موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 28 فبراير 2014

إكذوبة (الثورة الاسلامية) في ايران

وجهات نظر
صلاح الجميلي
طامة كبرى ان يعتقد قطاع واسع من العرب والمسلمين بأن هناك فعلا ثورة اسلامية حدثت في ايران عام 1979 على يد خميني، وان يتم غسل دماغ جمعي لقطاعات واسعة من طبقة البسطاء خاصة وبقية الطبقات بصورة عامة بقداسة هذه الثورة الاسلامية على أساس انها نابعة من وجدان الشعب الايراني وليست مصنوعة في مطابخ السياسة الغربية.

وطامة كبرى ان يعتقد قسم من العراقيون الشيعة ان حكومة (الجمهورية الاسلامية في ايران) تريد مصلحة الشعب العراقي عموما ومصلحة العرب الشيعة العراقيين خصوصاً، وهي في الحقيقة لا تريد الا ان تستخدمهم كدرع لحماية مصالحها وخدمة مآربها في بناء قوة اقليمية كبرى تتحكم في الشرق الاوسط والعالم العربي والاسلامي.
خلال حرب 6 تشرين الثاني 1973 بين العرب واسرائيل اعلن الملك السعودي الراحل فيصل بن عبدالعزيز وقف تصدير النفط  للدول الداعمة لاسرائيل ورفع شعار النفط كسلاح في المعركة والتزمت به الدول العربية المصدرة للنفط،  مما خلق أزمة كبيرة للطاقة في العالم الغربي تلاها طفرة في اسعار النفط، واستفادت ايران من العوائد الهائلة التي انهالت عليها، واستغلها شاه ايران في تطوير البنية التحتية في ايران وتسليح هائل للجيش الايراني كي يلعب دور شرطي الخليج.
لست في معرض الدفاع عن النظام الشاهنشاهي الايراني السابق وسلبياته، كأحد كبار رموز الاستبداد في الشرق الأوسط، ولكن آثار اقتلاع نظامه صدَّعت العلاقات العربية العربية والعلاقات العربية الايرانية لأن هذا النظام الديني الجديد يعلن جهاراً عياناً هدفه تفتيت المنطقة والسيطرة عليها بشعاره سيء الصيت بتصدير الثورة الى دول الجوار العربي.
ان منطقة الخليج العربي التي تشكل عصب الاقتصاد العالمي بما تحويه من منابع النفط والغاز والاحتياطي الاكبر في العالم لايمكن ان  تترك سدى وليدة لاختيارات شعوب المنطقة لأنظمة حكمها أو لمسارات تغيير ديمقراطية حقيقية تعمل لمصلحة شعوبها، وهذه المنطقة الحساسة في العالم كانت ولا زالت يمارس عليها الكثير من التأثير المباشر او غير المباشر في تغيير أنظمة حكمها تبعا لمصلحة الغرب كمحصلة نهائية وليس لمصلحة الشعوب، وان هناك مصلحة غربية عليا بأن تكون دول هذه المنطقة محكومة بأنظمة ديكتاتورية مطلقة مع بعض الرتوش التي تختلف من بلد الى آخر وبالتالي الى ديكتاتور (مقاول حكم) يقوم بتنفيذ المصالح الاستراتيجية للغرب، وتحذره من عبور خطوطا حمراء متفق عليها معه مسبقا يتم إعادة النظر وتغييره بنظام حكم جديد او بالاحرى مقاول ديكتاتوري جديد .
يبدو ان شاه ايران عبر خطوطا حمراء بفتح صفحة تعاون مع الاتحاد السوفيتي السابق في مجال مد انبوب الغاز الى الاتحاد السوفيتي وصفقة ناقلات الاشخاص المدرعة  مع تشيكوسلوفاكيا، ورفض ان يعيد استثمار عوائد النفط في سندات وبنوك دول الغرب بصورة كلية وكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير.
بدت الصهيونية العالمية متذمرة من الشاه محمد رضا بهلوي منذ اواسط عام 1976 وبيدها وسائل الاعلام العالمي بحملة تسقيط تدريجية لتهيئة الراي العالمي والايراني خاصة للثورة عليه والإتيان بعميل جديد يرتدي حلة رجل دين وشعاره الجمهورية الاسلامية
ولم يتوانَ الشاه السابق من إعلان حنقه من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة عبر وسائل الاعلام بالعمل على زعزعة حكمه .
كانت الفترة من 1977 الى 1978 في أوج  الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي والمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة وخصوصا بعد الاحتلال السوفيتي لافغانستان فتظافرت المصالح الغربية لخلع الشاه محمد رضا بهلوي والاتيان بحكومة اسلامية الشكل لصد كل الطموحات السوفيتية من التمدد والوصول الى المياه الدافئة (منطقة الخليج العربي) وبالتالي خنق المصالح الغربية عبر السيطرة على منابع البترول .



كانت نظرية المفكر الاستراتيجي زبغنيو برجينسكي ( Zbigniew Brzenski ) مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر تقول بضرورة انشاء حزام حكومات اسلامية  للدول المحاذية جنوب الاتحاد السوفيتي السابق، دُشِّنت بقيام انقلاب عسكري في باكستان بقيادة محمد ضياء الحق عام 1977 وتقريب الجماعة الاسلامية الباكستانية في الحكم وبدء تطبيق قوانين الشريعة الاسلامية فيها، وانتقل التنفيذ اللاحق الى ايران، حيث أعلن برجينسكي في حال ذهاب الشاه فإن القوى الوحيدة التي تستطيع الوقوف في وجه الخطر الشيوعي هي التنسيق والائتلاف بين المؤسسة العسكرية ورجال الدين في ايران ،
كان تحليل برجينسكي قائماً على ان رجال الدين بطبيعتهم معادين للشيوعية ولديهم امكانية تعبئة الجماهير، كما ان المؤسسة العسكرية منسجمة فيما بينها وان الجيش الايراني والمكون من 400 الف رجل، في حينها، مدرب على معادة الشيوعية وعلى مجابهة الانتفاضات، لذلك فإن الائتلاف بين الجيش ورجال الدين من شأنه مواجهة الخطر الشيوعي بعد رحيل الشاه .
لم يكن الامر صعبا ان يتم الاتفاق بين الغرب مع خميني لمقاولة انشاء (جمهورية اسلامية) في ايران وأن يتم تلميعه بسرعة فائقة خلال اقل من سنتين عبر وسائل الاعلام الغربية نفسها، حيث كانت المحطات الاذاعية الاكثر شهرة وقتها البي بي سي ومونت كارلو واذاعة صوت اميركا تلهب المشاعر في تغطيتها للاحداث داخل ايران، وكانت تنشر بيانات خميني ونشاطاته خلال فترة إقامته في ضاحية نوفل ‌لوشاتو الفرنسية بالقرب من باريس عام 1978 التي وصلها قادما من النجف بعد اقامة فيها لمدة 14 عاماً.
كان فقراء المدن هم أول الشرائح الاجتماعية التي أشعلت فتيل الثورة، ففي حزيران 1977 وعندما حاولت الشرطة إزالة الأكواخ السكنية الفقيرة في جوانب طهران اندلعت انتفاضة عارمة استمرت المواجهات الدامية  فيها بين الشرطة والسكان لأكثر من شهرين ولم تهدأ إلا مع تراجع النظام عن خططه.
تم التغرير بالحركات السياسية الايرانية للنزول بتظاهرات شعبية جديدة في طهران والمدن الايرانية الاخرى حيث نزلت جموع أنصار حزب توده الشيوعي الايراني و"منظمة فدائي خلق" و"منظمة مجاهدي خلق" وقواعد "الجبهة الوطنية" و"حركة حرية ايران" الى الشوارع، وحملت على اكتافها شرارة التظاهرات وعند اشتداد قوة التظاهرات تحرك رجال الدين وركبوا الموجة ضد الشاه في كانون الاول 1978 .
الولايات المتحدة أمرت الشاه محمد رضا بهلوي بالخروج من ايران وارسلت الجنرال الاميركي هايزر للمكوث في طهران طويلا للاشراف المباشر على التغيير المطلوب وليقول لجنرالات الجيش الايراني ان لا يقفوا في وجه الثورة ويتركها تنتصر بدل فكرة القيام بانقلاب عسكري، ولارساء فكرة التناغم والتعاون بين الجيش مع الثورة.
