وجهات نظر
اياد الدليمي
مرة أخرى يثبت رئيس وزراء العراق نوري المالكي أنه لا يفقه في
السياسة شيئا، وأنه رجل ارتجالي وتتحكم به عقلية متحجرة، ومحاط بمستشارين أقل ما
يقال عنهم إنهم لا يفقهون بأمور العراق شيئا.
ولعل من المفيد أن نوجه نحن سنة العراق، كلمة شكر إلى المالكي، فبغبائه السياسي، ساعدنا على أن نجد أنفسنا، بعد عشرة أعوام من المتاهة في دهاليز السياسة والحرب، فلأول مرة يجد السنة في العراق أنفسهم متوحدين، وحدة فشلت الأعوام العشرة ويزيد في تحقيقها، لتكون خسارة أخرى تضاف إلى خسائر المالكي عقب غزوته الفاشلة على الأنبار.
اليوم هناك حالة جديدة بدأت تتشكل ليس في الأنبار وحدها وإنما في عموم المدن السنية بالعراق، حيث شرعت كل المدن الأخرى، صلاح الدين وديالى وكركوك والموصل وأطراف بغداد، بتنفيذ سلسلة من العمليات المسلحة ضد قوات المالكي نصرة لأهل الأنبار، الأمر الذي يمكن أن يؤشر إلى إمكانية فقدان المالكي السيطرة، ليس على الأنبار وحدها وإنما على محافظات أخرى، خاصة إذا ما استمر زخم العمليات المسلحة والمواجهات بين ثوار العشائر وقوات المالكي لأيام أخرى.
المالكي يعتمد في حربه على سنة العراق، على الزمن، وهو يريدها حربا طويلة لاستنزاف قدرات العشائر، غير أن ذلك أيضاً قد لا يكون متاحا أمامه، خاصة أن الأنباء الواردة من الأنبار تؤكد أن العشرات وربما المئات من قواته يسلمون أنفسهم إلى العشائر بمجرد بدء أية مواجهة معهم، يضاف إليها أعداد أخرى في مناطق متفرقة من مدن العراق السنية أبلغت العشائر بأنها لا تريد القتال وأنها على استعداد لتسليم السلاح، شرط أن تؤمن العشائر سبل هروبها.
إننا اليوم إزاء مشهد ينبئ بأن حماقة المالكي هذه المرة لن تمر مرور الكرام، بل إن لها ما بعدها، ولعل من بين الأمور التي سترشح قريبا على السطح، تشكيل نواة قوة إقليمية في العراق، تتمثل بالأنبار ومدن عراقية أخرى، ستكون قادرة على فرض شروطها على المالكي، الذي ظهر من بيانه أمس الأول الثلاثاء، أنه بدأ يدرك أن قواته تنهزم، وأنها تتكبد خسائر كبيرة، فأمر بسحب القوات من المدن، وإن قرأ فيها البعض أنها خطوة تكتيكية.
ينسى المالكي أن العراق ما زال بلدا عشائريا بامتياز، وأن علاقات العشائر العراقية في بعض الأحيان تكون أكبر حتى من الدين والمذهب.
العشائر العراقية في الجنوب، حتى وإن بدا أنها تؤيد المالكي في حملته على الأنبار، إلا أنها ستدرك سريعا وبعد أن ترى صور أبنائها الأسرى بيد عشائر الأنبار، معززين مكرمين، أنها غير قادرة على مواصلة الدعم للمالكي.
كما نسي المالكي أو تناسى أن الأنبار لا يمكن أن تكون صيدا سهلا، كون سنة العراق يعتبرونها قدسهم، والتي لا يجب أن تنكسر، وهو ما دفعهم إلى نصرتها.طبعا هنا لا أريد أن أذكر أن الحاكم الذي يقتل شعبه خائن، كما قال إخوتنا السوريون، لأن المالكي وببساطة قتل من العراقيين وطيلة سنوات حكمه الآلاف، وبالتالي فإنه قد حاز هذا اللقب منذ وقت ليس بالقصير، وعن جدارة واستحقاق.
ملاحظة:
نشر المقال هنا.
هناك 3 تعليقات:
نعم هناك نقلة نوعية في هذه الانتفاضة عن كل الانتفاضات السابقة وهدا ليس عجيبا بعد عشرة سنوات تعلم فيها الجميع الكثير من الدروس . المهم الان المحافطة على التعاون والتنسيق بين الجميع والمحافطة على الزخم المتصاعد
.....هكذا تصرف الماكي بغباء مطلق عندما تصور ان الانبار ستكون لقمه سائغه وسهله امامه ليكسر شوكتها باعتماده على من رشاهم واشتراهم بالمال من اهل الانبار المعروفين بخستهم
ولكن السحر انقلب على الساحر ...وسيعلم اللذين ظلموا اي منقلب ينقلبون...صدق الله العظيم
ليس بالجديد معروف عن المالكي بأنه ابو الحماقات لانه اعمى البصر والبصيرة
إرسال تعليق