موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 20 مايو 2013

دفاعا عن مرقد السيدة زينب أم عن إيوان كسرى؟


بدر الدين كاشف الغطاء
الحملة الواسعة التي أطلقتها الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران في العراق ولبنان لتجنيد الشباب لحمل السلاح للقتال في سوريا تحت ذريعة (الدفاع عن مرقد الحوراء زينب) تكشف جانبا خطيرا من مخططات نظام ولاية الفقيه الإيراني الطائفية وأطماعه التوسعية في الوطن العربي، وإذا لم ينتبه القادة العرب ويخلعوا قفاز الدبلوماسية الناعم ويستعدوا لردع العدوان فسينتصب إيوان كسرى من جديد، وهذه المرة ليس في المدائن بل في االجزيرة العربية أو الشام أو أي مكان يختاره آية الله يزدجرد الرابع.

حملة (الدفاع عن الحوراء) لها هدفان مرحليان وآخر ستراتيجي. الهدف المرحلي الأول هو تضليل الشباب العربي واللعب بأحاسيسهم ومشاعرهم وإستنفارهم طائفيا من أجل التطوع للمشاركة في القتال الدائر في سوريا. لجأت ولاية الفقيه الى هذا الشعار بعد أن شهدت عزوفا عن التطوع للقتال في نزاع داخلي سوري الحسم فيه في النهاية لشعب سوريا، ولذلك إستغلت حادثة الإعتداء على قبر الصحابي حجر بن عدي (رض) ورفعوا شعار (نيل الشهادة دفاعا عن الحوراء) وأضافوا اليه (إذا كان العباس قد عجز عن الدفاع عن الحوراء بعد أن قطعت يداه فلا عذر لنا اليوم إذا لم ندافع عنها)، وكأن الحوراء زينب مقيمة في المرقد وليست في عليين مع أبيها وجدها عليها وعليهم أفضل السلام. أما الهدف المرحلي الثاني فهو نقل بؤرة الصراع الإقليمي الى سوريا بدلا من فاردو وناتنز وبارشين (المواقع النووية الإيرانية ذات النشاط المشبوه). إيران ترى إن حربا إقليمية أو دولية تنشب على خلفية الصراع في سوريا أفضل لها من مواجهة مع الغرب على خلفية ملفها النووي، كونها ستدخل الحرب عبر إدواتها وبالذات حزب الله وعبر خلاياها النائمة، وستقرر هي حجم وشكل تورطها في مثل هذه المواجهة، وسيتراجع ملفها النووي في سلم الأولويات الدولية.
أما الهدف الإستراتيجي والأخطر فهو ترسيخ فكرة أن ولاية الفقيه الفارسية هي الوصية على مراقد آل البيت في الوطن العربي، وهي التي تتكفل بحمايتها. والفرس بهذا يطبقون أساليب الإستعمار والصهيونية في إستخدام الشعارات الدينية لتحقيق أغراض دنيوية عدوانية، تماما كالحملات الصليبية التي كانت تجند الشباب في اوربا من أجل (الدفاع عن بيت المقدس) بينما هدفها الحقيقي هو إحتلال بلاد الشام ومصر لتوسيع الإمبراطورية البيزنطية والحصول على أموال وخيرات المنطقة، وكالحملات الصهيونية التي جندت الشباب اليهود في عصابات، مثل الهاجانا والأرغن، لإبادة العرب وإقامة دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل، والذريعة هي إستعادة هيكل سليمان الأسطوري.
هناك مراقد لآل البيت منتشرة في طول الوطن العربي وعرضه، كثير منها لم يثبت أنها مراقد حقيقية ومنها مرقد السيدة زينب في دمشق الذي لم يثبت على وجه القطع أنها دفنت فيه، وإدعاء إيران الحق في الدفاع عنها هو توسيع للمجال الحيوي الفارسي ليشمل كل الأرض العربية، وهو يمثل إستخفافا بالعرب وإنتهاكا صارخا لسيادتهم على أوطانهم. ولو واصل القادة العرب السكوت على هذا الإنتهاك الصارخ فسيتمادى الفرس أكثر مما هم متمادين الآن، وآخر أمثلة تماديهم تهديد وكيل الخارجية الإيراني للحكومة البحرينية يوم 18/5/2013 برد إيراني غير متوقع إذا لم تعتذر عن تفتيش منزل مواطن بحراني هو الشيخ عيسى قاسم! أي أن ولاية إيران على أوطاننا تنتقل من الطائفة كمجموعة إلى القبور ومن القبور إلى الأحياء كأفراد.