اقتضت المسرحية لعب دور العداء للولايات المتحدة واسرائيل، فرفع نظام خميني شعار (اميركا هي الشيطان الاكبر) و (محاربة الاستكبار العالمي). وطرح أخطر شعار وهو شعار (تصدير الثورة)، وصبَّ كل جهده باتجاه العراق والدول العربية، في الوقت الذي كانت على حدود ايران الشرقية يتواجد فيها نظام شيوعي افغاني ملحد ومسنود بقوات الاحتلال السوفيتي لم يقم فيها بأي دور ساند ضد مقاومة الحكومة الشيوعية المجاورة له، وإمعانا في المسرحية تم افتعال قضية الرهائن بعد احتلال السفارة الاميركية في طهران والظهور في موقف المعادي للامبريالية الغربية والتي انطلت على البسطاء من الناس في حين ان الامر لم يكن اكثر من فيلم هوليوودي، ليكون ورقة تقوية الجناح الراديكالي الديني بمواجهة التيارات العلمانية المشاركة في الثورة وتقوية سيطرة أتباع خميني اكثر على مقاليد الامور في ايران وصولا الى فرض نظام ولاية الفقيه والذي هو عبارة عن دكتاتورية جديدة مغلفة بإطار ديني .
في خضم مسرحية الرهائن تم تكريس السلطات بيد الجناح المتشدد الموالي لخميني والقضاء على كل الآراء المعارضة لمبدأ ولاية الفقيه التي عبر عنها رجال الدين في قم وطهران، وتصفيتهم على الرغم من كونهم اكثر فقها واجتهادا من خميني نفسه ولايمكن التغافل عن دوره المشين في تصفية استاذه ومعلمه في حوزة قم آية الله محمد كاظم حسن شريعتمداري الذي خلَّصه من الاعتقال ايام حكم الشاه عندما اعتبر خميني مجتهداً، وهو ليس كذلك حينها، حيث كان في ضمن الدستور الايراني مادة تمنع محاكمة المجتهدين.
واصل التيار الديني المتشدد من أنصار خميني تصفية كل المجتهدين الحقيقين في حوزة قم والشخصيات السياسية التي شاركت في الثورة ضد الشاه ممن يمكن ان يشكلوا عقبة في هيمنة خميني على السلطة الدينية والرسمية في ايران وتم التخلص من الحسن بني صدر ومهدي بزركان والطالقاني وبهشتي وقطب زادة، وتم البطش بكل القوى السياسية الليبرالية وعلى رأسها حزب توده ومجاهدي خلق والاحزاب الليبرالية الايرانية، وكان خميني قد أمر في صيف عام 1988 بإعدام كافة المعارضين في السجون الذين لم يغيروا موقفهم من السلطة، وخلال شهر رمضان في ذلك التاريخ أعدم ما يقارب 4500 سجيناً، الامر الذي اثار احتجاج نائبه آيه الله حسين على منتظرى حيث قام بانتقادات حادة له ولنظامه والأساليب القمعية التي استخدمت ضد المعارضين مما عرضه للاقصاء وفرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله بمدينة قم وتعرض أتباعه للاضطهاد والظلم كما تعرض العديد من أقربائه للاغتيال.
في الوقت الذي كانت الحكومة الايرانية (الاسلامية) تجبر الحجاج الإيرانيين على التظاهر في مكة المكرمة في مواسم الحج  ضد أمريكا و(إسرائيل) كان التعاون السري بينهم على أعلى المستويات وخصوصا فيما يخص توريد السلاح وقطع الغيار خلال الحرب العراقية الايرانية، ولعبت الصدفة دورا في كشفها منذ البداية، بتاريخ 18 تموز1981 عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة اروريو بلنتس التي هي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنقل السلاح وقطع الغيار بين إيران و(إسرائيل). قامت صحيفة التايمز اللندنية في وقتها بنشر تفاصيل دقيقة عن هذا الجسر الجوي السري حيث تسلمت إيران ثلاث شحنات الأولى في 10 تموز 1981 والثانية في 12 تموز 1981 والثالثة في17  تموز 1981 وفي طريق العودة ظلَّت طريقها ثم أسقطت في اراضي الاتحاد السوفيتي.
الغريب ان المسؤول عن حلقة الوصل بين ايران و(اسرائيل) هو صادق طباطبائي الذي كان من المقربين جداً لخميني شخصياً، كون أبنه أحمد خميني متزوجاً من اخت صادق طباطبائي، والمثير كونه في نفس الوقت ابن أخت الامام اللبناني موسى الصدر.

خميني وطباطبائي

صادق طباطبائي كانت له فضيحة اخرى وهي إلقاء القبض عليه متلبساً في مطار دوسلدروف وفي حقيبته كيلو ونصف من المخدرات في كانون الثاني 1983 كانت من ضمن الاعمال القذرة التي يقوم بها النظام الايراني .
في مقابلة مع جريدة (هيرالد تريبيتون) الإمريكية في 24 آب 1981 إعترف الرئيس الإيراني الأول أبو الحسن بني صدر أنه أحيط علماً بوجود علاقة بين إيران و(إسرائيل) وأنه لم يكن يستطيع أن يواجه التيار الديني المتشدد الذي كان متورطاً في التنسيق والتعاون الإيراني (الإسرائيلي). وفي 3 حزيران 1982 إعترف مناحيم بيغن بأن (إسرائيل) كانت تمد إيران بالسلاح، وعلل أريل شارون وزير الحرب الصهيوني، حينها، أسباب ذلك المد العسكري إلى إيران بأن من شأن ذلك إضعاف العراق .
 انسحب العراق الى حدوده الدولية في حزيران 1982 لإعطاء الفرصة للدعوة لوقف اطلاق النار بين البلدين خاصة بعد تزامن الاجتياح الصهيوني الى لبنان في الشهر نفسه، حيث قوبل الموقف العراقي برفض نظام خميني وقف اطلاق النار، فيما كانت الاعلام الايراني الرسمي ينافق ويطبل متباكياً على المخيمات الفلسطينية والشعب اللبناني، وانه يريد المشاركة في درء العدوان الصهيوني عن لبنان وان العراق يعوق رغبته بالمشاركة!
رفض النظام الايراني المتمثل بسلطة خميني لقرارات مجلس الامن الدولي 479 ، 522 ، 540 ، 582 ، 588  لوقف اطلاق النار بين العراق وايران يضعه مسؤولا أمام الله عن أعداد الضحايا الكبيرة التي سقطت بين الطرفين فهل كان يمثل نظاماً اسلامياً حقيقياً يصبو الى حقن دماء المسلمين؟
على الأقل يتحمل خميني بذمته أمام الله أرواح الجنود العراقيين والايرانيين مابين 28 أيلول 1980 يوم صدر اول قرار لمجلس الأمن بوقف الحرب، وقبله العراق فور صدوره ورفضته إيران، ولغاية 8 آب 1988 عندما تجرَّع السم وقَبَلَ وقف اطلاق النار بين البلدين بناءً على قرار مجلس الامن الدولي 588  .
لم ينقطع إعلام نظام خميني بالتطبيل نفاقاً بالعداوة للشيطان الاكبر و(اسرائيل) طيلة الحرب العراقية الايرانية  وكانت الاسلحة تصله بدون انقطاع مباشرة من (اسرائيل) التي انكشفت مرة اخرى على اثر فضيحة ايران – كونترا بتوريد 258 صاروخ دفاع جوي نوعية هوك و2500 صاروخ مضاد ضد الدبابات نوعية تاو بالاضافة الى قطع الغيار، حيث استمرت الشحنات الجوية للفترة بين 20 آب 1985 ولغاية 28 تشرين الثاني 1986 بين تل ابيب وطهران، وكشفت صحيفة الشراع اللبنانية بتاريخ 3 تشربن الثاني 1986 بصورة دقيقة صفقات السلاح الاميركية والمرسلة من اسرائيل بالاضافة الى تفصيلات زيارة روبرت ماكفرلين مستشار الامن القومي القومي الاميركي و4 مساعدين له الى طهران والاجتماع مع شخصيات رفيعة المستوى في (الجمهورية الاسلامية) لمدة 5 ايام التي جرت خلال شهر ايلول 1986  .
تحولت هذه الصفقة السرية إلى فضيحة عرَّت الثورة الإيرانية في مهدها وأسقطت بطلان ادعاء الثورة بمعركتها لتحرير القدس وأطاحت بالحزب الجمهوري بانتهاء ولاية الرئيس الأمريكي رونالد ريغان الثانية.
ولا بد من الاشارة الى الكاتب "تريتا بارسي" أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"، الذي ولد في إيران ونشأ في السويد وحصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية، ثم نال بعدها شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة "جون هوبكينز" الأميركية في رسالة عن العلاقات الإيرانية/ الإسرائيلية، والذي ألف كتاب "التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة" حيث يقول في الكتاب: على عكس التفكير السائد، فإن إيران و(إسرائيل) ليستا في صراع ايديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل. يشرح الكتاب هذه المقولة ويكشف الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السريّة التي تجري خلف الكواليس والتي لم يتم كشفها من قبل. كما يؤّكد الكتاب في سياقه التحليلي إلى أنّ أحداً من الطرفين (إسرائيل وإيران) لم يستخدم أو يطبّق خطاباته النارية، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس! 
وفي حوار تلفزيوني مع قناة الجزيرة الفضائية بتاريخ 17 كانون الثاني 2000 أجاب الرئيس الايراني السابق أبو الحسن بني صدر على سؤال مقدم البرنامج إن كان خميني يحدثه عن رؤيته مع دول الجوار العربي ومع دول الخليج؟ وهل كانت لديه أطماع في التقدم عسكرياً تجاه هذه الدول من أجل تصدير الثورة مثلاً؟
أبو الحسن بني الصدر:
لم يحدثني بهذا الموضوع، ولكن كان هناك مشروع آخر، كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان، وعندما يصبح سيداً لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج (الفارسي) للسيطرة على بقية العالم الإسلامي، كان خميني مقتنعاً بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك، قلت له: إن الأمريكيين يخدعونك، ورغم نصائحي له ونصائح الرئيس عرفات - الذي جاء يحذره من نوايا الأمريكيين- فإنه لم يكن يريد الاقتناع.
ومن المفارقة أن كثيراً من أطراف المؤامرة الايرانية على العراق يصرحون بأسرارها علناً دون موارب،  عندما أعلن نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية محمد علي أبطحي، ومن أرض الإمارات العربية المتحدة، أعلن بلا تردد ولا خجل في ختام أعمال مؤتمر «الخليج وتحديات المستقبل» الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية في 15/1/2004: إنّ بلاده (قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربهم ضد أفغانستان والعراق) وأنه (لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة) .
وقبلها سبقه الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني وفي خطبة الجمعة في 8 فبراير 2002 في جامعة طهران قائلاً (إن القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها، ولولا مساعدة القوات الإيرانية في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني) وتابع قائلاً (يجب على أمريكا أن تعلم أنّه لولا الجيش الإيراني الشعبيّ ما استطاعت أمريكا أنْ تُسْقط طالبان ) .
كانت مكافأة نظام الايراني هي إدراج منظمة مجاهدي خلق المعارضة في لائحة المنظمات الارهابية قبل الحرب وتسليم العراق على طبق من ذهب الى ايران!
التلميحات التي أدلى بها مير حسين موسوي حينما تضاربت مصالحه مع النظام الايراني الحاكم بعد قمع ثورته الخضراء، حسب ادعائهم، بأنه خلال فترة عمله كرئيس للوزراء ولغاية 1989 بأنه لم يكن يعلم وغير مسؤول عن الاعمال الارهابية التي كانت تقوم قوات الحرس الثوري وفيلق القدس الارهابي، وكشف النقاب عن دور المرشد خامنئي في خطف طائرة "الجابرية" الكويتية في أبريل 1988، وكشف أنه كان ضد تلك العملية الإرهابية التي استمرت 16 يوماً وتخلّلها إعدام مواطنين كويتيين هما عبدالله محمد حباب الخالدي وخالد اسماعيل ايوب بدر ورمي جثتيهما من الطائرة في مطار الجزائر.
