لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ بل فاسقني بالعزِّ كأس الحنظل
{{ عنترة بن شدّاد }}
{{ عنترة بن شدّاد }}
في ظل اهتمام العالم بالحراك الشعبي في الساحة العربية تحت لافتة الكرامة والحرية، ركّزت القوى الوطنية والقومية التقدمية في الساحات القطرية العربية بصيغة الموقف أو تحشيدا بمفهوم الأولويات على الواقع القطري حاصرة مواقفها في إطار ساحات عربية تتقاطع معها في ذات الحدث الذي يسوّقه الإعلام القطري والعالمي متناسية ساحات عربية أساسية تخضع لاحتلالات مركبة خاصّة منها ساحة العراق التي شكلت قواها الوطنية والقومية والإسلامية بفعلها المقاوم المسلح عاملاً أساسياً من عوامل هذا الحراك يمكن تأشيرها كالآتي:
- كشف لا إنسانية العولمة وتغوّل بربرية الرأسمال وما يستهدفه من فعله الإحتلإلى المباشر من أنماط اجتماعية منظمة لحياة الشعوب عنوانه ديمقراطية المحاصصة الطائفية بأشكال متغايرة من ساحة لآخرى "دينية، اثنية، سياسية" ــ أي تفعيل مبدأ فرّق تسد، بما يفكك هذه المجتمعات ويضعها على طاولة الاضطراب والاحتراب الداخلي وصولا إلى التقسيم وتغييب الهوية الوطنية والقومية.
- فعل عراقي مقاوم أزّم وضعية عالم الحرب بكل مكوناته سواء الأمريكية منها أو الإقليمية اقتصاديا وسياسيا وأخلاقيا وفرض علىه استبدال إستراتيجية الصدمة والترويع بإستراتيجية التسرب المرن أو الأيادي الناعمة، بعد أن نجح في خلق النظام المثال في العراق، النظام الذي لا تتردد أنظمة نتاج الحراك الشعبي في اعتباره القدوة التي يستوجب علىها الاقتداء به كما هو مؤشر عندنا في تونس أو ما هو بائن وقائم في مصر .
- نظام مثال عماده لفيف من المستعرقين يؤتمرون بالريموت كنترول من قم/ طهران ــ واشنطن طبقا لما تمليه طبيعة التوافق المصلحي والإستراتيجي بين المركزين على حساب حاضر ومستقبل الشعب العراقي في التحرر والاستقلال والعيش بكرامة وحرية.
- الشعب العراقي الذي مثلما واجه المحتل الأمريكي وجعله يقر بالهزيمة العسكرية والأخلاقية ويعلن هروبه تحت لافتة الانسحاب مسلما مفاتيح إدارة العراق لعدوّه إعلاميا وحليفه تخطيطا وتفعيلا للمصالح بنظرة إستراتيجية- إيران- يواجه الآن العملية السياسية المخابرتية مزدوجة الولاء بحــراك شعبي سلمي منذ سنة 2011 و بصيغة تصاعدية بلغت أعلى مدياتها في الفترة ما بين 25/12/2012 وحتى لحظتنا هذه .
- حراك شعبي ارتقى إلى مستوى الثورة عنوانه الكرامة والحرية وحق الشعب في صياغة مستقبله بعيدا عن الإملاءات الخارجية كما تؤشره ساحات الاعتصام في جل المحافظات التي فرضت على الإعلام الكلام عنها والمحافظات الأخرى التي تخضع إلى تغيير في بنيتها الديمغرافية نتيجة التهجير القسري والتوطين الفارسي بها لأكثر من ثلاث ملايين من الإيرانيين .
- حراك يواجه يوميا بصيغ ووسائل تجاوزت في لا إنسانيتها ولا أخلاقيتها ما مارسه المحتل الأمريكي والبريطاني ومن واكبهم فعلا في العراق طيلة 10 سنوات من الاحتلال المباشر ... التفجيرات إلىومية، كواتم الصوت والتصفيات بصيغ منتخبة السجون السرية والعلنية وما يمارس بها من تعذيب واغتصاب للنساء وإعدامات تكاد تكون يومية ... ولعل أبرزها وضع الجيش والشرطة - جهازين مكوناتها ميليشيات طائفية - كأداة قمع وقتل لا تخلو من تخطيط مسبق لعل جريمة الحويجـــــــة أعلى وأبلغ ما وصلته حتى الآن، وهي جريمة السكوت عليها يجعل من مسألة تكرارها في ساحات أخرى ليس بالأمر المستبعد... مما يفرض على القوى الوطنية والقومية التقدمية إدانتها والتشهير بها والانحياز إلى صوت الحق الذي تؤكده شعارات ساحات الحراك الشعبي في العراق الىوم.
فمتى نقرأ لهذه القوى موقفاً بائناً أم أن عدوى المكالين انتقلت لها هي الأخرى؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق