وليد الحديثي
الوطن.. عبارة عن المكان أو المنطقة التي يرتبط بها الشعب ارتباطا تاريخيا طويلا، وهو المنطقة التي ولدت فيها الهوية الوطنية للشعب. أو باختصار ذلك المكان الذي ممكن ان يفدى بالروح والدم.
الوطنية مصطلح يستخدم للدلالة على المواقف الإيجابية والمؤيدة للوطن من قبل الأفراد والجماعات.
المواطنة هي وحدة الانتماء والولاء من قبل كل المكون السكاني في البلاد على اختلاف تنوعه العرقي والديني والمذهبي في الوطن الذي يحتضنهم، الأمر الذي يقتضي أن تذوب كل خلافاتهم واختلافاتهم عند حدود المشاركة والتعاون في بناء الوطن وتنميته والحفاظ على االعيش المشترك فيه.
يعيش ابناء العراق مشكلة حقيقية ولدت بعد احتلال العراق, حيث جعلت الاغلبية تبحث عن مظلة تحتمي بها، ولما كانت كل المظلات الفكرية ضعيفة وغير قادرة على حماية من ينتمي اليها لجأت الاكثرية للاحتماء بالمظلة الطائفية, وهذا بحد ذاته هروب الى الخلف ومن اخطر الولاءات كونه يرسم اهدافاً عدوانية بين ابناء الشعب الواحد.
وفي ظل هذا القدر السيء لابناء العراق, انتعشت الاحزاب الطائفية, وصالت وجالت في البلاد واكثرت فيها الفساد قتلا وسرقة وبيع ضمير.. ومع الاسف الشديد امتد هذا النفس الطائفي الكريه الى الذين كنا نحسبهم وطنيون ومن اقرب الاصدقاء والاحباب، انقلبوا بلحظة الى طائفيين ويتحدثون بالطائفة, وسقطت عنهم عناصر مثلث الانتماء (الوطن، المواطنة، الوطنية) واصبحوا يعترضون على كل فعل وطني صادق ينادي الايمان بالوطن الذي اسمه العراق وشعبه العظيم الذي يقدر عمره بتسعة الاف عام صنع حضارات يقف امامها العالم بانبهار لما قدمته للانسانية من انجازات عظيمة .
ولذلك فالعراقي الحقيقي ينتمي الى كل الحضارات ولا يجزئها ولا ينفصل عنها فهو ابن سومر وبابل وآشور وأكد وكل عصر الدولة الاسلامية ونهوضها الحضاري اضافة الى منجزات العصر الحديث. والعراقي الحقيقي لا يلغي الاخر مهما كانت ديانته وعقيدته بل يحترمها ويوفر لها مناخات العبادة كونها تتصل بالله العزيز الحميد. والعراقي هو من يحرم دم اخيه فلا يقتله ولا يعتدي على حرماته, والعراقي هو من لا يرتبط باجندات تريد تمزيق العراق وتقسيمه, والعراقي هو ابن الشمال والجنوب وكل مناطق العراق, والعراقي هو من ينتمي الى كل عشائر العراق وهو المؤمن بأنه كان المذهب يفرقه عن اخيه فلا خير به ولا صلة له به، فهو مشروع تقسيم واضعاف وتدمير للوطن والمواطنة والوطنية.
العراق وطن الجميع وغير قابل للتقسيم والابتزاز لمن يشجعون اقتطاع العراق وتصغيره لدويلات (كانتونات) وهو خلاف التوجه الوطني الوحدوي.
هناك اصوات تريد اضعاف الروح المعنوية للانسان العراقي بتصريحات واقوال غير مسؤولة وتريد ان تعرقل سير البلد وايقاف كل المبادرات الصادقة في سبيل انتشال الواقع المرير للحالة والوضع السياسي العراقي الذي يمر بأزمة تحتم على من يدعي انه من عشائر العراق، التي قدمت الغالى والنفيس من اجل العراق وعزته ووحدته وشموخه ولم نسمع لا من التاريخ المكتوب ولا من الاجداد ان عشائر العراق العزيزة تتجرأ وتطلب ان يقتطع التراب المقدس من روح الام وعزله عنها كيف تتجرأون من هكذا طرح واي اجندة تحملون كي تحلموا بالدويلات المتشرذمة لإرضاء جهات خارجية؟ هل هذا التوجه هو من شيم العادات والتقاليد والاعراف العشائرية التي هي من مقومات التحرر والوحدة الوطنية التي كتبت التاريخ العراقي بدمائها الزكية وبسواعدها حيث لمعت اسماء كثيرة من هذه العشائر وصار تراب العراق يحتضنها ويفتخر بها وهذا الواقع التاريخي المشرق؟
ماذا تقول يا ابن عشائر طي وانت تسكن الموصل والانبار وغيرها لابناء عمك في ذي قار والقادسية وميسان والبصرة والنجف؟ وماذا تقول ايها الزبيدي لعشائرك من الدليم والعبيد والجبور؟ وماذا تقول يا ابن شمر من ال جعفر وزوبع والغرير والبو فهد والبو علوان؟
وماذا يقول من ينتسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل دعا سيدنا وحبينا الى الفرقة والتقسيم ام الى التوحد؟
اتقوا الله في العراق والعنوا كل سياسي يريد التقسيم وتبرأوا من كل شيخ عشيرة يريد ان يجزئ العراق ارضا وشعبا.
سيبقى العراق العظيم عصياً ابياً وستهربون ايها البائسون دعاة التقسيم الى اسيادكم الذين علموكم سحر التقسيم وسيخذل الله كل رجل دين رفع صوته بالباطل ليقسِّم العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق