بعد أن نشرنا موضوعنا عن الفيدرالية السنية وتقسيم العراق والذي تلا موضوعاً متصلاً به، تبادلت والدكتور محمد عيّاش الكبيسي العديد من الرسائل والملاحظات.
وقد وردني يوم أمس المقال التالي من الدكتور الكبيسي حول ذات الموضوع.
وبالطبع فإن نشر المقال هنا لايعني تبني كل مافيه من أفكار، ولكنني أعتقد ان الأفكار الواردة فيه من الأهمية بمكان، مايجعلها تستحق النقاش لإثرائها، وربما تعديل البعض منها ووضعها في سياق عملي صحيح، يخدم قضية استكمال تحرير العراق، وهي المهمة الأنبل للعراقيين، جميعاً، في هذه المرحلة.
سنّة العراق .. الفتاوى والنظريات والحل المنشود
محمد عيّاش الكبيسي
كنت قد كتبت مقالا بعنوان ( الفيدرالية .. جدل دائر وأخطاء منهجية ) وقد نشر المقال في أكثر من صحيفة ، وقد حظي بتفاعل واسع مدحا وذما ونقدا واستنتاجا مع وضد ..الخ وإلى هنا أظن أن المقال حرّك ساكنا وهذا بحد ذاته شيء إيجابي ، وأما الذين نزلوا من نقد المقال إلى نقد القائل فليس يعنيني شأنهم ويغفر الله لنا ولهم .
من ردود الفعل التي وصلتني : هل الكاتب مع الفيدرالية ( حلال ) أو ضدها ( حرام ) أو أنه بين بين ( شبهة ) أو ( فتنة ) ؟ إذاً هناك ثلاثة احتمالات ، وعليه يمكن أن يصنّف الكاتب في خندق ما من الخنادق المعروفة ليكون بذلك مناصرا لطرف ضد آخرَين ، وهو لا شك سيستحق المدح من ذلك الطرف بينما يستحق الذم من الآخرَين ، وربما تبرع بعض الشباب للبحث في الفتاوى ذات الصلة ليدققوا في مقدار موافقة الكاتب أو مخالفته لهذا المفتي أو ذاك ! هكذا يتعاطى مثقفو أهل السنة فضلا عن جمهورهم مع المشاكل المعقدة التي تواجههم !
واستطرادا قد يكون مفتاحا مناسبا لما أريد قوله ، لسنتين خلتا كُلّفت من قبل الجامعة بتدريس مقرر ( أصول الفلسفة ) ، أتيحت لي فيهما فرصة التعرف على علم كنت أظنه لا ينفع ، وقد أثارني تصنيف فلسفي على أساس عنصري ( الفلسفة العنصرية ) وهي تعتمد على تصنيف البشر إلى صنفين : الشعوب القادرة على إنتاج الفلسفة (المركبة) ويجعلون على رأسها ( الفرس ) والشعوب التي لا تنتج إلا المعرفة (الأحادية) ومنهم ( العرب ) وبناء عليه يقولون : إن الفرس قد أنتجوا فنا مركبا ( الزخارف المعقدة مثلا ) و أدبا مركبا ، وسياسة مركبة ..الخ ، بينما يقولون : إن العربي يميل إلى البسيط والواضح ( الأسود والأبيض ) ( مع أو ضد ) في الأفكار والعواطف والآداب والفنون ..الخ ومع استنكاري الشديد لهذا التصنيف العنصري ، إلا أنه مما يؤسف له أن شواهده تتكرر ولننظر بتمعن :
كيف يحافظ الفرس اليوم على تشبثهم بأئمة أهل البيت إلى حد المبالغة والتأليه ، وفي الوقت ذاته يطعنون في العرب ويستهينون بهم وهم أهل الآل وعشيرتهم وقومهم ؟ وليس الآل - رضي الله عنهم - إلا عربا، كيف يطعنون في شرعية كل خليفة لا نص عليه لأنه ( لا إمامة إلا بالنص ) ثم يتوجهون لبيعة الخميني والخامنئي أئمة لهم وليس فيهما نص ؟ كيف يجمعون بين النظام ( الثيوقراطي ) والذي يشبه النظام البابوي إلى حد كبير وفي الوقت ذاته يتناغمون مع ( الديمقراطية ) والتعددية الحزبية ؟ كيف يجمعون بين الطاعة المطلقة للمرجع العلمي وبين الانضباط بقواعد التنظيم واللوائح الحزبية ، كيف يتماشون بشكل صريح ومعلن مع المشروع الصهيوأمريكي في العراق وفي الوقت ذاته يقاومون هذا المشروع من خلال تبنيهم لحزب الله في معاركه مع إسرائيل ودعمهم للفصائل الفلسطينية ؟ حتى أصبح لإيران في ذهن المراقبين الحاذقين أكثر من صورة وأكثر من وجه .. وأذكر مرة أني واجهت آية الله تسخيري في البحرين ، وقلت له : كيف تفسّر لنا أن قوات بدر أصبحت محط ثقة الأمريكان وهي بنفس الوقت محط ثقتكم ؟ قال : نحن لا نريد أن يفلت خيط عراقي من أيدينا !! ثم أتبع .. قال : إن علاقتنا بالطالباني مع أنه ليس بشيعي ولا إسلامي ولا فارسي وهو على صلة بأعدائنا إلا أن علاقتنا به لا تقل عن علاقتنا بالحكيم ، ثم قال : أضيف لك : إن أشد فصائل المقاومة السنية عداء لنا والذين يكفروننا صباح مساء لكننا على تواصل وتعاون معهم !!
من الواضح في هذه الأمثلة العاجلة وبغض النظر عن حكمنا عليها دينيا أو خلقيا ، إلا أن إيران لها القدرة أن تسير بوقت واحد في خطوط معقدة وشائكة ومتناقضة ، وأذكر أني في قناة الجزيرة سألت المحلل السياسي الإيراني محمد صادق الحسيني عن إيران وسر هذا الغموض في سياساتها ، فقال : إن إيران كتاب مفتوح لكل قارئ ليس عندنا ما نخفيه لكن هذا الكتاب مليء بالألغاز !! أضاف : إن في إيران أكثر من مطبخ سياسي واستراتيجي ، أكثر من خط أو تيار ، وبينها من التناقضات الشيء الكبير ، لكن كلها منضبطة بأداة تحكم واحدة .
نعود إلى طرفنا السني ( العربي ) فنسأل أولا : هل أنت مع المقاومة ؟ أو مع العملية السياسية ؟ للإجابة على هذا السؤال انقسم السنة على قسمين ( مع المقاومة ) إذاً هو لا يشارك في العملية السياسية ولا يلوّث مسبحته ( سبابته ) ، أو مع العملية السياسية إذاً عليه أن يتبرأ من ( الإرهاب ) ! بعد مضي فترة انتظر أنصار الخيار الأول أن يفتح الله عليهم فيدفع عنهم شر المليشيات والجثث مجهولة الهوية ، وينصفهم من التهميش في التعليم والخدمات والوظائف ، فالحياة لا تستقيم باستهداف الأرتال الأمريكية فقط ، ثم ماذا لو طالت المواجهة لعقد أو عقود ، هنا بدأ السؤال الأحادي أيضا : هل يجوز المشاركة في الانتخابات ؟ وجاء الجواب من هنا وهناك بصوت أعلى من الأول : نعم يجوز ، فأكل الميتة يجوز للمضطر !! ( وقد وردت هذه العبارة في الفتوى الذي تبناها الكاتب نفسه ) فاندفع الناس للمشاركة بمعنويات عالية وقلبوا كثيرا من المعادلات والمسلمات في النسب والتوازنات ، تنفسوا الصعداء ، وحققوا نجاحا كبيرا إلى الحد الذي أحرج أصحاب الخيار الأول! لكن الانتخابات لم تحقق لهم ما يريدون ، عضوا أصابع الندم !! لكن الندم على ماذا وإلى ماذا ؟ لا جواب ، وهنا توقفت السبل وأغلقت الأبواب ، فالمقاومة لم توفر لهم الأمن ولا الصحة ولا التعليم- وليس مطلوبا منها ذلك - ، والانتخابات كذلك لم تحقق لهم ما يريدون ، مع الفارق أن المقاومة أكسبتهم سمعة طيبة ومجدا ستذكره الأجيال .. لكن أين الأجيال القادمة وكيف سنحافظ عليهم بلا تعليم ولا صحة ولا وظائف ولا كهرباء ؟! هنا انبثقت فكرة الأقاليم ، إنه الحل الثالث وقد شجع هذا الخيار وجود نموذج ناجح ( الإقليم الكردي ) ، المالكي لا يستطيع أن يرسل قواته إلى السليمانية أو أربيل هذا يكفي ! قال أحد شيوخ عشائر الأنبار : إن عصا المالكي طويلة نريد أن نقصّرها .. ولكن كالعادة ينقسم أهل السنة وللمرة الثالثة بثقافة ( مع أو ضد ) ثم بعد التخندق الجيد يذهبون يتلقفون الفتاوى ، شيخنا ما تقول في الفيدرالية حلال أم حرام ؟ نفس الصيغة ونفس السؤال عن الانتخابات والدخول في الجيش والشرطة ..الخ لتبدأ حالة من الجدل والاتهامات وليخسر الجميع في نهاية المطاف ، وفي كل جدل من هذا النوع نخسر قدرا من أخوتنا وعلاقاتنا وربما شيئا من ديننا وأخلاقنا ، وربما الأخطر أن نخسر ثقتنا بعلمائنا وقادتنا .
