بمناسبة الذكرى الحادية والتسعين لتأسيس الجيش العراقي الباسل الأصيل، تنشر (وجهات نظر) جانباً من السيرة الوضّاءة لهذا الجيش العظيم، في معارك فلسطين 1948.
ونود الاشارة إلى اننا تلقينا هذا المقال عبر البريد الإلكتروني، من دون مصدر أو تعريف بالكاتب الفاضل، ولكن يبدو انه جزء من بحث أعدَّه الأستاذ عبدالعزيز أمين عرار، الباحث في التاريخ العربي المعاصر.
ويسرنا التنويه إلى ان شبكة البصرة، بدأت بنشر فصول هذا البحث، على حلقات، والحلقة الأولى منه هنا.
شهداء الجيش العراقي في نابلس إبان حرب 1948
تضُم مقبرة الشهداء في قرية عسكر البلد شرق نابلس 220 شهيداً من أبطال الجيش العراقي سقطوا دفاعاً عن الاراضي العربية خلال حرب فلسطين ولاسيما في يوم السابع من يونيو/ حزيران سنة 1948 وسنة 1949, هي مقبرة أخرى تضُم رفات الجيش العراقي على نظير مقبرة شهداء الجيش العراقي في قرية قباطية في جنين التي تضم 56 شهيداً عراقياً سقطوا برصاص الغزو الاسرائيلي في أحداث حرب فلسطين.
وحول هذه الأحداث يقول الباحث والمؤرخ الفلسطيني أ.عبد العزيز أمين عرار بأن العراق وفلسطين كانا دوماً في خندق النضال، وسوح الكفاح بينهما تشابه وتشارك وللعراق صورة مشرقة في ذهن ثوار فلسطين، بدأت بالفعل الملموس سنة 1936 حينما أبدى شعب العراق ونظامه الملكي في عهد الملك غازي تآخيه مع الشعب الفلسطيني حيث تطوع العراقيون للجهاد في فلسطين إذ أنهم التحقوا بالقائد العربي فوزي القاوقجي الذين كان ضابطا في الجيش العراقي واستقال لغرض التطوع وقيادة المناضلين العرب في فلسطين وحضروا إلى فلسطين ورابطوا معه في قرية بلعا وخاضوا معارك كبيرة ولهجت بها الألسن وزغردت نساء فلسطين لفوزي ومن معه.ويُضيف أ. عرار بأن وحدة النضال والكفاح جمعتهم في العراق حينما التجأ عشرات القادة الفلسطينيين والثوار الفلسطينيين وخيرة المثقفين والشعراء إلى العراق وهناك التحقوا وشاركوا في ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الاحتلال البريطاني سنة 1940 وقاتلوا برفقة العراقيين عبر امتداد الصحراء بين العراق وسوريا ومنهم: القائد عبدالقادر الحسيني والقائد عارف عبدالرزاق والزعيم أفندي سليم عبدالرحمن أحد أقرباء عارف والاستاذ درويش المقدادي والشاعر عبدالرحيم محمود والثائر عبدالفتاح المزرعاوي والقائد حسن سلامة، وقد انتهت الثورة بانتصار البريطانيين ولجوء هؤلاء الثوار إلى ألمانيا، وتواصل اللقاء العربي المشترك بين العراقيين والفلسطينيين في سنة 1948 سواء عبر جنود وقادة جيش الانقاذ أو من خلال الجيش العراقي الذي حضر قادته وجنوده للدفاع عن فلسطين أمام الغزو الصهيوني في مطلع حزيران يونيو والذين يعود لهم الفضل في حماية المثلث العربي من الرحيل والسقوط وقد امتدت جبهة القتال من جنين حتى قرية قولة جنوب كفر قاسم وهم الذين خاضوا معارك الشرف مع العدو الصهيوني عند مجدل الصادق، وقد شوهدت سنة 1986 بعض ناقلات الجند والشحن والدبابات التي بقيت في أرض المعركة كما أنني شاهدت عشرات الأنصاب التي تشير لجنود العدو الصهيوني الذين سقطوا هناك.
ويُذكر المؤرخين أكرم زعيتر ومحمد عزة دروزة من نابلس الدور المميز لنادي المثنى العراقي بتوجهاته القومية وأثره في مساعدة الثورة الفلسطينية والتاخي معها ومع الفلسطينيين الذين فروا للعراق هاربين من العسف البريطاني لهم وقد وصف أكرم زعيتر العراق بأنه بيضة العروب وحاضنتها، ويتناول عسكري عراقي في كتابه كيف ضاعت فلسطين أن دور العراق كان حاضرا في ثورة فلسطين 1936/ 1939 حيث أخذت اذاعة بغداد تذيع التعليمات الفنية العسكرية في كيفية معالجة المجاهدين الفلسطينيين للسور المكهرب ومن الأسلاك الشائكة ونجح الفلسطينون وتغلبوا على هذا العائق وفي سنة 1948 كان معلمو العراق يقتطعون من رواتبهم لصالح القضية وأن ثورة وحركات مايس لم يكن سببها غير نصرة قضية فلسطين... وقد خسر العراق 150 مليون دينار بعد قطع خطوط التابلاين النفطية المتجهة إلى حيفا.
ويُضيف المؤرخين كما أن الجيش العراقي خاض معارك بطولية دفاعا عن طيرة المثلث وأوعز للمناضلين الفلسطينيين الهجوم على مستعمرة رمات هاكوفيش ولا زالت بعض الدبابات المدمرة عند أبواب المستعمرةالصهيونية كشاهد وقد دعاها بعض الكتاب الصهاينة بـ"الأيام العصيبة" وكانت أعظم المعارك معركة البطولة والشرف في مدينة جنين وفيها التحم المناضلون الفلسطينيون بقيادة فوزي جرار مع جهود القيادة العراقية المتمثلة بالمقدم عمر علي وخير شاهد على هذه البطولة المفعمة بروح قومية عربية تحررية مقبرة الشهداء في جنين والتي يتم زيارتها وتنظيفها سنويا وقد كان لنا الشرف في مشاركة مجموعة من المثقفين وأساتذة الجامعات لتنظيفها سنة 1993 ووضع أكاليل الورد على نصب الجندي المجهول الذي يتوسطها وهذه بعض الأقوال لمن شاركوا في الثورة وانطباعاتهم عنها.
قدوم الجيش العراقي إلى فلسطين :
خاض جيش الإنقاذ معارك مختلفة في البلاد بين شهري كانون الثاني/ يناير وأيار/مايو 1948، ولكنه لم يفلح في زحزحة اليهود من مواقعهم، أو منعهم من التقدم، فجاء قرار جامعة الدول العربية بإرسال كتائب من الجيوش العربية للقتال في فلسطين بعد 15 مايو أيار 1948، أي بعد انسحاب الجيش البريطاني وجلائه عن فلسطين، واتفقت هذه الدول على إرسال جيوش نظامية إلى البلاد للدفاع عنها، وكان واحداً منها كتائب من الجيش العراقي بقيادة عمر علي آمر الفوج العراقي، وقرار طاهر الزبيدي مسؤول الجيش العراقي في حينه.
تم توزيع الجيش العراقي في المنطقة الممتدة من جنين شمالا حتى مجدل يابا جنوبا وشملت المنطقة قرى صندلة وعارة وعرعرة وكفرقرع وباقة الغربية ومدينة طولكرم وقرية قاقون وقرية قلنسوة وقرية الطيرة الصعبية وقرية جلجولية وكفرقاسم والمجدل، بينما جرى توكيل الجيش الأردني في المنطقة الممتدة من رام الله حتى الخليل، والجيش السوريفي قرى زرعين وطبريا ومنطقة الناصرة والجيش اللبناني على حدوده، والجيش المصري في منطقة بير السبع والنقب وغزة، وشاركت بعض الكتائب السعودية والسودانية من خلال الجيش المصري.
تفاءل الناس من جديد، واستبشروا خيراً بقدوم الجيش العراقي، الذي كان حسن السمعة والصيت، ومما جاء على ألسنة العوام من الناس قولهم مرددين شعراً، القول الغنائي التالي:
يا عرب فلسطين إسرائيل مين ذللها وفي مؤتمر القمة لأصحابها حللها
وتشرف على فلسطين وأطلالها ومن فوق تشوف جبالها
وإن طلت جيوش العرب جيش صالح زكي أولها
استبشرت نساء فلسطين بقدوم ضباط وجنود الجيش العراقي الذين قدموا للدفاع عن فلسطين والذين رابطوا في أرض المثلث فقلن فيهم:
يا زتون ما مروا عنك عراقية بارودهم في كتوفهم مجلية
يا زتون ما مروا عنك غير اثنين الحرس والنقطة ع رأس العين
وأشادت النساء ببعض طائراتهم التي شوهدت تحلق في سماء فلسطين فقلن:
الله على طائرته الحربية ما أحلاها بضرب وما بخاف من قطع الطنا
ويتناول العسكري العراقي عدد الجيوش العربية فيقول أنها كانت في بادئ الأمر 21.500 وأن جيش اليهود كان 65 ألفا والذين يشكلون 10 % من مجموع اليهود في فلسطين وهذا يشير إلى عدم التكافؤ العددي رغم أن العرب كانوا يومها 70 مليون نسمة وكانت مصر 24 مليون، وعن هذه القوات يذكر كلوب باشا في كتابه (جندي بين العرب): أنها كانت في بداية الحرب على النحو الآتي :
مصر 10000، الأردن 4500 والعراق 3000 وسوريا 3000 ولبنان 1000 والسعودية 300 ويذكر كلوب باشا أن العدد ارتفع في كانون الأول عام 1948 ليصبح 55000 ويشكل العراق فيه 15000 جندي وضابط أما جيش اليهود فوصل 120000، وقد زادت القوة العراقية إلى 19000 لتتحمل جهدا اضافيا بعد حصار الصهاينة للجيش المصري في قطاع الفالوجة وعراق المنشية.
