وجهات نظر
عبدالرحمن العبيدي
جميع العراقيين يعرفون جيدا ان السمة الرئيسية لساسة العراق الديمقراطي الجديد هي الكذب، ومثلما سئم العراقيون من مشاهدة وجوههم الكالحة التي لم يشاهدوها الا على شاشات الفضائيات، فانهم ملوا اكاذيب نوري المالكي ووعوده بالرخاء وبسط الامن واكاذيب نائبه في تصدير الكهرباء، واكاذيب ومهاترات الثلة الباقية من الكذابين المطبلين والمزمرين التي فاقت اكاذيب البغدادي ابراهيم عرب، واحاديثهم الفضفاضة الفارغة الشبيهه باساطير السعلوة والطنطل.
وفي خبر نشر في العديد من وسائل الاعلام في العراق، ذكر مصدر من عمليات بغداد في تصريح صحفي خلال احتفالية رفع اول منطاد مراقبة وتخرج اول دفعة من فنيي تشغيل المناطيد جرت في معسكر التاجي (15 كم شمال بغداد) يوم 1 ايلول 2013 ، عن احباط اول عملية ارهابية حيث تم تشخيص ورصد مواقع وتحركات بعض الجماعات الارهابية في منطقة البلديات شرق بغداد من خلال المنطاد (بالون) المراقبة الذي اطلق، ما ادى الى اعتقالهم اثناء نقل الذخيرة الحية .
واشار المصدر الى انه ضمن الاجراءات الامنية الجديدة لضبط امن العاصمة سيتم نشر عدد من المناطيد (بالونات) المراقبة في مناطق بغداد وان البالون يحمل اجهزة مراقبة وكشف للمتفجرات، كما اكد قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الامير الشمري خلال الاحتفالية ذاتها، ان البالون الواحد يغطي مراقبة مساحة 20كم2 من ارتفاع 300م .
من خلال الاطلاع على حيثيات هذا الخبر، يتضح انه اكذوبة جديدة من اكاذيب الحكومة، وتسويق اعلامي بائس ومحاولة لتضليل الشعب العراقي ، حيث اشار المصدر في عمليات بغداد الى ان البالون يحمل اجهزة مراقبة وكشف متفجرات ، قد تكون المراقبة والرصد من خلال الكاميرات المتطورة مقنعة، لكن كيف للبالون ان يكشف متفجرات على بعد 20كم ، حيث لايوجد في العالم اجهزة تكشف الغازات او المواد الكيمياوية على بعد امتار معدودة ، الا اذا كانت مسربة في الجو او مكشوفة في العراء وبكميات كبيرة ، ثم ان هذه المواد تحفظ في اماكن محددة وفي ظروف مناخية معينة لتاثيراتها الخطيرة ، ثم كيف تم اكتشاف العملية الارهابية في منطقة البلديات وهي تبعد بحدود 40كم عن معسكر التاجي والبالون يغطي مساحة 20كم ، كذلك لماذا لم يتم اكتشاف السيارات المفخخة الست عشر (16) التي انفجرت يوم الثلاثاء 4 ايلول اي بعد ثلاثة ايام من تشغيل بالون التاجي واستهدفت مناطق الطالبية وجميلة ومدينة الثورة والحسينية وهي اقرب الى البالون من منطقة البلديات بكثير ، ثم اذا كانت لهذه المناطيد كل هذه القدرة على المراقبة وكشف العمليات المسلحة والعبوات الناسفة ، فلماذا لم تخدم القوات الامريكية التي كانت تضع بالونا في كل معسكر خاصة في معسكرهم في نادي الفارس العربي جوار منطقة العامرية غرب بغداد وكانت دباباتهم والياتهم تنسف وتفجر على طريق مطار بغداد الذي لا يبعد عن معسكر الامريكان اكثر من 300م ، او داخل العامرية او على الطريق السريع في الغزالية الذي لايبعد سوى 2كم من معسكر القوات الامريكية وفضاءه مفتوح او في منطقة ابي غريب التي اذاقت الامريكان المرار .
إكذوبة المناطيد هذه تاتي بعد اكذوبة اجهزة السونار الفاشلة التي وصل فساد صفقتها بلد الضباب وهي عملية من عمليات الفساد الممنهج الجديدة تفتقت بها عقول اللصوص .
واذا كان الفنان الراحل داخل حسن قد ضاع الصدق عليه ويناشد الناس عن مكانه في اغنيته الجميلة :
لورايد عشرتي وياك ... حجي الجذب لاتطريه ..
ادور اعله الصدك ياناس .. ضاع وبعد وين الكيه ..
فنقول ان العراقيين يعرفون الكذب والكذابين وهتفوا عاليا في ساحة التحرير (كذاب.. كذاب.. كذاب نوري المالكي) ويعرفون طرق اللصوصية واللصوص (والله وملينه منك حزب الدعوة). ويعرفون ان اعمال العنف والتفجيرات الارهابية تقف خلفها احزاب السلطة وميليشياتهم وشركات المرتزقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق