وجهات نظر
مأمون السعدون
بدأت مع اليوم العالمي للكذب (1 نيسان) الحملات
الانتخابية النيابية لاختيار اعضاء البرلمان العراقي القادم، بنفس الوجوه الممثلة
لتلك الاحزاب والمكونات والشخصيات العميلة التي رافقت وساندت المحتل الغاشم في
عدوانه واحتلاله المدّمر للعراق عام 2003، وبذات الدعاية الكاذبة والوعود الفارغة
والاماني السرابية والشعارات الزائفة (أمان، إعمار، خدمات)
التي ما انفكوا يرددونها رغم ما حلّ بالبلاد من خراب وبؤس وتأخر وتراجع وما اصاب
ابناءه من بلاء ومصائب، ورغم غزارة الدم العراقي الطاهر المسفوك على ايديهم
واسيادهم من الاعداء المحتلين، اذ تفننوا، وبوحشية، في اساليب القتل والتعذيب
والعنف اليومي وفي سرقة ثروات البلاد من قبل كل المشاركين في السلطة وسرت عدواها
لتشمل الاكثرية في كل المرافق الرسمية.
ومع كل ما حلّ بالبلاد من بلاوي خلال السنوات الـ 11
الماضية في ظل هذه السلطة الا انهم مصرّون على الترشح للبقاء في الحكم رغم رفضهم
من غالبية الشعب لا بل الجميع، اذا استثنينا المرتشين والمستفيدين والمتخلفين ممن
غسلت ادمغتهم طائفياً، فما العمل؟ هل تتم المشاركة في هذه
الانتخابات المهزلة ام العزوف والمقاطعة؟
لاحظنا، من خلال المتابعة، ان البعض يبرر المشاركة املاَ
بالتغيير وتحسين احوال البلاد وتفويت الفرصة على من يريد الاستفراد بالساحة!! وهو
امل بعيد المنال طالما بقيت هذه الاحزاب العميلة المدعومة من قبل الاعداء
والمحتلين، مهيمنة على السلطة وقادرة على التحكم بالنتائج بشتى الوسائل (الغش والتزوير والرشوة وشراء الذمم والتهديد والردع بالقوة)،
فيما يرى كثيرون ان المقاطعة هي الاسلم وطنياً، طالما ان هذه الوجوه والاحزاب والمكونات
العميلة لن تسمح لغيرها بازاحتها وان شعار "ما
ننطيها" هو سيد الموقف حتى وان تطلب الامر التزوير وضح النهار، وهو ما
مورس حتى قبل بدء العملية الانتخابية اذ وزعت البطاقات الانتخابية مبكراَ وقامت
الاحزاب المتنفذة وابرز المرشحين بشراء الاف البطاقات اذ وصل سعر البطاقة
الانتخابية بحدود 300 الف دينار وان حصة الاسد في الشراء لـ "حزب الدعوة العميل" الذي ان مرشحيه، على مايبدو،
قد يئسوا من الفوز في انتخابات طبيعية بعد فشل حكومتهم الذريع خلال السنوات الثمان
الماضية على جميع الاصعدة حتى بات رئيس الحزب والحكومة "كذاباً"
وصارت تلك اهزوجة يسمعها اينما حل وبالذات في مدن الجنوب والعاصمة، فضلاً عن انفضاض
حلفائه عنه للنهج الدكتاتوري ومحاولة الاستفراد بالسلطة، ولعدائيته تجاه الجميع
ولسياساته الدموية والطائفية وارتكابه مجازر بشعة في (الحويجة وسليمان بيك وبهرز وقبلها
جامع سارية في ديالى والعامرية والاعظمية في بغداد) وشن حرب ابادة طائفية ظالمة
على (الفلوجة والرمادي والانبار عموماً) ومحاصرتها وتشريد سكانها جراء القصف
العشوائي.
كما انه لو حصل وجاءت وجوه من الخطوط الثانية والثالثة
من ذات الاحزاب العميلة فأين التغيير "البردعة"
فقط ستتغير، وهذا، بالتأكيد، ليس هو المطلوب ولن يؤدي الى اي تحسّن ولن يوقف سفك
الدم البريء او عمليات النهب للمال العام ولن يضع حداً لمحنة البلاد بل سيزيد
الطين بلة، لاسيما وان المتسلطين لن يسمحوا للوطنيين والعراقيين الغيارى من
المشاركة وسيمنعوا فوز اي مرشح ليسوا واثقين به او اي حزب اوكتلة تتفوق عليهم
لتحتل الصدارة! وانهم قد يجدون في ذلك ذريعة لالغاء او دفع موعد الانتخاب الى اجل
غير مسمى باعلان حالة الطوارئ التي مهَّدوا لها بالحرب الطائفية الظالمة على عدة
محافظات ومناطق عديدة في بغداد، ودفعوا ما يسمى بـ (قانون السلامة الوطنية)
للبرلمان لإقراره كي يفرضوا مايريدون للبقاء في السلطة، واذا ما فشلوا في ذلك،
فلتكن الانتخابات لاسيما وان الصناديق والمفوضية بيدهم وموظفوها هم من تلك الاحزاب!
فاذا كانت المشاركة في الانتخابات تخدم
الاحزاب العميلة التي جاءت مع المحتل، وكذا الامر بالنسبة للمقاطعة والعزوف عن
المشاركة لانها تعني خلو الساحة امام هؤلاء العملاء للبقاء على رأس السلطة سواء
باعلان حالة الطوارىء اوبنتائج الانتخابات!! فما المطلوب؟
المطلوب هو الخلاص من السلطة العميلة التي نصبها ويدعمها
المحتلون الاميركان والايرانيون، وقطع الطريق على المراهنين على صناديق الاقتراع
والديمقراطية الزائفة، وبما يضع حداً لمحنة عراقنا على ايدي هؤلاء العملاء
المتسلطين الذين استرخصوا دماء ابنائه وفرطوا بحقوقه وهدروا ثرواته ونهبوا امواله
وافقروه وشردوه واعادوه الى ظلام الامية والجهل والتخلف، وهذا الخلاص يكمن بكنس كل
بقايا المحتلين وسلطتهم الهزيلة من خلال الدعم والمساندة والانضمام الى الثورة
الشعبية المباركة التي أوقدت شعلتها الحرب الطائفية التي تشنها السلطة العميلة منذ
ما يقرب الثلاثة اشهر والتي امتدت شعلتها الى العديد من المحافظات بما في ذلك
العاصمة، اذ تدك صواريخ الثوار والمقاومين الابطال معقل العملاء في المنطقة الخضراء،
واضحى الثوار على ابواب بغداد، مسجلين عجز السلطة، بكل ما لديها من جيش وشرطة
وميليشيات وخونة وصحوات ومرتشين ومعها الحرس وفيلق القدس الايراني، وانهيارها
وهزيمتها .. فالثورة بمجالسها العسكرية ومجلسها السياسي العام.. هي الخلاص
والتحرير.
نعم الاسراع في الاصطفاف الى جانب الشعب ودعم ثورته وفق
امكانياته المتاحة ، ولاعذر للمتخلفين، فالثورة كلما اتسعت قاعدة تأييدها اقتربت
اكثر فاكثر من الانتصار المؤزر، القريب باذن الله، على سلطة عميلة مهترئة تنفذ
اجندة اعداء العراق والعرب عموما وبما يخدم مخططهم وفق الرسمة الجديدة لخارطة
المنطقة على حساب الارض والنفط والثروات والوجود والدور الريادي والحضاري للعرب
على الصعيدين الاقليمي والدولي، والاّ ستطول المحنة وستضيع فرصة خلاص شعبنا وتحرير
بلادنا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق