مبادرة حلف الغادرين في الأنبار، خزي وعار إلى يوم الدين

وجهات نظر

عمر الكبيسي

فيلق الصحوات ومشايخ المال والعطاءات وجمع المحافظ والميليشات اعتبروا انفسهم (باشوات) وليسوا أذنابا وتبعات لجيش المالكي والميليشيات وبإسناد من حلفائهم انصار الانتخابات وعشاق المناصب والوزارات التحقوا بمطلقي المبادرات وكانت مبادرتهم كالآتي:

1. وقف إطلاق النار

2. يخرج المسلحون من المدن

3.إطلاق سراح النائب احمد العلواني

4. تتسلم الشرطة المحلية وابناء العشائر حفظ الأمن

5. تصرف تعويضات للمتضررين والنازحين

ولغرض التوضيح أقول:

1. مَن أنتم؟ هل أنتم طرف وسيط لا علاقة لكم بالأزمة ولا تحسبون انفسكم على مقاتلي الأنبار كما يبدو؟ أم انكم منتصرون وتفرضون شروطكم؟ أم انكم خائبون وخاسرون تريدون الحفاظ على ماء وجوهكم؟

هل حققتم ما وعدتم به المالكي من تحقيق الانتصار بيومين فإذا بصحواتكم تتبرأ منكم اليوم بالألوف بنصوص براءة مكتوبة ومختومة! ثم إن كنتم حملتم السلاح وانتم مدنيون ما مصيركم انتم؟ هل ستخرجون من مدينة الرمادي وفقا لمبادرتكم؟ ألستم مشمولين بحمل السلاح؟ حتى تخرجون من قاتل من أجل حقوقه ومن أجل أهله وشعبه من مدينته، بل ربما تنفوه او تحاكموه وتعدموه، لقاء ان تبقى مناصبكم مضمونة وجيوبكم ثقيلة ومقاولاتكم سارية ورقابكم سمينة سليمة على دماء الشهداء ومعاناة الرعية.

هذا أمر لا تحلموا فيه. دعوا محافظكم المتفيقه المصاب بازدواج الشخصية  يفَّسر لكم كيف أنزل الله هذه الآية بعد غزوة بني المصطلق (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ * وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) .

2. الثوار في الفلوجة ومن يقاتلكم في الرمادي وفي مدن المحافظة الأخرى هم ابناء الأنبار تعرفونهم جيدا، كنتم تقفون معهم في ساحات الإعتصام لعام كامل، ألى أين تريدونهم يخرجون؟ أليس على رؤوسهم شيوخا مثلكم تعرفونهم؟ كيف تخرجونهم من مدنهم وعشائرهم وفق مبادرتكم  ايها الغادرون؟ هل هم داعش وقاعدة؟ أم ان داعش هم من صنيعة مزرعة عرّابكم المفتون وشركاءه من مخططي مشروع إيران الصفوي، منها تخرجوا ومنها ينطلقون وانتم بها عارفون كما اعترف بذلك محافظكم المجنون وأخبر سيده المالكي مبررا لما سيكون.

3. الى أين سينسحب الجيش خارج المدن؟ هل المزرعة وطارق والملعب ومقرات القيادة مدن أم ساحات حرب وقصف عشوائي لأبناء المدن؟ من سيحميكم ايها الحلف المتخاذل إذا انسحب هذا الجيش من حولكم؟

4. لماذا إطلاق سراح احمد العلواني وحده؟ ألم يعتقلوه بهوان وقتلوا اخوه وحراسه بسبب إصراره على إطلاق سراح مئات المعتقلات وألوف المعتقلين الابرياء مثله؟ هل تتصورون أن خروجه من التوقيف لحل الأزمة سيرضيه ويسكته ويسكت عشيرته؟

5. ماذا عن مطالب الاعتصامات وحقوقهم المشروعة التي اعترف بشرعيتها سيدكم، ثم منعها عنهم لأنهم ليسوا عراقيين وأنهم فقاعات ولأنهم سنَّة قبل ان يختلق داعش فبينهم وبين الشيعة بحور في الدم ولأنهم جيش يزيد؟ أين مبادرتكم من هذه المبررات التي يصر المالكي على خوض المعركة وإثارة الأزمة بسببها؟

وأخيرا أقول: عند الغربية بل عند العراقيين مثل يقول (نحن ولد الكريّه واحدنا يعرف أخيه) ، انتم تعرفون من يقاتلكم اليوم ان كنتم حقا من الغربية وعراقيين، من يقاتلكم ابناء عشائر وابناء جيش القادسية عروبيون وقوميون وإسلاميون عراقيون وابناء شهداء ومقاتلين انهم جيل المقاومة الثالث، وها انتم تقاتلوهم منذ شهر، بذريعة داعش والقاعدة، أظهروا لنا هوياتهم وصورهم إن كانوا كذلك!.انتم خبراء بداعش، بالأمس قتلتم المقاومين الابطال من ابناء جلدتنا بمبرر القاعدة والفلوجة تعرف من قتل ابناءها الغر الميامين واليوم تتكرر المأساة حين يوصم الثوار بأنهم داعش وانتم تعرفون انهم من أبناء جلدتكم ايها الغادرون.

المنتصر يقف بين جماهيره وأبناء محافظته يحتفل بنصره في الساحات والمسيرات ويملي شروط انتصاره، هكذا علمتنا سير المنتصرين؟ أما انتم الواقفون بعدد الاصابع في مقرات محمية كأنكم أسرى تنقلكم الهمرات والمصفحات، وقفتكم وحديثكم ومبادرتكم ستبقى وقفة خزي وخطاب ذل ومبادرة عار لا يقفها إلا جبان خاسر وخسيس فاجر، وعاهر سافر، يقامر بدماء اهله ويتاجر..