وعن قدوم الجيش العراقي إلى البلاد وأسبابه يقول أحد المناضلين في جيش الانقاذ المرحوم أحمد عبدالحق الشملة من بلدة كفر ثلث: "لم يكف جيش الإنقاذ ولا متطوعي البلاد، ولا الجهاد المقدس لحماية البلاد فأرسلت الجامعة العربية سبعة جيوش عربية، جاءتها هذه القوات من مختلف الجهات فرابطت قوات الجيش العربي الأردني بقيادة كلوب باشا في كل من القدس، واللطرون، وقرب اللد، والرملة، وأما القوات المصرية فرابطت في جهات غزة والنقب، أما القوات العراقية في نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية وكفر قاسم ورأس العين.
النضال المشترك بين شعبي العراق وفلسطين:
قبل أن تخوض القوة العراقية القادمة إلى فلسطين معاركها مع اليهود اتخذت عدداً من المواقع المهمة والمرتفعة نسبياً عن السهل الساحلي الفلسطيني، والواقع أمام ناظريها، وأهمها: مواقع في كفر قاسم، وصوفين، والجبيلات قرب طولكرم، ونصبت في هذه المواقع عددا من المدافع، حتى تكون سلاحا مساندا للمناضلين الفلسطينيين الذين أخذوا على عاتقهم الهجوم على بعض المستعمرات اليهودية، وكان التركيز الأساس في الإسناد الخلفي على سلاح المدفعية.
يظهر من سير المعارك وروايات الذين شاركوا فيها من المناضلين الفلسطينيين أن قادة الجيش العراقي لم يمتلكوا خطة هجومية عسكرية، بل كانت خطتهم دفاعية وفق خطة وحدود مرسومة أعدت سلفا، بحيث لا تتجاوز خط سكة الحديد الذي يربط رأس العين/ حيفا، ويمر غرب جلجولية، وبيار عدس، وقلقيلية، والطيرة الصعبية، وطولكرم.كما أن الفلسطينيين كانوا في شك وغير مؤمنين بجدوى حرب الجيوش العربية حدثني المناضل المرحوم توفيق أبو صفية.
"طلب الجيش العراقي من الفلسطينيين تقديم عدد من المتطوعين والمال، وسئلت وجاهات في قرى كفر ثلث، وخريش، وبديا، وكفر قاسم، حول مساهماتها، وقد أبدت بعض القرى عدم القناعة في جدوى الحرب أو المشاركة فيها، بسبب شعورهم أن الحرب لم يُعد لها، وقد جمعوا أهالي كفر ثلث وخريش، وحضر الاجتماع الشيخ علي كايد القدومي، وأخي أمين أبو صفية وغيرهم وطلبوا من الناس الحراسة ودفع اموال لإطعام المناضلين الفلسطينيين.
معركة جنين:
يذكر المناضل القومي بهجت أبو غربية أن اليهود جربوا قطع الطريق على الجيش العراقي فابتدئوا بجنين وحشدوا لهذا الهجوم 4500 جنديا وانطلق هجومهم على العفولة يوم 3/6/1948 فاحتلوا في طريقهم زرعين وصندلة والجلمة وقصفوا مدينة جنين من الجو وتقدموا لها من 3 محاور وكان الهجوم الرئيس من الشمال وقد أخلاها جيش الإنقاذ قبل وصول الجيش العراقي ولم يكن فيها أكثر من 15 مناضل فلسطيني وسرية أردنية يقودها عصر المجالي والتي انسحبت أيضا قبل أن تسلم مواقعها للجيش العراقي فذعر سكان المدينة ورحل معظمهم ولجأ من بقي منهم إلى قلعة تيجارت وعددهم لا يزيد عن 50 وفي هذه الأثناء وصل فصيل عراقي مؤلف من 37رجلا يرافقه 50 مناضلا فلسطينيا تمركزوا في تل يقع شمال جنين بثلاثة كيلومترات،ثم وصلت سرية عراقية تعدادها 80 رجلا وتبعتها سرية أخرى وزاد عددهم حتى بلغوا 250 رجلا يرافقهم خمسين مناضلا فلسطينيا ونظرا لاحتلال المدينة من قبل اليهود قاموا بحصار القلعة ومهاجمة المتحصنين حتى 3 حزيران 1948.
