موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 23 يناير 2012

معارك التحرير الكبرى

  استذكاراً لبطولات الجيش العراقي الأصيل في معارك التحرير الكبرى، اختصَّنا الفريق عبدالله المؤمن بهذه المقالة المهمة التي تروي جانباً من تلك المعارك التي شهدتها الحرب العراقية الإيرانية خلال الفترة من أبريل/ نيسان 1988 وحتى يوليو/ تموز 1988.
ويركِّز الفريق المؤمن في هذه المقالة على معركتي الفاو وتوكلنا على الله الرابعة التي كان له شرف المساهمة الميدانية فيها.




من مآثر الجيش العراقي الباسل في الحرب العراقية الايرانية
معركتي الفاو وتوكلنا على الله الرابعة


جنديان عراقيان في إحدى المقرات الإيرانية خلال إحدى معارك التحرير الكبرى


الفريق عبدالله المؤمن

 
المقدمة
على جبهة واسعة مترامية الاطراف ومتباعدة تفصل بينها مئات الكيلومترات سابقت قطعات الجيش العراقي الباسل سرعة الريح وكانت حراب العسكريين الشجعان قد بدأت بتمزيق مواضع العدو الفارسي من اتجاهات ومحاور متعددة وبأوقات قياسية غير معتادة، وبدأت صفحات المعركة تتداخل واحدة بعد الاخرى في جبهات متعددة بين الحدود العراقية –الايرانية .
بدأت رؤوس العدو تركل باقدام ابناء الجيش العراقي الباسل وسحب العدو الايراني أذياله مهزوماً، وتسابقت الدبابات والمشاة الراجل لتمزق أوكار الايرانيين وماهي الا ساعات حتى انتزعت مناطق متعددة من براثن العدو، واندفعت القطعات العراقية وفق الخطة بالتزامن مع عمليات مشتركة وبدأت المواضع المعادية تنهار واحدا تلو الآخر... انها معركة توكلنا على الله الرابعة .
ولكي أسرد الحقائق عنها كوني أحد شهودها الحقيقيين من قلب الحدث وفي صفوفه الامامية، لابد لي من سرد تاريخ لايمكن أن ينسى ليبقى خالدا في ذاكرة الاجيال القادمة ليتعرفوا على جيشهم العراقي الباسل .

الموقف العام
تمكن الجيش الايراني من احتلال مثلث الفاو في العام 1986 نتيجة عوامل متعددة، وقامت قطعات الجيش العراقي الباسل بشن هجمات مقابلة على القوات الايرانية لغرض تثبيته ومنعه من التوسع والتقدم باتجاه ام قصر الميناء الحيوي العراقي .
وجرى العمل وفق توجيهات القيادة العسكرية العليا لإنشاء دفاعات ميدانية على شكل نصف دائرة تحيط بمثلث الفاو مؤلفة من ثلاث خطوط، وكما يلي:
الخط الاول والثاني: مؤلف من قطعات المشاة .
الخط الثالث: مؤلف من القطعات المدرعة والآلية .
كانت الخطوط الدفاعية مسندة بثلاث خطوط من مدفعية الميدان، المدفعية المتوسطة، المدفعية الثقيلة، صواريخ ارض ارض.
كانت مسؤوليتي كقائد لتشكيل الايوبي الدفاع عن الفاو منذ الايام الاولى من المعركة مع باقي اخواني من ابناء الجيش العراقي الباسل .

أهداف الجيش الايراني
كانت اهداف الجيش الايراني من احتلال مثلث الفاو احتلال مدينة البصرة كهدف سوقي استراتيجي للاسباب التالية:
 أ.توفر منابع النفط الغنية .
ب.منفذ بحري لصادرات وواردات العراق .
ج.نقطة انطلاق باتجاه محافظات العراق الاخرى .
د. احتلالها يسبب قطعها اقتصاديا مع كافة دول الخليج .
ه.نقطة انطلاق لدول الخليج الاخرى .
و.احتلالها يؤثر معنويا على العرب كافة .

فعاليات الجانب الايراني
استمر العدو الايراني القيام بفعاليات متعددة لغرض تحقيق اهداف اخرى وتعزيز معنويات قطعاته وفي اتجاهات مختلفة وكما يلي :
أ.بعد 10 اشهر من احتلال مثلث الفاو شنَّت ايران هجومها الثاني في كانون الاول 1986 على محورين، الاول باتجاه شلهة الاغوات – الشلامجة  شرق شط العرب، والمحور الثاني باتجاه جزيرة ام الرصاص جنوب قضاء ابو الخصيب، وكان الهدف هو احتلال مدينة البصرة من جهة الجنوب الغربي ولكن قطعات الجيش العراقي الباسل في الفيلقين الثالث والسابع كانت على اتم الاستعداد لمواجهة هذا الهجوم والقضاء عليه دون ان يحقق اي موطئ قدم وتكبد الجيش الايراني خسائر جسيمة بالاشخاص والمعدات.

خارطة تبيِّن جغرافية محافظة البصرة
ب.في الاسبوع الاول من شهر كانون الثاني 1987 شنَّت ايران هجومها الثالث على قطعات الفيلق الثالث (الفرقة 11 ) في منطقة الشلامجة من اتجاه المنطقة المغمورة بالمياه، وتمكنت من اكتساح دفاعات اللواء 45 والتوغل شمالا باتجاه بحيرة الاسماك، ودارت معارك عنيفة بين الطرفين في منطقتي نهر الدعيجي ونهر جاسم.
وكان لتشكيل الايوبي، الذي تشرَّفت بقيادته، شرف الاشتراك في الهجوم المقابل على مواضع اللواء 45 ومواضع العمق على نهر الدعيجي في منطقة عتبة التي احتلها العدو الايراني. وقد تمكنت قطعات الفيلق الثالث وقطعات الحرس الجمهوري من ايقاف هجوم العدوعلى نهر جاسم.
مما تقدم اتضح ان هجوم العدو على جزيرة ام الرصاص كانت غايته جسَّ النبض لفحص قدرات الجيش العراقي .

استعدادات الجيش العراقي
بعد الهجمات الايرانية المذكورة اعلاه قرَّرت القيادة العراقية القيام بالاستعدات المختلفة تمهيدا لتحقيق هجوم مباغت وتدمير وطرد العدو الايراني من الاراضي العراقية، ومن بين تلك الاستعدادات مايلي :
أ.اعادة التدريب للقطعات الماسكة للموضع الدفاعي بإخراج لواء من كل فرقة بشكل دوري لمدة اربعة اشهر بالاستفادة من معلمي كلية الاركان والقيادة للاشراف والمعاونة في التدريب واعادة التنظيم، على ان يشمل كافة الالوية الماسكة للموضع الدفاعي لمدة سنة على اقل تقدير ليتسنى للجميع التدريب .
ب.القيام بالمناورة ونقل القطعات من قواطع الفيالق الثالث والرابع والسابع في البصرة والعمارة الى قاطع الفيلقين الاول الخاص والفيلق الثاني وإكمال التحشد .
ج.تامين مستلزمات المعركة الادارية من الذخيرة والارزاق والوقود والجهد الطبي .
د.مسح العمق الايراني لغاية 200 كيلومتر بواسطة القوة الجوية بغية تحديد تواجد قطعات العدو الاحتياط واماكن انفتاح المدفعية .
ه.اجراء الاستطلاع الشخصي من الجو بواسطة الطائرات السمتية المسلحة لقادة الفرق وآمري التشكيلات وآمري الوحدات .
و.تحديد الاهداف للقطعات حتى مستوى التشكيلات.
ز.تأمين وسائل القيادة والسيطرة .
ح.إعداد الخطط النارية للهجوم .
ط.تحديد واجبات القوة الجوية، التي تضمَّنت تأمين السيادة الجوية وقصف احتياطات العدو بالعمق ومنعها من الاشتراك بالمعركة .
ي.تحديد واجبات طيران الجيش، التي تضمنت التعاون الفعّال مع القطعات المدرعة والآلية .

