موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 1 أبريل 2014

«أبلة عزيزة»

وجهات نظر
احمد حسن الزعبي
في عالمنا العربي، ليس فقط من يموت بــ»يطولن رجليه»..كذلك من يتبوأ منصباً سياسياً رفيعاً، أو يفكّر – مجرّد تفكير- أن يتبوأ منصبا سياسياً ... حتى تنهال عليه كلمات الثناء فجأة، والتغزّل بنظافة يديه وسحر عينيه وسماكة أردافه التي ستخلد على الكرسي إلى أبد الآبدين، كما سيتم التنقيب عن ماضية بالقلم والفرشاة لتسليط الضوء على عبقرية الطفولة، وفراسة القائد، وبُعد التفكير، حتى يراودك الشعور للحظة أن النبوة لم تختم بعد وان الملائكة ممكن أن تنزل على الأرض لترتدي بدلة «سموكن»!



أبلة عزيزة
قبل أسبوع نشرت صحيفة عربية مقأبلة مع «أبلة عزيزة» المعلّمة التي (تقول) أنها درّست المرشّح للرئاسة المصرية عبدالفتاح السيسي في الصفوف الابتدائية..
تقول الأبلة عزيزة في مقابلتها: إن السيسي كان طالباً متفوقاً، وتحدّثت عن سجاياه منذ الطفولة وقوة شكيمته – مش عارف شو يعني شكيمة- المهم وتحدّثت أيضا عن تفرّد شخصيته عن باقي الطلاب ،وتميّزه الدائم ، فلم يكن يسكت على الخطأ منذ الطفولة ، ثم مدحت نفسها على الهامش قائلة «أصلاً .. أنا لم أكن أدرّس إلا الفصول المتفوقة، وهو كان من الطلبة المتفوقين».
للتذكير فقط السيسي موالد 1954 فلو افترضنا أن الأبلة عزيزة (من غير قيام).. درّسته في الصف الرابع ابتدائي، ذلك يعني أن آخر مرّة فحصت فيها «شكيمة» المشير كان قبل 50 عاماً.. يا قوة الله... كيف توهّجت ذاكرة الأبلة فجأة وتذكّرت طالب من بين آلاف الطلاب التي أشرفت عليهم ودرّستهم طوال مسيرتها التعليمية الحافلة.. بصراحة نصف قرن كادت أن تنسينا وطناً مثل فلسطين.. فكيف تتذكّر «الأبلوات« الطيبات المعجوقات بين البيت والمدرسة طفلاً «مدحوشاً» بين عشرات الطلبة في صف مهمل في حي فقير هكذا فجأة فور ترشّحه للرئاسة ..
**
قبل سنوات استضافت إحدى الفضائيات العربية مدرّسة زعيم عربي آخر.. ولتكتمل حلقة النفاق سألت المذيعة المعلّمة.. احكيلنا عن «الزعيم العربي فلان» كيف كان في المدرسة؟ لم تجد المعلمة كلمات تباري فيها نفاق المذيعة... حتى تنحنحت وقالت: فضلاً عن طيبة قلبه وتقاسمه طعامه مع زملائه الا أنه لكثرة حبه للمدرسة وتعلقه بالدراسة كان يداوم يوم الجمعة... والمدرسة مسكّرة»!!..
لا اله الله ومحمد رسول الله..
واضح التعليم واضح!!.
ترى لماذا يصرّ الإعلام الرسمي على جعل الزعيم العربي انسانا خارقا للعادة؟؟؟
لماذا يصر على استحضار «الفلاش باك» ليرينا كيف كان «الأول على صفه»، والأقوى بشخصيته، وحرصه ان يبقى متفوّقاً في جميع المواد حيث لم تنقص علامة واحدة من مواده طيلة 12 سنة دراسة... مع أن «نيوتن» أبو الهمايم لم يكمل الصف «العاشر» وقرف المدرسة ...
المشكلة أننا نعرف جيداً «البير وغطاه»..سيما عندما يرافق كل ذلك التفوّق التاريخي هذا «التدهور» المضارع...
**
لماذا نصرّ على صناعة الزعيم العربي كروح من الإله مع انه بشر، له قدرات محدودة في مجالات، وله تميز في مجالات أخرى، في سياسته واقتصاده وقيادته يصيب ويخطىء ينجح ويفشل، يمرض ويعطس، ويلبي نداء الطبيعة مثل أي كائن حي..
ختاماً «أبلة عزيزة» لم تعد مجرد امرأة بسيطة تسعى الى أكل عيشها في هذا الزمان.. بحمد الله هناك صحف «أبلة عزيزة» وتلفزيونات «أبلة عزيزة» ومؤسسات رسمية بكوادر وموظفين وموازنات تقوم بعمل «أبلة عزيزة»!..
باختصار: نحن أمة «أبلة عزيزة»..

ملاحظة:
نشر المقال هنا.

ملاحظة ثانية:
للاطلا على تصريحات «أبلة عزيزة» ، يرجى الضغط هنا.

هناك تعليقان (2):

Lamar Ahmed يقول...

نزول على ابله عزيزة

Υουσϊφ Σααδ يقول...

وألله ضحكتني حجاية هذه ألصعيديه أبلة عزيزه على فكره
قرأت منذ مده قصة عن حياة ألمشير السيسي بانه من أصل
يهودي جائت به أمه ألمغربيه أليهوديه ألاصل من ألمغرب
لذهاب الى أسرائيل في سنة ٥٧ ولكن لمحبة أمه بمصر وتأريخه
ألتوراتي بقت في مصر وألسنين تمر ودخل ألسيسي ألمدرسه وتعلم
ماتعلم مع ألست ألهانم أبلة عزيزة وقصته لها مشوار طويل ...

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..