وفي هذه الأثناء طلبوا النجدة من القيادة في نابلس فتحرك فوج عراقي من نابلس بقيادة المقدم عمر علي الذي أشيع أنه تحرك بدون أوامر من قيادته العليا التي طلبت منه التريث،واستعان هذا الفوج بأعداد كبيرة من مناضلي قرى نابلس وجنين وعرابة وبرقين ورمانة وسيلة الظهر وصانور وتعرضت هذه الكتيبة لقصف جوي في طريقها وواصل الجيش العراقي زحفه عبر الطريق العام بينما يزحف المناضلون الفلسطينيون من الجبال المحيطة بالمدينة بأعداد كبيرة ومعهم عدد من النساء يزغردن ويشجعنهم وعند الظهر وصل الفوج العراقي ونجحوا في فك الحصار عن القلعة وخسر اليهود 350 قتيلا وذكرت مصادرهم أنهم خسروا ألف قتيل وجريح وغنم العرب نحو 350 قطعة سلاح وكميات كبيرة من العتاد والألغام، واستشهد 20 من الجيش العراقي و20 من المناضلين الفلسطينيين و46 من المدنيين، وفور العملية وصل الأمير عبدالإله الوصي على عرش العراق ونوري السعيد رئيس الوزراء وشاع أنهما حضرا للتحقيق مع المقدم عمر علي ومحاسبته لأنه تحرك إلى جنين قبل أن توافق قيادته على ذلك(بهجت أبو غربية في خضم النضال العربي الفلسطيني ص310( .
معركة قاقون:
قرية فلسطينية تقع في السهل الساحلي الفلسطيني عرفت بمشاركتها في عدة ثورات فلسطينية وقد استعد ستون شابا للدفاع عنها وحضر إليها جيش الانقاذ بقيادة الضابط العراقي مدلول بيك وانسحب منها ثم وصلها الجيش العراقي متأخرا وقد زاد ضغط العصابات الصهيونية عليها ووصلها فصيل من الجيش العراقي وتعداده 33 واحتشد اليهود في 4 حزيران في البيارات القريبة منها وقصفوها بعد الظهيرة بقذائف المورتر فقتلوا منها عشرة مما اضطرالسكان للرحيل بينما اتصل قائد الفصيل العراقي بقيادته فيأتيه الجواب "ماكوا أوامر" وليس لدي قوات يمكن إرسالها لنجدتكم،ووصلت القرية نجدات متأخرة فسقطت في يوم5 حزيران وحاول الجيش العراقي استردادها يوم 6 حزيران ولكنه لم يدخلها (بهجت أبو غربية ص311(.
واكتفى بقصفها بالمدفعية وحول خسائر العرب يتحدث استاذ التاريخ في جامعة القدس المفتوحة بمدينة طولكرم عبدالرحيم المدور في كتابه قاقون أن شهداء القرية 33 رجلا وإمرأة واثنين هبوا لنجدتها من دير الغصون وأن 37 جنديا عراقيا استشهدوا في المعركة وهم خُمس شهداء الجيش العراقي الذين قدرهم المؤرخ الفلسطيني عارف العارف بـ 287 شهيدا بينهم 10 ضباط.
معركة الطيرة تقرر مصير نابلس:
قرية الطيرة قرية فلسطينية مناضلة تربض في نهاية السهل الساحلي الفلسطيني قرية حديثة النشأة وعمرها يقرب من 300 عام قاومت الاستعمار الصهيوني مبكرا حينما هب رجالها في ثورة 1921 لنصرة الشيخ شاكر أبو كشك في هجومه على مستعمرة ملبس وهي أول مستعمرة صهيونية وفي الحرب راحت تشارك ببسالة وتتصدى لمستعمرة رمات هاكوفيش التي كانت كالقلعة الحصينة وتعرضت لهجمات صهيونية متكررة بلغت 3هجمات وقد صدتها جميعا، بينما سقطت حيفا ويافا وعكا ومع أن الذخيرة قليلة لكن البطولة والفداء فاقت التوقعات وجمعوا التبرعات وحضرة نجدات من قبل الثائر حمد جودة زواتا أبو فؤاد الذي أمدهم بـ 60 رجلا، وهو أحد قواد الفصائل في ثورة 1936/ 1939 كذلك جاءتهم من سيلة الظهر قرب جنين.
ويتحدث المناضل المرحوم عبدالرحيم عراقي في كتابه (لا تخف) أنه وصلت أبناء قرية الطيرة خبر قدوم الجيش العراقي إلى مدينة طولكرم على بعد 13 كيلومترا فاستبشروا واطمئنوا وضجت القرية بالفرح والأمل عندما سمعوا بخبر هجومهم على مستعمرتي نتانيا وكفار يونا ولكن جاءتهم الأوامر من الملك عبدالله ملك الأردن بالانسحاب... ثم حضروا للطيرة ومعهم 60 جنديا وكان أول عمل قامت به القيادة العراقية في الطيرة هو تسجيل المقاتلين وصرف 10 دنانير شهريا لكل منهم ثم حسنت الخطوط الدفاعية بعمل (الروابي) أو (الرابية) والتي تسمى في فلسطين ب(الطابات) وراح الجيش يقدم خدمات للمدنيين، مثل: تقديم الأغذية للمواطنين وتوزيعها عليهم أو طبخها ورصف الطريق...