وأضاف "من حقّ المرء أن يناقش كل الأمور الغامضة في بداية الثورة ومقدار القمع والعنف في التعامل مع مناطق مثل كردستان وخوزستان (عربستان) وفي مرفأي "توركمان" و"لانغيه" والإعدامات الجماعية في العام 1988 للسجناء الذين كان لهم علاقات مزعومة مع جماعات يسارية أو مع جماعة "مجاهدي الشعب" والتي راح ضحيتها اكثر من 30000 شخص ايراني .
كشف انه كتب في رسالة استقالته الى خامنئي إشارة الى سلب صلاحيات حكومته في السياسية الخارجية  وان السيد لاريجاني يقول في مكان ما إن الاتصالات بأمريكا كانت تجري عبر خمس قنوات ولكنه كرئيس للوزاء، ليس لديه اطلاع على اي من هذه القنوات."
كتب موسوي في هذه الرسالة التاريخية في اشارة الى العمليات تجري خارج الحدود دون علم حكومته "انت تعلم مدى المصائب الفاجعة والتأثيرات السلبية لهذه العمليات على البلد اكثر من اي شخص آخر. نحن نعلم بعمليات اختطاف الطائرات بعد القيام بها، نحن نسمع خبر اطلاق النار من قناص في في احد شوارع لبنان بعد ان يسمع كل العالم دويّه، نحن نعلم بوجود متفجرات بيد الحجاج في مكة بعد أن تكتشفها السلطات السعودية. مع الاسف وعلى رغم الضرر الذي يواجهه البلد بسبب هذه العمليات ولكن يمكن وقوعها في اي لحظة واي ساعة باسم الحكومة."
حتى الشيخ حسن الطفيلي، أول رئيس لحزب الله اللبناني، ينأى بنفسه عما فعله نظام ولاية الفقيه في ايران في التناغم وخدمة السياسة الاميركية
إدعاء نظام الجمهورية الاسلامية في ايران ظاهرياً ونفاقاً بأنها رأس الحربة في الدفاع عن المستضعفين في العالم هو اكذوبة كبيرة تنطلي على البسطاء والسذج، فهي لا تتوانى عن استخدام كل الوسائل الميكافيلية للوصول الى غاياتها بعيداً عن شعاراتها المرفوعة، ولازال في الاذهان خلال الحرب التي وقعت بين أرمينيا واذربيجان بين عامي 1992 و1993 حين وقفت مع ارمينيا ولم تساند أذربيجان التي هي دولة ذات أغلبية مسلمة شيعية المذهب!

نظام ولاية الفقيه تم صنعه في مطابخ ودهاليز السياسات الغربية وتم دعمه بصورة خفية لكي يصعد الى الواجهة في منطقة الشرق الاوسط ويتمدد في تدخلاته في دول المنطقة (العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن) ليكون خنجراً في خاصرة العالم العربي والاسلامي حسب العقد المبرم لمقاولة تخريب العلاقات العربية الايرانية والعلاقات العربية/ العربية على المدى الطويل، ولحساب الصهيونية العالمية، وأن إدعاءات نظام الولي الفقيه بالمقاومة والممانعة وتحرير القدس ما هو إلا ذريعة لتنفيذ مشروع ايران الكبرى في المنطقة.

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

لا بد ان يعترف الجميع من العرب والمسلمين بان الاسبقية في كشف زيف شعارات الخميني الاسلامية تعود فقط للعراق الوطني والقومي الذي لم يخدع بهذه الشعارات وقد دفع ثمنا غاليا لهذا الوعي المبكر بان زج في حربين اقليميتين وحرب عالمية ثالثة بسبب ثباته على مبادئه واصالته
والان حصحص الحق وظهرت الحقائق امام من كان مغشيا على عينية
ونرجو الله ان تزال الغشاوة والتضليل نهائيا عن امة العرب والمسلمين ويتحدون للتخلص من هذا الجهل والتضليل

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..