ملاحظة
تمهدية من الناشر:
هذا المقال يطرح مشكلة مهمة
وخطيرة قد تواجهها تركيا في المستقبل القريب، انها مشكلة فصل الجنوب الشرقي عن تركيا
باستخدام وسائل وأموال الحكومة التركية، وهي مسألة بالغة الحساسية في تركيا، ليس
لدى القوميين فحسب، بل لدى قطاعات الغالبية العظمى من الشعب التركي.
وتقول الكاتبة إنهم يحاولون
التلاعب بالأفكار باستخدام مصطلحات من شأنها ألا تثير انتقادات واسعة النطاق، مثل
«الحكم الذاتي الديمقراطي» و«الكانتونات».
المحرر
.......
ما الذي تظهره الانتخابات التركية؟
وجهات
نظر
آيلين
كوجمان
سقطت القضية
السورية من أجندة الأعمال مؤقتا، وحل بدلا منها الحظر المشين الذي فرضته الحكومة
على موقع «تويتر» والانتخابات المحلية، في أسبوع مزدحم بالأحداث في تركيا. وأثناء
كتابة هذه السطور أصدرت محكمة تركية حكمها برفع الحظر على «تويتر».
لكن تركيا قضت جل الأسبوع الماضي تتحدث عن الانتخابات، التي أظهرت نتائجها غير الرسمية تحقيق حزب العدالة والتنمية انتصارا كاسحا بفوزه بنسبة 45 % من الأصوات، وبلغت نسبة الإقبال على التصويت 89.1 %، وهو ما لم يحدث من قبل.
لكن تركيا قضت جل الأسبوع الماضي تتحدث عن الانتخابات، التي أظهرت نتائجها غير الرسمية تحقيق حزب العدالة والتنمية انتصارا كاسحا بفوزه بنسبة 45 % من الأصوات، وبلغت نسبة الإقبال على التصويت 89.1 %، وهو ما لم يحدث من قبل.
وقد حاول كثيرون تفسير السبب وراء فوز حزب العدالة
والتنمية للمرة الثانية بالانتخابات، لكني هنا لن أتعرض لأسباب فوز الحزب، بل
سأتحدث عن المناطق التي مني فيها الحزب بالهزيمة، والتي يمكننا تقسيمها إلى ثلاث
مناطق.
أولى هذه المناطق غرب تركيا التي تمثلها المدن الساحلية، والتي لم يتمكن مرشحو العدالة والتنمية من الفوز فيها، ناهيك بأنها لم تصوت على الإطلاق لحكومته خلال الاثنتي عشرة سنة الماضية، فما السبب في ذلك؟
تضم جغرافية تركيا ثقافات ديموغرافية مختلفة، فمفهوم الأقاليم الغربية للحرية يختلف عن نظيره في الأقاليم الشرقية. ونظرا لأن المناطق الغربية مدن ساحلية سياحية، فهي أكثر ليبرالية وأكثر قربا من الثقافة الأوروبية.
إضافة إلى ذلك، كان رد فعل المدن الساحلية تجاه الحظر مختلفا عن نظيره في المدن التركية الأخرى، فهم يفضلون الحرية في كل ما يتعلق بالترفية والأزياء ونمط الحياة، ومن ثم فإن أي محاولة للقمع تثير قلقهم أكثر أي شخص آخر.
ولم يتمكن حزب العدالة والتنمية من النفاذ إلى المدن الساحلية، لا لأنه حزب يقوم على أساس ديني، بل إن السبب في ذلك يعود إلى فشل الحزب في تقديم انطباع بأنه ليبرالي وعصري، ولا يميل إلى ممارسة الحظر.
أولى هذه المناطق غرب تركيا التي تمثلها المدن الساحلية، والتي لم يتمكن مرشحو العدالة والتنمية من الفوز فيها، ناهيك بأنها لم تصوت على الإطلاق لحكومته خلال الاثنتي عشرة سنة الماضية، فما السبب في ذلك؟
تضم جغرافية تركيا ثقافات ديموغرافية مختلفة، فمفهوم الأقاليم الغربية للحرية يختلف عن نظيره في الأقاليم الشرقية. ونظرا لأن المناطق الغربية مدن ساحلية سياحية، فهي أكثر ليبرالية وأكثر قربا من الثقافة الأوروبية.
إضافة إلى ذلك، كان رد فعل المدن الساحلية تجاه الحظر مختلفا عن نظيره في المدن التركية الأخرى، فهم يفضلون الحرية في كل ما يتعلق بالترفية والأزياء ونمط الحياة، ومن ثم فإن أي محاولة للقمع تثير قلقهم أكثر أي شخص آخر.
ولم يتمكن حزب العدالة والتنمية من النفاذ إلى المدن الساحلية، لا لأنه حزب يقوم على أساس ديني، بل إن السبب في ذلك يعود إلى فشل الحزب في تقديم انطباع بأنه ليبرالي وعصري، ولا يميل إلى ممارسة الحظر.
وقد اجتمع
قادة حزب العدالة والتنمية بعد الانتخابات للإجابة عن السؤال: لماذا لم يصوت أبناء
هذه المدن لصالح مرشحينا، رغم عدم تدخلنا في حياتهم الخاصة؟ الجواب هو أنه حتى وإن
لم يكن هناك أي تدخل، فإن الانطباع العام الذي تشكل لدى هؤلاء الناس عن حزب
العدالة والتنمية يخيفهم، فهم يتصورون أن الحزب تهيمن عليه عقلية محافظة وقمعية
تؤيد فرض الحظر، ويعتقدون أن الحكومة تتحدث إلى قاعدة أكثر تحفظا، وليس إليهم.
ورغم ترديد رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان في كل مناسبة: «كل من ترتدي الحجاب هي
أختي»، فإنهم لم يشعروا بذلك عمليا.
إن الحكومة بحاجة الآن إلى سياسة ليبرالية منفتحة، تعترف بحرية وثقافة المدن الساحلية، سياسة لن تحاول إقصاءهم، وتؤكد أهمية الفن والعلوم والمرأة. يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن الحظر والمنع أو حتى الكلمات التي ترتبط بها يفهم منها أنها قمع وتشكل مبعثا على القلق.
وفي الشرق، فاز حزب السلام والديمقراطية، المعروف بتبنيه لهويته الكردية، بغالبية أصوات جنوب شرق تركيا. حزب السلام والديمقراطية حزب ديمقراطي ومن الطبيعي أن يفوز في مختلف انتخابات رؤساء البلديات، لكن غير الطبيعي هو أن يدعم حزب العمال الكردستاني، مشكلة تركيا على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، حزب السلام والديمقراطية، وأن يفوز الحزب في المدن التي كانت أهدافا لحزب العمال الكردستاني من قبل.
كانت نهاية الصراع في البلاد في أعقاب عملية السلام التي بدأتها الحكومة قبل عام أسعدت كل الأتراك، بيد أن حزب العمال الكردستاني غير من تكتيكاته اليوم بهدف الانفصال بجنوب شرقي تركيا عن الدولة، لا من خلال حرب عصابات، بل ببناء قلاع له في الداخل. فالضغوط التي مارسها حزب العمال الكردستاني والتقارير التي روى فيها الأفراد شهادات عن إجبارهم على التصويت علنا للحزب في هذه المناطق في الانتخابات يدل على استمرار وجود تهديد غير عادي هناك.
إن الحكومة بحاجة الآن إلى سياسة ليبرالية منفتحة، تعترف بحرية وثقافة المدن الساحلية، سياسة لن تحاول إقصاءهم، وتؤكد أهمية الفن والعلوم والمرأة. يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن الحظر والمنع أو حتى الكلمات التي ترتبط بها يفهم منها أنها قمع وتشكل مبعثا على القلق.
وفي الشرق، فاز حزب السلام والديمقراطية، المعروف بتبنيه لهويته الكردية، بغالبية أصوات جنوب شرق تركيا. حزب السلام والديمقراطية حزب ديمقراطي ومن الطبيعي أن يفوز في مختلف انتخابات رؤساء البلديات، لكن غير الطبيعي هو أن يدعم حزب العمال الكردستاني، مشكلة تركيا على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، حزب السلام والديمقراطية، وأن يفوز الحزب في المدن التي كانت أهدافا لحزب العمال الكردستاني من قبل.
كانت نهاية الصراع في البلاد في أعقاب عملية السلام التي بدأتها الحكومة قبل عام أسعدت كل الأتراك، بيد أن حزب العمال الكردستاني غير من تكتيكاته اليوم بهدف الانفصال بجنوب شرقي تركيا عن الدولة، لا من خلال حرب عصابات، بل ببناء قلاع له في الداخل. فالضغوط التي مارسها حزب العمال الكردستاني والتقارير التي روى فيها الأفراد شهادات عن إجبارهم على التصويت علنا للحزب في هذه المناطق في الانتخابات يدل على استمرار وجود تهديد غير عادي هناك.
يجب علينا
أيضا أن نتذكر أنه باستثناء حزب العدالة والتنمية وحزب السلام والديمقراطية لم
يتمكن حزب آخر من الذهاب إلى تلك المناطق أو القيام بمسيرات انتخابية لأسباب تتعلق
بالسلامة البدنية.
يبدو أن المخطط الآن هو فصل الجنوب الشرقي عن تركيا باستخدام وسائل وأموال الحكومة التركية، وتسليم البلديات للمتعاطفين مع حزب العمال الكردستاني، من خلال إجبار السكان المحليين والمشاركة في الدعاية الشيوعية. وقد شهدت الأشهر القليلة الماضية مساعي لتعويد الشعب التركي على فكرة اللامركزية، باستخدام عبارات منمقة وحديث ضمني عن الحكم الذاتي. إنهم يحاولون التلاعب بالأفكار باستخدام مصطلحات من شأنها ألا تثير انتقادات واسعة النطاق، مثل «الحكم الذاتي الديمقراطي» و«الكانتونات». والهدف منها هو إضفاء الشرعية على حزب العمال الكردستاني تدريجيا في أعين الناس، وإشاعة انطباع بأن الحكومة في أنقرة هزمت. والهدف من ذلك على مستوى الأفراد حصول الحزب الذي يستخدم التهديد والبنادق على مزيد من الدعم، والهدف على مستوى المنطقة هو الوصول إلى نقطة الانفصال عن تركيا.
الانفصال يعني دائما السخط، لكن فكرة أن تنفصل منطقة تشكل جزءا من بلدك، لتخضع لسيطرة منظمة انفصالية، هي أمر يثير الفزع. لقد عانى الشعب الكردي من سياسات الاستيعاب التي فرضتها النخبة المتغطرسة المعروفة باسم «الأتراك البيض»، ثم اضطروا إلى مواجهة آفة الإرهاب. ولقد كشفت خريطة الانتخابات بشكل واضح عن نيات حزب العمال الكردستاني، وهذا هو الخطر الأكبر الذي تواجهه تركيا الآن.
يبدو أن المخطط الآن هو فصل الجنوب الشرقي عن تركيا باستخدام وسائل وأموال الحكومة التركية، وتسليم البلديات للمتعاطفين مع حزب العمال الكردستاني، من خلال إجبار السكان المحليين والمشاركة في الدعاية الشيوعية. وقد شهدت الأشهر القليلة الماضية مساعي لتعويد الشعب التركي على فكرة اللامركزية، باستخدام عبارات منمقة وحديث ضمني عن الحكم الذاتي. إنهم يحاولون التلاعب بالأفكار باستخدام مصطلحات من شأنها ألا تثير انتقادات واسعة النطاق، مثل «الحكم الذاتي الديمقراطي» و«الكانتونات». والهدف منها هو إضفاء الشرعية على حزب العمال الكردستاني تدريجيا في أعين الناس، وإشاعة انطباع بأن الحكومة في أنقرة هزمت. والهدف من ذلك على مستوى الأفراد حصول الحزب الذي يستخدم التهديد والبنادق على مزيد من الدعم، والهدف على مستوى المنطقة هو الوصول إلى نقطة الانفصال عن تركيا.
الانفصال يعني دائما السخط، لكن فكرة أن تنفصل منطقة تشكل جزءا من بلدك، لتخضع لسيطرة منظمة انفصالية، هي أمر يثير الفزع. لقد عانى الشعب الكردي من سياسات الاستيعاب التي فرضتها النخبة المتغطرسة المعروفة باسم «الأتراك البيض»، ثم اضطروا إلى مواجهة آفة الإرهاب. ولقد كشفت خريطة الانتخابات بشكل واضح عن نيات حزب العمال الكردستاني، وهذا هو الخطر الأكبر الذي تواجهه تركيا الآن.
ملاحظة:
هناك 3 تعليقات:
ان هدف الاحزاب الكردية في اجزاء كردستان هو الانفصال وتكوين دولة التي هي حلم الاكراد منذ قرن من الزمان وان الاتفاقات مع الحكومات العراقية او التركية هي حالة مؤقتة لرفع المطالب من الحكم الذاتي الى الفدرالية ثم الكونفدرالية واخيرا اقامة الدولة المستقلة .
لا أظن أن الحلم القديم الجديد للاكراد في العراق يتحقق في المنظور القريب وفي ظل هذه الفوضى الخلاقة التي تعيشها المنطقة والدول المجاورة وللمتتبع الاحداث السابقة والاحقة التي شهدتها المنطقة والعراق بالذات يجد أن المسألة الكردية كانت ولا تزال الورقة الراجحة للقوى الدولية والاقليمية في التحكم بالاوضاع وأن الاكراد لا يتعدوا من كونهم وعلى دوام الوقت كبش فداء لاية تفاهمات تتم وليس في ذهن اي من القوى المهيمنة على القرار الدولي منحهم حق أقامة دولتهم المستقلة ولاعتبارات عديدة يعرفها الجميع
نون
كان الله في عونكم ايها الاتراك الاصلاء وكان الله في عون تركيا من شر الانفصال ووفق قادتها وعلى راسهم الشهم اردوكان
إرسال تعليق