وجمعت المنشورات التي وزعها الصهاينة في حربهم النفسية على الفلسطينيين والتي راحت تشكك بالعلاقة بين الفلسطينيين والعراقيين وتواصلات الاشتباكات وقام الصهاينة بهجوم رابع على الطيرة ولكن العراقيين والفلسطينيين صدوه وقابلوه بهجوم معاكس على مستعمرة هاكوفيش واستشهد 7 جنود عراقيين ناهيك عن عدد من المناضلين الفلسطينيين وبينما كان الدم ينزف من جندي عراقي وبغزارة كان يقول "هذا كرمالك يا فلسطين" وهكذا سارت جنازة الشهيد أحمد ناصر على الأكتاف وفي ملابسه العسكرية وحضر المقدم عمر علي ليتفقد مواقع الطيرة وقد سر من مقاومة القرية وقال أنتم بهذا العمل الجبار تدافعون عن نابلس، وبعد حضوره أطلقت المدفعية العراقية الجبلية قذائفها على مستعمرة هاكوفيش.. ولم يدخر الجيش العراقي من مشاغلة دائمة للقوى الصهيونية في هذه المنطقة..
أخيرا جاء الرحيل وتوقف اطلاق النار في 3/4/1948 وكان العراقيون ينتحبون كالنساء وهم يقولون ماذا نقول لأمهاتنا وقد أوصيننا أن لا نعود الا بتحرير فلسطين وإرجاع اللاجئين لبلادهم أنقول بعناها أم سلمناكم الله واياكم يا أهل الطيرة والله انكم رجال...
جاء الجيش الأردني ورفع العلم أياما وانسحب إلى الشرق وخضعت الطيرة للحكم العسكري.وبسبب انسحاب الجيش العراقي هاجت مشاعر الفلسطينيين وشكلوا وفودا ذهبت إلى عمان لمقابلة قائد الجيش العراقي نور الدين محمود لتطلب استمرار بقاء الجيش في مناطقهم لأن الجيش الأردني قليل ولا يستطيع بانتشاره حماية هذه المناطق،ولكن لم يمكنه أحد مكن اللقاء معه وزاد الطين بلة أنهم علموا بأن اتفاقية رودس تسمح بضم أراض جديدة انسحب منها الجيش العراقي لليهود وهي المسمّاة بأرض المثلث الفلسطيني وشعر قادة الجيش العراقي بالألم وهو ما سيدفعهم لاحقا لعمل ثورات وانقلابات كان سببها شعورهم بالموقف المخزي لحكوماتهم في فلسطين والتي أرسلتهم فقط كامتصاص لغضب الشارع العراقي الذي كان يتظاهر ضد معاهدة بورتسموث وغيرها.ويتحدث المناضل عثمان عبدالهادي "أبو جمال" في احدى مقابلتي معه:
"قصف اليهود سوق الخضار في قلقيلية بينما قصف العراقيون مستوطنة رمات هاكوفيش شمال قلقيلية، ولقد جاء الملك عبدالله ملك الأردن يومها على القائد العراقي عمر علي في طولكرم.
وفي هذه الإثناء قام العراقيون بجمع سبعة متسللين فلسطينيين والمعروفين بسرقة البقر من الكيبوتسات اليهودية، وطلبوا منهم المساعدة في تنفيذ أحد المهمات، وسلموهم مسدس إشارة تنوير، وطلبوا منهم إطلاق إشارة عند اقترابهم من المستوطنة، وقالوا لهم إذا نجحتم في هذه المهمة تطلقوا طلقة خضراء، وإذا فشلتم تطلقوا طلقة حمراء، وتقدموا لمستعمرة هاكوفيش، وجاءوا الخنادق من الغرب، وكانوا يجيدون اللغة العبرية، ولما وصلوا الخنادق وجدوا حارس بباب المستعمرة وانقّضوا عليه بالخناجر بعد أن أوهموه أنهم دورية إسرائيلية وأجهزوا على بقية الموقع واستلموه.
وبدلا من إن يطلقوا طلقة خضراء أطلقوا طلقة حمراء، وطلقة خضراء أخرى، وكان الجيش العراقي على أهبة الاستعداد للهجوم وفكر العراقيون أن المناضلين الفلسطينيين غلطوا فعلا بدأ إسناد المدفعية مع تقدم الجنود، وسقطت كل الخنادق بيد الفلسطينيين والعراقيين وكانت معركة حامية الوطيس خسر فيها العرب عددا كبيرا، وذهبت إلى قلقيلية، وكان فيها أكثر من 20 دارا استشهد أبناؤها.
معارك الجيش العراقي حول جلجولية ورمات هاكوفيش:
ليس أبلغ من الاستشهاد بأحد المناضلين عند حديثه عن سير المعركة، وعلاقتها بالدفاع المحدود ضمن معركة سياسية محدودة أعد لها النظام الملكي وكذلك فعل ملوك ورؤساء العرب يومها حيث أرسلوا هذه الأفواج لا لتخوض معركة تحرير وإنما لتدافع عن بعض ما تبقى بيد العرب بعد 15 أيار 1948، ويظهر أن قادة الجيش العراقي وضباطه لم ينسجموا مع هذا المخطط وقد دفعوا بالمناضلين الفلسطينيين للهجوم وتم إسنادهم بالمدفعية والدبابات وفي هذا الشأن سمع الفلسطينيون مقولة ضباط وجنود عراقيين: ماكو أوامر، وهذه كانت مصدر لغط وأسيء فهمها، ورغم ذلك خاضوا معارك الفخار والعز غصبا عن نور السعيد وعبدالاله.
يروي أحد الشهود المرحوم توفيق أبو صفية:
"كانت بداية مشاهداتنا لمعارك الجيش العراقي أن هذا الجيش قصف ملبس ورأس العين حيث تتمركز القوات اليهودية، ودخل المجاهدين الفلسطينيين إلى المعسكر البريطاني قريباً من رأس العين وهرب اليهود إلى الغرب تحت غطاء من نيران المدافع والدبابات العراقية، وتقدمت مشاة الجيش العراقي إلى قرية مجدل الصادق، وحدثت معارك باسلة بينهم وبين اليهود وخسر الطرفين عدد من الدبابات والسيارات العسكرية، وبعدها جاءت أوامر للجيش العراقي بأن يحافظ على مواقعه ولا يتقدم، ورجعت القوة إلى كفر قاسم، ورابط العراقيون على طول خط سكة الحديد الممتدة من رأس العين إلى طولكرم وجنين شمالا وسعوا إلى ضم فلسطينيين.
وعن المناوشات التي جرت غير بعيد من قرى خريش وجلجولية، وعن مشاركة أبناء القرى الفلسطينية يقول المناضل عثمان عبدالهادي عرار:
"سيطرت الحركة الصهيونية على 10 بيارات كبيرة من البرتقال قرب قرية بيار عدس إلى الغرب من جلجولية، وبدأت المعارك حولهن، وفي البداية كانت مناوشة، واجتمع ضابط عراقي وصهيوني وفيها حذر الضابط العراقي الضابط اليهودي بأن يخلي العشر ببارات لكن الضابط الصهيوني قال: سنأخذها غصبن عن السبع ملوك، وكان الوسيط الدولي حاضرا، فما كان من الضابط العراقي إلا أن بطحه على الأرض، وخبط عليه، وفصل بينهم المراقب الدولي، وقام العراقيين بتوزيع جنود ومناضلين على البيارات، وأمر الضابط العراقي اثنين من المناضلين العرب بتعبئة أكياس الرمل ووضعها في سواتر ترابية أمامهم، وتسللوا إلى البيارات وهم منبطحين أرضا، وفي هذه الإثناء دخلت فيها ثلاث دبابات إسرائيلية، وبدأت الرشاشات تحصد شجر البرتقال.ورد العدو الصهيوني وأصيب العريف العراقي بجرح في كتفه، وتسلم رشاشة جندي أول وأصيب هو الآخر بنفس الإصابة، واستلم الرشاش جندي عراقي، واثنين من المناضلين، وأوقفوا تقدم الجنود بعد أن جاءتهم أوامر من القيادة الخلفية في تلة عارف بقرية جلجولية وأعطى هؤلاء إشارة إلى المدفعية في موقع صوفين بمدينة قلقيلية فأخذت مدافع العراقيين تدمر دبابات الإسرائيليين، وشوهدت إحداها محترقة غربي جلجولية، واشتركت مصفحة لبلدية قلقيلية في المعركة وكانت محملة بمدفع رشاش من نوع Six Bounder، ومعها برن واتجهت لبيارة رفيق أبو حجلة إلى الجنوب من البيارة الأولى، وهي مكشوفة وضربها اليهود بمضاد للدروع وبنشرت.
بعد ذلك جاءت دبابتان عراقيتان وطرحنا عليهم بأن يتقدموا لنجدة المصفحة العربية فكان الجواب ماكو أوامر جاءت دبابة إسرائيلية، وهي الثالثة، وطلعوا عن سكة الحديد إلى السهل، وبدأنا في الرماية عند ذلك تنفست مصفحة قلقيلية الصعداء، ومشت ولا زالت ترمي، وعندما شاهدها اليهود طلعت على السكة تركوا الخنادق وهربوا وسقطت بيارة أبو حجلة ثانية في أيدي العرب، و بعدها سقطت العشرة بيارات في أيدي العرب واستلموهن 15 يوم، و جاء أمر بوقف إطلاق النار الأخير ورجعنا لخط إطلاق النار شرقي خط سكة الحديد".
حدثني هذا الراوي عن بعض العمليات التي قام بها المناضلون، والمناوشات التي جرت يقول:
"ذهبنا نحن الأربعة: توفيق أبوصفية، ويوسف ابوهنية، وعثمان عرار، وموسى البدوي من شرق الأردن والذي عمل راعياً في خريش. أرسلنا يومها للقيام بالمهمة عريف في الجيش العراقي، وضربنا قوة اليهود في قرية بيار عدس، ورجعنا بسلام، وصارت مناوشات وانتقلنا إلى خندق في تل عارف، وفي ليلة من الليالي هاجمونا اليهود وبدأت الرماية من الطرفين، وبقيت المعركة دائرة لغاية الساعة الثالثة صباحا، وكان عندنا جنديين عراقيين.
انتقلنا بعدها إلى جسر المويلح على سكة الحديد قريب من بيارة أبوجبارة، وهناك أيضا هاجمونا اليهود، وكان الخندق منفرد وبعيدين عن وحدة المناضلين والجيش العراقي، وبقيت الرماية لغاية الصبح، وكلفنا الجيش العراقي بعدة مهمات، حيث أرسلوني ومعي داود الحاج احمد الأشقر، والشيخ سليم سلامة هدشة للهجوم على موقع لليهود يقع غرب جلجولية، ورجعنا للقيادة العراقية في دار عارف بجلجولية وأشرف علينا الضابط عزت الذي أمرنا بالهجوم مرة ثانية على البيارة ورجعنا، ووجدنا اليهود هاربين".
ويفخر المرحوم توفيق أبو صفية بدور جيش العراق ويلهج ذكره ببعض الأسماء التي شاركت في الحرب والعلاقة الحميمة بين أطياف الشعب العراقي ـ الذي لم يعرف الطائفية والإثنية كما هو الحال في دولة المالكي:
"كان عندنا الضابط العراقي صالح بنجمتين والرئيس محمود بثلاث نجوم، والرئيس علي بثلاث نجوم، وثابت بتاج، والمقدم نوح بتاج ونجمة، وعلى ذراعه مكتوب خطر، والمقدم شاكر لاقاني عند قلقيلية من قبلي في شلال وأعرف عبد الكريم قاسم والقائد عمر علي، وعاصرت ثلاث جنود منهم هذال الشيعي برتبة عريف وكان مسئولا عنا، وعلى الرشاش حسين نعمة سني، وجمعة عبد الرحمن كردي".
وحول الخسائر التي أوقعها المناضلون العرب تحدث قائلاً:
"ربما كانت حادثة قتل يهودي يومها وكان اليهود واقفين على بابور اليافاوي وكنت تدربت على الرماية قبل الحرب. كان معنا الجندي احمد وداع الذي قال لي ارمي صيب، وأطلق كل واحد فينا طلقتين ووقف إمامي خيال بعيد شخص لونه احمر اعتقد إنني أصبته واليهود حوَّلوا الرشاش ولا ادري مات أم جرح*".
ويظهر أن الحرب لها تقاليدها وأخلاقها الخاصة بها، وعن دور عبد الكريم قاسم فيها حدثني الراوي:
"عبد الكريم قاسم قام بضرب ملبس والمجدل قال له حكام العراق ليش ضربت؟
قال: هؤلاء قتلوا الأطفال، وقال لهم روحوا حاكموا والدي في العراق، وكان عبد الكريم قاسم مهندس توسيع شوارع كفر قاسم، ونقش حجر في المقبرة القبلية، وجمع حرامية البقر، وفوضهم بسرقة البقر الهولندي من مستعمرات اليهود، وبيعت هذه في البلاد، وقبض عبد الكريم قاسم ثمنها، وأهل كفر ثلث اشتروا عجلة هولندية منها".
ومما حدثني به الراوي السابق عن غرائب الحرب، أنه:
"كان هناك رشاش سميناه باسم سلمى شارك في معركة جنين المشهورة في تاريخ حرب الجيش العراقي في فلسطين، وبقيت سلمى من بين 12 رشاشا حميت.
وقال أحد الضباط العراقيين أنهم غنموا 300 قطعة سلاح من اليهود في معركة تحرير جنين وسموها باسم عملية سلمى.
ويرى هذا الراوي إن معركة هاكوفيش كانت واحدة من المعارك المهمة التي قام بها الجيش العراقي في منطقتنا مثلما يشار إلى دور الجيش السوري في معركة الشجرة وهو يقول:
"كانت الدورية تأتي إلينا ليلا ولنعرف انه عربي أم صهيوني نقول سر الليل تقدم، فيرد علينا نصر، وكان ذلك في ليلة الهجوم على مستعمرة هاكوفيش ومعاركها الطاحنة".
وعن دور الضابط رفعت الحاج سري كتب صالح العلي في كتابه (بصمات الأيام) الذي جاء في ص50 يقول عن قريته قلنسوة القريبة من قرية الطيرة: دخلت القرية أفراد من الجيش العراقي وعلى رأسهم الرئيس صديق والرئيس متى يرافقه ضابط خبير متفجرات (رفعت الحاج سري) هذا الضابط أظهر اهتماماً بالغاً وأبدى حباً عظيماً للقرية وأهلها.
وعن دور الضابط رفعت الحاج سري كتب صالح العلي في كتابه (بصمات الأيام) الذي جاء في ص50 يقول عن قريته قلنسوة القريبة من قرية الطيرة: دخلت القرية أفراد من الجيش العراقي وعلى رأسهم الرئيس صديق والرئيس متى يرافقه ضابط خبير متفجرات (رفعت الحاج سري) هذا الضابط أظهر اهتماماً بالغاً وأبدى حباً عظيماً للقرية وأهلها.
ومن أعماله الايجابية نقل الخطوط الدفاعية إلى الأمام حتى أصبحت ملاصقة تماماً من خطوط اليهود وقريباً جداً من المستعمرات.. ولقد أحبَّهم وأحبّوه وتقاسموا الرغيف وتناوبوا على الحراسة بينهم.. وباعت النسوة حليهن واشترى أزواجهن السلاح والعتاد ولم ترسل الدول العربية لهذا الموقع ما يستحق الذكر سوى بعض صناديق الذخيرة التي كان هذا الضابط يحصل عليها سرا وبعض الملابس الشتوية أرسلت معونة من الشعب العراقي... هاجمت المصفحات العراقية مستعمرة جئوليم بعد استشهاد جنود عراقيين في قاقون القريبة وشاركهم الشباب الفلسطيني حماستهم واقتحموها وكانت التكبيرات وعند أبواب المستعمرة توقفت المدرعات العراقية ولم تتقدم وانشغل الناس بتحطيم ونهب الممتلكات..
استفسر الناس من العراقيين عن سبب هذا التراجع وأمر القيادة العامة بتنفيذ الأوامر والتقيد (ماكو أوامر ماكو أوامر) وانسحبت القوات العراقية شرقاً إلى نورشمس بينما سيطرت حالة الهلع والخوف على الفلسطينيين حيث لاحقتهم مدافع ورشاشات مستعمرة كفار يعتس القريبة.
أهم انجازات الجيش العراقي في حرب سنة 1948:
تمكنَ الجيش العراقي من دعم القرى العربية,حيث استطاع الجيش من ارسال الاسلحة والاعتدة عبر عارة وعرعرة الى مجاميع المقاتلين العرب الفلسطينيين في قرى (اجزم "كرم مهرال"-عين غزال "عين ايالا"-جبع "جيفا كرمل") في جنوب حيفا بمعدل جمل الى جملين اسبوعيا, حيث وصفت هذه القرى عربياً باسم (مثلث الصمود الاسطوري) موقعها الجغرافي على هيئة المثلث بجوار جبل الكرمل، ووصفتها الاذاعة الاسرائيلية آنذاك باسم (مثلث الرعب) على إثر انتشار القنّاصة الفلسطينيين على شارع حيفا-تل ابيب (شارع رقم4 ) حتى سقطت القرى الثلاث بمجازر وحشية في أواخر شهر تموز يوليو سنة 1948 (خلال الهدنة الثانية وبعد اعلان قيام الدولة الاسرائيلية من جانب واحد بشهرين ونيف في مساء الرابع عشر من أيار مايو سنة 1948) إثر انكشاف ظهر عين غزال بعد مجزرة الطنطورة المجاورة لها واستخدام الاسرائيليين الطائرات البريطانية, حيث نقل الجيش العراقي نساء واطفال هذه القرى الى العراق بعد وصولهم الى جنين من حيفا, وفيما بعد نقلَ الجيش العراقي الشباب الذين فضلوا البقاء للقتال مع الجيش العراقي في جنين الى الاراضي العراقية للالتحاق بأسرهم, وحضيت هذه العائلات في العراق برعاية مُباشرة من وزارة الدفاع العراقية وأسسَ الجيش العراقي نواة قوة (فوج التحرير الفلسطيني الاول-لواء الكرمل) في مُعسكر الرشيد ببغداد سنة 1959 وهو أول لواء عسكري فلسطيني يتأسس بقوام 2400 فلسطيني من العراق وليبيا بعد أحداث النكبة وما صاحبها من حالة صدمة لينضم العسكريين الفلسطينيين من مُنتسبي اللواء ضمن انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح سنة 1965 ثم باقي الفصائل الفلسطينية عِبر تعاقب السنوات والانتماءات, ومن ابرز القادة المعروفين اللواء الركن الفلسطيني في الجيش العراقي وجيش التحرير الفلسطيني (سامي محمد الحسن قرية جبع سنة1942- صحراء الأنبار سنة 2008 ) ابن الشهيد محمد عيسى الحسن الذي أستشهد برصاص الهاغاناه في قرية جبع في تموز/ يوليو سنة 1948.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق