موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 10 فبراير 2014

نصاً، كما حدث..

وجهات نظر
ذكرى محمد نادر
كان العام 2008 في بدايته .. ولم أكن قد أعتدت غربتي، ولن اعتادها كما يبدو لي، وأخبار الوطن يقطر منها الدم !
كان البرد على أشده في شهر فبراير والثلوج تغطي اكتاف الشوارع، ومنظر الاشجار حزين كانه متآخيا معي.. 

وقفت أمام موقف انتظار الحافلة، حيث تجمع بعض الناس.. لحظتها تقدم مني رجل في مقتبل العمر يبدو ثملاً، وهو امر معهود في ايام العطل الاسبوعية، رفع في وجهي علبة البيرة قائلا: بصحتك جميلتي !
ابتعدت عنه خطوتين نحو حشد المنتظرين.. فتقدم مني مرة اخرى قائلاً: لا تخافي مني رجاءً .. واضاف: أنا امريكي !
عبارة قد تبدو عادية للتعريف في اوربا للدخول بأي حوار عادي، لكنها كانت بالنسبة لي كافية جدا لأن تعيد كل ما فعلته الوغدة امريكا: صيحات الاطفال الفزعة.. صوت القنابل.. رعب طائرات ب 52 القاصفة عن بعد.. طلعات الاباتشي وهي تحصد المارة والهاربين بين الحقول.. منظر جثث الجنود الذين لم تبقِ منهم قنابل الهيل فاير سوى اسمالهم .. المقابر التي لم تكفَّ يوماً عن استقبال طوابير القتلى.. جوع الحصار وتوابيت الاطفال الصغيرة كعصافير محنطة
نظرت في وجهه الى عينيه مباشرة ولا اذكر حينها هل ارتجف صوتي من حنق أم حزن، ام من كليهما، حين رددت عليه: وانا عراقية !
في لحظة مباغتة لم تخطر على بالي او على بال من كان يرقب معي ردة فعله.. ألقى بعلبة البيرة بعيداً.. ثم أقعى على ركبتيه .. كان صوته مسموعا واضحا وجليا للجميع: fuck me ... Falouja
كانت جملته كافية لإثارة انتباه كل الواقفين الى جواري ، وضع راحتيه على الرصيف فغاصتا ببقايا الثلج، واضاف: كنت بالفلوجة !
ثم نهض واقفا ومد يده طلبا لمصافحتي.. نظرت اليهما وانا اتساءل: ترى كم مرة ضغط على زناد بندقيته ليقتل أحد ضحايانا؟ وكم مرة اشترك فيهما بتعذيب سجين؟ كم مرة نهش بهما جلد اسير من اسرى ابو غريب؟
تراجعت عنه غاضبة.. وانا أشدُّ على قبضتي داخل جيبيّ معطفي، خفت ان تخونني كفي فتلومني يوماً اصابعي !
تقدم نحوي وهو يتمتم وسط اندهاش الحاضرين: اعرف انك لن تقبلي مصافحتي!
من خلفي جاء صوت امرأة لتقول بالانكليزية: أمريكا مجرمة. فهمهت اصوات اخرى بالتاكيد...
كانت ثمالته قد زادت فراحت الكلمات تتعثر فوق شفتيه: أتقبلين دعوتي لفنجان قهوة؟ هززت رأسي بالرفض.. فأكمل عبارته: على الاقل لأعبر لك عن مقدار اسفي.. انا لست فخورا بأني كنت جنديا بقتال الفلوجة.. أقسم لك انني لست انسانا سيئا !
صعدنا جميعنا للحافلة التي توقفت امامنا فيما تخلف هو، لكنه أمسك بباب الحافلة ثم كرر قائلاً:

انا اعتذر..!
لم اجبه.. لكني لمحت دموعا نادمة في عينيه.
افكر الان بالجنود العراقيين الذين يقاتلون بأوامر من المالكي بني جلدتهم بالفلوجة، ترى هل سيشعرون بالندم لما يقترفونه .. وهل سيتسع لهم الوقت يوما ليقدموا إعتذارهم للوطن !

*اعتذر منكم، لكلمة بذيئة جاءت بالنص اعلاه على لسان الجندي الامريكي.. لكني توخيت دقة عرض الحادثة.


ملاحظة:
نشر المقال هنا.

هناك 3 تعليقات:

ضمير الطائي يقول...

لو عند هؤلاء الجنود العراقيين ذرة من الإنسانية لابُد أنهم سبندمون يوماً ويشعرون بما شعره هذا الجندي الإمريكي ، لكن لو أنهم مجرد ميليشيا حكومية سادية ، فلا ومليون لا ، لأنهم سيقتلون الضحايا بكل نشوة وسعادة

وجهات نظر يقول...

عموماً، هم ليسوا جنود هم أفراد عصابات إجرامية، وفقط

غير معرف يقول...

هؤﻻء من صنف أسؤ أنواع القرده والبعض منهم من صنف الخنازيرﻻذمه وﻻضمير تبا وسحقا لهم ولعننة الله عليهم وعلى من واﻻهم وأيدهم الى يوم الدين عراقي

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..