إن سياسة التوسع بإسم الدين والطائفة هي جزء أصيل من عقيدة الفرس أتباع ولاية الفقيه، فبعد وصول الخميني الى الحكم رفعوا شعار (الطريق الى القدس يمر عبر كربلاء) وشنوا تحت هذا الشعار حربهم العدوانية ضد العراق، وساعدهم في ذلك بعض العرب ومنهم الرئيس حافظ الأسد والد بشّار، ثم تواطأوا مع الإمريكان لإحتلال العراق مبررين ذلك بشعار (رد مظلومية أتباع آل البيت) وعندما شعروا أن سياساتهم الطائفية في العراق تتعثر أمام وطنية العراقيين إفتعلوا حادثة تفجير مرقد الإمامين العسكريين، وبغض النظر عمن قام بها، هل هم وهابيو القاعدة أم صفويوها، فإن رد فعل الميليشيات التابعة لإيران و(مراجعهم العظام) كان بشن حرب تطهير طائفية ضد العراقيين في إستثمار دموي للحدث وبتخطيط مسبق، وجرى قتل الآلاف وتدمير وحرق أكثر من مائة وخمسين جامعا في بغداد وحدها وهذه الحملة متواصلة بشكل أو بآخر منذ ذلك الحين.
لو واصل القادة العرب إستخدام دبلوماسية النعامة إزاء هذا العدوان الذي يستهدف أوطانهم وعقائدهم وحرمة اراضيهم فليس مستبعدا أن تدفع إيرن ولاية الفقيه أحدهم لتفجير ضريح السيدة زينب الواقع في وسط القاهرة ثم تطلب الحق في حمايته، أو ضريح جعفر الطيار (ع) في الأردن، أو أن يقرر (المراجع العظام) أن الوقت قد حان لبناء قبور آل البيت في البقيع في المدينة المنورة، وأنهم سيفتحون باب التطوع لهذه المهمة.
المطلع على كواليس المفاوضات المتواصلة بين إيران ومجموعة (خمسه زائد واحد) حول ملفها النووي يلاحظ أن إيران تطرح في هذه المفاوضات مطالب إقليمية للمساومة على ملفها النووي، وتطلب من الدول الغربية الموافقة إعتبارها الدولة الإقليمية الأكبر والحصول على مكتسبات في الأرض والثروات العربية مقابل تنفيذ إلتزاماتها الدولية. إيران تساوم الغرب بالعراق وبسوريا وبحزب الله وبحماس ومؤخرا طلبت إضافة البحرين الى سلة التفاوض حول ملفها النووي، فهل هناك إستهانة بالعرب أكثر من هذا!
ايران تتدخل في شؤوننا الداخلية واسست لها وجودا قويا في العراق وسوريا ولبنان وفي (حوث ستان) في اليمن وفي البحرين والكويت ولديها خلايا نائمة في جميع الدول العربية، وهي لا زالت دولة غير نووية، فكيف ستتصرف إزاء العرب عندما تصبح دولة نووية بعد سنين، ولربما شهور، قليلة قادمة! وهل تنوي إيران حيازة السلاح النووي لغير هدف إخضاع العرب وإستعادة أمجاد إمبراطوريتها الفارسية المجوسية الغابرة؟
ستظل إيران ولاية الفقيه تتمدد على حساب أرضنا ومواردنا وكرامتنا ما لم نواجه إطماعها. المواجهة المطلوبة متعددة الأوجه والمسارات، فمنها سياسي لتثبيت حقوق العرب من خلال استخدام الآليات الدولية والقانون الدولي سواء بمطالبة ايران الإنسحاب الفوري من الجزر الثلاث أو بمنح شعب الأحواز العربي حق تقرير المصير، ومنها تعبوي داخلي لتعزيز اللحمة الوطنية في بلداننا ونبذ الطائفية التي تنفذ إيران من خلالها وفضح عملائها وتحريم التعامل معهم، ومنها إعلامي لكشف فساد عقيدة ولاية الفقيه وممارساتها المبتدعة وتدخلها السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومنها عسكري بالإستعداد للرد على أي عدوان إيراني وردعه، ومنها، بل وأهمها، أن تجتمع كلمة القادة العرب على موقف قومي موحد يكون فيه الأمن القومي كلّ لا يتجزأ.
لقد إستطاع شعب العراق وقيادته أن يجعلوا الخميني يتجرع السم الزعاف، والعرب قادرون بتضامنهم تجريع ألف خامنئي من ذات الكأس.
والله المستعان

ملاحظة:
نشر المقال هنا.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..