موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 7 أبريل 2014

أين تقف حدود الأمن الإيراني؟


وجهات نظر
نزار السامرائي
إيران شأنها شأن (إسرائيل) تصر على عدم رسم حدودها السياسية مما يدعو إلى إثارة مخاوف مشروعة للدول المجاورة في أن عدم وضوح الحدود قد يعني خططا لابتلاع المزيد من أراضي دول الجوار وضمها إلى ممتلكات الكيان التوسعي سواء كان في إيران أو في (إسرائيل).
ويسجل علماء التاريخ أن الفرق بين (إسرائيل) وإيران واضح وجلي تماما، فالأولى تستند على أساطير وأكاذيب فاضحة روجت لها الحركة الصهيونية العالمية عن أن فلسطين هي أرض الميعاد، وهذا ما لم تؤكده بحوث المؤرخين المنصفين الذين يقرأون التاريخ كما حصل فعلا وليس كما يتمنى من يريد تحريفه لغايات لا صلة لها بمسار الأحداث ولا بالوقائع المثبتة على الأرض.

أما إيران فقد تبنت دينا فارسيا جديدا بُنيت قيمه على كراهية كل ما هو عربي وحقنته بأحاديث منتحلة ونسبتها إلى أئمة المذهب الجعفري الاثني عشري، وأرادت من ذلك نسخ الدين الإسلامي الحنيف وتحريفه أصولا وفروعا، وذلك من خلال إدخال عقائد ومعتقدات دخيلة عليه لم يعرفها مسلمو المدينة المنورة عاصمة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه ولا عرفتها مكة المكرمة في بداية الدعوة المحمدية، وذهبت إيران إلى هذا الخيار إلى حدود غير متخيلة من أجل تثبيت أركان إمبراطورية فارسية عرقية متزمتة، تستمد أصولها من تقاليد الدولة الساسانية وما حمله ورثتها الذين أصابتهم خيبة أمل لانهيار إمبراطوريتهم المترامية الأطراف والراسخة الجذور على أيدي رجال فرسان لا يحملون إلا سيوفهم وشجاعتهم وببضع تمرات في جيوبهم لسد الرمق ومواصلة القتال حتى نيل إحدى الحسنيين.
ولكن ما بات معروفا حتى من قبل البسطاء من الناس، أن المشروعين الصهيوني والإيراني مشروعان يستندان على فكرة عقائدية بصرف النظر عن رأينا في صوابها أو بطلانها، ويلتقيان على فكرة أساسها التوسع في الاتجاهات الأربعة، ومع أن إسرائيل وضعت حدا عقائديا وتاريخيا مزعوما لحدودها الدولية كما نصت المفاهيم التوراتية والتلمودية على أن حدود إسرائيل من النيل غربا إلى الفرات شرقا ويصطدم بحواجز جوهرية منها أنه طارئ على المنطقة ومشروع "كولونيالي" أي إجلائي استيطاني وهو غريب عليها قوميا ودينيا، إلا أن أحدا من خبراء الجغرافيا السياسية أو علماء التاريخ لا يستطيع أن يرسم حدودا معلومة لإيران الولي الفقيه لأن حدودها مطاطية لا تريد التوقف عند حد وقد أجهدت الزعامات الدينية الإيرانية نفسها لإدخال كراهية العرب وجعلها جزء من أصول الدين الإيراني وهو أمر متعارف عليه بما يطرحه التشيع من شعارات ذات جذور فارسية في موضوعي الولاء واللعن.


 وجاء في الدستور الإيراني الذي أقر بعد وصول الخميني إلى السلطة في إيران، في الفقرة 16 من المادة الثالثة إن "تنظيم السياسية الخارجية للبلاد على أساس المعايير الإسلامية والالتزامات الأخوية تجاه جميع المسلمين، والحماية الكاملة لمستضعفي العالم"، وهذا معناه أن إيران منحت نفسها حقا في تمثيل من تسميهم "بالمستضعفين" في كل أنحاء العالم وهذا مد للولاية الإيرانية باسم الدين ثم لتتحول مع الوقت إلى ولاية تستند على الجغرافية، ولما كان الأصل في مساعي إيران إثارة الأزمات في الوطن العربي والعالم الإسلامي لأنها على سبيل المثال لن تستطيع التحرك على مستضعفي الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي خشية اتهامها بالإرهاب، ولهذا فهي تتحرك وتغدق بكل أشكال الدعم العسكري والمادي على تشكيلات عسكرية وشبه عسكرية لتحريكها استنادا إلى مصلحة إيرانية محضة ومن حقنا والحال هذه أن نفترض أن الهدف الرئيس من المادة الدستورية آنفة الذكر بهو التأكيد بأن حدود إيران تمتد إلى آسيا وأفريقيا وتتجاوزها متى ما شعرت إيران أنها قادرة على التأثير في المناطق الأخرى من العالم.
 أما المادة الحادية عشرة من الدستور الإيراني فقد ورد فيها النص التالي "يعتبر المسلمون أمة واحدة، وعلى حكومة جمهورية إيران الإسلامية إقامة كل سياستها العامة على أساس تضامن الشعوب الإسلامية ووحدتها، وأن تواصل سعيها من أجل تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم الإسلامي"، وإيران هنا تريد أن تستغفل مسلمي العالم بشعارات وردية ولكنها تنطوي على نوايا سوء لا مثيل لها فضلا عن أنها تريد حذف دور شعوب العالم الإسلامي في اختيار النظام السياسي والاجتماعي الذي يناسبها، وكذلك تريد أن تنوب عن حكوماتها في إدارة شؤونها،  بل نصبت نفسها قيما عليها ترسم لها ما تشاء وترفض لها ما لا تريد طهران وليس هذه الشعوب، وهذا المنطق المنحرف الذي دفع المدرسة السياسية الفقهية إلى تشريع الدستور الإيراني، والذي يجعل من الولي الفقيه المطلق الولاية حاكما باسم حاكمية الإسلام على جميع مسلمي العالم بصرف النظر عن انتماءاتهم المذهبية، بعبارة أخرى إنه يريد أن يحكم مليار ونصف مليار مسلم على الرغم من أن ولاية الفقيه لم تثبت أقدامها حتى الآن في قم نفسها.
من هذه النصوص الدستورية وغيرها كثير من التصريحات الرسمية لكبار المسؤولين الإيرانيين وغير المسؤولين من المعممين والسياسيين والعسكريين، نستطيع فهم ما جاء على لسان نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد غلام علي رشيد، من تصريحات أكد فيها أن بلاده تساند سوريا بلا حدود لأنها تمثل جبهة الدفاع الأمامية عن الثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية على حد وصفه، وأكد أن سقوط النظام في سوريا سيعني بداية للإطباق على إيران وجرها إلى حرب مفتوحة على كل الاحتمالات، فإيران التي تقلبت كثيرا في تفسير تدخلها المباشر في الشأن السوري وبثقل استثنائي استقرت على الإعلان الحقيقي عن أسباب وقوفها إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد وهو الدفاع عن حدود أمنها القومي وليس الدفاع عن مقام السيدة زينب أو غيره من المراقد المتناسلة وفق ما تقتضيه حاجة توسيع التدخل الإيراني، فهو يحدد الاستراتيجية الإيرانية انطلاقا من المنطقة ثم لتنطلق منها إلى سائر البقاع ما لم تصطدم بالرادع القوي الذي يوقفها عند حدودها الحالية.
وأسترسل غلام علي رشيد في تحليلاته مبررا وجود الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ومعربا عن قلق بلاده من سقوط نظام الرئيس السوري فيما لو لم تقدم إيران الدعم له، معتبراً أنه لو حدث ذلك فإن حزب الله اللبناني سيكون هو الصفحة الثانية من خطة تطويق إيران عن طريق قطع أذرع الأخطبوط الذي زرعته في لبنان وسوريا، ثم ينتقل الدور إلى حكومة نوري المالكي حليفة إيران، وهذا ما كان سيجعل وضع إيران صعباً في خيارات المواجهة.
الاستراتيجية الإيرانية لم تعد خافية على أحد وخاصة دول الخليج العربي الطرف الأكثر شعورا بمخاطر التوجهات الإيرانية المنفلتة عن عقالها، ولكن ما ينقص العرب وجود استراتيجية مضادة لحماية الأمن القومي العربي من الأخطار المحدقة بالأمة العربية، وتستطيع المملكة العربية السعودية ومعها مجلس التعاون الخليجي حتى في حال عدم تجاوز أزماته الداخلية، لعب الدور الكبير وخاصة إذا ما ارتقت علاقاتها مع مصر إلى مستوى استراتيجي فعال يأخذ بنظر الاعتبار أن الضمانات الدولية التي كانت الولايات المتحدة تقدمها لمنطقة الخليج العربي قد تبخرت مع أول ارتفاع لدرجة حرارة العلاقات الإيرانية مع الولايات المتحدة خصوصا والغربية عموما، إن الوقت ليس وقت وقوف عند الخلافات البينية فالخطر قادم ولن تستقر إيران إلا عندما ترى قبضات عناصر الحرس الثوري وهي ترتفع في المسجد الحرام وشعاب مكة والمسجد النبوي بالهتاف للولي الفقيه وأخذ البيعة له هناك كما حاولت عام 1987.


هناك تعليق واحد:

خليل الياس مراد يقول...

ايران بعد اسقاظ الشاة بالحركة الدرامية المعروفة اونزول خميني من الطائرة التي اقلته من باريس كان قد اتفق مع الولايات المتحدة والصهيونية وممثل عن حلف الناتو على تنفيذ مخطط امريكي بضرب العراق مقابل اطلاق مشروعها الاسلامي في الشرق الاوسط ولعب هذا النظام ادوار خبيثة في خلق الاضطراب وعدم الاستقرار في المنطقة ..وبعد غزو واحتلال العراق عام 2003 تصاعد الدور الاقليمي الايراني في الخليج والمشرق العربي وطرحت مشروعها الاسلامي شرق اوسطي مقابل المشروع الامريكي للشرق الاوسط الكبير والمشروع الصهيوني الشرق الاوسط الجديد ومنذ ذلك التاريخ هناك توافقات سياسية وتوزيع ادوار بين هذة الاطراف لشل النظام القومي العربي ونشر النماذج الطائفية في لبنان وسوريا ومناطق في البحرين والسعودية والعراق واليمن وغيرها ورغم الخلافات الظاهرية الامريكية الايرانية حول المشلروع النووي الايراني والتدخل الايراني في المنطقة الا ان التدلائل تشير ان الى وجود اتفاقيات سياسية واستخبارية امريكية وايرانية لخدمة المصالح الامريكية .

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..