موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 20 فبراير 2014

في تركيا أيضاً: فتش عن إيران/ 2

وجهات نظر
يحيى العراقي
ملاحظة: الحلقة الأولى هنا.
فضيحة الفساد الأخيرة في تركيا ورغم إتساعها وتعدد جوانبها والإتهامات الموجهة في إطارها والشخصيات المتهمة فيها بما يوحي بكونها عدة قضايا فساد إلا أنها في حقيقتها لا تعدو أن تكون قضية رئيسية مركزية واحدة بتفرعات عدة.

تتمثل القضية بتقاضي رشا مالية من قبل المتهم الرئيسي وهو السيد سليمان أصلان (Süleyman Aslan) المدير العام (CEO) لمصرف خلق الحكومي (Halk Bankasi) إلى جانب شخصيات أخرى حكومية تركية متعاونة معه من أجل تسهيل توفير السيولة المالية للنظام الإيراني ولبرامجه النووية والعسكرية والتغطية على ذلك. إيران مرة أخرى تؤكد حضورها ومشاركتها الأساسية في هذه المشكلة كما عادتها في كل المشاكل وبالرغم من ذلك ومن وجود متهم أساسي فيها هو التاجر الإيراني الأصل رضا ضراب موقوف وقيد المحاكمة إلا أن إسمها لم نجده يتردد في الإعلام كثيراً.

 إعتقال سليمان أصلان مدير بنك خلق ورضا ضراب

بروز قصة الفضيحة بدأ بموجة أولى لحملة تحري وتفتيش شنتها أجهزة الشرطة المختصة بالجرائم المالية في مدينة استانبول يوم الثلاثاء المصادف 17 ديسمبر / كانون أول 2013 حيث تم العثور على رزم لملايين الدولارات (أربعة ملايين ونصف) مخفية في علب أحذية في منزل السيد سليمان ورزم بمئات الألاف من الدولارات في منازل الشركاء الأخرين.

العملات المضبوطة
تم القبض في هذه الموجة الأولية من التحري على 47 شخصية مشتبه بها ثم تصاعد العدد في الأيام والأسابيع التالية ليصل إلى 91 شخصية. وجه الإدعاء التهمة إلى 14 شخص منهم ثم إرتفع عدد المتهمين لاحقاً إلى 26 شخص. وفي يوم 21 ديسمبر / كانون أول 2013  أيدت المحكمة توقيف الوجبة الأولى من المتهمين وقبول نظر دعاوى الفساد بشأنهم وشملت التهم، الرشوة، الفساد، الإحتيال، غسيل الأموال وتهريب الذهب. وكان من أبرز المتهمين، مدير مصرف خلق سليمان أصلان وأولاد وزير الداخلية معمر غولر (Muammer Güler) ورجل الأعمال التركي الجنسية الإيراني الأصل الأذري العرق والنشأة رضا ضراب (Reza Zarrab) الذي تحول إسمه في تركيا إسم رضا صراف (Reza Sarraf).


اعتقال ابن وزير الداخلية غولر

رضا ضراب (Reza Zarrab) من مواليد مدينة تبريز الإيرانية في العام 1984 من أسرة أذرية إيرانية ميسورة الحال وشديدة التمسك بالمذهب، والده حسين ضراب من التجار المشهورين في سوق أمير بتبريز وهو ينشط في مجالات البورصة وتجارة الحديد بالإضافة إلى العمل في مجال تجارة الذهب. في اثناء ظروف الحرب العراقية الإيرانية تركت الأسرة موطنها في مدينة تبريز الإيرانية وذهبت إلى تركيا أولاً ومن ثم إختارت الإستقرار في دبي للعيش والنشاط هناك ولتوفير سبل دعم للحكومة. وقد حققت في دبي أنشطة إقتصادية ناجحة في مجالي التجارة والصيرفة فيما بقي الإبن رضا في تركيا لمتابعة بدايات الأسرة هناك ولإيجاد الفرص الخاصة به لإثبات وجوده. ظل رضا يتنقل بين تركيا وأذربيجان وإيران ودبي لإقتناص مزيد من الفرص وتحقيق مزيد من النجاحات في أكثر من مجال ومكان حتى تمكنت الأسرة من إعادة إفتتاح مصنعها لمقاطع الفولاذ المسمى (تيكمة داش) في تبريز بإيران بعد توسعته وتجديده وإمتلاك شركة نقل بحري وحوض لبناء السفن في إستانبول بتركيا إلى جانب النجاحات الواسعة في دبي. لقد حضر إفتتاح المصنع في تبريز عدة مسؤولين حكوميين محليين ومن الحكومة المركزية الإيرانية.