حجم القطعات المشاركة
شاركت القطعات التي خطط لها لخوض المعركة وكما يلي:
أ.أكثر من 200 الف جندي .
ب.أكثر من 1500 دبابة .
ج.أكثر من 2000 ناقلة اشخاص مدرعة .
د.أكثر من 2000 مدفع مختلف العيار .
ه.جهد كافة قواعد القوة الجوية العراقية.
و.جهد كافة أجنحة طيران الجيش (الطائرات المروحية) .

سير المعركة
أ.في نيسان 1988 شنت قطعات الجيش العراقي الباسل هجوما صاعقا على ( شبه جزيرة (مثلث) الفاو) وبسرعة الريح، وبمدة قياسية دامت 36 ساعة تمكنت من تحرير الفاو .
ب.بعدها بفترة قصيرة شنَّت قطعات الجيش العراقي الباسل هجوماً آخراً في قاطع (الشلامجة - مخفر زيد - كشك البصري - حقول مجنون)  وحرَّرت كامل الاراضي العراقية المحتلة في قاطع شرق البصرة (قاطع الفيلق الثالث) وتحققت نتائج النجاح واصبحت (المبادأة) بيد القوات العراقية بعد ان جرَّ الايرانيين أذيالهم خائبين من المنطقة، مما جعل القيادة العراقية تستثمر الفوز لإرباك العدو الايراني .
ج.اصدرت القيادة أمراً لاستمرار العمليات في قاطع الفيلق الرابع، لتحرير الاراضي المسيطر عليها سابقا في قاطع العمارة، وبتخطيط متقن، حيث شنَّت قطعات الحرس الجمهوري والفيلق الرابع والقطعات الملحقة به، هجوماً عزوماً كانت النتيجة تحرير كامل الاراضي العراقية في (الشيب – الفكة – زبيدات – الشرهاني – الطيب).
وسحقت فلول الجيش الايراني في وقت قياسي مما جعل الجيش الايراني يترنَّح كالثور من شدة الضربات المتلاحقة، حيث بدأت هذه المعارك من منتصف نيسان 1988 الى منتصف حزيران  1988 ولم يبق الا قاطع الفيلق الثاني وقاطع الفيلق الاول الخاص .
د.صدرت أوامر القيادة العسكرية العليا الى رئاسة اركان الجيش بإعداد الخطط لاستثمار الفوز، لغرض شن هجوم لتحرير كامل الاراضي  الحدودية المحتلة في قاطعي الفيلق الاول الخاص والفيلق الثاني في المنطقة المبيَّنة في الخريطة ادناه :

منطقة العمليات المحصورة بين الخطين باللون الأخضر
وحدودها على الارض من (جلات) الحدودية مقابل منطقة علي الغربي- الكوت جنوباً
الى المنطقة الحدودية (قرة تو) 40 كيلومتراً شمال مدينة خانقين
هـ. في الذكرى 20 لثورة تموز المجيدة شنَّت قطعات الجيش العراقي الباسل هجوماً على قطعات العدو الايراني في قاطعي الفيلقين الاول الخاص والثاني، بقصف جوي مركَّز نفذه صقور الجو البواسل على مواقع المدفعية المعادية وبقصف مدفعي مركَّز على قطعات العدو الامامية على شكل سدود نارية زاحفة أجبرت قطعات العدو على عدم امكانية مواجهة القطعات العراقية الزاحفة.
بعد اجتيازها لثغرات حقول الألغام التي قام بفتحها صنف الهندسة العسكرية، صالت التشكيلات المدرعة والآلية على مواقع العدو بسرعة الريح على امتداد الجبهة البالغ طولها أكثر من 450 كيلومتراً، مسندة ببالمروحيات المقاتلة لطيران الجيش في أروع تعاون بين القطعات المدرعة والآلية والطائرات المروحية المقاتلة على مدى سنوات الحرب.
خارطة توضح قاطع عمليات الفيلق الثاني/ القسم الشمالي، عند التخطيط للمعركة

