وجهات نظر
وائل تقي الدين
يقال
ان تردد قادة الجمهورية الاسلامية في ايران في اتخاذ قرار حاسم في الدفاع عن نظام
الرئيس السوري بشار الاسد، نابع اساساً من كون عقيدة الطائفة الشيعية تقول بأن من
العلامات الحتمية لظهور الامام المنتظر عندهم، هي سقوط نظام الاسد، واستلام سخص
يدعى السفياني على السلطة في الشام.
كانوا
يقولون: "كيف لنا ان نمنع سقوط الاسد وحكم السفياني وتاليا نمنع ظهور المهدي؟".
في
المرحلة التي تقلصت بها سيطرت النظام السوري الى 15 % من الاراضي السورية، توصل
المرشد الاعلى في ايران السيد علي خامنئي الى خلاصة تقول، ان "البشر عليهم
فعل ما يتطلبه منهم الواجب، والسعي من اجل احقاق الحقّ، وبقدر ما يكون جهدهم صادق
وفاعل، يمكن بقدرة الله ان يتغيّر ما هو مكتوب". عندها تدخّل حزب الله في
سوريا وتزايد الدعم العسكري والاقتصادي الايراني للنظام السوري، وبدأ النظام
يستعيد جنوب دمشق ومنطقة القصير وحمص والغوطتين، ونجى النظام. او هكذا يقال.
لكن،
منذ نحو شهر، سرّبت عبارة قالها خامنئي امام قادة الحرس الثوري الايراني، واثارت
جدل واسع وتفسيرات اوسع، اذ قال خامنئي ان "قتال حزب الله في سوريا غيّر
القدر".
ووفق
بعض المطلعين على الامور العقائدية للشيعة، فان "خامنئي يقصد بالقدر ما كان
مقدراً ان يطال ابناء الطائفة الشيعية في الفترة التي تسبق ظهور المهدي، من قتل
واضطهاد على يدّ من تقول العقيدة انه سيحكم سوريا والاردن، والمعروف بالسفياني".
ويشير
هؤلاء ان "ظهور السفياني واضطهاد الشيعة هو من العلامات الحتمية لظهور الامام
المهدي، ومن دونها لا يمكن توقع حدوث الظهور، الا ان قتال حزب الله الغى هذه
العلامة".
ويضيف
المطلعون "هناك عدة احتمالات وتحليلات لعبارة خامنئي، فقد يحكم السفياني في
سوريا، لكن دولته ستكون هزيلة وضعيفة، ولن تستطيع اضطهاد الشيعة وغيرهم، وستواجه
بقتال قوي وعنيف من رجال اشداء يمنعوها من الانتصار او من التطور والتنامي. اما
الحلّ الثاني فهو ان كان السفياني سيظهر فإن ظهوره سيكون في بلد بعيد نسبياً عن
تواجد الشيعة وتاليا لن تكون لديه امكانية للوصول اليهم".
ويوضح
هؤلاء ان "مسألة عدم حكم السفياني بسبب التطورات التي حصلت لا تعني ابدا
تأجيل ظهور الامام حيّن يأذن الله بذلك، بل ان السفياني لن يكون شرطا حتمياً يسبق
الظهور، او الاصح، لن يكون علامة ضرورية".
ويؤكد
هؤلاء ان "كلمة قدر ليست كلمة بسيطة، فالقدر هو من صنع الله، ولا يمكن تغييره
الا بإرادة الله ذاته، ومثل هذه الامور التي يتحدث بها الشيعة منذ مئات السنين
باعتبارها امراً حتمياً، سيكون تغييرها شيئاً في غاية الاهمية، ومن يغيرها سيكون
لها شأناً عظيماً في زمن الظهور".
ملاحظة:
نشر
المقال هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق