موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 15 يناير 2013

نفر ضال لا يدرك سوء الحال!

النتانة الطائفية في تظاهرات المالكي تزكم الأنوف
علي الكاش 
( لتكن إنتفاضة الأنبار فوق أي إعتبار)
العجب كل العجب من خروج تظاهرات مؤيدة لحكومة المالكي في بغداد والمحافظات ذات الغالبية الشيعية رغم كل مظاهر التخلف والفساد في تلك المحافظات وكل القطاعات بلا إستثناء! كأن المتظاهرين يعيشون في المريخ وليس في أفسد دولة على وجه الأرض!



المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وهو ضمن إئتلاف المالكي تعجب من ذلك فصرح بأنه "لا خير في تظاهرة تهتف لشخص واحد"! و(بهاء الأعرجي) رئيس كتلة الأحرار الممثلة للتيار الصدري في مجلس النواب هو الآخر وصف التظاهرات التي شهدتها ساحة التحرير في بغداد تأييدا للمالكي بأنها" غير عفوية ومدفوعة الثمن"! في حين كان وصفه لتظاهرات الأنبار بأنها "عفوية وبعض مطالبها مشروعة".
بمعنى إن الحكومة هي التي تقف وراء خروج تظاهرة مؤيدة لها وهذا عار ما بعده عار!
ممارسة فعلتها حكومتا مبارك والأسد وفشلت فشلا ذريعا مثلما فشلت تظاهرات المالكي! بالرغم من إن المتظاهرين لم يتحملوا مشقة النقل والشراب حيث وفرت لهم الحكومة كل مستلزمات النجاح! ومع هذا فشلت التظاهرة في إستقطاب الجماهير. في الوقت الذي مَنعت فيه الحكومة المتظاهرين في الموصل من إدخال الخيم والكراسي لساحات الإعتصام بهدف مساعدة المعوقين وكبار السن وكذلك للوقاية من قرصات برد الشتاء!
في التظاهرة اليتيمة المسلولة المؤيدة للمالكي في الموصل كان عدد المتظاهرين 50 شخصا فقط! لم يتعرف أهل الموصل على هوياتهم واعتبروهم دخلاء على المدينة! وإحيطت التظاهرة بطوق أمني وإجراءات مشددة لحماية المتظاهرين من قبل الجيش المسيس، الذي منع المتظاهرين المناوئين لسياسة المالكي في الموصل من الوصول إلى ساحات الإعتصام.
ومع هذا يزعمون بأن الجيش واقف على الحياد وغير طائفي!
الطريف في الأمر إن المالكي قدم شكره وإمتنانه الشخصي للكائنات الطفيلية التي تظاهرت تأييدا لحكومته الفاسدة!
وبررت النائبة حنان الفتلاوي قلة عدد المتظاهرين- رغم الحوافز النقدية وتسهيل عملية تنقلهم- بأن لكل عراقي قيمة! ولا أعرف إن كانت تقصد بالقيمة الثمن! او مرق القيمة (من المرق العراقية المشهورة) التي توزع في عاشوراء مع الرز!  
لم يصف أحد من زعماء أهل السنة ورجال الدين تظاهرات المالكي بأنها فقاعة أو الشعارات المرفوعة بأنها نتنة، كما فعل المالكي بوصفة لتظاهرات الأنبار؟ رغم إن الشعارات التي رفعها بيادق المالكي في ساحة التحرير كانت في الحقيقة نتنة وتفوح منها رائحة العفونة الطائفية.
إستمعنا لكلمات زعماء ورجال دين في الأنبار والموصل، ولم يتحدث أي منهم بحديث تفوح منه الطائفية او الإنتقاص من الطرف الآخر. بل العكس من ذلك كانت الكلمات والشعارات تؤكد على ضرورة تعزيز المواطنة والأخوة والمصير المشترك وتوحيد الجهود لمقارعة الفساد الحكومي. لكن في تظاهرة التحرير شاهدنا أفلاما ورايات تثير العجب، فأحد مطايا المالكي يصرح بكل خبث وحقد" نحن أبناء علي وهم – يقصد أهل الأنبار- أبناء معاوية".
والبيدق الدعوي (حزب الدعوة العميل) لا يعرف بأنه لا هو ولا اتباعه أبناء علي. ولا أهل الأنبار أتباع معاوية. متى يفهمون بأن علي ومعاوية ليسا من أهل العراق! وأبناؤهم وأحفادهم ليسوا بعراقيين! فلا هم من كربلاء والنجف، ولا هم من الأنبار والموصل. ومع هذا يتهمون بلا حياء رجال الأنبار بالطائفية!
من الصعب جدا فهم الغرض من رفع اعلام إيرانية وصور للخميني والخامنئي في المظاهرات المؤيدة للمالكي! فهل هذا إعتراف من المتظاهرين بأن حكومة المالكي هي فعلا حكومة متفرسة وتابعة لإيران كما نوَّه المسؤولون الإيرانيون؟ أم هو تحدي لأهل الأنبار الذين طالبوا الحكومة برفع صور الزعماء الفرس من الساحات والشوارع العامة؟ أو هو تأكيد لمقولة الرئيس المصري السابق حسني مبارك بأن ولاء الشيعة ليس لأوطانهم بل لإيران؟

من شعارات النفر الضال
هذه التظاهرات المريبة لها أكثر من معنى، ولكن جميعها ذات نوايا سيئة تبطن الفتنة والتبعية والطائفية:
 أولا: هي إما ردٌة فعل مباشرة وعملية على تظاهرات الأنبار، في محاولة يائسة لتجفيف مطالبهم بإيقاف حالات التعذيب والإغتصاب في سجون المالكي. بمعنى إن المتظاهرين ليس لديهم غيرة وشرف على الماجدات العراقيات، ولا مانع عندهم من تعذيب وإغتصاب نسائهم. وهذا مما لا يُشرفهم، ولا يشرف آل البيت الذين يدعون الإنتساب إليهم.
ثانيا: إن المالكي يقدم منجزات سرية للشيعة فقط، ولا أحد يعرف شيئا عنها! لذا فهم راضون عنه كل الرضا! إي يقدم لهم مكاسب بمنأى عن تغطية وسائل الإعلام. وفي هذا إجحاف وظلم كبير لبقية شرائح المجتمع، إن صح ذلك.
ثالثا: إن المتظاهرين المفتونين بإداء المالكي قانعون جدا بحالهم المزري، وفي رأيهم ان مدارس الطين والماء العسر، وانعدام الخدمات الصحية والبلدية، وأزمات الوقود والكهرباء، وتفشي الأمية والبطالة، والعيش تحت خط الفقر، والترزق من القمامة، هي الحياة الرغيدة التي تليق بهم وتنسجم مع آمالهم وتطلعاتهم. وربما هذا الأمر يفسر لنا  لغز شعارهم" اللهم عجِّل فرجه"!
فهم يعتقدون بأنهم واقفون على جرف مستنقع الذلة ولم يخوضوا فيه بعد لحد الرقاب! علما إن مياه الأمطار التي حوَّلت محافظاتهم الى مستنقعات لم تجف بعد.
اتمنى أن ينظموا تظاهرة أخرى خلال الأمطار القادمة وربما تكون تظاهرة نهرية! وأن لا ينسوا رفع شعار" هيهات من الذلة"!
لكن مع هذا ففي هذا الرأي تجني على غالبية الشيعة المحرومين من الحياة اللائقة بهم، والرافضين لفساد الحكومة ونهب ثرواتهم الوطنية، ويتجلى ذلك في وفودهم العشائرية ومشاركتهم في إنتفاضة الأنبار المجيدة.
رابعا: الإصطفاف الطائفي مع المالكي، وهنا يجب عليهم أن لا يثرثوا بإتهام الآخرين بالطائفية، طالما هم طائفيون للعظم. فلكل فعل ردٌ فعل يعادله بالقوة ويعاكسه بالإتجاه. وإن كانوا لا يرغبون بمشاركتهم الآخر فليتركوا الآخر في حاله وفقا للدستور الذي وضعوه. فليس من المنطق العمل وفق قاعدة (لا أرحمك ولا أخلي الله يرحمك).
الأكثر إثارة للدهشة هو أن يتحدث بعض النواب الشيعة قبل أيام، بلا حياء، عن نزاهة مطالب متظاهري البحرين، ذات الدوافع الإيرانية المكشوفة متجاهلين مطالب أهل جلدتهم في الأنبار!
لم يدُر في خلدي أبدا إن شيعة البحرين هم أقرب من سنة العراق لشيعة العراق؟
إنها رسالة واضحة يجب أن يعيها أهل الأنبار بوضوح ويتعاملوا على ضوئها.
والأنكى من ذلك دعوة الصدر للتظاهر تضامنا مع ضحايا تفجيرات كويتا الباكستانية! وسمى التظاهرة بـ(يوم المظلوم)! فهل أهل كويتا أقرب للصدر من أهل الأنبار! أم إن التيار الصدري أصبح أمميا؟ وهل (يوم المظلوم) في الباكستان يساوي (عقد المظلوم) في العراق؟ ويدعو الصدر لأن تكون التظاهرة "سلمية لا حزبية ولا طائفية". ثم يطلق بالونا بقوله" إنه إستهداف وقح وقذر من قبل الطائفيين"!
ومن المثير للدهشة كذلك الروح الرياضية العالية التي تتمتع بها اللجنة البرلمانية للرياضية من خلال مطالبتها بإنسحاب الفريق العراقي من بطولة كأس الخليج 21 لكرة القدم التي تستضيفها مملكة البحرين الشقيقة، دعما من اللجنة المشبوهة لمتظاهري البحرين المشبوهين!
والحقيقة إننا نطالب شعبنا الشقيق في البحرين بنصرة انتفاضة الأنبار من خلال تنظيم تظاهرات مؤيدة لمطالبهم الشرعية في إسقاط حكومة المالكي الفاسدة أسوة بما يفعله الصفويون العراقيون. وفي ذلك ردٌ بحريني حاسم وعادل على دعم حكومة المالكي لمتظاهري البحرين، والباديء أظلم.
وافانا البعض بأن كل متظاهر قد قبض 100 دولار لقاء مشاركته في تظاهرة تأييد المالكي! والطريف إن أحد متعهدي التظاهرة وزع على المتظاهرين المنافقين 50 دولارا فقط! مختلسا نصف المبلغ! إنها بربيٌ لخيبة الخيبات بأن يهبط  سعر الضمير والشرف والمواطنة الى هذا المستوى الرقيع عند أتباع أهل البيت! إذن لنهنئ المالكي منذ الآن على الولاية الثالثة، طالما يمكنه شراء ذمة المواطن الشيعي ب(100) دولار فقط. لله درٌكم كم أسعاركم متدنية! 
ولكن لاعجب لصمت حوزة النجف الصفوية وآلهة المتاهة، ربٌ الشيعة الأعلى! فلم ينبس ألأصنام الأربعة بكلمة واحدة عن تظاهرات الأنبار والموصل، متجاهلين بأنهم المسؤولون عما يحدث من فساد وظلم وجور.
أليست المرجعية الدينية كانت وراء ولادة مؤسسة العهر السياسي؟ من الطبيعي وجود متلازمة بين مؤسسة العهر الديني ومؤسسة العهر السياسي في بلد يطلق عليه سخرية تسمية: العراق الديمقراطي الجديد!
صمت الأصنام الأربعة تجاه مطالب إنتفاضة الأنبار يفضح كل دجلهم وأكاذيبهم حول محاربة الفساد والظلم والتهميش، ومطالبة الحكومة بإصلاح سياستها المنحرفة، وضرورة مشاركة الجميع في بناء العراق. أليست مطالب المرجعية هي نفس مطالب أهل الأنبار؟ إذن لماذا لا تدعمهم؟ وإن كانت المرجعية فعلا اعترفت (حسب تقرير لصحيفة المدى نُشر في 14 كانون الثاني) لوفد المالكي المؤلف من حسين الشهرستاني وعبد الحليم الزهيري خلال إستشارتهم للمرجعية بنية المالكي لحل البرلمان بـ"حقيقة مظلومية المتظاهرين خصوصا المكون السني، وإنها تدرك هذه المظلومية، وتهميشهم وظلمهم علاوة على ظاهرة الإنفراد بالسلطة". إذا لماذا السكوت عن هذا الظلم الفادح؟ وماذا يُسمى السكوت عن الحق في شرع الله؟ ولماذا لا تصدر المرجعية بيانا توضح فيه موقفها بشكل صريح وعلني من إنتفاضة الأنبار والموصل بدلا من أحاديث الأقبية والدهاليز؟
نحن على ثقة تامة بأن مؤسسة العهر الديني لا تخجل من أتباعها، وهي صلفة في مواقفها ولا تحترم مشاعرهم! وهذا أمر نتركه لأتباع آل البيت أنفسهم لأنه يعنيهم قط. فهم لا يجدون حرجا مثلا بأن يدفع المرجع الأعلى 500 مليون دولار من أموالهم لسحب افلام خليعة من مؤسسة اليوتيوب لممثل المرجعية ورمزها حسب تسمية السيستاني (حتى بعد إرتكاب مناف الناجي جريمة الزنا وانتشار الأفلام الفاضحة يستمر السيستاني بتسميته رمز المرجعية! ربما رمزاً لعهر المرجعية.. على الأحوط)!
ربما السيستاني غير متفرغ لأهل الأنبار ومطالبهم وليس عنده الوقت ليشغل نفسه بأهل المظلومية الحقيقية. لكنه يمتلك الوقت الكافي لإستقبال الثعلب الأممي الماكر (كوبلر) الذي أعلن كما يبدو التشييع من خلال زيارة مرقد (جده) الإمام علي! وتوجه بعدها مشيا على الأقدام- ربما حافيا وحابيا- الى بيت السيستاني!
ولربما ينظم كوبلر في عاشوراء القادم موكب عزاء حسيني (موكب الأمم المتحدة يشارك في مراسيم عاشوراء)! يتقدمه سيد الخواتم بالعمامة والدشداشة السوداء، رافعاً علماً أخضراً مطرزاً بشعار الأمم المتحدة الأزرق!
عندما تنحصر حالة العهر السياسي والديني على أتباع السيستاني والصدر فتلك مصيبة! أما أن تمتد رقعتها لتفرض على الشعب العراقي كله فتلك كارثة!
ليكن شعار أتباع آل البيت الصفوي المتعة، ودينهم التقية، ورمزهم مناف الناجي، وربهم الأعلى السيستاني، وكعبتهم كربلاء، وشريعتهم الخمس. فهذه عقيدتهم وهم أحرار في ما يعتقدون شأنهم شأن بقية شعوب الأرض.
لكن العراق عراق الجميع، الشيعي والسني والمسيحي واليزيدي والصابئي والتركماني والأرمني، لا فضل لمواطن على مواطن إلا بمقدار وطنيته وما يقدمه للوطن والشعب. اعتنق ما تجده مناسبا لك من مبادئ سماوية وأرضية، فأنت حر في نفسك! لكن حريتك لا تمنحك الحق في إستعباد غيرك. لست وحدك مالكا للوطن وتتعامل مع البقية كمؤجرين منك. الوطن من حق الجميع بلا إستثناء، ولا يحق لك في أن تفرض دينك ومذهبك وإرادتك على الآخرين. كما فعل مؤسس الدين الصفوي (الشاه إسماعيل الصفوي) الذي اجبر الشعب الإيراني على إعتناق المذهب الإثنى عشري بطريقة دموية. حيث قتل مليوناً من أهل السنة. وكان يمتحن الناس من خلال شتمهم لأم المؤمنين عائشة وابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين، فمن سبَّهم سلم ومن رفض قُتل. ولم يتورع الشاه الصفوي عن قتل أمه بسبب رفضها التشيع!
حقيقة ما يحدث في العراق، ان الصفوية بكل وسائلها القسرية والدموية بُعثت الحياة فيها مجددا. إقرأ عن العهد الصفوي في إيران، والعهد الصفوي الجديد في العراق، وقارن بين ممارسات وأهداف الحكام، والجهات الأجنبية التي ساعدتهم في تنفيذ سياسة القمع والإرهاب. 
ستجد فعلا إن التأريخ يعيد نفسه.

هناك 4 تعليقات:

علي رؤوف احمد الشهواني يقول...

بل هم يدركون ما يفعلون لكنهم ليس لهم اي انتماء حقيقي للاسلام او العراق

لبيب العراقي يقول...

فذرهم في غمرتهم حتى حين

علي رؤوف احمد الشهواني يقول...

وانتظر انهم منتظرون

Oday Ali يقول...

هم يعلمون الحق ويحرفونه لجهلهم بابسط معاني الوطنية وايمانهم بخرافات لا اصل لها

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..