موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

السبت، 19 أبريل 2014

مرشح نص دسم!

وجهات نظر 
كاظم فنجان الحمامي
لا نريد استعراض اللقطات والشواهد والصور الكثيرة, التي ظهرت مؤخراً على أغلفة بعض المواد الغذائية المعلبة, حتى لا نتسبب بإحراج بعض المرشحين, أو حتى لا نشترك بالدعاية المناوئة لبعض القوائم الانتخابية, ولكي لا يتهموننا ظلماً بالوقوف ضد أو مع بعض الكيانات السياسية.

لكننا لمسنا تعدد طرق الدعاية الانتخابية, وتشعب أساليبها الإعلامية, التي تصاعدت وتيرتها في خضم هذا السباق الساخن بين المرشحين, فاستنفروا طاقاتهم الفردية والتنظيمية والعشائرية والمادية من أجل الاستحواذ على أصوات الناخبين, وربما تجاوزوا الآن مرحلة الملصقات واللافتات والمهرجانات الخطابية, وتوجهوا نحو تقمص الخصال الحاتمية, فمنحوا الهدايا العينية والهبات المالية, ووزعوا البطانيات والأدوات المنزلية والمعدات الاستهلاكية, وتفننوا في اختيار مفردات المواد الغذائية على اختلاف منتجاتها المعلبة والمجمدة والمكيسة. أو المعبئة في رزم وصناديق خشبية وكارتونية, أو المحفوظة في عبوات بلاستيكية, وقفزت مجاميع منهم فوق سقوف التوقعات المقبولة وغير المقبولة, فطبعوا بطاقاتهم التعريفية على الأغلفة الخارجية لصناديق حليب البقرة الضاحكة خالي الدسم (نص دسم), المخصص للأطفال الرضع, ربما بهدف ضمان المستقبل البعيد, أو لكسب تأييد الأجيال المولودة تواً, ولم يظهر في الإعلان تاريخ انتهاء صلاحية الحليب والمرشح. ثم استعار بعضهم الشعارات الدعائية الأكثر رواجاً لمنتجات شركة (نستلة), وحليب (نيدو) المدعم (كامل الدسم), ليحولها, بعد إدخال بعض التعديلات عليها, إلى لافتة وطنية كبيرة, تغطي واجهات المباني والأرصفة في المحافظات الوسطى والجنوبية.
ووضع مرشحون آخرون بطاقاتهم التعريفية على الأطعمة الجاهزة والتوابل, ولم يخطر ببالنا أن الإسفاف الدعائي يصل حد الابتذال بمجموعة من الأناشيد الهابطة من حيث الكلمات الركيكة, والألحان التافهة, ترددها الفضائيات الرخيصة ليل نهار على مدار الساعة, بترنيمات معادة, تشبه أهازيج وهتافات الفرق التشجيعية في مباريات كرة القدم.
من المفارقات العجيبة أن معظم الحملات الدعائية اقتربت كثيراً من الدعايات التجارية, ولجأت إلى تحوير بعض ماركاتها المسجلة, فانقلب السحر على الساحر بعد افتضاح الأمر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
ويبقى السؤال: إلى أي مدى وصلت المبالغ الفلكية المصروفة على هذا الكم الهائل من الملصقات واللافتات والمطبوعات والقصاصات الكرتونية الملونة, والبطاقات التعريفية, والكتيبات الدعائية, والهدايا العينية والنقدية, والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والندوات والمؤتمرات والولائم والعزائم والمكارم ؟. نخشى أن تقع فواتيرها على رؤوسنا الخاوية, فندفعها من مواردنا الضعيفة من حيث ندري أو لا ندري.
والله يستر من الجايات.


هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

سؤالي هو
هل يجوز في ديمقراطية الاحتلال المستوردة الى العراق ان يبيع المرشح شرفه المهان وشرف وطنه ويسرق اموال الشعب من اجل ان يصبح نائبا من النائبات الكبرى في العراق او ان يصبح رئيسا لكل هذه النائبات ؟مع ان اسيادهم الذين علموا هؤلاء المصائب في بلدانهم لا يسمح لهم ببيع شرف اوطانهم او نهب او استغلال او شراء اصوات الناخبين بمعلبات تفقد صلاحيتها الغذائية في اخر يوم من ايام التصويت على الفساد القادم ؟

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..