موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 24 أبريل 2014

إيران ومشروع "تأميم" المسلمين!


وجهات نظر
غسان مفلح
مع قيام الجمهورية الإسلامية "المباركة"، دخلت مسألة ولاية الفقيه في القانون الأساسي للدولة في تطور تاريخي جديد لهذه المسألة..
حيث ورد في مقدمة الدستور اعتبار القيادة بيد الفقيه، وأنه ضمانة عدم الإنحراف للأجهزة المختلفة في نظام الجمهورية ووظائفها الأصلية.. ورد في المادة الخامسة: في زمن غيبة الإمام المهدي، تكون ولاية الأمر وإمامة الأمة في جمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه العادل المتقي، البصير بأمور العصر، الشجاع القادر على الإدارة والتدبير.

الفقيه بوصفه نائب عن الامام الغائب الذي طالت غيبته. الولي الفقيه معصوم تماما كبابا الفاتيكان وكالامام الغائب تماما. اولياء فقيه صغار موزعين في اماكن تواجد الشيعة في العالم. انطلاقا من العصمة السياسية يمكن أن يكون ميشيل عون وليا فقيها!! أو بشار الاسد أو نوري المالكي.
هذا ملخص الاستناد الفقهي في المشروع الايراني في المنطقة. حيث لايمكن لولاية الفقيه أن تستقيم، وأن يتم الحديث عن مواطن ايراني فقط.
ولاية الفقيه تتحدث عن مسلم بالمطلق. المعادلة بسيطة جدا، أن تقول وليا فقيها، معنى ذلك ان تقول "أمة" اسلامية وليست إيرانية، أن تقول "رعية" اسلامية وليست "رعية" إيرانية.
هذه تمر بمرحلتين: المرحلة الأولى تأميم الشيعة في العالم إيرانيا كمرحلة اولى. ثم الانطلاق لتأميم المسلمين عموما كمرحلة ثانية.
الامام النائب والذي هو الولي الفقيه، وبانتظار عودة الامام المنتظر، يمتلك العصمة في شؤون الدين والدنيا، ومن ضمنها العصمة السياسية. لهذا يتحول الشيعة بالتدريج إلى جنود- الله- كناية عن جنود الولي الفقيه. ويجب في نهاية المطاف أن يصبح جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم شيعة خمينيين.
من يراجع النظام الداخلي للكنيسة الكاثوليكية، يجده موجودا في عمارة ولاية الفقيه الخمينية. مع فارق جوهري واساسي، أن بابا الفاتيكان لا يتدخل في الامور الدنيوية، وجوده عبارة عن رمز لاستمرار المسيحية بنسختها الكاثوليكية. لهذا ليس لديه مشاريع سيطرة لتأميم كل المسيحيين في العالم. لا يمنع البعثات التبشيرية للطوائف والاديان الاخرى في صفوف الكاثوليك. بينما الولي الفقيه في قم، يرسل بعثاته التبشيرية محملة بالكراهية، ويمنع على المواطن الايراني ليس فقط أن يستقبل بعثات تبشيرية من طوائف أخرى أو أديان أخرى، بل يمنع عليه أن يمارس طقوسه الدينية بشكل علني. اضافة أن الحريات العامة والفردية في إيران تكاد تكون مقولبة بما لا يتعارض مع هذه الولاية.
في آخر حديث لخامنئي، بوصفه ولياً فقيهاً، اعتبر أن "المساواة الجنسانية بين المرأة والرجل" من اقاويل الغرب الخاطئة تماماً. واضاف، ان المساواة لا تعني العدالة دوما، فالعدالة حق على الدوام، إلا أن المساواة تكون "حقا" أحياناً و"باطلاً" احياناً أخرى. وقال المرشد الإيراني "الأعلى" إن الرؤية المادية للوجود والعالم، أدت إلى الانحراف العميق في افكار الغرب تجاه المرأة، مؤكدًا ضرورة عدم اعتماد كلام الغربيين النمطي بغية عدم الوقوع في الخطأ في ما يخص قضية المرأة.
أما على مستوى الحريات العامة فيمكن لكل متتبع ان يعود لانتفاضة 2009 للشعب الايراني من أجل الحرية، وما فعل بها الحرس الثوري الايراني من قتل واعتقالات رغم سلميتها. انطلاقا من هذه البداهات، لا يمكن لمشروع ولاية الفقيه إلا ان يكون عنصريا وطائفيا.
ما نشاهده من ألاعيب على المستوى السياسي، ليست سوى محاولات للتقدم أكثر فأكثر نحو تحويل قم إلى فاتيكان لكل الشيعة في العالم كخطوة أولى.
كيف يمكن أن تمر هذه الخطوة؟
أولا لابد لها من غطاء دولي، يتنازع عليه الآن مع بعض قوى المجتمع الدولي.
ثانيا لابد من حملة تجييش طائفية تستعيد كل ما يلزم من ادوات ايديولوجية، لاجل اشعال المخيال الشيعي بكراهية ضد بقية المسلمين أولا وبقية الاديان ثانيا.
هذا يبقى كلام في الهواء ما لم يترافق مع تمويل مالي ضخم ينشئ مؤسسات داخل التواجد الشيعي في العالم، مرة حسينيات ومراكز دراسات، ومرة أحزاب الله في لبنان والعراق والسعودية والبحرين..
من يغطي هذه الاموال؟
النفط الايراني وعلى حساب الشعب الايراني ذاته.
في الثورة السورية تحولت إيران منذ الاول إلى شريكة في قتل شعبنا. ولا زال هنالك من يسأل:
لماذا كان موقف إيران هكذا؟
لماذا لم تستمع لصوت المستضعفين من الشعب السوري؟
تعتقد ولاية الفقيه أن نظام الاسد هو قاعدة صلبة لنفوذها ولمشروعها. علما أنها في حال بقي الاسد ستتلقى صفعة مدوية. لأن الاسد حتى اللحظة هو من يستخدم إيران، وليس العكس كما يبدو لبعض المراقبين. السبب أن إيران تخسر كلما ضعف الاسد. إيران تخسر أكثر فأكثر ودون أي مردود. من يعتقد أن إيران قادرة على قلب نظام الاسد يكون واهماً. نظام الاسد منذ تأسيسه عينه على تل ابيب والاخرى على واشنطن. ما تبقى هو لاستمكال اللعبة.


إيران الملالي الطرف الوحيد الذي لن يجن من قتله الشعب السوري سوى الخيبة. رغم انها حاولت منذ عام 1990 أن تشكل حاضنتين اقليميتين لمشروعها: حاضنة سنية تحت شعار فلسطين، ودعمت كل التنظميات الارهابية في العالم المحسوبة سنية كالقاعدة. وفتحت خطوطاً مع اخوان مصر والاردن وفلسطين. دعمت حركة حماس. هذا على المستوى الاسلامي العام وعلى المستوى الشيعي الخاص استطاعت أن تجند اكثرية شيعة المنطقة في خدمة اجندتها، وخاصة في العراق بزعامة المالكي وقادة الميليشيات هناك، وفي لبنان بقيادة الولي، الصغير فقهياً، والكبير، كمخبر لإيران، حسن نصر الله.
مشروع الولي الفقيه مشروع فتنة. وهو من يتحمل مسؤولية ما يعرف بالحرب الشيعية/ السنية، كما يحلو للبعض تسميتها، مع أنها حرب إيرانية من أجل مناطق نفوذ. والسبب أن السنة ليس لديهم ولي فقيه. فرغم كل ما تفعله إيران ومافعلته بشعبنا السوري واللبناني واليمني.. لا زلت تجد اطرافا سنية تابعة لها. والعكس غير صحيح.
لهذا، وحتى تعود إيران دولة طبيعية عليها أن تتخلى عن العصمة الدنيوية للفقيه بشقيه السياسي والمدني. أما مادام في قم حاكم باسم الولاية فالفتنة مستمرة بأشكال عدة.

ملاحظة:
نشر المقال هنا.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..