بعد تدمير قطعات العدو الامامية قامت التشكيلات المدرعة والآلية بعمليات خرق عميق لجبهة العدو والقيام بمناورة لتطويق قطعات العدو الخلفية في المدن (سربيل زهاب – قصر شيرين – خسروي – كيلان غرب – سومار – مهران) وتوغَّلت بالعمق الايراني لغاية 150 كيلومتراً، وتم تدمير جميع القطعات الايرانية وأسر فرق مدرعة بكامل معداتها واسلحتها، والاستيلاء على مئات الدبابات والآليات وقطع المدفعية مختلفة الانواع، وتم انجاز العملية بوقت قياسي لايتجاوز اسبوعاً .
خارطة توضح قاطع عمليات الفيلق الثاني/ القسم الاوسط، عند التخطيط للمعركة

و. سعة الجبهة التي شنَّ الجيش العراقي الباسل الهجوم فيها على قطعات العدو الايراني من جلات جنوباً الى قره تو شمال خانقين تزيد على 450 كيلومتر في اراضٍ ذات طبيعة متنوعة (مستوية -شبه جبلية – جبلية) وهي مسافة تعادل ثلاثة ارباع طول الجبهة الاردنية – مع الكيان الصهيوني، في فلسطين المحتلة .

خارطة توضح قاطع عمليات الفيلق الاول الخاص/ القسم الجنوبي، عند التخطيط للمعركة
النتائج العسكرية والسياسية المتحققة
أ.اعتراف النظام السياسي في ايران بهزيمته في الحرب، وتجرَّع المقبور خميني كأس السم على يد ابناء الجيش العراقي الباسل .
ب. قبول ايران بوقف وإنهاء الحرب التي استمرت 8 سنوات بانتصار الجيش العراقي الباسل فيها .
ج.تدمير الجيش الايراني المتواجد في هذا القاطع بالكامل، وأسر الالاف من افراده، والاستيلاء على مئات الدبابات وقطع المدفعية الثقيلة والتجهيزات العسكرية .
د.تحرير كامل الاراضي الحدودية العراقية التي احتلها العدو على مدى سنوات الحرب الثمانية .
ه. أكسبت قطعات الجيش العراقي الباسل خبرة  قتالية اضافية ميَّزته عن جيوش المنطقة .
و. رعب القيادة العسكرية الصهيونية من انتصار الجيش العراقي الباسل ومن تطور قدراته القتالية، خصوصاً اذا ما علمنا ان هذه المعركة تم تصويرها بالأقمار الاصطناعية الامريكية، واطلاع القيادة الصهيونية عليها، ما أعاد إلى ذاكرتهم هزيمتهم في الجولان سنة 1973 على يد ابناء الجيش العراقي الباسل.

الفريق أول الركن المرحوم عدنان خير الله يسلِّم الفريق زيد بن شاكر محضر إهداء غنائم الحرب
بحضور الرئيس الشهيد صدام حسين والمرحوم الملك حسين
ز.قدَّمت القيادة السياسية الوطنية في العراق جميع الدبابات وقطع المدفعية الثقيلة، غربية الصنع المُستولى عليها، هدية الى الجيش العربي الاردني .


ملاحظة من الناشر:
يمكن الاستزادة في معرفة تفاصيل معركة تحرير الفاو ومعارك التحرير الكبرى الأخرى، عبر التسجيلات التالية، التي تتضمن لقاءً للرئيس الشهيد صدام حسين مع أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة وعدد من قادة الفيالق والفرق في الجيش العراقي.









هناك تعليق واحد:

ضمير الطائي يقول...

على قدر إفتخارنا بمعركة قادسية صدام المجيدة وما تحقق فيها من بطولات وإنتصارات وجعل الخمينيون يتجرعون السم، فاننا حزينون لأنه بعد كل ذلك وكل التضحيات ، تدخل ايران العراق من اوسع ابوابه وتحتل مقدراته وتعبث بها ووتحتل وتشتري اراضيه وتتدخل في كل مفاصل حياته واهمها التربية والتعليم ،وتتلاعب بافكار جزء من شعبه وحولت ثقافة العلم والمعرفة الى ثقافة "اللطم والزيارات المليونية "

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..