ومن هذه الثقافة الأحادية تولد الفهم الخاطئ لمقالتي الأولى ، واليوم ولكي تؤتي المقالة ثمرتها العملية لنسأل أولا : هل نحن نريد فتوى في قضية ؟ أو نريد حلا لمشكلة ؟ الفرق بين السؤالين كبير ، فالسؤال الأول يمكن أن يكون بالهاتف كما سمعت مؤخرا ، ويمكن أن يكون من مجتهد واحد ، ويمكن أن تختلف الفتاوى ، والاختلاف رحمة !! وتبرأ ذمة السائل بتحريه عن من يثق بعلمه وتقواه ، أما إذا أردنا أن نحل المشكلة ، فالأمر سيختلف ، إذ علينا أن نطرح المشكلة كلها وبكل جوانبها وزواياها بما يشبه قاعدة ( السبر والتقسيم ) ونرتب أوّلياتها وأولوياتها ، ولا نكتفي باجتهاد الفقيه ولا الفقهاء لوحدهم ، بل لا بد من جمع كل المختصين من سياسيين واقتصاديين وأصحاب الخبرات المختلفة ..الخ ثم نبدأ بافتراض الحلول ، وقطعا لن تكون هذه الحلول بصيغة الفتاوى ( حلال أو حرام ) وإنما ستكون بنظرية شاملة ومركبة ، وحتى إذا اختلفنا فإننا سنختلف في برامج مركبة وليس في مواقف آنية أو فتاوى جزئية ، وهنا فقط سوف لن يكون مجال للعابثين والمتطفلين ، سوف لن يتخندق الجمهور في خنادق متقابلة ، فالمسألة ستكون متداخلة وقد يكون الصواب في جزء من هذه النظرية وهناك صواب آخر في النظرية الأخرى ، وهكذا ..
اذاً الاعتراض هنا ليس على هذه الفتوى أو تلك ، وإنما الاعتراض على طريقة التفكير الكلية عند أهل السنة وهذا ما قصدته بـ (الأخطاء المنهجية )، فالأخطاء ليست في الفتاوى والإجابات السريعة أو المقتضبة ، لكنه من الأصل هل هذه الطريقة هي التي ستحل معضلة أهل السنة ؟ أو لا ؟ وهنا لا بد أن نشير بومضة سريعة إلى نموذج ملموس ، يطرح الدكتور طه الدليمي قضية الفيدرالية عنوانا للحل ، وفي الوقت الذي تناول فيه الفيدرالية تعريفا وتصنيفا ، تناول أيضا الواقع السني والواقع الشيعي والواقع العربي والواقع الإيراني بتحليل مركب فهو يقدم رؤية دينية ونفسية وتاريخية ، فهو يفكر بطريقة منهجية مركبة ، ولم يتناول الفيدرالية كفتوى ( حلال أو حرام ) وفي تقديري هذه طريقة تفكير صحيحة منسجمة مع مشروعه ( البحث عن الحل ) بغض النظر عن صوابية استنتاجاته العلمية التفصيلية ، لكن الطرف الآخر ( المناهض للفيدرالية ) لم يقدم للآن نظريته المتكاملة للحل ، إننا نسمع فكرة محورية تتلخص بمشروع الثورة ( على غرار الثورات العربية ) كمشروع مكمل لمشروع المقاومة ، لكن ما هي نسبة نجاح مثل هذا المشروع في العراق ؟ وهل راعى هؤلاء الانقسام الحاد بين مكونات الشعب العراقي ؟ ولو فرضنا أن المالكي سيسقط بهذه الثورة فما هي الخطوة الأخرى كيف نصحح وضع الجيش الحالي المتكون من طائفة واحدة فقط ؟ ..الخ إننا نطمح أن نقرأ أجوبة تفصيلية تشخص الحالة العراقية والمعضلة السنية بشكل مركب ، وكل هذا يحتاج إلى عقل منفتح وتفكير مريح ( غير مأزوم ) .