 حسين ضراب ومصنعه في إيران

تقدم الوالد الحاج حسين ضراب في توطيد علاقاته القوية برموز السلطة الإيرانية وبالخصوص مع مؤسسة الحرس ومع الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وأركان حكومته.
رضا صراف (ضراب سابقاً) تزوج من الفنانة ومغنية البوب التركية إبرو غوندش (Ebru Gündeş) والتي تكبره بعشر سنوات تقريباً حيث أعلن عن زواجهما في شباط من العام 2010 بعد علاقة ومن ثم زواج في السر إمتدا لأكثر من عام.

 ضراب مع ابرو غوندش
لقد كانت أسرة ضراب في إيران معارضة في البدء لهذا الزواج بإعتبارها أسرة متدينة ومحافظة والزوجة غوندش فنانة متحررة في علاقاتها وتكبر ضراب بعشر سنوات. محادثة هاتفية جرت بين والدة ضراب والزوجة أزالت إعتراض العائلة وجعلتهما على وفاق حيث إستُقبِلت الزوجة في إيران في صيف عام 2010.
الزوجة الفنانة إبرو غوندش من مواليد مدينة إستانبول في 12 أكتوبر 1974قد سبق لها الزواج مرتين الأولى كانت حين كان عمرها 16 عاماً. إبرو كانت قد دخلت المدرسة الإبتدائية في العاصمة أنقرة، وبسبب من ظروف العائلة المادية وعدم القدرة على البقاء في أنقرة عادت مع الأسرة إلى إستانبول تاركة الدراسة والتعليم. دخلت غوندش مجال الغناء وهي صغيرة حين إصطحبتها والدتها إلى نشأت دميركت (Neşe Demirkat) وقد كان شريكاً في شركة لإنتاج الأشرطة الصوتية الموسيقية (Raks Neşe Müzik) ومديراً لها، الشركة كانت في بدايتها في ذلك الحين قبل أن تتحول لاحقاً لواحدة من كبريات الشركات في هذا المضمار ثم ليتوسع نشاطها بعد ذلك ويشمل مجالات تجارية متعددة. السيد نشأت أعجب بصوت الصبية وفكر أن إستثمار صوتها بالمستوى المطلوب المتناسب وموهبتها بحاجة إلى إمكانيات وجهود لصقله وصقل صاحبته مما يتطلب دعم منتجين كبار فكان أن قدمها لمنتجين أخرين هما سلجوق تقي (Selçuk Tekay) و كورال ساريتاش (Koral Sarıtaş) واللذان قررا هما أيضاً أن تعمل هذه الصبية في البدء مع المطربة التركية الشهيرة أمل سايين من أجل صقل موهبتها قبل أن يتم تقديمها بمستوى لائق بألبومات خاصة بها. وقد نزل أول ألبوم لها في العام 1993 وكان بعنوان (Tanrı Misafiri) وحقق رقم مبيعات تجاوز المليون نسخة في حينه.





 إبرو غوندش لم تكن نقطة الإرتباط الأولى أو الوحيدة لرضا ضراب بعالم الفن والفنانات والغناء والموسيقى التركي فالرجل قبل وأثناء صلته بإبرو غوندش كانت له علاقات واسعة في هذا العالم فهو على علاقة بالفنانة سيبل جان وبالمطرب إبراهيم تاتلس ويقال إنه كتب شعر بعض الأغاني لهؤلاء.


رضا ضراب أنشأ وأدار عدة شركات في تركيا كان هدفها الأساسي توفير الغطاء لعمليات تجارية وعمليات غسيل أموال كبرى من أجل توفير السيولة للنظام الإيراني ويقال أن حجم الأموال التي مررت عبر هذه العمليات قد وصل إلى ما يقارب الــ (100) مائة مليار دولار خلال السنوات الأربع الأخيرة كما بلغ حجم الرشاوي الأخيرة المدفوعة فيها أكثر من (60) ستون مليون دولار.
 
