موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

الثعلب الامريكي نجح حيث فشل الكاوبوي!

وجهات نظر
فيصل القاسم
كم هم مغفلون وساذجون أولئك الذين يصفون سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه الشرق الأوسط بأنها ‘مرتبكة’ و’باردة’ و’متخبطة’ و’غير مبالية’ و’مترددة’. 
ألا يعلمون أن ‘اللامبالاة’ في السياسة سياسة، وأن التردد ليس تردداً، بل هو مقصود بذاته؟


مشكلة الكثيرين أنهم لا يتابعون التصريحات الأمريكية، ولا البرامج الرئاسية التي يطرحها هذا الرئيس أو ذاك عندما يصل إلى البيت الأبيض
الأمريكيون في الغالب صريحون، بوقاحة، عندما يتعلق الأمر باستراتيجياتهم وسياساتهم الخارجية، فهم لا يراوغون كثيراً، بل يطرحون مشروعهم للإعلام ‘على بلاطة’، لكن المشكلة في العرب الذين لا يقرأون إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس
لقد قالتها إدارة أوباما مرات ومرات – ليس في الفترة الرئاسية الأخيرة – بل في بداية الفترة الرئاسية الأولى، عندما أعلن أوباما عن خط سياسي مختلف تماماً عن خط سلفه جورج بوش الابن.
لقد جاء أوباما أصلاً ببرنامج يناقض فيه سياسات بوش، الذي كلف أمريكا الكثير الكثير عسكرياً واقتصادياً وسياسياً. أعلنها أوباما صراحة أنه يريد أن يلعب بهدوء بعيداً عن الغوغائية السياسية التي ميزت عهد سلفه
بعبارة أخرى، لقد ضرب أوباما عرض الحائط بصورة ‘الكاوبوي’ السياسي التي سادت الإدارات الأمريكية السابقة. فلم يعد الرئيس الأمريكي يتحسس مسدسه، كلما لاحت أمامه ذبابة، بل بدأ يفكر بطريقة أكثر خبثاً وهدوءاً في متابعة الأهداف والاستراتيجيات وتحقيقها، خاصة بعد نجاح الدبلوماسية البريطانية في العراق وفشل الاستراتيجية العنفية الامريكية هناك.
قد يقول البعض، وربما يكونون على حق، إن عقلية ‘الكاوبوي’ جلبت للأمريكيين الكثير من المصائب والكره، وخاصة في مغامراتهم الخارجية الاخيرة في العراق وأفغانستان، وباتوا يخشون من سياسة ‘التعنتر’ الكارثية. وهذا صحيح، لكنهم قادرون أيضاً على تحقيق المطلوب بعيداً عن ‘التصرفات’ ‘البوشية’ الهوجاء
لقد أعلن أوباما على رؤوس الأشهاد منذ الأيام الأولى لولايته بأنه سيعتمد من الآن فصاعداً على ‘الحروب الاستخباراتية’، بدل الحروب العسكرية، فهي أكثر نجاعة وأقل تكلفة بكثير.
وقد لاحظنا ذلك في الأزمة السورية، فقد كان الأمريكيون يعطون الانطباع منذ بداية الثورة بأنهم غير مبالين أو مرتبكون أو متخبطون حيال الوضع السوري، مع العلم أن وكالة الاستخبارات الأمريكية كانت تدير الكثير من العمليات داخل الأراضي السورية من مواقعها على الحدود التركية
ويعترف بعض النشطاء بأن الاستخبارات الأمريكية كانت تلعب دور ‘رئيس مجلس إدارة بعض العمليات السورية’، فغالباً ما يكون ممثل ‘السي آي أيه’ جالساً على رأس الطاولة يواجه اللاعبين الاستخباراتيين الآخرين المنخرطين في إدارة الوضع على الأرض، بمن فيهم رجال الاستخبارات الأوروبيون والإقليميون والعرب. وفي تلك الأثناء كنا نسمع الكثير الكثير في وسائل الإعلام عن ابتعاد الأمريكيين عن الأزمة السورية
لقد اعتمد الأمريكيون منذ مجيء أوباما إلى سدة الرئاسة على مبدأ ‘القيادة من الخلف’ تاركين السائقين في المقاعد الأمامية يسوقون حسب التوجيهات والإرشادات والتعليمات الأمريكية، دون ضجة أو جلبة.
لم يعد الأمريكيون مستعدين للتورط مباشرة في اي نزاع، وهذا ما أشاره ثعلب الدبلوماسية الأمريكية الشهير هنري كيسنجر في أكثر من مقال له في الصحف الأمريكية على إدارة أوباما
لا بل راح كيسنجر في بعض مقالاته يدعو الإدارة الأمريكية إلى احترام معاهدة ‘وستفاليا’ المبرمة عام 1648التي تنص على احترام سيادة الدول. وهو طبعاً حق يراد به باطل، فبحجة احترام سيادة الدول كانت الدبلوماسية الكيسنجرية الجديدة تحقق كل ما تريده بعيداً عن التدخل السافر في شؤون الآخرين، كما كانت تفعل في الماضي. ومن اللافت أنه حتى الغارات الجوية الأمريكية على مناطق تنظيم القاعدةفي اليمن وباكستان والصومال كانت تتم عن طريق طائرات بدون طيار، تجنباً لإزهاق أرواح الطيارين الأمريكيين. هل خسر الأمريكيون جندياً واحداً في ليبيا؟
مخطئ من يعتقد أن أمريكا كانت ضعيفة عندما فاوضت إيران. لا أبداً، فالقوة الأمريكية يمكن أن تدمر العالم مائة مرة. لكن السياسة الأمريكية الأوبامية جاءت أيضاً لإعادة التوازن للاقتصاد الأمريكي
وبالتالي، فالإدارة الأمريكية الحالية لا تريد الغوص في مغامرات جديدة مكلفة طالما أنها قادرة على تحقيق المطلوب بـ’القوة الناعمة’، لهذا رأت أن التفاوض مع إيران وعصا العقوبات أجدى لها من الحروب.
إن الذين يصفون سياسة إدارة أوباما الحالية تجاه الشرق الأوسط خاصة ‘بالغباء’ فإنهم – كما يقول محمد الركاض – لا يعرفون من السياسة شيئاً، ولا يعرفون ثعالبها، فالسياسة الأمريكية، التي يصفها البعض بـ’الغبية’ جردت سورية من السلاح الكيماوي الاستراتيجي ما لم تستطع تحقيقه كل حروب المنطقة، وهي ساعية لما بعد الكيماوي
والأهم من ذلك، أنها كبحت مشروع إيران النووي، دون أن تخسر دولاراً أو جندياً واحداً. قارنوا المبالغ التي أنفقتها أمريكا على مغامراتها في العراق وأفغانستان، وهي عشرات ترليونات الدولارات، مع ما أنفقته على الوضعين السوري والإيراني؟!
لقد حققت لنفسها ولإسرائيل كل ما تريدان فقط من خلال العمل بالمبدأ النابليوني الشهير ‘إذا رأيت عدوك يدمر نفسه، فلا تقاطعه’.
لقد دفعت أمريكا المليارات لإعادة العراق إلى العصر الحجري، كما توعد وزير الدفاع وقتها دونالد رامسفيلد، لكنها حصلت في سورية على كل ما حصلت عليه في العراق ‘ببلاش’، فقط بدماء وأشلاء السوريين وثرواتهم وثروات الآخرين. فإذا كانت سياسة ‘التخبط والغباء واللامبالاة’ الأمريكية هذه قد حققت كل هذه النتائج، فكيف لو كانت سياسة ذكاء ودهاء مثلاً؟ 
لقد أنجزت إدارة أوباما لأمريكا ما لم تنجزه على مدى عشرين سنة فائتة، في ما يخص ملفات الشرق الأوسط في سورية وإيران، وعلى صعيد ضمان أمن إسرائيل. كيف؟ فقط بتعب اللسان.. وبرود الأعصاب.. والتردد.. واللامبالاة المدروسة؟  

ملاحظة:
نشر المقال هنا.

هناك تعليقان (2):

Monera Abolail يقول...

استاذى
امريكا لانها بلد تعيش من اجل اثراء الشعب اليهودى لاتهمها ابدا مصالح الغرب ولان راس المال الامريكى مقام على اليهود وهم الامر الناهي وامريكيا اليد التى تضرب العرب من اجل مصالح اليهود وبناء الحلم اليهودى ببناء دوله اسرائيل الكبرى وللاسف الصهيونيه هي من ساعدت على هدم العراق والدول العربيه وكل من له علاقه بهدم مجد اسرائيل

يوغرطة السميري يقول...

مثل شعبي تونسي يقول : "كسكسلو يرجع لأصلو " ـ كسكس بفتح الكاف الأولي و الثانية و سكون السين الأولي و فتحة علي الثانية ... تعني تحضير الأكلة الشعبية المسماة " كسكسي في بلاد المغرب و المغربية في المشرق .... مثال ينطبق علي الدكتور فيصل القاسم و هو يعمل جاهدا في مقاله هذا علي اعادة تسويق الكاوبوي بصورة الثعلب ... أي اعادة تلميع الوجه القذر للأمركة ... لا يا سيد فيصل ان كان الأمريكي كاوبوي أو ثعلب فعقله المركب الصهيو ـ أمريكي المجرم يسجل لا انكفاءا فحسب و إنما تراجع في القدرة علي الإدراك تماما كعقلكم سيادة الدكتور الذي يبدو أنه مفرمط علي الإيقاع الذي يعزفه هذا العقل ... انكفاء و تراجع يؤشره أكثر من مجال ... و ان كان لازال فاعلا في " تكتل الجريمة " الذي تمثله مجموعة الثمانية ... بكل أطرافها دون أن يلغي من أن أسبقية الفعل هذه مردها ليست القوة التدميرية التي يمتلكها هذا العقل ـ الكاوبوي أو الثعلوبي ان أردت ثعلبته فذات القوة التدميرية بصيغة الفعل الموازي يمتلكها غيره من ذات التكتل ... بما جعله ينصاع للفرملة المستعجلة في الإستحواذ علي النفوذ من قبل منافسيه لا لكونهم يرفضون الجريمة في حق الشعوب الفقيرة أو المستهدفة و تغيير لعبة قيادة العالم و انما لكونهم يودون تقسيطها في جانب و في الجانب المقابل جعل النيوامبرياليزم أقل وحشية و في وضعية مشابهة للراسمالية و هو ما يعني استعادة الرأسمالية كنظام عالمي اقتصاديا و فرملة العولمة في جوانبها الثقافية و السلوكية الإجتماعية ...و استعادة الرأسمالية بديلا عن العولمة يجعل هامش التنافس بين أطراف " تكتل الجريمة /أوليغارشية الثمانية الكبار " مفتوحا ... و يبدو أنك يا د.فيصل لست متابعا بما يكفي رغم طلبك من العرب أن يتابعوا فالمجالات التي تؤكد التراجع يمكنك متابعتها في ما يلي : 1ـ الصين قررت التعامل بعملة غير الدولار.وستجعل عملتها قابلة للتحويل عام 2017م. والدول الكبرى الأخرى كروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا ستعتمد سلة عملات أخرى غير الدولار. ألا يعني ذلك أن عالما جديدا في قيد الظهور . الولايات المتحدة الأميركية فيه ليست رقم واحد. 2 ـ معهد واشنطن، حذر من التداعيات الناجمة عن وقف المساعدات الأميركية لمصر. وحذر صناع القرار السياسي من المضي فيما هو بعيد عن الواقعية لنشر الديمقراطية في الخارج. 3 ـ صحيفة إيزفستيا الروسية، نشرت خبراً جاء فيه: ستعمل ميركل بولايتها الثالثة لتحقيق الولايات المتحدة الأوروبية. 4 ـ مركز الدراسات الاستراتيجي Grand Strategy، نشر تقارير، جاء في أوله : - لقد تغيير العالم. وكل من يحلل بناء على تصوراته التي حصلها من العالم الذي عرفناه قبل 70 عاماً يرتكب خطأ عدم متابعة المتحولات. فعالم الغد هو عالم محورين يتحرك حولهما أقطاب. ولا عداء فيه بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وثمة تصالح بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران. وتراجع لدور إسرائيل والخليج وليس نهاية لهما. ومظلة روسيا بتعاون أميركي ستظل الشرق الأوسط. والمعركة الكبرى ستكون في محيط الصين بين الولايات المتحدة الأميركية والصين. (بغض النظر عن رؤيتنا كعرب و ماذا يتقصد ) ... 5 ـ صحيفة نوفيل أوبسرفاتور، نشرت خبراً جاء فيه: هل يمكن للعالم أن يستغني عن القيادة الأمريكية؟ إذ أظهرت سوريا حدود هذا النموذج الجديد، فقد وجدت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا نفسيهما في عزلة عندما دعتا إلى التدخل العسكري في سوريا. وتوجب عليهما التراجع، ومؤخراً كانت الحكومة الأمريكية غائبة عن العديد من المفاوضات الدولية، بسبب فضيحة وكالة الأمن القومي التي سببت ضرراً جذرياً في صورة شرطي العالم، الذي ألقي القبض عليه وهو يغش ويخون حلفائه.
فماذا تبقي يا د.فيصل للأمريكي الذي تعمل علي اعادة تسويقه كثعلب ؟؟؟؟ بعد أن أسقط ككاوبوي لقيط

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..