وجهات نظر
عبدالجبار الجبوري
أكدت وزارة الدفاع العراقية ما أوردته بعض وكالات الأنباء العالمية عن وصول
وفد عسكري أمريكي إلى العراق يضم مختلف صنوف الجيش لمساعدة جيش المالكي في تخطى
ورطته العسكرية في الانبار لمواجهة ما يسميه داعش، بعد أن عجز في إحراز أي نصر حتى
ولو كان وهميا عليه هناك.
فالمالكي الآن يستخدم عملية الأرض المحروقة في مواجهة ثوار العشائر
المنتفضة في المحافظات وذلك باستخدام أساليب إجرامية يندى لها جبين الإنسانية لم
يفعلها قبله إلا المجرم الأكبر بشار الأسد لأنهم من فصيلة واحدة في الإجرام، ومن
هذه الأساليب الإجرامية هي ضرب المدن بالصواريخ والمدفعية الثقيلة والطائرات
والبراميل المتفجرة، ثم وبعد فشله العسكري في الفلوجة والانبار وتقديم آلاف
الضحايا وعشرات الطائرات ومئات الدبابات والهمرات وغيرها جاء اليوم ليغرق المدن
بالمياه بفتح السدود لإغراقها وتهجير أهلها ليضمن هدفين بوقت واحد وهي
فكرة إيرانية تم تنفيذها في حرب خميني على العراق في الفاو، هي عدم
استطاعتهم التصويت في الانتخابات وتدمير بيوتهم وغرق أهلها ومنع تقدم
الثوار إلى بغداد وأمام هذا الفشل والإصرار على تدمير وقتل كل شيء في
العراق من اجل المنصب والثأر والانتقام الطائفي (نحن أنصار الحسين وانتم أنصار
يزيد) فانه يستخدم أبشع الأساليب في مواجهة خصومه السياسيين أيضا في
إبعادهم من الانتخابات أو اغتيالهم أو اعتقالهم أو تهجيرهم ومنهم من هو من اقرب
حلفائه مثل مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري وعمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي
وغيرهم، أو يصدر أزماته إلى الخارج وذلك بهجومه على السعودية وقطر.
المالكي الآن في اضعف حالاته السياسية والعسكرية والانتخابية لتخلي حلفاؤه
عنه وإعلانه الحرب عليهم، وأمام هذا يأتي الوفد العسكري الامريكي لإنقاذ ما
لا يمكن إنقاذه للمالكي وقد سبق السيف العذل كما يقال، لأن الانتخابات حسمت أمرها
والكتل كلها أعلنت وقوفها الرسمي ضد إعطاء ولاية ثالثة للمالكي ومن
اقرب الحلفاء، إذن المالكي اصبح الان خارج اللعبة السياسية انتخابيا، ووجود وفد
أمريكي عسكري لا يعني إلا المزيد من سفك الدم العراقي وإشعال حرب أهلية طائفية وهي
مشتعلة منذ أن أعلن المالكي الحرب على الانبار، وهي مخطط أمريكي جديد في العراق هو
ترسيخ وإشاعة الإرهاب الامريكي في العراق من خلال وضع خطط وأساليب إجرامية تفتك
بالعراقيين وتقتل اكبر عدد منهم على يد قوات المالكي وآلته العسكرية، وبهذا تكون
إدارة اوباما شريكة الآن في قتل العراقيين مع نوري المالكي، وما زالت تمارس
الإرهاب الدولي التي هي راعيته من قبل.
فما معنى ان أمريكا تدعم نوري المالكي عسكريا ضد الثوار في العراق في حين
تدعم المعارضة في سوريا، أهي الازدواجية الأمريكية في المنطقة لترسيخ شعارها السيئ
الصيت إشاعة الفوضى الخلاقة في المنطقة؟
إذن الإرهاب الامريكي المنظم هو السائد الآن في العراق لأهداف تتلاقى مع
المصالح الإيرانية في العراق، والبحث عن بديل للمالكي يضمن سلامة وإدامة هذه
المصالح هو احد أهداف أمريكا وإيران في العراق ولكن لأنهما لم يجدا بديلا يحقق
لهما الأهداف العدوانية فأنهما يدعمان المالكي لولاية ثالثة وهذه إحدى نتائج
الإرهاب الامريكي في العراق وهو إبقاء الحرب الأهلية الطائفية بين
الشعب وحكومة المالكي، واستمرار الدعم السياسي والعسكري للمالكي احدى سمات
هذا المخطط الامريكي الجديد.
انها صورة من صور الارهاب الامريكي في العراق وهذا الوفد العسكري الموجود
في بغداد احد دلائل الإرهاب الامريكي وإلا ما معنى أن تتدخل دولة (عظمى) بشؤون
دولة مثل العراق بعد غزوه وتدميره وقتل وتهجير وإبادة شعبه تحت عدة مسميات منها
الإرهاب والاجتثاث والتهجير الطائفي والعرقي وزرع الطائفية في نسيج
شعبه المتنوع الموحد والمتماسك منذ آلاف السنين؟ أليس هذا معنى الإرهاب بأبشع صوره؟
هكذا تصدر أمريكا وإيران الإرهاب بتدخلاتها السياسية والعسكرية والدينية في
شؤون الدول، ولدينا الكثير من الدلائل والمؤشرات على ذلك منها التدخلات في البحرين
واليمن وليبيا وسوريا وغيرها بكل وضوح.
من يقلق المنطقة ويفجرها ويشعل الحروب فيها هو أمريكا وإيران، وهذا ليس
اكتشافا أبدا وإنما نتيجة أكيدة لما نراه الآن من حرب على الأرض في أكثر من مكان،
ووراء هذه الحرب أمريكا وإيران تحديدا. انظروا الى أزمة أوكرانيا أليست
اليد الأمريكية من يحرك أصابعها باتجاه الحرب هناك؟ نعم أمريكا وايران هما راعيتا
الإرهاب الدولي في العالم وفي العراق. انه الإرهاب الامريكي- الإيراني إذن...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق