موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 24 يناير 2012

الزيارات المليونية.. قراءة نفسية - سياسية

أوضح صورة لزوار الأربعينية، وفيها يتضح ان الزوار ينحصرون في المنطقة المحيطة بمرقدي الحسين والعباس، رضي الله عنهما، ومابينهما، وينعدم وجودهم في أماكن أخرى.
اضغط على الصورة لرؤيتها بحجم أكبر
كثيرون علَّقوا على ظاهرة "الزيارات المليونية" التي بتنا نسمع عنها كل يوم في العراق الديمقراطي المحتل، والكل، بحسب، إطلاعي المتواضع، نظروا للموضوع من ناحيتين: سياسة وطائفية، لكن المحلل النفساني الشهير قاسم حسين صالح له رأي آخر..


في المقالة التالية ينظر الدكتور صالح إلى الموضوع من زاوية علم النفس السياسي، ويحلل هذه الظاهرة وأبعادها، غير ان مافاته وهو يعد هذه الدراسة المهمة، ان عدد الزوار في أربعينية الحسين الأخيرة بلغ 18 مليون شخصاً، فيما يشير هو إلى أرقام (تافهة) تقف عن حدود أقل من ذلك!
وإذ ننشر هذه المقالة/ الدراسة، نثبِّت رفضنا لعبارات وردت في متنها من قبيل (الانتفاضة الشعبانية) و ( مظلومية الشيعة) لأنهما وهمان لايجوز لباحث أكاديمي الوقوع في فخ الحديث عنهما والإشارة إليهما.

مصطفى
..........

الزيارات المليونية..قراءة نفسية - سياسية


قاسم حسين صالح
حـقــــائــــق
ذكرت وكالات الأنباء والقنوات الفضائية العراقية أن عدد الزائرين لمدينة كربلاء بمناسبة أربعينية الأمام الحسين (ع) في (2-5 شباط -2010) بلغ في البدء أربعة ملايين ..ثم عشرة ملايين ..ثم اثني عشر مليونا وفقا لتصريح وزير الأمن الوطني..ثم أربعة عشر مليونا عراقيا ومئتي ألف أجنبي وفقا لما ذكره إمام كربلائي في خطاب بث عبر قنوات فضائية مساء الجمعة، 5/2/2010 .
- وفي عام 2011 صرح مسؤولون في كربلاء مساء الأحد 23/1/2011 عبر فضائية (الحرّة عراق) إن عدد الزائرين لمدينة كربلاء في أربعينية الإمام الحسين زاد على أحد عشر مليون عراقي، ثم وصل في يوم الزيارة (25/1/2011) إلى خمسة عشر مليون عراقي وأربعمئة ألف أجنبي من ثلاثين دولة.وسيبقى العدد بالملايين في الأربعينية المقبلة عام 2012.
- وفي العاشر من محرّم هذا العام (13/12/2011 ) الذي نقلت مراسيم إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (54) فضائية، بلغ عدد الزائرين لمدينة كربلاء بحدود ثلاثة ملايين زائر بينهم أجانب أيضا.
- وفي زيارة الإمام موسى الكاظم في (9/8/2007)أفادت القنوات الفضائية التي واكبت المسيرة بأن عدد الزائرين كان بين مليونين وثلاثة ملايين زائر معظمهم جاء سيرا على الأقدام رغم شدة الحرّ في آب اللهّاب.
- ومع عدم الاتفاق على الأعداد الحقيقية لهذه الزيارات فإن الأحداث تشير إلى حقيقتين:
- الأولى: إن عدد الزائرين يعدّ بالملايين.
- والثانية: إن عدد الزائرين بهذه المناسبات ينمو باطّراد.

توطئة
قد يثير هذا الموضوع حساسية بعض السياسيين من "الأفندية والمعممين" الذين يستثمرون بساطة الوعي ويوظفون المشاعر والمعتقدات لدى العامة من الناس بدوافع دينية لصالح أهداف سياسية شخصية وفئوية.
وبدءا ، أنا أجلّ ألأئمة والأولياء من مختلف المذاهب، لأن بينهم من رفع السيف بشجاعة نادرة بوجه الحاكم الظالم وقتل شهيدا" من أجل الحق وإقامة العدل بين الناس ، وبينهم من حارب الحاكم المستبد بالكلمة وفضح أمره أمام الله وخلقه فنال منه ما نال من سجن واضطهاد وظل واقفا" بشموخ ، ومنهم من ترك لنا ذخيرة لا تنضب من الفكر النيّر الذي يدعو إلى الانتصار للحق والخير والتفاني في سبيل المبدأ ، والكلّ يحني رأسه أمام هذه النخبة الفذّة التي سمت بالقيم الإنسانية وانتصرت للحق والخير والسلام وتقديس قيمة الحياة.ولا فرق عندي بين رجل دين ورمز وطني وقائد شيوعي وقفوا بوجه طاغية مستبد فأفناهم.
تلك توطئة حتى لا تؤوّل قولي "عمامة" وضعت على رأس من لا يحمل صفاتها أو صاحب جبين كواه أو "لحية" أطالها بمكر خبيث لغرض آخر غير الدين، فأنا ما زلت أزور أضرحة الأئمة والأولياء وأحني رأسي قبل دخول الضريح، وأجلّ وأحترم كلّ "عمامة" عربية أو إسلامية ومن يكرم "لحيته" من الأفندية، الذين ينتصرون للمبادئ الإنسانية السامية ويتقون الله قولا وعملا ويحترمون قيمة الحياة ، وأقبّل أيادي كلّ عمامة موقّرة ولحية مباركة تجد حلاًّ" لمحنة العراق والعراقيين .
مدخل
لقد قدمنا في موضوع سابق تحليلا لهذه الظاهرة أشرنا فيه إلى أن طائفة الشيعة تعرضت بعد الانتفاضة الشعبانية عام (91) إلى اضطهاد وقسوة ودفن آلاف منهم في مقابر جماعية،وأن هذه الزيارات المليونية تأتي لتقول للآخرين :إننا هاهنا موجودون ولن يستطيع أي طاغية إفناءنا..وأننا نتكاثر بالملايين. وأن مشاركة زائرين من دول عربية وأجنبية تجاوز عددهم مئتي ألف شخص عام 2010 وأربعمئة ألف عام 2011،تهدف إلى تحقيق توحّد شيعي عالمي بين شيعة العراق وشيعة البلدان الأخرى يشعرهم بأن أحدهم للآخر نصير وإن تباعدت المسافات واختلفت الأوطان ،وإنهم قوة عالمية يجب أن تحظى بالمهابة والاحترام. فضلا عن حالة الشعور بالتماهي،الذي يعني بالمفهوم السيكولوجي أخذ صفة أو أكثر من شخص يعدّ أنموذجا وتمثلها نفسيا وسلوكيا، أو تمّني الإنسان أن يكون بمثل الشخص المتماهى به.. مصحوبا بتعظيم قيمه ومثله العليا.
ولأن الحسين يمثل أنموذجا فريدا للأخلاق السامية ، وبطلا ثوريا ومنقذا مخلّصا للمظلومين والفقراء،فانه يتم من خلال عملية التماهي (التوحّد) استدخال قيم راقية تطرد رذائل النفس فيشعر المتماهي براحة نفسية كما لو أنه دخل حماما وأزاح الأوساخ من جسمه، فضلا عن أن لدى عدد كبير من الزائرين معتقدا أن زيارتهم الإمام الحسين ودعاءهم في ضريحه يحقق لهم حاجاتهم وأمنياتهم.
لقد روى لي بعض الذين شاركوا في تلك الزيارات أمورا تستدعي التساؤل..فعلى طول الطرق المؤدية إلى كربلاء من وسط العراق وجنوبه ،كان الطعام والماء والخيام والتسهيلات الأخرى مؤمّنة للملايين.فوجبة الفطور: صمون وأجبان مثلّثات وبيض مسلوق وعلب حليب وبسكويت وكيك دائري(جرك) وشاي.ووجبة الغداء.. رز في (بلم بلاستك) وقيمة وفاصوليا وتمن برياني عليه قطعة لحم وخبز وخضراوات وبرتقال وموز. ووجبة العشاء.:لفّات فلافل وشيش كباب وسلطة وبيض مسلوق.والأكل بوجباته الثلاث نظيف جدا..والكعك والعصائر والشاي وخلطة من التمر والراشي والسمسم متوافرة طوال اليوم.
فلو افترضنا أن ثمن هذه الوجبات الثلاث للفرد الواحد هو عشرون ألف دينار،فكم يكون المبلغ لخمسة عشر مليون زائر؟..بالمليارات طبعا،وليوم واحد..ولك أن تضاعف هذه المليارات بعدد أيام الزيارة..فمن هو مصدر،أو مصادر، هذه الأموال الطائلة؟
لقد أفاد عدد من الزائرين بأن أحد المصادر العلنية هو الأحزاب الإسلامية السياسية الموجودة في السلطة (باستثناء التيار الصدري)..وأن هنالك تنافسا في ما بينها لكسب أكبر عدد من الزائرين في عملية الهدف منها سياسي أكثر منه ديني.