وعلى صلة بالموضوع كان لا بد من إزاحة القيود التي تكبل العقل السنّي ، فالإرهاب الفكري بالتسقيط أو التشهير أو التكفير كل هذا مع أنه معيب ومخجل ، وهو مع أنه يفتقر لأبسط شروط المصداقية ، فإنه مناف للواقع ، فالذي يجابه قوة الشيعة المتغلبة اليوم والمدعومة من حكومة وجيش وقوى أمنية ودولة كبيرة إنه قطعا يواجه المخاطر أكبر بكثير من الذي يدعو اليوم لمقاومة الأمريكان ، فالأمريكان لم يعد لهم وجود عسكري يمكن استهدافه ، فإذا كان مقياس الصواب والخطأ والحكم على النوايا بقدر الاستعداد للتضحية ، فقطعا الذي ينذر نفسه اليوم لمقارعة الخطر الشيعي هو الأكثر تعرضا للمخاطر ، ومن الناحية العملية فإن سياسة التسقيط هذه هي محاولة لتكريس النظرة الأحادية والتي تأمرنا أمرا أن ننتظرها سنين عددا حتى إذا فشلت انتقلنا إلى غيرها ، لأن أصحابها لا يتركون لنا أي هامش لفحصها الآن بالنقد والنظر ، ولإزاحة هذه القيود الوهمية تطلب الأمر أن أضرب أمثلة واضحة من الممارسات الإسلامية الناجحة والتي قد تفتح مجالا أوسع للتفكير، فالأمة شهدت أنواعا من النظم السياسية الشورية والوراثية والمركزية واللامركزية ، وقد رأينا قيام الدولة الأيوبية بجوار الخلافة العباسية ، وكان صلاح الدين يملك السلطة العليا في دولته ، ولم تكن صلته بالخليفة إلا في الأشكال والرسوم والمشتركات الإسلامية العامة ، ومع نزاهة صلاح الدين وورعه لم يتنازل عن سلطته لصالح سلطة الخليفة في بغداد ، وكان معه علماء ومع الخليفة علماء ، ولم أقرأ فتوى بتكفير صلاح الدين أو تخوينه ولا حتى لومه وتقريعه ، فلو كان هذا مخالفا للثوابت الشرعية كيف سكت كل علماء عصره وحتى علماء اليوم ؟ نعم ربما كان صلاح الدين لا يرى في الخليفة رغبة عملية في تحرير بيت المقدس ، فأصبح عند صلاح الدين هدف آخر غير هدف الوحدة ، وهو هدف تحرير بيت المقدس ، وبقضية معقدة وازن صلاح الدين بين هذه الأهداف ليضع خطته المدروسة بلا ردّات فعل ولا انفعالات نفسية آنية ، بل إن صلاح الدين ذهب أبعد من هذا حيث أنه ضم الموصل إلى دولته وقال كلمته الشهيرة ( إن فتح الموصل إلى بيت المقدس موصل ) والسؤال هنا : كيف فتح صلاح الدين الموصل ؟ ومن أين أخذها ؟
إني هنا لا أدعو إلى استنساخ تجربة تاريخية ما ، مهما كان مجدها ونجاحها ، فما كان صوابا هناك قد لا يكون صوابا هنا ، وما كان خطأ هناك قد لا يكون خطأ هنا ، ولا أني أقول إن التجربة الأيوبية تشبه الفيدرالية الموجودة في دستور العراق اليوم !! ولكني أريد فقط أن أقول : إن ما يسميه الناس ثوابت شرعية مقدسة لا يجوز للمجتهد تجاوزها ليس كله كذلك ، وإننا اليوم لا نحتاج إلى فتوى تقول لنا : الفيدرالية حلال أو حرام ، حتى نناقش الأدلة والشواهد ، وإنما نحتاج إلى نظرية متكاملة للإنقاذ قد تكون الفيدرالية جزءا منها وقد لا تكون ، وقد تكون المقاومة جزءا منها وقد لا تكون ، وقد نقدم حلا ونؤخر آخر ، ونغيّر ونعدّل بحسب المستجدات وطبيعة التحديات ، إنها نظرية مركبة ، وإنها نظرية قابلة للتشكُّل المستمر ، وهذا ما ركّزت عليه في الثلث الأخير من مقالتي السابقة لكن الأبصار غفلت أو تغافلت عنه .
قال لي معلمي يوما : إن النجاح الجزئي قد يعجل بهلاك صاحبه ! فسائق السيارة الذي ينجح في تطوير سيارته فيضاعف قدرتها على السرعة ، دون أن يعرف طبيعة الطريق ونهاياته ، قد يهوي به نجاحه هذا في الوادي السحيق ، فإنما الأمور بخواتيمها ، وإنما الأعمال بنتائجها .
إنها ليست مسألة فتوى أو موقف ، إنها أن نكون أو لا نكون ، وأكرر ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا ً تهوي به في النار سبعين خريفا ) ، ولا أقول كما قال ذلك الرجل المسكين - هداه الله وأحسن خاتمته - في معرض رده وجدله الصاخب :
سلام على كفر يوحّد بيننا وأهلا وسهلا بعده بجهنم
ولكن أقول :
سلام على الإسلام ديني ودولتي وبُعدا لأهل الكفر أهل جهنـــــــــم
وليس ولائي للتراب وإنمـــــــــا ولائيَ للإسلام مع ْ كل مســــــلم
اللهم قد بلغت ، اللهم فاشهد .. اللهم لا تجعل أحدا من خلقك يأثم بسببي ..
رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.
هناك 10 تعليقات:
لا هذا ولا ذاك
الحل بوحدة المقاومة لانتزاع الحق
الباطل ضعيف وان بدا لك فوي قاتلناهم
ثمان سنوات وهم يعرفون بأسنا وهزمنا اكبر فوة في الكون بأمر الله وسنهزم الفرس بأمره بشرط صدق النية والاتكال على الله
محمد الشمري
بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحتي للاخ محمد عيّاش الكبيسي ان يترك قطر لكي نصدق مايقول لانني اشم نبرة غريبة في كلامه خاصة جاءت هذه النبرة بعد الدور المشبوه لحكام قطر في الاشهر الماضية
وحيد
مااورده عن التجربة الايرانية الشيعية فقد اغفل الركيزة الاساسية في تناقضات السياسة الايرانية وهي (التقية) ولااعلم هل تغاضى عنها مراعاة ام نسيان وبكل الاحوال سياسة ايران مرتبطة بالدين لابل هي دولة دينية ترتكز على الاثني عشرية وحتى الدستور الايراني لمن لايعلم فهو ينص على ان لايتولى الحكم في ايران الا اثني عشري , بكل بساطة عندهم مبدا التقية لذلك من يجهل دينهم يتصور انه تناقضات ولكن هي ليست تناقضات وانما (تقية)
اما موضوع الفيدرالية فالسؤال المهم الذي نطرحه ونحن لسنا بعلم هؤلاء العلماء هل يوجد بالاسلام وفي الشرع شئ اسمه وطن!! الا يحتاج الامر الى لجان فقهية تنظر لهذا الموضوع!! اليس هذا يحتاج الى فقهاء في الفقه المعاصر!! فماهو تعريف الوطن بمنظور اسلامي شرعي!!
الامر الاخر مع احترامي لكل العلماء والمنظرين ولكن اغلبهم يعيشون خارج العراق وينظرون وهم في الغربة في امان وراحة فهل هذا جائز!! هل من حق العلماء والمنظرين والباحثين ان ينظرو علينا بموضوع الاقاليم وهم خارج البلاد اصلا!! اليس من الاجدر بهم العيش في البلد ومع معاناة الناس حتى يقيمو الوضع ولااحد يقول هاربين من الطاغية المالكي فاذا كان هارب فالاجدر ان لاينظر فمن يعيش المعاناة والماساة فقط له الحق في التكلم فنحن تعبنا من الاراء المتضاربة كل يدلو بدلوه واحد جالس في اوربا وواحد جالس في الخليج واخر مااعرف اين مع احترامي للكل وهذا الكلام ليس للشيخ وانما بشكل عام , اليس من الواجب على المفتي اوحتى المنظر اوالباحث ان يكون في قلب الحدث ثم يتكلم!!
تعبنا من الشعارات الفارغة فقطرة دم مسلم عند الله تعالى تعادل الدنيا ومافيها وكل يوم نعطي شهداء والاخوة جالسين في نعيم ينظرون علينا فلا حول ولاقوة الابالله , وبغض النظر سواء كنا مع الطرح اوضده فايران احتلت العراق الان ونحن في سجال حول شرعية الاقاليم , ياريت لويتم سماع راي من يعيشون في هذه المحنة واعطاء رايهم قليلا من الاحترام ولو كان الامر بيدي لقلت لكل من يتكلم بموضوع الاقاليم اولا ارجع للعراق وعيش حالك حال معاناة اهل السنة ثم بعد ذلك تكلم بالموضوع سواء بتاييد الاقاليم اورفضها لكن الاول والاولى ان تكون ياسيدي داخل الحدث
ماحصل ولم يذكره الشيخ من تناقضات ايران ومن يتبعها في العراق انهم استعانو بالاحتلال والامريكان لاسقاط صدام بحجة انه بعثي كافر بنظرهم ولم يقولو (سني) واعطو لانفسهم الحق بالاستعانة بالشيطان الاكبر في سبيل ازالة صدام ولكن عندما اصبح الامر متعلق بعميل ايران الصفوي بشار اختلفت المعادلة فاصبح (البعثي) حليف وليس كافر لمذا!! لانه علوي نصيري واصبح قتل وابادة شعب كامل جائز شرعا لابل واجب لانه يهدد امن ايران والتحالفات الايرانية الصهيونية هذه تناقضات ولاية اللافقيه ونحن تراق دماء اهلنا ليل نهار ولازلنا نتجادل هل الاقاليم حلال ام حرام ولازلنا بعقلية (الشعارات) الفارغة والتبعية العمياء للحكام ولاادري هل هذه مترسخة في جينات العربي ام اكتسبها المواطن العربي بسبب الحكم الطويل للحكام المتالهين!!
تعقيبا على الرد الثاني فدور قطر مشبوه ليس منذ اشهر وقناة الجزيرة التي خدع بها الكثير ويتصورون انها مع الامة الاسلامية ووحدة الامة فهي تلعب دور خبيث ومدير القناة الذي تركها الان بعد فضيحة ويكيلكس لعب الدور الاكبر في ذلك والامر لايقتصر على قطر فقط لكن مشكلتنا اننا تائهون في هويتنا فاي من الحكام العرب ليس له دور مشبوه اصلا!!!
اي من الحكام العرب نصر فلسطين اوالعراق!! الان يدفعون ثمن خيانتهم للعراق وللاسلام والمؤامرة على الاسلام مستمرة بدعم من الحكام العرب
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية وبعد
اسال الله ان تكون كلماتنا واقوالنا وافعالنا خالصة لله تعالى
ارجو ان لا نقع في مزالق الشيطان وهواه لانه يجتهد على الانسان حتى يوقعه في شركه ثم يقول اني بريء منك اني اخاف الله رب العالمين
وما اردت الحديث عليه هو ان اهل البدع والنفاق يريدون كسب الدنيا باي وسيلة كانت وحاشا الدكتور الكبيسي ان يكون كذلك وهو اعلم مني بالامر ولكن ما اردته هو التذكير ولعل الذكرى تنفع المؤمنين فهؤلاء الذين ذكرتهم وودت لو ان المسلمين جميعا يكونوا مثلهم "سياسيا"فهؤلاء هم اهل نفاق مكشوف بائن وهم يصرحون به في كل يوم "الف قلبة ولا غلبة "وهم يجيدون العبة السياسية التي على مبدا "لعم"
وسؤالي هل يجوز ان تكون غاية المسلم تبرر الوسيلة مهما كانت حلالا ام حراما ؟ هل الوسائل الباطلة مشروعة في ديننا؟هل مصادقة الكافر ولو كانت للمسلمسن فيها مصلحة ثانوية وتضر بمسلمين اخرين مشروعة؟ هل المسلمين الاوائل "رض" استخدموا هذه الوسائل غير المشروعة في حروبهم وسلامهم؟ وهل الرسول" ص" كان له نهج مثل هذا النهج الايراني ؟
واذا انتقلنا الى السياسة هل سياسة مع او ضد الايرانية ستعفيهم من مسؤولياتهم امام الله والناس اجمعين ؟هل اذا ربحوا الدنيا سياسيا وخسروا الاخرة دينيا مقبول ؟هل تفتيت الموحد وهو الدين مسالة مشروعه؟ والله عز وجل يقول "ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء"
هل اذا كسبوا العراق ارضا وقتلوا اهل الدين والايمان فيها يكونون ممتازين سياسيا ؟
ارجو من الله ان يصبرنا فهذا وقت الصبر ووقت القابض على دينه كالقابض على الجمر
وطوبى للغرباء
والله الموفق
ولكم تحياتي
لا اعلم ان كان الصدق والوضوح صار في عصرنا سذاجة فقد تربينا على خلق الاباء والاسلام بان الصدق والوضوح هو الحل في نجاتك وان نسمي الامور باسماءها الصحيحة وان نقول لمن لا نحب باننا لا نحبك كان من ميزاتنا نحن وكنا نعيب على الاخرين عدم صدقهم فعذرا شيخنا الجليل لا اظن ان هذه الفلسفة منصفة واذا كانت الفلسفة هي الكذب فهذا غريب واعتذر مرة اخرى لعدم فهمي العميق بها ولكن بالرغم من ان مستوى ادراكك للامور قد يكون افضل من ادراكي بالرغم من ذلك الا ان ما فهمت من حديثك هو انك تدافع عن فكرتك وهذا ليس بالامر الخطأ لكن استخدام طريقة الدفاع هذه قد تكون مناسبة اذا ما كانت مع مجموعة تؤمن بالمفاهيم المغلوطة ولم تكن قد تربت على ما ربيتمونا عليه من صدق القول وارى ان التفكير المركب الذي ذكرته لدى الفرس انه خداع ونفاق ليس الا وهل اصبح هذا ميزة الان بعد ان كنا ننتقدهم عليه شيخنا ما اجدت في ضرب المثل فعذرا لقولي هذا .
سؤالي الان هل تقبل بان نتعلم هذه الثقافة وانت تعلم بأننا من ابناءكم اللذين تعلموا المبادئ من مناهلكم وتوارثنا تلك الاخلاق منكم فهل تقبل ان نريكم شيء ونضمر شيء اخر وان نكون مزدوجي التعامل مع الاخرين وان كنا لا نودهم فاذا لماذا الفدرالية فلنتعامل كما تعامل البرامكه ونحطم كل ما يحيط بنا فهل ترضى بذلك .
اولا اتفق تماما مع الاخت MARYAM في طرحها فقد اعطت صورة واضحة وكاملة عما يدور في عقل كل عراقي يعيش المعاناة من داخل ارض العراق .
الرأي القطري واضح في رأي العياش الكبيسي . يبدو ان العملة القطرية اصبحت قوية جدا بعد فوز قطر بحق استضافة كأس العالم 2018 . لا تنسى اتدزلنة دعوة
الشيخ بشار الفيضي يسكن في الاردن , والشيخ حارث الضاري متنقلا بين مصر والاردن , ومحمد عياش الكبيسي متنعم بالرغيف القطري وجميعهم يهاجمون ويصرحون ويفتون ويفدرلون ويقسمون العراق بكيفهم . ولا رجل واحد منكم اشجع من صدام حسين او عدي وقصي وغيرهم الكثير من شهداء المقاومة النشامى اللذين مزجت دماؤهم تربة العراق .
لو كنتم افضل منهم اتوني بدليل واحد وانا لي الدليل (ولا تحسبن اللذين قتلوا في سبيل الله امواتا) .
