موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأربعاء، 23 أبريل 2014

احتلال العراق حطَّم الامن العربي

وجهات نظر
خليل الياس مراد
نتج عن احتلال العراق اختراق امريكي لامن النظام العربي لاول مرة، رغم  تاثير السياسات الامريكية في المنطقة منذ عدة عقود، ولكن المنطقة كانت عصية على تطبيق المشروع الامريكي الاقليمي، بفعل الدور القومي لقيادة النظام الوطني في العراق، فاصبحت المنطقة العربية مهددة بتبعية للامن القومي الامريكي والغربي بلا منازع.

تحقق ذلك من خلال ثلاث مهددات تمثل أولها في تزايد اهمية مصادر التهديد غير التقليدية للامن العربي، اذ اصبح العراق قاعدة معادية ضد توجهات الامة العربية القومية والوحدوية. وثانيها اقامة نموذج طائفي على غرار النموذج اللبناني وتعميمة في اقطار عربية اخرى. وثالثها تنامي الهيمنة الامريكية على النظام العربي والاعداد لدمج الكيان الصهيوني بالنسيج السياسي العربي وبناء جسور ثقة بين الكيان (لاسرائيلي) والأقطار العربية. وبالتالي صياغة مفهوم جديد للنظام العربي.
وترتب على الاحتلال من ناحية اخرى انهيار العراق كقوة قومية كان لها شأن في قضايا الوطن العربي، وادى ذلك الانهيار الى بروز دور متصاعد لايران وتركيا على حساب الامة العربية، ولاسيما في المشرق والخليج العربي.
وازداد الوزن النسبي للدولة القطرية العربية التي كانت مقيدة الى حد ما في مرحلة الصعود القومي، حيث كان لعراق ما قبل الاحتلال دور بارز في منع بروزها كقوى مؤثرة في تعاملاتها العربية. اذ كثيرا ما تم اغفال التوجهات القطرية على الصعيد العربي في حالات تفاعلها مع التوجهات الغربية.
وادى هذا، من ثم، الى بروز حركات الاسلام السياسي المدعومة من الولايات المتحدة وبعض حلفائها من عرب الخليج، رغم ان هذه الحركات كانت محل اهتمامات امريكية منذ الغزو السوفيتي لافغانستان عام 1979. ولكن لم تبرز بصورة فعلية ويطلق عنانها الا بعد انهيار العراق العربي. واستثمرت هذا الظهور الاداراة الامريكية لخدمة اهدافها بتهميش القضايا العربية وعدها قضايا ثانوية. اذ تمكن بوش الصغير ان يحول العراق بعد احتلال قواته الى ساحة صراع مفتوحة مع القاعدة. ودفع العراق ثمنا غاليا في انهيار امنه الداخلي منذ عام 2004 وحتى اليوم. وتزايد العنف الداخلي المذهبي بعد احداث سامراء عام 2006 التي قتل فيها (27594) عراقيا واستمر العنف بمستويات مختلفة ولاسيما بعد ان دخلت ايران الى العراق ودعمها ميلشيات متعددة بالمال والسلاح والتي نفذت مخططات ثأرية خطيرة بقتل العسكريين الوطنيين والعلماء ورجال الدين واحدثت تخريب بنيوي واجتماعي في جميع مناطق العراق.
ان تدخل ايران في العراق كان امرا مخطط له منذ ان كشفت الولايات المتحدة عن نواياها بتوجبه ضربة عسكرية للعراق عام 2002، إذ شكّلت ايران بأمر من المرشد الاعلى لجنة خاصة لوضع ستراتيجية امنية وسياسية للعراق. وحددت اهدافها بترسيخ النفوذ الايراني ومنع ظهور عراق ذو توجه عربي من جديد وضمان نظام سياسي موالٍ لها...
ونجحت ايران، بعد الاحتلال، في تأمين نفوذها متفقة مع واشنطن في استثمار نتائج العملية السياسية خدمة لمصالحها واقامة حكومات صفوية مدعومة سياسيا ودبلوماسيا. واجرت ايران اتصالات مع جماعات مسلحة عن طرق الحرس الثوري ووضعت الخطط لتشكيل ميلشيات مدعومة بالسلاح والمال، فجَّرت العنف الطائفي عام 2005 ..
وسكتت الولايات المتحدة عن توسع النفوذ الايراني منذ حكومة ابراهيم الجعفري والذي تصاعد  بصورة خطيرة في عهد نوري المالكي الذي نقل العلاقة الى مستوى التحالف والى تهديد الأقطار العربية والتدخل في شؤونها اذا لم توقف (دعمها) لاطراف عراقية معادية لحكومته.
وصاغت ايران رؤية لتامين مصالحها في منطقة الخليج العربي وفي سوريا ولبنان عندما طرحت المشروع الاسلامي/ الشرق الاوسطي. البديل للوطن العربي الذي يقوم على تحويل ايران الى قوة اقليمية عظمى، وفق توافقات مع الولايات المتحدة. مثلما طرحت الادارات الامريكية رؤيتها بشأن تهديدات الامن القومي الى المستوى الاقليمي في تعاملها مع النظام العربي بطرح مشروع النظام الاقليمي للشرق الاوسط الكبير الذي عدَّته فرصة لاحكام هيمنتها على المنطقة، وعدَّت الارهاب الخطر الاساس الذي يهدد الامن الامريكي والذي يتطلب تعاونا دوليا،  الى جانب خطر التلويح باسم اسلحة  الدمار الشامل في سورية وايران، وهذا ما اتضح في تعامل واشنطن مع سوريا خلال السنوات القليلة الماضية. اذ ترى ان سورية تقدم لايران جسرا تنفذ منه الى مشكلة عربية تقليدية، سواء ازاء الفضية الفلسطينية او العراق، او عن طريق التهديد باستخدام القوة، وكان الهدف المشترك الامريكي الايراني هو منع الاستقرار في المنطقة باستغلال الطائفية لغايات سياسية. وهذا يعني عدم الاهتمام بقضايا المنطقة وتزايد توجه الهيمنة على الوضع العربي بمزيد من التدخل في القضايا العربية.


هناك تعليقان (2):

Issam A Hameady Btoush يقول...

احتلال العراق اعاد العرب جميعا الى عصا الطاعة العمياء

Adnan Sleman يقول...

لأنهم يعلمون ان أس بناء الامن العربي بناء حقيقيا هو عراق صدام و ليس غيره قطعا..

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..