موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

علينا أن نتجاوز مصر!

ملاحظة تمهيدية من الناشر:
مصر العربية الشقيقة لا يمكن بحالٍ من الأحوال تجاوزها، وأذكر ان الرئيس الشهيد صدام حسين كان أكثر العرب إصراراً على استعادة مصر لدورها ومكانتها في الوطن العربي، لذا كان، يرحمه الله تعالى، حريصاً، جداً على أن تعود مصر إلى جامعة الدول العربية بعد استبعادها منها إثر الموقف الخياني لراحل أنور السادات، رغم علمه بضعف النظام الرسمي العربي، لكنه كان، يرحمه الله تعالى، يرى ضرورة أن تتوحد الأمة على أي مستوى كان.

المقال التالي يتناول دور مصر ومكانتها بطريقة مختلفة، قد لا نتفق معه، ولكن رأينا من المفيد نشره للاطلاع عليه والحوار بشأنه وبالتأكيد ليس للتبني.

المحرر
..........


علينا أن نتجاوز مصر

وجهات نظر
علي الظفيري
التاريخ، مثل قطار حديث، يمر على المحطات في طريقه بأقصى سرعة ممكنة، وصحيح أنه يمنح الفرصة للراغبين بالركوب، لكنه لا يفعل ذلك طويلا، لا ينتظر المترددين، هناك قرار واضح ومباشر، إما الصعود أو البقاء في محطتك، وسيكون لديك الوقت الكافي لمراجعة أمورك وبحث خياراتك، في الوقت الذي يسجل فيه الآخرون بصماتهم في المحطات الجديدة، وهناك من اختار البقاء، والعودة إلى الخلف دائما، لا تشكل الإشارات التي يحملها المستقبل أي إغراء له، النعم التي منحها الماضي له كفيلة بإشباع كل رغباته، وهو راض بما هو عليه.شكلت الثورة المصرية، الثورة الوحيدة التي جرت في 25 يناير 2011، أملا في خروج البلاد العربية من مستنقع الاستبداد والتخلف، كانت أيام يناير العظيمة مثل الحلم عند معظم العرب، تحلَّق الجميع حول شاشة "الجزيرة" حينها لرؤية التغيير، ولم يكن تغييرا تصنعه "الجزيرة" أو الشباب المصري المتجمهر في الميدان، ولا الإخوان المسلمين، ولا أي أحد، كان التغيير حتمية تاريخية لا بد منها، كل بقعة من هذا العالم وضعت أقدامها على الطريق الصحيح، بعضها تقدم كما يجب، وبعضها في طور التغيير، المهم أن الجميع بلا استثناء بدأ بتلمس خطواته في هذا الطريق الطويل، وحده العالم العربي يرزح تحت نير الاستبداد والتفرد والعنهجية التي تستحوذ على مصيره، وحده العالم العربي يحكمه حسني مبارك والقذافي وبشار وبن علي وشراذم العسكر ورجال الأعمال، كان لا بد لهذا الأمر أن يحدث بشكل أو بآخر، وقد حدث فعلا، توقف القطار في محطة مصر، المحطة الهامة والمفصلية والتي يعوَّل عليها كثيرا في قيادة التغيير، ليس لأن عبقرية أهلها لا تضاهيها عبقرية، إنما الجغرافيا والعدد والمؤهلات التي يمكن الاعتداد بها في هذه المسألة، وقد توقف القطار أكثر مما يجب، لكن لا أحد في الانتظار، ولا يبدو أن أحدا في طريقه للصعود.
إن كل تعويلنا على مصر لم ينجح، ولا بوادر لنجاحه على الإطلاق، وعلينا أن نكون أكثر شفافية في تناول هذه المسألة الحساسة، مع كل الحب والتقدير لمصر وشعبها الكريم، ونحن هنا نحمِّل المصريين مسؤولية أكبر مما يجب أن يتحملها هذا الشعب، نحن لا نعوِّل على تقدم مصر ونهضتها وحريتها وديمقراطيتها فحسب، بل على قيادة هذا التوجه في العالم العربي ودعمه، متجاهلين العلّات المصابة بها مصر، حكومة وعسكراً ونخباً وتيارات دينية وسياسية وشبابية..
إن الأعوام الثلاثة الماضية كانت كفيلة بأن يسلط العالم العربي أنظاره تجاه مصر، بشكل مكثف ودقيق ومختلف جذريا عن السابق، وأن يتابع مواقف النخبة، أو من يفترض بهم تحمل هذه المسؤولية، شاهدنا المثقفين والأكاديميين والأدباء والإعلاميين ورجال الدين والشباب من الجنسين، شاهدنا أكثر ما يمكن أن يكون هزلياً في هذه المرحلة، وجاءت ثورة السيسي لتسدل الستار على أعظم مشهد هزلي في التاريخ المعاصر، وكيف تنقلب على الثورة بأسخف عرض يمكن أن ينطلي على الجمهور، وكيف أنه قد انطلى بأسهل مما يمكن أن يتصوره العقل!
لا شيء سيحدث هناك، وهذا لا يقلل من مواقف الصامدين والمناهضين لكل ما يجري في مصر من داخلها، وبعيداً عمن يناضل لأسباب تتعلق باستهدافه وتياره بشكل عنيف، إن قناعتي أننا أخطأنا في التعويل على نهضة مصرية شاملة، لا يوجد ما يوحي بذلك على الأقل، وعلينا أن نلتفت إلى أماكن أخرى، ربما ثمة ما يمكن أن يعوِّض هذا النقص الكبير الذي تتركه مصر من عقود، ولا يبدو أنها في الطريق الصحيح لشغله كما يجب.

ملاحظة:
نشر المقال هنا.

هناك تعليقان (2):

Shamil Sarsam يقول...

لازم علي الظفيري كان يراجع بعض التقارير والنشرات التي تصدر وتوزع في بلاده ثم جلس وكتب ما كتب.. أو أن هناك من أبلغه بأن يكتب بهذا الاتجاه

sofian يقول...

طبعا رأي الكاتب نابع من حالة اليأس التي يعيشها المواطن العربي " وله و لي الحق في ذلك " إن ما نعيشه من مهازل و سخافات في مصر و غيرها تؤشر أن الحياة لن تدب في جسد هذه الامة إلا بعد قرن من الزمان .

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..