ان من استحقاقات المرحلة الحالية هو تمييز الصف وتنقية الانتفاضة وعزل المشاغبين او العابثين الذين لاهم لهم الا عرقلة مسيرة الانتفاضة لانها لاتجري وفق رغباتهم كما قال تعالى (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة) الانفال: 42 وقال صلى الله عليه وسلم: (لاتزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لايضرهم من خالفه ولا من خذلهم) البخاري بمعناه.
لقد عانينا في المرحلة الماضية من فتاوى الهيئة والبعثيين (العفالقة) المتخندقين معها والمتمترسين بها استهبالا واستغفالا وشيطنة.
ان الهيئة تشاغب بالقول ان دعاة الاقليم عملاء ويريدون التقسيم وتلبس الحق بالباطل في الافتاء بحرمة الدعوة الى الاقليم ولو سكتت حتى ترى النتيجة لسكتنا.
ان الهيئة تتصرف وتفتي كأنها هي الاب الراعي والعارف بمصلحة اولاده. اننا نرفض هذه الابوية المزيفة التي تصنعها قنوات مأجورة مدفوعة الثمن.
ان بعض القنوات عمدت الى صناعة رموز جديدة لم تكن يوما لافي العير ولافي النفير، وكانت هذه الالسن ساكتة سكوت اهل القبور وكنا في فوهة المدفع ولما استنصرنا بها في وقت من الاوقات العصيبة زمن الدكتاتورية البعثية وجمت وخذلتنا وخذلت الناس عنا.
وبعد كارثة الاحتلال تاخرنا تواضعا لهم وقدمناهم لظننا الحسن بهم واذا بهم ينقلبون علينا ويتهمون مخالفيهم بالعمالة والتقسيم.
يجب التذكير: بأن الهيئة هي التي تجمجمت من توجيه السنة الى الاجهزة العسكرية والامنية مما جعلها تتمحض للشيعة فسامونا سوء العذاب كما هو معلوم. وهناك من يتهمها بالتحريم ولربما قال بعضهم ذلك ولم ار فتوى التحريم ولكن موقفها كان غامضا لايتناسب وواجب الوقت للاخذ بزمام المبادرة والدخول بقوة في المؤسسات العسكرية والامنية.
والهيئة هي التي عرقلت الدخول في مجلس النواب فقد عانينا في الفترة الماضية من تحريم الهيئة للانتخابات والدخول الى مجلس النواب باغلبية راجحة مما ادى الى تهميشنا في جميع مفاصل الدولة فامتلأت السجون بشبابنا ونسائنا دون ان يكون لنا قاض واحد شريف ينصفنا وذلك بسبب الدعاية والفتاوى المضادة.
وكثر العاطلون والفقراء من اهل السنة بسبب التهميش في وزارات الدولة لعزوف الناس عن الانتخابات بسبب فتاوى الهيئة والدعايات البعثية المتجحفلة معها والتي يتخفى كوادرهم في ردهات (قناة الرافدين) التي مل الناس منها ومن بياناتها السمجة وبرامجها المكررة.
والهيئة هي التي حصرت اهدافها جميعا في شئ واحد لاغير فكانت تقول: (نحن مع الحكومة متى ما استطاعت ان تجدول انسحاب القوات المحتلة وسوف نذهب اليها نهنئها ونبايعها).
ولما سرق المالكي جهود السنة في تحرير العراق وجدول الانسحاب كما ارادت الهيئة لم تستطع الهيئة منذ ذلك الحين والى يومنا هذا ان تطرح مشروعها السياسي الواقعي البديل عن الحكومة الطائفية والتزمت السلبية التامة والانغلاق التام امام مجريات الاحداث الخطيرة والاكتفاء بالشجب واتهام الاخرين بالعمالة وتقسيم العراق والاشادة بالشعار الخائب (اخوان سنة وشيعة) والاشادة بعشائر الجنوب الشيعي الذين يخدعونها كل يوم.
ولم تستطع الهيئة ان تخرج عصفورا واحد من الجنوب لكي يساند المنتفضين من اهل السنة كي تبرهن على الاقل على صدق نظريتها في مساندة عرب الشيعة للسنة، وكم رثيت لبيانها البائس في تبرير ذلك الخذلان من عرب الجنوب الشيعة اذ تقول اعتذارا لهم (ان اخوانكم في الجنوب يريدون ان يساندوكم ولكن الظروف الامنية تمنعهم) وكأن الظروف الامنية في الانبار او ديالى او سامراء كالدهن على العسل.
