موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

ألا بُعداً لمبارك كما بَعُدَتْ ثمودْ

ملاحظة تمهيدية من الناشر:
كتب هذا المقال عشية سقوط الجاسوس الفرعون حسني مبارك في 11 شباط/ فبراير 2011، ونعيد نشره اليوم في الذكرى الثالثة لسقوطه المخزي، ويؤسفنا أن مصر العربية العزيزة وشعبها يمران بمرحلة قلقة شديدة الحساسية، نأمل أن يتجاوزها الأشقاء بحكمة وحنكة تخدمان الأمة كلها وليس مصر وحدها.


ومؤسف جداً أن ذيول نظام المخزي حسني مبارك ماتزال تتحكم بمصر وشعبها في كل مكان، وهو أمر طبيعي جداً بعد أكثر من أربعة عقود مارس فيها مبارك وسلفه الخائن أنور السادات، كل ما يمكنهما لخلق طبقة من المنافقين وأصحاب المصالح والمنتفعين الذين يدافعون اليوم عن مكتسباتهم.
لكننا على يقين ان شعب مصر العربي الأصيل الذي أطاح بهذا اللعين قادرٌ، بحول الله وقوته، على استعادة زخم الثورة العملاقة ووضعها على جادة الصواب من جديد.

المحرر
.........

ألا بعداً لمبارك كما بعدت ثمود


وجهات نظر
مصطفى كامل
عاش الشعب العربي سنوات طويلة ظن فيها كثيرون ان الأمة أسلمت الروح لبارئها، او بالأحرى لأعدائها، واطمأن المتربصون ان ليل الأمة سيطول، ولم يكن يدور في خلد أكثر الناس تفاؤلا أن يأتي يوم يتحقق فيه هذا المشهد الخلاق ليكون حقيقة عيانية متجسدة ماثلة.
هكذا كان واقع الامة قبل السابع عشر من ديسمبر 2010، يوم انبرى شاب مسحوق من تونس العربية الأصيلة ليؤسس مرحلة جديدة في تاريخ الامة كلها، ويجعل من جسده شعلة حرية للعرب كلهم.
اليوم يمكن القول بلا مواربة وبكل وضوح انه ليس ثمة ثورة شعبية عربية ترقى الى مثل هذا الفعل العظيم الذي أبدعه شباب مصر الثائر الذي لطالما صوَّرته لنا قنوات العري والتفاهة نموذجاً للخنوع والاستكانة البعد عن عظائم الأمور.
اليوم ليس بمقدور أي كلمة ان ترقى الى فعل هذا الشعب الجبار الذي صمد 18 يوما أثمرت عن سقوط هذا الطاغوت القزم وركله، في فعل تاريخي فريد في مسيرة البشرية.
اليوم كتب تاريخ جديد ليس في مصر وحدها ولا في الوطن العربي كله فحسب، بل انه تاريخ جديد يكتب للانسانية كلها، في فعل يبقى أكبر من كل كلمة وأكبر من كل وصف.


اليوم أثبت شعب مصر قدرته الخلاقة، وعظمته الحقيقية، وأثبت هؤلاء الشباب الذين مسكوا ناصية التاريخ ليصنعوه من جديد، انهم أحفاد تلك الرموز التاريخية الكبرى التي بنت مصر في تاريخها الطويل المجيد.
يوم أن ظنَّ هذا الفرعون القزم انه استطاع مسخ روح مصر وشعبها الاصيل، وارتهنها للهيمنة الامريكية والصهيونية، كان الرئيس الشهيد صدام حسين يبشِّر الدنيا كلها بأن ثمَّة شمس لا تغيب ستشرق على الامة كلها، وان فعل الامة يبقى أكبر، وان روحها ستبقى وثّابة لن تنهزم.
حينها كان هذا الجاسوس القزم يتباهى بعمالته وخيانته، يومها كان هذا الخفيف الأرعن يتندر على نبوءة صدام حسين، ويحشد عليه أقلام كتبته الحاقدين، وقد رأى العالم كله كيف سهَّل هذا الجاسوس القزم السبل أمام آلة العدوان الغادر، وكيف سوَّق الأكاذيب ضد العراق، وحينها كان يقف متباهيا ليقول إنه قدَّم (النصيحة) لصدام حسين ليغادر وطنه، في اصطفاف أرعن مع المتخاذلين الصغار الذين راحوا يتباكون على مصير شعب العراق، وكأنهم أوصياء على شعب سومر وبابل واشور وأكد وبغداد المنصور والرشيد والمأمون.
ودارت دورة الأيام ورأينا كيف انحنى هذا القزم الأرعن أمام قوة الفعل الشعبي العظيم والخلاق، دارت دورة الأيام وسقط هذا الخفيف الوضيع، تتبعه ملايين اللعنات، بينما بقي صدام حسين علامة فارقة في جبين الامة وقامة عزٍ سامقة لا تصل إليها قامات الصغار.
دارت دورة الأيام وطار هذا الجاسوس ونظامه في مهب الريح بعد صمود بطولي لشعب مصر، استعادت فيه مصر دورها الحضاري، بل استعادت روحها وطهارة ثوبها ورونق وجهها الوضاء الذي سعى هذا الخسيس، جاهداً، لتشويهه ومسخه.
لم يسقط الجاسوس مبارك لوحده، ولا نظامه الفاسد المجرم فحسب، بل سقطت حقبة كاملة من تاريخ الامة العربية كلها، سقطت مرحلة الخنوع والذلة والارتهان للاجنبي، سقطت هذه الحقبة التي بدأها هذا المهرج وتبرعت أنظمة الرذيلة على شطآن الخليج العربي في تسويقها.


سقط مبارك مخزياً، كما سقط كل الطواغيت، وكما ابتلع اليم جسد فرعون وقارون وهامان، وانتصر شعب مصر اليوم، كما انتصر من قبل نبي الله موسى ومن آمن معه.
مجداً لشعب مصر العربي الأصيل.
ومجداً للشهيد مصطفى رجب اول شهداء الثورة المصرية.
ومجداً لشعب تونس العربي الأصيل، وشهيده الخالد محمد البوعزيزي الذي أوقد بجسده الطاهر شعلة الثورة العربية الكبرى في عصرها الراهن.
والتحية لشعب فلسطين الصامد الصابر المرابط.
والمجد لشعب العراق الذي يكتب أروع ملاحم الفداء الانساني في مقاومة فذة جعلت الغزاة الامريكان يتمرغون في وحل الهزيمة.
والمجد كل المجد لروح البطل الرمز صدام حسين في الخالدين.
وبعداً للمخزي كما بعدت ثمود...

ملاحظة:
نشر المقال أولاً هنا و هنا.

هناك تعليقان (2):

ضمير الطائي يقول...

سبحان ربي الذي يمهل ولايهمل ..
شتان بين تاريخ هذا اللامبارك ، وبين تاريخ رمز العراق والأمة العربية والإسلامية ورمز الإنسانية شهيد الأضحى صدام حسين

ألا بعداً لمبارك كما بعدت ثمود!

ماجد يقول...

Hخي العزيز مصطفى
تحياتي وتمنياتي
ماكنت اتمنى ان ادلو بدلوي في مجريات الاحداث في مصر العروبه ونحن كشعب عراقي نرزح تحت ظلم وطغيان وعربدة الخونة وخوارج الامه..وانا ذلك المواطن العروبي العراقي الهوى والذي عاصر حقبات العهد الملكي وثورة يوليه وزمن الرئيس الراحل عبدالناصر وماتلاه حتى حل بنا ماسماه الامريكان الربيع العربي فكان صيفا قاتلا احرق الاخضر واليابس فمنذ احداث تونس وازاحة رئيسها الذي فر بجلده وترك الجمل بماجمل وحتى بعد هذه الايام العجاف ومرور اكثر من ثلاثة سنوات على تغيير النظام لازال هذا البلد يفتقد للأستقرار ثم تبعته مصر وليبيا واليمن وسوريا وصار عالمنا العربي حلبة صراع بين الفرقاء .. لقد اطلقوا على تلك الفوضى العارمه الربيع العربي ظلما فالربيع كما عرفناه فصل من اجمل فصول السنه روعة وبهاءًحيث تتفتح القلوب وتصفو الامزجه وتعلو الابتسامات الا في عالمنا العربي المضطرب.. بعد ازاحة حسني مبارك حيث تنفس المصريون السعداء وانقطع دابر الفساد سرعان ماتبخرت التطلعات واعتلى الاخوان المسلمون كراسي الحكم ولست هنا بصدد ذكر محاسنهم اومساوئهم كحزب سياسي بغلاف ديني تطلعوا اليه منذ اكثر من خمس عقود حتى ضاق الشعب ذرعا بحكم الحزب الديني الواحد الذي يسيره المرشد كمايسير خامنئي اتباعه واعوانه ..وارتفعت اصوات الاحتجاجات بسبب سياسة التهميش والاقصاء والهيمنه حتى كاد الحال ان يحدث صدام دموي بين ابناء الشعب الواحد دعمته المظاهرات والتحشدات حتى اضطر الجيش للتدخل حفاظا على امن مصر وشعبها رغم كل علامات الرفض التي ابدتها مجاميع الاخوان واعتصاماتهم والتي اعتبرت ان ازاحة مرسي ضربة للديمقراطيه حتى وصلت الامور الى حد المجابهه حتى وصلت للأغتيالات والتفجيرات ودخول عصابات الارهاب من جماعة من نسبوا انفسهم لبيت المقدس وهي عصابة ارهابيه لاتتواني عن القتل والتفجير كما تفعل القاعده وداعش وللاسف
كان لحماس واعوانها يد فيها..
مانراه اليوم من حالة الفوضى والتخبط التي يمر بها عالمنا العربي يدعونا الى مزيد من الحيطة والحذر فبعد ازاحة زين العابدين في تونس امتطى اعوان الاخوان المسلمين كراسي الحكم وصار الغنوشي قائدا ومرشدا اثارت الشارع التونسي الذي كان يتطلع الى الانفتاح وعدم فسح المجال لحكم ديني متزمت فكثرت التصفيات وتغيير الوزارات وهاهي السنين تمر وتونس تعاني عدم الاستقرار.. ايضا ليبيا التي ازاح الناتو القذافي وسلم مقاليد الحكم الى احزاب وجماعات متنافره قادت هذا البلد الضائع اصلا لمزيد من الضياع..واندلع الصراع في سوريا وتدخلت اطراف اجنبيه وقوى خارجيه زادت النار اشتعالا ولم يسلم العراق من تلك الفوضى المعده سلفا حينما استولى شذاذ الافاق على زمام الحكم وقادوا هذا البلد العريق الى الهاويه كما نرى لذا وأكاد اجزم بأن المواطن العربي في شتى اصقاع عالمنا الممزق الا ان يضرب كفا بكف ويقول: ماتعرف خيري الا لماتجرب غيري ..ويلطم العراقي المستباح لاليبكي الحسين واستشهاده بل ليصرخ بأعلى صوته: مارضت بجزه رضت بجزه وخروف ..وعش رجبا ترى عجبا.. وكما يقول اخونا الكاتب الاصيل كاظم فنجان الحمامي: الله يستر من الجايات .. واقول له : أمين ثم آمين.

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..