المرجعيات تُحرِّم إطلاق الرصاص!

وجهات نظر

عبد الكاظم العبودي

قيل ان المراجع العظام، وهي رميم، والعهدة على الراوي، والراوي هنا، مواطن عراقي وصحفي محترف، وهو قطعيا ليس من مدينة راوه الأنبارية، وغير قريب من الفلوجة ... الراوي نقل برقية مستعجلة الى حملة السلاح بكل انواعه وعبر الفضائيات ونقلتها وكالات الانباء.

نقل الخبر عن تصريح منسوب الى المرجعيات، ومن النجف مباشرة ، والكلام هنا ليس مزاحا او سخرية، ونورده كما نقلته فضائيات عراقية عديدة تنتسب الى محطات الفرس والروم وحتى بعض الأعراب ... جاء في الخبر: إن المراجع العظام طلبوا وعلى جناح السرعة وقف إطلاق الرصاص والأعيرة النارية في الشوارع العراقية المبتهجة بفوز الفريق العراقي في جميع المدن العراقية خشية الأخطار الناجمة عن ذلك الاسراف في اطلاق الرصاص، وحفظا على الأرواح والأنفس... الخ، كما تم تحريم إطلاق ذلك الرصاص الذي اطلق بغزارة وهستيرية بمناسبة فوز منتخب فريق.... لكرة القدم... على فريق "منتخب الوهابية" السعودي،  هكذا وصف الفريق الثاني، حسب بعض التعابير التي تكررت ضمن برقيات وتعليقات لتلك الفضائيات ومنها:  العراقية والفرات وبلادي والفيحاء وغيرهن من جوق اعلام "ابو سريوة" المحتفي بالكأس وكأنها صنيعة قيادته للفريق الشباني الناشئ  .

ومما جاء في البيان الذي نشيد به بدورنا ضمن فهمنا لنصه واهدافه في سياق الحفاظ على المصلحة العامة وامن الناس وحفظ حياتهم، خصوصا ان المرجعيات دعت، في ديباجة التصريح المنسوب لها، الى حفظ الارواح وضبط النفس وسلامة الناس وعدم ترهيب الأطفال وازعاج المرضى والمسنين، وحتى الاقتصاد في خزن الرصاص للشدائد ... الخ. وتوجيه الناس في عدم الافراط في اطلاقه في المسرات ومناسبات الافراح الكروية وغيرها... الخ.

وسؤالنا المنطقي هنا يأتي مشروعا أيضا: اذا كانت تلك المرجعيات، وهي تسمع أزيز الرصاص في شوارع النجف منذ قرابة الشهر، ويقيننا انها وصلتها أخبار اطلاق زخات رصاص المليشيات في كل محافظات العراق عند دفن القتلى العائدين من جبهة حرب المالكي على الشعب العراقي، واحيانا عندما تصل الى مقراتها ونقاط سيطراتها اخبار الانتصارات على جحافل داعش في صحراء الانبار وفي داخل الرمادي والفلوجة والخالدية وغيرها ، فلماذا لم تسمع تلك المرجعيات أيضا اصوات قصف الطائرات والمدافع على مدن الفلوجة وغيرها، ولماذا لم تمنع اطلاق العيارات النارية والرصاص في الاحتفالات المبشرة بالنصر على داغش في الانبار المرافقة لكل عملية دفن ومجلس فاتحة على روح قتيل ..

نتساءل ببراءة أيضا: لماذا لم تطلب مكاتب المرجعيات ووكلائها في منبر خطب الجمعة من وكيل المرجعية الأول في وزارة الدفاع  "مختار المصايب الهالكية" ورأس رمح الطائفية ان يوقف قصف المدن ورصاص الاعدامات والاغتيالات ومعها يمنع حركة الدفن التي توسعت وربحت تجارة الموت عبرها الى كافة المقابر العراقية.

نسأل المرجعيات ايضا، اذا كانت تعتقد ان هناك من ينصت اليها لوقف اطلاق الرصاص  في حالات الفرح والترح العراقي الا يمكنها ايضا ان توجه دعوتها الى المالكي وهادي العامري وصولاغ وعبر منابر المساجد والجوامع والحسينيات تكلف ممثليها بالنصح  والدعوة الى السلم الاجتماعي والطائفي طالبة من نوري المالكي سحب قواته، والكف عن ذبح أبناء وأطفال الفلوجة بكل انواع الرصاص والقذائف والصواريخ الامريكية والايرانية معا....

وان غدا لناظره قريب