لي ثقة بوجهات نظر لقبولها رأيي وطرحه
الى أستاذنا الفاضل مصطفى كامل و أستاذنا محمد عياش و سائر الأساتذة و الشيوخ الأفاضل و الأخوة و الأخوات الذين طرحوا و ناقشوا هذا الموضوع الحيوي الساخن التحية و الإحترام و التقدير و المحبة و الإعتزاز لهذا الحرص و الجدية التي أتمنى كما يتمنى غيري أن تبقى محافظة على روح العلمية و الموضوعية و الابتعاد عن الطعن و التسقيط و القضايا الشخصية فنحن ما أحوجنا إلى تقبل إختلاف الرأي و حسن الظن ببعضنا البعض كيما نبقى في حالة تركيز على الهدف لنتمكن من الخروج من نقاشاتنا بحصيلة مثمرة.
النقاش جميل و غني و متشعب و حوى مواضيع كثيرة في إطار البحث في الموضوع الرئيسي قضية الفدرالية و الأقاليم و رغم أهمية كل ماطرح و إغرائه للمعلق بمناقشته إلا أنني سأحاول أن أركز تعليقي في الموضوع الرئيسي المحوري متجنباً الامور الاخرى رغم أهميتها. أتفق مع الكاتب المحترم الأستاذ الدكتور محمد عياش فيما ذهب اليه من ضرورة التفريق بين المباديء و بين السياسة و إن كان قد تناول الموضوع من مدخل مختلف (عملي و فلسفي فقهي) و أعتبر أن توصيفه بثنائية سياسي مبدئي أفضل للنقاش من وجهة نظري المتواضعة. أنا مع تبني موضوع الاقاليم سياسياً رغم أني مبدئياً مع وحدة العراق شعباً و أرضاً و مع هوية العراق العربية الاسلامية و مع وحدة التراب العراقي التي أعتبرها كناية عن وحدة الامة العراقية و كون ذلك التراب مسكنها و موطن تاريخها المشترك. المشكلة في الموضوع هي في كيفية منع تحول الحل السياسي الذي يعالج أزمة أنية أن يتحول إلى قيمة مبدئية. لذلك أنا في الوقت الذي أؤيد تحول المحافظات إلى أقاليم للحد من سلطة المركز أرفض فكرة جمع و توحيد المحافظات المتحولة إلى أقاليم في أقليم واحد بلون ديني و مذهبي واحد. فلتكن هناك ثلاث أو أربعة أقاليم أو خمسة أقاليم ضمن مناطق المكون السني لكي نبقى ضمن إطار الاقاليم و نمنع الانزلاق نحو فكرة التقسيم الثلاثي للعراق أي أن نشجع تكوين خمسة عشر اقليم أو عشرة أقاليم بدل الثلاثة مما يبعد فكرة التقسيم بل و يشجع إيجاد تفاهمات بين اقاليم متجاورة مختلفة المذهب بعيداً عن المركز. إنها ورقة سياسية مناسبة للزج و اللعب بها في عالم السياسة رغم إننا بالضد منها من حيث المبدأ إلا أن خبث السياسة و الظروف المعقدة تقتضي عدم إهمال أي ورقة يمكن الاستفادة منها عمليا و الضغط على الخصم من خلالها و إضعافه. في السياسة لا أظن من الصائب تقييد الحركة و إهمال الاوراق و تضييعها هباءا فيما الخصم يضغط علينا بكل الوسائل. كل ذلك بشرط و فقط بشرط التمسك بالمباديء و الاهداف العامة و عدم تضييعها في لعبة السياسة لأن المباديء هي التي تحمل القيم و تؤمن المصالح الاساسية و العامة و الاكثر ديمومةً و رسوخاً. هذه وجهة نظري المتواضعة التي ربما أكون مخطئاً فيها و لكني أزعم أني قصدت بها خيراً لكل العراقيين و ليس لجماعة أو طائفة أو مذهب أو دين لأني أشعر أن جميعهم اليوم في محنة و ان بدرجات متفاوتة و أن الحل يجب أن يستهدفهم جميعاً و الا تحول من حل إلى منطلق خلاف و أزمة جديدة أعظم. الحل هو في إضعاف بطش سلطة المركز عن طريق الاقاليم بعد أن عجزنا عن إصلاحها. محبتي و تقديري للجميع.
إرسال تعليق