موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأربعاء، 12 فبراير 2014

رسالة محارب قديم في الفلوجة إلى جون كيري: قل للرئيس أوباما والكونغرس أن يوقفوا بيع الاسلحة للحكومة العراقية

وجهات نظر
عزيزي السيد الوزير كيري
اكتب اليك كمحاربِ قديم الى محاربِ قديم ، كرجل لرجل. وقد قرّرت ان تكون رسالتي اليك مفتوحةً ومعلنة. لأن الموضوع الذي اتناوله في الكتابة اليك موضوعٌ مهم جدّاً وتتوقف عليه حياة عددِ كبير جداً من الناس، ولا اريد ان اجازف بأحتمال أن تقع هذه الرسالة والنداء المرفق بها بيد احد مساعديك فقط.

انا مثلك شعرتُ بالخذلان عندما ارسلني بلدي لأقاتل في حربِ غير عادلة، على الرغم من ان الحرب التي خضتُها، في العراق، شُنت بعد حربك بعدة عقود. لقد تحدثتُ علناً ضد تلك الحرب وبأقصى ما استطيع، كما فعلتَ انت يوماً ما ضدّ حربك امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. وفي السنوات الاخيرة اصبحت انت عضواً في لجنة العلاقات الخارجية ذاتها لمجلس الشيوخ، ولكن موقفك تجاه الحرب قد تغيّر جذرياً.
لقد أيدتَ انت الحرب على العراق، الحرب التي كنت أنا فيها أحد افراد المارينز، حيث شاركت في الحصار الثاني للفلوجة. كنت انت في نهاية حملتك الانتخابية الرئاسية اثناء الاستعداد لتلك العملية العسكرية في الفلوجة. إن الحصار الثاني للفلوجة كان يوازي الهجوم على مدينة هيو (الفيتنامية) من الناحية العسكرية وكان يشابه مذبحة ماي لاي من الناحية الاخلاقية. ولكنك مع ذلك دعمت تلك العملية.
ان الفلوجة الآن تحت الحصار مرة أخرى. ولقد قلتَ ان القوات الامريكية لن تُرسل مرة ثانية الى العراق ولن تُساعد الحكومة العراقية في الحصار الحالي، ولكنك وافقتَ على ان ترسل الولايات المتحدة الاسلحة الى الحكومة العراقية. وانا اكتب اليك الآن لأطلب اليك بكل جوارحي ان تقوم بكل ما في وسعك لوقف ارسال الاسلحة الامريكية الى العراق، بيعا ام هدية، ام قرضاً. ان امداد نظام  قمعي بالسلاح لكي يمكّنه ذلك من سحق انتفاضةِ شعبية سوف لن يخدم المصالح الامريكية ولا العراقية.
في الحصار الثاني على الفلوجة قتلنا الاف المدنيين، وشردّنا مئات الالاف منهم ودمّرنا المدينة بالكامل تقريبا. لقد تسبّبنا في خسائر لا تُحصى ومعاناة لا يمكن قياسها ضد اولئك الأبرياء من اهالي الفلوجة. ومنذ ذلك الوقت جنّدت نفسي وكرّست حياتي من اجل إعلام الناس بالمعاناة التي ساهمت انا شخصياً في الحاقها بالفلوجة، وكذلك من أجل مساعدة اهالي الفلوجة في صراعهم مع الكارثة الصحية الشاملة وضد القمع المستمر.     
انني اشعر بأن الواجب الاخلاقي يحتم عليّ ان أعمل كل ما في وسعي لمساعدة اولئك الناس الذين قد آذيتهم يوماً ما. ولكنني لم اكن لوحدي في العراق. لقد كانت ورائي أمة تدعمني وكنت أستلم اوامري من الجيش الأقوى في العالم. ان الحصار الثاني على الفلوجة لم يكن عملاً استثنائيا، بل كان رمزاً لسلوكنا العسكري في العراق والطريقة التي اثّرت فيها مهمتنا العسكرية على حياة العراقيين. إن حربنا على العراق واحتلالنا لهذا البلد قد حرم ابناءه من الكثير. لقد تسبّب في وقوع مئات الالاف من القتلى وملايين المهجّرين وتلوثٌ بيئي دائم،  والى ايجاد نظام قمعي يعتبره معظم العراقيين الاكثر وحشية. هذا هو الارث الذي تركناه للعراقيين بعد تورطنا في الحرب في العراق. أن اقل ما يمكن ان نعمله الان هو ان نضع حدّاً لهذا التواطؤ في الحاق المزيد من المعاناة لهم.
ان العنف الجاري في الفلوجة قد اسيء تصويره من قبل وسائل الإعلام. ان وزارة الداخلية العراقية قد اكدّت في وقت سابق من هذا الشهر ان القاعدة قد سيطرت على نصف الفلوجة وقد ردّدت وسائل الاعلام هذا الكلام مثل الببغاء. ولكن الصحفيين الذين قاموا بتحرِ جادّ في فحوى هذا الكلام وجدوه كاذباً. ان الانتفاضة في الفلوجة انتفاضة شعبية وليست عنفاً يمارسه بعض من  الارهابيين الاجانب. ان الحكومة العراقية لا تهاجم القاعدة في الفلوجة. ان هجومها عشوائي ولايميّز بين مدني وغيره وادّى الى مقتل عشرات المدنيين وجرح عدد اكبر منهم. لقد تم توثيق هويات الضحايا من قبل منظمات حقوق الانسان في الفلوجة.
أنني على علم بأن الولايات المتحدة تخطّط لارسال المزيد من شحنات الاسلحة من طائرات الاباتشي الهجومية وصواريخ هلفاير. فاذا واصلنا ارسال الاسلحة الى الحكومة العراقية، فأننا سنتواطأ أكثر معها في هذا العنف. ان العراقيين يعرفون منذ زمن طويل ان ان نظام المالكي نظام وحشي وقمعي. ليس هذا هو النظام الذي يجدر بالحكومة الامريكية ان ترسل الاسلحة اليه . ولقد عبّر بعض اعضاء الكونكرس عن قلقِ مماثل بهذا الشأن.
عندما تكلمتَ امام لجنة العلاقات الخارجية في الكونكرس عام 1971، كنت تتحدث بتعاطف مع الشعب الفيتنامي. كنت تتعاطف مع المعاناة التي تسبّبت فيها الحرب غير المشروعة التي خضناها ضدّهم. انني اطلب منك ان تتخذ الموقف نفسه مع الشعب العراقي الآن. ارجو منك ان توقف كل شحنات الاسلحة الأمريكية الى العراق. أني ارفق مع هذه الرسالة نداءً موقعاً من 11,610 من الاشخاص اكثرهم أمريكيون مثلي ممن يريدون ان يكونوا فخورين ببلدهم، ولن يمكننا ذلك طالما بقينا ندعم الحكومة العراقية في ممارستها العنف والقمع ضد شعبها. 
  
المخلص

روس كابوتي في 9 شباط 2014

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..