ضراب وابرو غوندش والتقرب من عائلة أردوغان
الشريك الإيراني المباشر للسيد ضراب ورئيسه في هذه الأعمال والتي أدارها وتمم مجهوداته على مستوى المنطقة والعالم ومثل مصالح الحكومية الإيرانية فيها وعلى وجه الخصوص مصالح مؤسسة الحرس الثوري الإيراني وكبار قادته هو التاجر الإيراني الشاب بابك مرتضى زنجاني (Babak Morteza Zanjani) الجندي السابق في صفوف الحرس الثوري والذي يتمتع بالصلة المباشرة مع أقطاب النظام.

بابك زنجاني مع رفسنجاني

مع روحاني

مع المجرم العميد السابق في الحرس محمد رضا رویانیان (انوشیروان رویانیان سابقاً) وهو من أعمدة النظام
 
 مع المجرم التاجر المختلس سيد حسن مير كاظمي والذي كان له دور في التصدي للمظاهرات التي خرجت عقب إنتخابات الرئاسة في 2010


بابك زنجاني من مواليد العاصمة طهران في 12 أذار 1971 وهو الولد الوحيد لوالديه بجانب بنتين لأسرتهم البسيطة. الوالد كان عاملاً بسيطاً في مؤسسة السكك الحديدية، ووالدته ربة بيت ماهرة في مهنة الخياطة. حياة الأسرة طالها التحسن إثر تطور سريع لأوضاع إحدى الشركات التي إشتروا فيها أسهماً حيث إنتقلت الأسرة من منزلها الفقير في أحياء جنوب طهران إلى حي أفضل قرب ميدان فاطمية.
بعد تخرج زنجاني وحصوله على شهادة الدبلوم عام 1992 إلتحق بوحدات الحرس لأداء الخدمة الإلزامية حيث أرسل للتدريب في مدينة أردكان في محافظة يزد بوسط إيران وبعد ذلك بأشهر قليلة تم نقله إلى ثكنة الحرس في طهران والمسماة بمعسكر (ولي عصر) ذي السمعة السيئة والذي يضم بين جنابته مراكز للقيادة ومراكز أمنية للحرس كما يضم العديد من معتقلات التحقيق السرية الإنفرادية الرهيبة.
عمل بابك زنجاني في إدارة التوجيه العقائدي والسياسي للحرس في الثكنة ثم إنتقل بعدها للعمل في إستعلامات وتشريفات البنك المركزي الإيراني. لقد كان لحسن مظهره ولباقته وحسن خطه وترتيبه الجيد الأثر في تقدمه وتنقلاته حيث إنتقل في البنك من قسم الإستعلامات والتشريفات إلى قسم الإدارة العامة في البنك المركزي ليكون مختصاً بمتابعة البريد هناك حيث بقي في هذا العمل حتى بعد إكماله لمدة خدمته العسكرية الإلزامية وقد ساعده في هذه النقلة المدعو (كريم زادگان) وهو من موظفي مكتب محافظ البنك.
يروي بابك زنجاني مدعياً، أنه وبنتيجة إنضباطه ومهارته وتميزه في أداء واجباته فقد تم إختياره للعمل في مركز قيادة الحرس الذي بقي يعمل فيه قرابة الــ 13 شهر وقد تمكن خلالها من الحصول على مزيد من الإهتمام من قبل المسؤولين في ذلك المركز أو الزائرين له ومنهم الرئيس هاشمي رفسنجاني عندما كان يحضر إلى ذلك المقر وهو ما أهله بابك للترشح للعمل في البنك المركزي الإيراني ثم ليعمل فيما بعد سائقاً لمحافظ البنك محسن نوربخش بصورة مؤقتة إثر إنشغال سائق المحافظ ببعض الأمور وهي روايات يرويها بابك ويطعن فيها البعض بما يوحي أن جوانب من حقائق هذه الشخصية قد تكون غامضة تغطيها قصص مفبركة نتيجة عمله في خدمة النظام بمفاصل وتفاصيل حساسة.
لقد شكل وجود بابك زنجاني في البنك المركزي وإتصاله بمدير البنك نوربخش نقطة التحول الرئيسية في حياته حيث بدأ في حينها التعاون مع إدارة المصرف وقيادات الحرس لتأسيس شركات تعمل في الظل وبصورة بعيدة عن الدولة من أجل تخطي المعوقات والعقوبات التي بدأت تتوالى على إيران منذ نهاية القرن الماضي ومطلع هذا القرن بسبب من برامجها النووية وهو نهج أسس له ودعمه وشجعه الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني.
بابك زنجاني لم يسر في طريقه نحو المراتب المتقدمة في عمله التجاري في خدمة النظام بخط واحد مستقيم فقد غير من نشاطاته في ذلك الطريق وإنتقل من مجال لأخر بحسب ما وفرته له الظروف وتناوبت أوضاعه صعوداً وهبوطاً. زنجاني عمل في مجال الدباغة وتجارة الأغنام والأصواف والجلود المهربة إلى جانب عمله في تجارة العملة وتعرض للسجن والغرامة لتقديمه صك بلا رصيد, وأشهر إفلاسه كما تعرض للعقوبة بسبب تجاوز التأشيرات الأصولية في بعض تنقلاته وسفره، إستمر في أعماله هذه حتى واتته الفرصة مع صعود التيار المحافظ المدعوم من الحرس بمجيء حكومة الرئيس نجاد وحدوث بعض التوترات في بعض الجوانب من علاقات إيران بالغرب حيث كان زنجاني في هذه الأوقات قد أسس شركته التجارية في جزيرة كيش الإيرانية وبدأ نشاطاته الواسعة تمتد نحو دبي في الإمارات الرئة التي طالما تنفس من خلالها الإقتصاد الإيراني وإنتعش. يملك السيد زنجاني مجموعة سورينت (Sorinet Group) التي مقرها الرئيسي في طهران والتي يدير أعمالها السيد زنجاني من دبي في الإمارات. المجموعة تضم عدة شركات تعمل في مجالات مختلفة تمتد من البورصة والبنوك وتجارة البضائع والسلع إلى الصناعة وأعمال المقاولات والبناء والإنشاءات والمتاجرة بالعقارات والنقل الجوي والسياحة والفندقة ومستحضرات التجميل وعالم المعلوماتية والبرمجيات، حتى الرياضة شملها نشاط المجموعة حيث تملكت فريق كرة القدم المحترف الخاص بالعاملين في مؤسسة السكك الحديد