والتساؤلات هنا:
* لو أن الحاجات الخدمية مؤمّنة لهذه الجماهير المليونية..أعني توافر الكهرباء والماء والحياة المعيشية الكريمة ..
* ولو أن لكل فرد عراقي حصته من النفط محددة في الدستور براتب شهري قدره مئة دولار..
* ولو أن التغيير لم يفرز فئتين:قلّة تسلمت السلطة وتنّعمت وترفّهت،وكثرة مطلقة ازدادت فقرا وتعاسة وبطالة..
* ولو أن الأحزاب الإسلامية السياسية توقفت عن تقديم الطعام والشراب والخيام وصرف المليارات على هذه الزيارات..
* ولو أن التوعية الدينية توظّف للتثقيف بالمبادئ الإنسانية لثورة الإمام الحسين في مقارعة الظلم وتحقيق العدالة الاجتماعية والقيم الراقية..ومحاربة الفساد الذي ما صار يعدّ خزيا في العراق..مع أن من في السلطة من يعدّ الحسين جدّه!
* ولو أن الذين يغيبون عن أداء أعمالهم الوظيفية خمسة أيام بهذه المناسبة، تحاسبهم مؤسساتهم الحكومية.
أقول: لو أن هذه تحققت كلها فهل يبقى هذا الزحف بالملايين في زيارة العاشر من محرم وأربعينية الإمام الحسين ؟.أعني أن تكون الزيارة خالصة لوجهه الكريم ومنزّهة من أغراض سياسية وحاجات نفسية وطلبات بتحقيق أمنيات لاسيما بين أوساط النساء..هل تبقى بحجم العشرة ملايين؟
وتساؤلان أحدهما قد يكون محرجا لهم ولنا: لو أن ما يصرف على هذه الزيارات المليونية يوظف في بناء مدارس للأطفال أو دور للأيتام أما كان هذا أنفع وأثوب؟.ولو أن هذه الجماهير المليونية قررت،على افتراض،أنها ستعطي أصواتها في الانتخابات التشريعية المقبلة للأحزاب العلمانية..فهل ستواصل الأحزاب الإسلامية الصرف عليها؟!
إننا نريد للإمام الحسين،بعد أن صارت وسائل الاتصال وسيلة للثورة عبر العالم،أن يكون رمزا إنسانيا لمقارعة الظلم أينما وحيثما وجد، ومثالا للنزاهة وقدوة للناس والحكّام..وأن تكون الزيارة خالصة لروحه الطاهرة واقتداءً بمبادئه وأخلاقه النبيلة وقيمه الراقية.
لكن مقاربة الأحداث تفضي إلى القول:
لو أن الحسين خرج الآن شاهرا سيفه من أجل إصلاح حال الشباب الذين تزيد نسبة البطالة بينهم أضعاف ما هي عليه في تونس، وتغيير سلطة صار العراق في زمانها أفسد دولة عربية بعد الصومال ورابعها على مستوى العالم..لتوحّد معظم الذين هم في السلطة وحاربوه..أليس التمسك بالسلطة كان هو السبب في استشهاده ،مع أن يزيد،الذي صار خليفة بالقوة، يعلم أن الحسين هو حفيد النبي الذي أسس الدولة الإسلامية الذي يدين بدينه؟! فضلا عن انه لا وجه للمقارنة بين الحسين..النقي التقي الطاهر الورع وبين أحمق خمّار!
البحث عن مخلّص
في زيارة الأمام موسى الكاظم في ( 9 /8 /2007 ) أفادت القنوات الفضائية التي واكبت المسيرة بأن عدد الزائرين كان بين مليونين إلى ثلاثة ملايين معظمهم جاء سيرا" على الأقدام برغم شدة الحر في آب اللهاب .
ولنا أن نتساءل عن الأسباب وراء هذا العدد المذهل من الزائرين في ظروف الحر الشديد وعلمهم المسبق بأنهم قد يتعرضون إلى الموت بعبوات أو أحزمة ناسفة أو تفجير سيارات مفخخة أو قذائف من مدافع هاون وغيرها من وسائل الموت التي تعددت في حينه بما فيها تسميم مياه الشرب:
هل فعلا" أن السبب كان دينيا" وأداء شعائر واجبة ، أم أن وراءها أسبابا سياسية وإعلانا" تحذيريا" على لسان طائفة تريد أن تقول للخصوم والأعداء والمحايدين " مهما صار بنا فنحن ها هنا موجودون " ؟
وإن كان وراء هذا الحشد البشري الضخم " سياسة "..أعني تعبئة سياسية من أحزاب دينية ـ سياسية فإنني أترك الأمر للمحللين السياسيين ، فما يعنيني هنا هو الأسباب السيكولوجية ليس إلا .
لقد تابعت أيامها عدداً من المقابلات التي أجرتها قنوات فضائية مع زائرين وزائرات ، فوجدت أن لديهم حاجات يأملون تحقيقها من هذه الزيارة حددوها في إجاباتهم على ألسنتهم بالأتي :
• نريد الأمان (أولادنا تكتلوا "قتلوا" واحنه عايشين بخوف والى متى نظل اليطلع من بيته ما يدري بروحه يرجع لو يموت.
• ونريد الكهرباء .. الله أكبر طكت أرواحنا .
• ونريد السياسيين يتصالحون ويديرون بالهم على الشعب مو يظلون يتعاركون على الكراسي والشعب حال الضيم حاله .. ييزي عاد تره شبعنا تعب.
هذا يعني أن زيارة هذه الملايين لضريح الإمام موسى الكاظم كانت : عرض مظالم وتقديم طلبات لتحقيق حاجات عامة تتصدرها حاجتهم إلى الأمان .
ونسأل : إن الذي أرعب الناس وافقدهم الأمان هم : القاعدة وقوات الاحتلال والمليشيات وعصابات الجريمة ، فما الذي يفعله الإمام بقتلة مجرمين نسفوا حتى أضرحة أحفاده من الأئمة الأطهار وقتلوا الآلاف من الناس المسالمين والنساء والأطفال الذين لا علاقة لهم بالسياسة وبالطائفية ؟ !
ربما سيكون جوابهم : إن للإمام جاها عظيما عند رب العالمين..وجوابنا : وهل الله سبحانه غافل عما يفعلون ؟!
وكانت حاجتهم الثانية : " نريد الكهرباء".
ونسأل مرة أخرى: ما شأن الإمام "ع" بتوفير الكهرباء للناس؟. هل وزير الكهرباء " ضامّ " هذه النعمة عن الناس وان الإمام سيؤنبه ويأمره بتوفيرها إلى عباد الله . وإذا أجاب الوزير بأن قلبه " محترق " على الناس ولكن " ما بيدي حيله " فهل يأمر الإمام الحكومة بشراء المولدات العملاقة ، وأنها ستستجيب لأمره فورا" فتنير العراق من زاخو إلى أم قصر؟!
وكان الطلب الثالث للمسيرة المليونية هو "إصلاح حال السياسيين".
لقد مضى على دعواتهم تلك أربع سنوات فحصل أن تغير حال السياسيين ولكن إلى الأسوأ،فهل عجز الأمام عن إصلاح حالهم أم أنه تغاضى عن طلبهم لأنهم لا يستحقون؟!
الجواب لا علاقة له بالإمام ولا بالدين ولا بالسياسة بل بالسيكولوجيا،خلاصته:
إن الإنسان المحبط والمحدود الوعي الذي يتعذر عليه حلّ مشكلاته أو يجد الواقع لا يقدم له الحلّ الذي يعالج أمور حياته ولا يخفف من حدّة ضغوطه ومعاناته فإنه يلجأ إلى وسيلة روحية أو خرافية تمنّيه بالفرج وتخفف عنه نفسيا.
ومن هذه الوسائل زيارة الأئمة والأولياء..ولا نعني بها الزيارات التي يقوم بها الناس في أوقات استقرارهم النفسي، فهذه تكون للتبرّك والتقرّب من الإمام وخالصة لشخصه الكريم ،إنما نعني بها زياراتهم للأئمة والأولياء بحشود في أوقات الأزمات القصد منها فك أزمة مأزوم.
ومع تنوع أزمات هذه الجماهير المليونية فإنها تعمل في آليتين نفسيتين هما:
الأولى: شعور الإنسان العاجز المحبط بقلّة الحيلة وانعدام الوسيلة، والثانية:إسقاطه على الأمام أو الولي القدرة على فك أزمته لتميزه بكرامة أو جاه أو رجاء إذا رفعه إلى ربّ العالمين فانه لا يخيب رجاءه.
وينشط عمل هاتين الآليتين في أجواء الطقوس الروحية، لأن رؤية الفرد الواحد للجماهير المهمومة تخفف من همومه حين يرى أن الكارثة عامة وأن مصيبته قد تكون أهون من مصائب آلاف.غير أن أقواها :تراجع العقل عن التفكير بحلول واقعية أمام طوفان الانفعال الجمعي للجماهير المليونية ،والتنفيس عن هموم محنة عامة والشكوى من سوء الحال بأدعية تشيع في نفوس الجموع نوعا من الاطمئنان والرجاء والأمل وإقناع الذات بأن ثمة فرجاً آت..بعد وقت إضافي من الصبر!.
بهذا نجح الإسلام السياسي في الفوز بالانتخابات، ليس على صعيد العراق فقط بل تلك التي شهدت ثورات الربيع العربي التي فجرّها الشباب وقطف ثمارها من كان يتفرج عليهم. وسيبقى الحال على ما هو عليه لعقد من الزمن،وليقرأ العلمانيون والليبراليون السلام على أنفسهم ما لم يغيروا خطابهم ويمتلكوا وسائل إعلام مؤثرة تجيد فن الإقناع.
إننا نريد لمناسبتي استشهاد الإمام الحسين وأربعينيته أن تشيع في الناس القيم النبيلة الراقية والمثل الإنسانية والمواقف المبدئية الشجاعة التي تنتصر للحق وتصرخ بوجه الباطل ليكون كل عراقي حسينا في السياسة والأخلاق والدين وأسلوب الحياة، فبه نعيد بناء وطن يليق بالحسين وكلّ من استشهد من أجل الوطن والناس.. لو أننا أحصيانهم لكانوا أيضا بالملايين!



ملاحظة:
نُشر المقال هنا

هناك 8 تعليقات:

Anonymous يقول...

مقال رائع والعراق بحاجة الى مثل هذه الطروحات الموضوعية والغريب ان التعليقات صفر بينما اي خبر تافه تجد مئات التعليقات

ليث مشتاق يقول...

رائع اخ مصطفى .. واضف لشيئ مشابه يحدث في اوربا من قبل الجاليات العراقية واللبنانية ... فسوسو المتوحش ابو غذلة وسوارات .. وعازف الدرامز حيدر الما اعرف شنو .. وفيفي التي لوسالتها عن احكام الوضوء ستعجز عن الاجابة لانها لم تتوضء في حياتي ... كل تجدهم في شوارع كوبنهاجن والسويد ولندن .. يثرثرون ويزمجرون ويرغون ويزبدون يوم العاشر من محرم .. وكانهم ياعيني .. لاينامون الليل ليس بسبب السهر والحشيش والحفلات ...لا ينامون الليل حزناً على ابا عبد الله الحسين .. وحين رايتهم ويجوبون الشوارع مع الاكسسوارات من صور وهتافات تحمل في ثناياها الكثير من الشحن الغضبي .. وتسائلت ماعلاقة هؤلاء اي سوسو وفيفي وغيرهم .. بالقضية .. اجبت نفسي بنفسي .. بانه استعراض سياسي تعبوي لا اكثر .. نحن هنا .. ونحن موجودون ... ونحن قوة بامكانها النزول للشارع والي ميعجبه مشكلته .. بغض النظر عن الشعارات المبالغ فيها ... فالقضية كلها مبنية على حادثة .. وان كانت مؤلمة الا انها اخذت حجما اكبر بكثير من حجمها الحقيقي .. ومطلوب من كل الكرة الارضية .. دفع ثمن تلك الاسطورة.

مصطفى كامل يقول...

مليون % صحيح ليث العزيز

سعد ابن العراق يقول...

الاخ مصطفى العزيز

هي مقاله رائعه ومع قول كاتبها بانها تحليل نفسي لجوهرها الا ان من يتعمق بها يلاحظ ان كاتبها ايضاراح زايد في لنسميه تملقا لاحد ما!!!اضافةلما اشا ر اليه وانت نبهت عنه و ذلك عنما ذكره باضطهاد الشيعه والشعبانيه ...والمقابر الجماعيه باختصار اراد ان يفلت عن المرض لكنه سار اليه بدون ان يدري او لا يدري والله اعلم!!!!

Saad Saad يقول...

عجبــت لمــن يســير لزيــاره الحسيـن و العبـاس ع ... و لا يـتخلقـون بــأخـلاقهـم و انسانيتهــم و تــدينهـم ...

Ibrahim Shaba يقول...

اخي ألعزيز ابو عبدالله المحترم .. اطلعت على مضمون ألمقالة ولاحظت انها عرض شامل لما يجري على ألساحة العراقية من سيطرة الأسلام السياسي والأحزاب ألأسلامية سيطرة كاملة على ألشارع العراقي لابدافع الأيمان بقدر ماهو دافع الاستغلال السياسي للدين الأسلامي ومن اوسخ ماخلقه الألأه من نجاسة للاستغلال البشري في العالم .. لذا راينا هذه الأحزاب تعبث بكل مقدرات الشعب وتسيء استخدامها وتسرقها علانا وجهارا دون ان ينبس احدهم ببنت شفة تحت ذريعة مقولة كاذبة يحاولون ان يثبتوها كتقليد اسلامي في المجتمع : ان رايت الشيخ يزني فقل ان عيني قد زنت وليس الشيخ الجليل قد زنى .. بهذا المستوى اللا اخلاقي تم ألسيطرة على عقول ألجهلة من أبناء شعبنا العراقي .. لذا مطلوب من القوى التحررية في العراق وقوى المقاومة الشريفة استغلال هذه ألنقطة ألحساسة والدخول الى ميدان المعركة بنفس ألأسلوب ولكن بوعي كبير لن الموضوع ذاته هو كالسيف ان لم تستثمره لصالحك أنقلب 180 درجة ضدك ولن تقوم للمقاومة الحرة قائمة , خصوصا وأن أصحاب العمائم يعرفون سبل الحرب النفسية ويتقنون عملية التلاعب بمشاعر البسطاء وهذا سر بقائهم لهذه ألفترة الطويلة بالاضافة ألى ألدعم للمحتل ألأجنبي ..
ختاما الموضوع جيد رغم حمله بعض التعابير التي اشرت لها جنابك المحترم واتمنى لكم ألتوفيق ألدائم .

Afif Duri يقول...

هذا ناهيك عما يرافقها من ماكنه اعلاميه ترويجيه على مستوى الدوله

يوغرطة السميري يقول...

كل التقدير على النشر ... أ.مصطفي فالموضوع يؤشر حالة جديدة في قراءة الواقع لا تنعدم فيها الإيجابيات التي من المفروض علي المتعاطي و الواقع العراقي أن لا يتغاضي عنها لا بل البحث علي طرق توظيفها .

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..