وللحقيقة والتاريخ نقول لقد كان للهيئة في الماضي دور مهم لو احسنت التفكير والتدبير وجعلت الشورى سنتها الحقيقية في اتخاذ القرار ولكنها للاسف تجنبت ذلك وكان الاستبداد هو قانونها في اتخاذ القرارات المعصومة فانفض الناس عنها ونفضوا ايديهم منها فالهيئة اليوم هم عدة اشخاص والناشطون منهم اثنان فقط ونشاطهم عبارة عن بيانات متقطعة في مدد متطاولة ومع ذلك يلقبون انفسهم بهيئة علماء المسلمين في العراق في مجافاة ظاهرة  للحقيقة.
وهم متمسكون بالاسم الذي اختطفوه (كتائب ثورة العشرين) من اصحابه الحقيقيين لما يدر عليهم من حظوة خارج العراق في الوقت الذي ليس له اي وجود داخل العراق بالمطلق. وهو اسم يدر عليهم ابواب الرزق الحلال جدا، سيما اذا كان الداعمون لهم مثل بشار الاسد بطل الممانعة والمقاومة وربيب نعمته حسن نصر اللات الممانع الاخر، والهيئة الممانع الثالث، هذا التحالف الثلاثي الذي يكشف لنا السر وراء عدم تصريح الهيئة بأي بيان ضد بشار او حزب اللات وحسن نصر الضلالة، وهي ترى دماء السنة في الشام العزيز تسيل انهارا وقد ملأت الجبل والوادي.
ومن ناحية اخرى وفي الوقت الذي لم تعط الهيئة اي بديل لوضع السنة الكارثي في العراق سوى الشجب والبيانات الانترنتية والفضائية تقوم الهيئة اليوم وبضراوة وحقد دفين غير مبرر باتهام دعاة الاقليم بشتى التهم من العمالة والدعوة للىتقسيم ... الخ.
كما تقوم بجهد غير مسبوق على مستوى دول المنطقة سيما السعودية وقطر ومصر وتركيا  وغيرها من دول المنطقة للحيلولة دون الموافقة على دعم مشروع الاقليم الذي هو طوق النجاة الاخير المتبقي لاهل السنة في العراق. وتتهم كل من يسعى الى ذلك بانهم عملاء وخونة وهم من الاخوان او الحزب الاسلامي.
ونحن نقول اذا كان الاخوان والحزب الاسلامي وراء هذه الانتفاضة المباركة فوالله انهم يستحقون وبكل جدارة ان تسجل اسماؤهم بحروف من ذهب ولكن الحقيقة ليست كذلك ايها البعثيون والهيؤويون الحقيقة ان اهل السنة جميعهم وبكل ألوانهم ثاروا على الحقد الطائفي الذي تمارسه الاحزاب الشيعية جميعا ضد أهلكم السنة في العراق هذه هي الحقيقة واذا كانت عندكم مشكلة مع الحزب الاسلامي الذي نصبكم وبكل طيبة وثقة واستأمنكم على الهيئة فجازيتموه على طيبته معكم جزاء سنمار فعليكم ان تحلوا المشكلة معه.
فوالله لولا الحزب الاسلامي لما عرفكم احد ولما وثق بكم احد. وستتهموني باني من الحزب الاسلامي واقول لكم انه لمن الشرف العظيم ان يكون الرجل مع اخوانه في الحزب الاسلامي او الاخوان او السلفية او اي مجموعة من الاخيار ولكن وللحقيقة اقول: لاعلاقة لي باي تنظيم يخطر على بالكم فانا من خدام العلم الشرعي فحسب، وهو مايوجب على اهله بيان الحق خوفا من الكتمان رضي الناس او غضبوا  قال تعالى (واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه) ال عمران: 187 وقال تعالى (ان الذين يكتمون ماانزلنا من البينات والهدى من بعد مابيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم) البقرة: 160 ولما كانت فتواكم في تحريم انحياز اهل السنة الى اقليم يحفظون فيه دينهم ودماءهم واعراضهم واموالهم وعقولهم فتوى باطلة من اكثر من عشرين وجها تضاف الى فتاويكم ومواقفكم السابقة التي اوصلتنا الى هذا الحال لما تجر على السنة من البلاء المبين وهي مفسدة لاتقاومها مصلحة الحكم المركزي الاستبدادي الذي تدعون اليه بعد تحرير العراق كما تزعمون. ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح وقفنا منكم هذا الموقف بيانا للحق ودحضا للباطل. ولو سكتم عن الفتاوى الباطلة واتهام الابرياء بالعمالة لانهم لايوافقونكم والتلبيس على الناس لسكتنا عنكم.
واقول لكم ان جهدكم سيبوء بالفشل قطعا لانه ضد ارادة اهلكم في العراق ولقد وردني الخبر الاتي لتذكيركم وكشف حقيقة حجمكم ففي احد مساجد الفلوجة اجتمع 135 من الخطباء والعلماء لمناقشة خيار الاقليم فكانت النتيجة ان صوت 132 لصالح الاقليم وثلاثة لم يصوتوا فقط وهؤلاء الثلاثة من الهيئة.
ولقد سالني وزير الخارجية لاحدى الدول الشقيقة: ماوضع الهيئة عندكم في الداخل؟ فقلت له الحقيقة: وهي ان الهيئة لاوجود لها في الداخل ولاتاثير لها على الشارع والناس عازفون عنها بسبب جمود قيادتها والاستبداد الذي سيطر على مفاصلها وعدم وضوح الرؤية لطرح مشروع واقعي يتناسب وحاجات الشارع السني. فقال لي: نحن مدركون لهذا الامر ولكني احببت ان اسمعه من العراقيين.
ان اهلنا في الانبار وسامراء وديالى والموصل كلهم ينادون اليوم بخيار الاقليم ولم ينتبهوا او يعيروا اهتماما لصرخات قناة الرافدين المبحوحة ضد الاقليم.
ستقولون أقدموا اذن وافعلوها، ونقول سنفعلها باذن الله بعز عزيز او بذل ذليل.
وسندعوكم بكل ترحيب واعزاز الى الاحتماء بالاقليم بين اهليكم من السنة وترجعون من منافيكم معززين مكرمين بعد ان لم يستطع اخوانكم العروبيون جدا من شيعة الجنوب ان يتكفلوا لكم بالايواء والحماية. 
وماذا بعد:
والسؤال الذي يجب طرحه للهيئة مالذي تريدون بالضبط؟ وماهو مشروعكم البديل؟ وهل تظنون انكم ماتزالون مقبولين بعد الاصطفاف مع بشار الاسد وحزب اللات والوقوف ضد مصالح اهلكم في العراق؟
فاتقوا الله في الدماء التي تسيل والاعراض التي تنتهك وانكم اول من يتحمل مسؤوليتها يوم القيامة بسبب عرقلتكم وتوسطاتكم اللاشرعية قال تعالى: (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا) النساء: 85. وقال عليه الصلاة والسلام: (من حالت شفاعته دون حد من حدود الله؛ فقد ضادِّ الله في أمره) ابوداود برقم رقم (3597) ويقول: (اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء)متفق عليه رواه البخاري، رقم (1432) ، ومسلم، رقم (2627) .
اذكركم بهذه القوارع البينات لعل وعسى وانا اعلم انها لن تزيدكم الانفورا وانكم انما فتنتم بصنم الوطنية الذي ماانزل الله به من سلطان ولن تبرحوا عليه عاكفين حتى ياتي امر الله كما اتى موسى قومه بعد ان فتنهم السامري وابطل حجة اخيه هرون المتمسك بوحدة القوم وامسك بلحيته وراسه غضبا للدين لا للوطن وحمية للعقيدة لا للوحدة الكاذبة مع اتباع السامري. كما في التنزيل (قال ياهرون مامنعك إذ رأيتهم ضلوا*الاتتبعن أفعصيت أمري*قال ياابنؤمَّ لاتأخذ بلحيتي ولابرأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسراءيل ولم ترقب قولي) طه: 92-94. وهذا عذركم الذي ابطله موسى من قبل وحكم على المنشقين بما هو معلوم ونظف الصف المؤمن منهم ومن رذائلهم .
واقول لكم اخيرا: ماشاء الله كان وان لم يشأ الناس ومالم يشأ لن يكون وان شاء الناس، قال تعالى: (وماتشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما) الانسان: 30
والانتفاضة السنية العظيمة قد تجاوزتكم وتجاوزت فتاواكم ومفتيكم فهي من قدر الله الذي لم يستشركم لما خرج ولم يستفتكم اذ انفجر ولن يستشيركم فيما يبقي أو يذر من نوازل مرة كانت او حلوة، فهو قدر الله الذي لاراد له ولاصاد له ولاقدرة عليه ولاحيلة معه فاصنعوا ماشئتم، والاقليم السني قادم عين اليقين بحول الله وقوته سلما او حربا وستذكرون مااقول لكم وافوض الامر الى الله انه بصير بالعباد.
والله اكبر لارب سواه ولا اله غيره


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..