يقول بابك أنه أسس على مستوى المنطقة والعالم أكثر من 60 شركة ومكتب وأقام عدة مشاريع في عدة دول حيث شملت مناطق نشاطه بالإضافة لدبي وتركيا، الصين وماليزيا وسنغافورة وطاجيكستان وبلغ عدد العاملين في شركاته قرابة (17.000) السبعة عشر ألف شخص. ويعتبر السيد زنجاني على رأس قائمة الأثرياء الإيرانيين حيث تقدر ثروته بأكثر من 13 مليار دولار.

 زنجاني مع رئيس طاجكستان


بابك زنجاني تتم ملاحقته حالياً في إيران بتهم سرقات وإختلاس بعد أن إنتهت حماية سلطة حليفه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وأصبح ورقة محترقة إذ إكتُشِفَتْ جوانب كثيرة من نشاطاته الخفية وأفتُضحت علاقاته بالنظام والخدمات التي يؤديها لصالحه فوضع إسمه وعدد من شركاته على قوائم العقوبات الأوربية كما أن تغير أوضاع العلاقة بين إيران والعالم أضعف الحاجة له وسمح بالتضحية به بعد أن أدى دوره.
إن جوانب من قصة فضيحة الفساد في تركيا وواحدة من الفرضيات لتفسير شكل وتوقيت إخراجها للعلن ربما لم تحظى حتى الأن بالإهتمام الكافي والعناية المناسبة من لدن أجهزة الإعلام وهو ما يتعلق بالدور الحكومي الإيراني المحتمل في إثارة هذه الفضيحة وإحتمالية أن تكون إيران محركاً أساسياً لها بصورة أو بأخرى وذلك بعد أن إستنفذت إيران كامل أغراضها وغاياتها النفعية من الحكومة الأردوغانية في الفترة السابقة وبعد تطور حالة العلاقات والتعامل المباشر مع الولايات المتحدة وأوربا بما يجعلها في حالة غنى عن أردوغان وإزعاجاته في بعض الأحيان. ومما يشجع على هذا التصور عدة أمور:
1- الفوائد الجمة التي يمكن أن تعود على إيران وتسارع في تنامي دورها الإقليمي في المنطقة جراء إسقاط التجربة الأردوغانية في تركيا وما تحدثه من حالة خلل وفراغ قوة وتأثيرات ذلك على الخصم السعودي. يتعاظم ذلك إذا ما عرفنا أن البدائل لأردوغان للحكم في تركيا هم طيف واسع من الساسة والأحزاب من ذوي الإرتباط القوي مع إيران فهم يرتبطون معها بأكثر من رابط ليس أقلها الأصول العلوية لكثير منهم.
2- وجود مؤشرات ومظاهر مبكرة عن هذا الفساد المرتبط بالعلاقات مع إيران ومساعدتها في موضوع التهرب من العقوبات فالسيد بابك زنجاني وشركاته على القائمة السوداء للإتحاد الأوربي منذ العام 2012 وحادثة إحتجاز الطائرة التي وجد على متنها طن ونصف الطن من سبائك الذهب الخالص في أثناء هبوطها في أحد المطارات في تركيا لم تقع منذ أيام أو أسابيع بل وقعت في مطلع العام 2013 وقد إحتل خبرها في الإعلام مساحة هامة في حينه وكان من الواضح وساطة أطراف نافذة في الحكومة في الإفراج عنها


أيضاً أفلام المراقبة المصورة سراً والتي تظهر المتهمين وهم يتبادلون الرشى يعود تاريخها إلى شهر نيسان من العام الماضي

أثناء تسلم حقائب الرشى
هذا يعني أن مسألة تجميع قضايا هذه الفضيحة وإثارتها متزامنة وبهذا التوقيت تبدو وكأنها أمراً تم ترتيبه بعناية من أجل أن يتوافق مع موعد الإنتخابات التركية المحلية القادمة في نهاية شهر أذار 2014، وربما كان ذلك هو مرحلة جديدة من مخطط لإسقاط حكومة أردوغان وحزبه من السلطة بعد أن فشلت المرحلة السابقة المتمثلة بمظاهرات ساحة تقسيم غيزي (Taksim Gezi Parkı) في شهر أيار/ مايو 2013.

ar.wikipedia.org/wiki/احتجاجات_تركيا_(2013)
حركة خدمة للسيد فتح الله غولن صرحت بأنها لا يد لها ولا مصلحة في محاربة أردوغان وحزبه فيما كانت هي الحليف والداعم الرئيسي له وعلى توافق تام في الأراء والأفكار .. وحذرت الحركة من وجود الدسائس والمندسين الساعين لإحداث الخلاف والفرقة.


أحد نواب المدعي العام في مدينة إستانبول من الذين تولوا التحقيق في قضايا هذه الفضيحة ويدعى زكريا أوز (Zekeriya Oz) أظهرت الأنباء أنه أمضى بمعية مقربين شخصيين منه أوقات إستجمام في فنادق مدينة دبي أثيرت حولها وحول تغطية نفقاتها الشبهات مما حدا برئاسة السلطة القضائية في تركيا فتح تحقيق حول هذا الموضوع.



زيارة رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى إيران ولقائه بالمسؤولين هناك وتصريحاته عن تعزيز الروابط ربما كانت تهدف بالأساس إلى جانب الأمر الأخرى التي جرى بحثها خلال الزيارة إزالة حالة الإضطراب في العلاقة والحصول على ضمانة إيرانية بعدم المضي في دعم مخطط التسقيط ونشر المزيد من خفايا ملف الفضائح وملفات أخرى قد تسيء لأردوغان وحزبه في مرحلة الإنتخابات.

بعد هذا ألا يجوز للمراقب والمتابع لأحداث هذه القضايا وأشباهها في المنطقة أن يحور مقولة الكاتب الفرنسي ألكسندر دوما ويصرخ بأعلى صوته فتشوا دائماً عن إيران. ألا يحق لنا أيضاً أن نستعيد مقولة الزعيم الهندي المهاتما غاندي حين تحدث عن دور بريطانيا في إثارة المشاكل فقال: إن تقاتلت سمكتين في البحر فإن السبب بريطانيا ألا يحق لنا اليوم أن نحور هذه المقولة فنقول إن تقاتلت سمكتين في البحر فإن السبب إيران. إيران تتمتع بإسلوب خبيث في تنفيذ خططها فهي غالباً ما لا تفعل ذلك بأياديها وبأسلوب مباشر حتى وإن إمتلكت القدرة على ذلك هي دوماً تفضل الأساليب غير المباشرة والعمل بأيادي الأخرين وخير شاهد على هذا تدخلها في سوريا .. حيث لا تتدخل بشكل مباشر هناك بل عبر مرتزقتها وأتباعها بين اللبنانيين والعراقيين وغيرهم من دول وشعوب المنطقة ممن يفضلون الخدمة الذليلة لأجندتها على خدمة الأمة.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..