يوغرطـة السميري
على من يقرأ الوضع قراءة واقعية مستحضرا مصالح الأمة وحركة تحررها في المرتبة الأولي أن لا يمسك الحبل من طرف واحد، الداخلي أو الخارجي فقط.
*داخليا: النظام في سوريا لم يكن في مستوى ما يرفعه من لافتة ولسنا الآن في باب تعديد جملة هفواته منذ السبعينات وحتى الآن لا على مستوى التعاطي والشعارات ولا على مستوى الانحياز لحركة التحرر العربي، حتى ما كان منه بالنسبة لقضية فلسطين، فهي حالةٌ القصد منها مسك أداة للمناورة لا غير، وقد انكشفت مواقفه وبالكامل في ما يسمي بجبهة الصمود والتصدي ـ ولا يجب أن ننسي موقفه في لبنان ـ ولا على مستوى علاقاته العربية والاقليمية. لا يجب أن ننسى مسائل محورية فيما تعرضت له المنطقة وفي أي الخنادق كان النظام يقف؟
مرحليا النظام في سوريا لم يستوعب المرحلة وغلب ارتماءه في الأحضان الاقليمية ـ ايران أساسا نتيجة ارتباطاته الاستراتيجية بهاـ بديلا على الاستجابة المرنة في التعاطي مع مؤشرات الحراك في بداياته، بما يجعله الأقدر على المناورة وتجنيب البلاد ما تعيشه من دمار، ولا مارس مفهوم تحويل ساحة الصراع بما يجعل التحشيد المعادي للأمة العربية فيما تمارسه الأسلمة السياسية بمفهوم العثمانية الجديدة مرتدا عليها، وبما يورط أيضا ولاية الفقيه أو بما يمكنه حتي من اختبار تحالفه "السوبرستراتيجي" معها في استحقاقات ما فتئت توظفها للتمدد في الجسد العربي لتعريتها
عدم استيعاب ودمار يجعل حتى المحايد لا يتردد في تحميله مسؤولية ما يحصل في سوريا، وما يترتب عنه من ارتداد مدمر لا لسوريا فحسب بل للأمة العربية جمعاء باعتبار ما بائن للآخر هو فقط مسألة سلطة وليس مسألة رؤية وتوجه كما نراه نحن كعرب.
* خارجيا: من من العرب لا يعرف من أن المنطقة مستهدفة ومن أنها كانت وستبقي منطقة صراعاتٌ إقليمية ودولية نتيجة عدة اعتبارات فهي منطقة تقابل حضاري أولا ومنطقة عبور بالمفهوم الجيوسياسي والاقتصادي ثانيا، وثالثا ثرواتها. النتيجة:
عجز النظام على فهم المستجدات نتيجة تكوينه في الأصل أولا وبحكم اطمئنانه لارتباطاته "السوبر استراتيجية" الاقليمية، ايران خاصة، ومن ورائها استحقاقاتها الدولية، أن حرَّك الخلل السياسي الداخلي وخلق بيئة طائفية انقسامية، رغم ما يمثله هكذا فعل من كوارث ملامحها طفحت أمامه في العراق وفي لبنان وبصيغة مفعلة ومقتادة من ذات الطرف الذي رهن مستقبله اليه "استراتيجيا" ، بدل استباق الحالة منذ 2005 وبشكل أدق وأقرب للفهم منذ 2008. بما جعل أو ساعد على أن يكون القطر السوري مفتوحاً أمام التدخّل الخارجي من أطراف عديدة رغم أن أخطرها لا عليه فحسب وانما على الأمة العربية هما الطرفين الإسرائيلي والايراني أساسا، اللذان يجدان في الحروب الأهلية العربية فرصةً ذهبية لتحقيق جملة أهداف؛ بينها تهديم الكيانات العربية الحالية، وإنشاء دول طائفية ومذهبية كنموذجٍ مطلوبٍ إسرائيلياً وايرانيا لكلّ بلدان المنطقة العربية بما يخلق لهما الأرضية في التمدد كل ومشروعه الامبراطوري ذي المرجعيات المعلنة والمتداولة.
عجز النظام على فهم المستجدات نتيجة تكوينه في الأصل أولا وبحكم اطمئنانه لارتباطاته "السوبر استراتيجية" الاقليمية، ايران خاصة، ومن ورائها استحقاقاتها الدولية، أن حرَّك الخلل السياسي الداخلي وخلق بيئة طائفية انقسامية، رغم ما يمثله هكذا فعل من كوارث ملامحها طفحت أمامه في العراق وفي لبنان وبصيغة مفعلة ومقتادة من ذات الطرف الذي رهن مستقبله اليه "استراتيجيا" ، بدل استباق الحالة منذ 2005 وبشكل أدق وأقرب للفهم منذ 2008. بما جعل أو ساعد على أن يكون القطر السوري مفتوحاً أمام التدخّل الخارجي من أطراف عديدة رغم أن أخطرها لا عليه فحسب وانما على الأمة العربية هما الطرفين الإسرائيلي والايراني أساسا، اللذان يجدان في الحروب الأهلية العربية فرصةً ذهبية لتحقيق جملة أهداف؛ بينها تهديم الكيانات العربية الحالية، وإنشاء دول طائفية ومذهبية كنموذجٍ مطلوبٍ إسرائيلياً وايرانيا لكلّ بلدان المنطقة العربية بما يخلق لهما الأرضية في التمدد كل ومشروعه الامبراطوري ذي المرجعيات المعلنة والمتداولة.
مسؤولية الحاصل في سوريا لا تقف عند حدود النظام بل تشمل في ذات الوقت المجاميع والأطراف المغذية للاقتتال والتدمير في سوريا، اذ اثبتت تقارير المنظمات الدولية الحقوقية ان هذه المجاميع والأطراف الاقليمية والدولية تقف على نفس درجة الاجرام في حق شعبنا الاعزل في سوريا مع ما ينسب لقوات نظام بشار الاسد، ولا نعتبر ان التكفيريين والمتطرفين يخوضون قتالا في سوريا من اجل الديمقراطية او العدالة بل هم أدوات في يد مخطط امبريالي رجعي وصهيوني يتكامل مع أهداف "السوبر استراتيجيا لولاية الفقيه" في تحقيق حلمها الامبراطوري وبالنتيجة يعملان بصيغة "القنوات المستطرقة" على تفتيت سوريا واعاقة وصول ثورة الشعب السوري ضد الاستبداد والفساد الى نظام حكم جمهوري ديمقراطي شعبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق