وجهات نظر
عبدالرحمن العبيدي
يشهد الشارع
العراقي هذه الايام هوس الانتخابات البرلمانية، ولأنه "العراق الديمقراطي
الجديد"، كما يحلو للطائفيين والفاسدين وأنصاف المتعلمين أن يُسمّونه، فإنَّ مشهد
الحملات الانتخابية للمرشحين تبدو وكأنها (عرس الواوية) بحسب اللهجة العراقية،
وتعني (عرس الثعالب – ومفردها (واوي - ثعلب) ومؤنث الثعلب تسمى (ثعالة أو ام عويل).
الانتخابات في
العراق وحملاتها الانتخابية والترويج عبر الصور والبوسترات والتصريحات والشعارات
والتجمعات والمهرجانات الانتخابية وما ترافقها من أكاذيب وتلفيقات وعمليات تسقيط
للخصوم بل وحتى التصفية الجسدية وكذلك عزل مدن بإغراقها بالمياه او استهدافها
عسكريا، من أجل الظفر بمقعد البرلمان وأمتيازاته ك (امتيازات أم عويل)، لم تشهدها
أي دولة من دول العالم المتقدمة والنامية.
وهي الفريدة في
قوانينها المفتوحة التي تحمل اكثر من تفسير، وعمليات استبعاد وقبول المرشحين حسب
الموالاة والمحسوبية والتأثير، وغرائب ومهازل لاوجود لها الا في نتخابات العراق مثل:
بالرغم من
هامشية مجلس الرئاسة وفشل رئيس وأعضاء السلطة التنفيذية في أدائهم الامني والخدمي
وهزالة الاداء الرقابي والتشريعي لرئيس واعضاء السلطة التشريعية ، الا أن الجميع
رشحوا للانتخابات، حتى الفاشلين في الحصول
على مقعد في الدورة السابقة، ماعدا مام جلال لحالته الصحية، ومن صدرت ضدهم قرارات
الاستبعاد. وهذا يعني أن لا أحد من هؤلاء يمتلك الغيرة و يشعر بالخجل من ناخبيه
وابتعد عن المشاركة أو ابتعد عن العمل لمراجعة حساباته.
وكذلك أن
الحملات الانتخابية في العراق هي الوحيدة في العالم يترشح لها اكثر من فرد من عائلة
واحدة مثل عائلة أبو أسراء وابن أخيه وصهريه، وصالح المطلك واخوانه والكربولي
واخوانه وعتاب الدوري وزوجها ومعين الكاظمي وزوجته. والدعاية الانتخابية في العراق
الرائدة في الترويج بتبني سفك الدماء حسب نظرية الفتلاوي 7 مقابل 7 وقيادة المعارك
ضد الشركاء في الوطن بالمهاترات (المشعانية) ومطالبات الدم بالدم لولي الدم.
ومن غرائب
الأنتخابات وحملاتها المحمومة أن الغالبية ممن كانوا في الحكومة والبرلمان يرفعون
شعار التغيير، فرئيس البرلمان النجيفي يدعو أهل السنة للمشاركة في الانتخابات لأجل
التغيير، وهو كان على رأس أعلى سلطة ولم يستطيع ان يغير شيئا، فياترى من هو
المطلوب تغييره أولا رئيس الحكومة الذي لم يجد من يقف بحزم أمامه ويحاسبه على
أدائه الفاشل الفاسد ويعزله فاستهتر وعربد، أم رئيس البرلمان الذي كان ضعيفا خانعا
لم يستطع استجواب موظف صغير من المحسوبين على رئيس الحكومة ولا حتى حماية نفسه
وموظفيه وأعضاء كتلته.
وكذلك تنفرد
حملاتنا الانتخابية بإقامة أمسيات لاختيار ملكة جمال المرشحات ، ولا ندري لربما
ستكون هنالك أمسية لاختيار super voice البرلمان أو أمسية لاختيار أجمل عمامة أو بوشية (نقاب).
إن عملية
الانتخابات هي جزء من المهزلة الكبرى التي يسمونها العملية السياسية الى جانب
الدستور، والامر لا يخضع لنتائج صناديق الاقتراع كونه سيحسم حسب التوافقات الدولية
والاقليمية وما هذه الاسماء التي تدعي تمثيلها للشعب الا مجرد وسيلة لاحول لها ولا
قوة فاقدة للارادة وهي بالاساس تبحث عن مصالحها الضيقة في مايسمى انتخابات .
وكل انتخابات
وواويتنه وواوياتنا بكروش أكبر واوداج أعرض واعراس أبهر.
هناك تعليق واحد:
لقد اجتهد علماء الامة في بيان خيرها من عدمه فلكل ذي علم رأيه والاخوف من الله لايضيع امانة العلم ...
لقد افادنا الشيخ في رده المنطقي فضلا الى معرفتنا المسبقة بحذاقة المفتري على الله والعراق
إرسال تعليق