وجهات نظر
محمد سيف الدولة
عجبا لأولئك الذين يباركون إقصاء التيار الاسلامى وحل وحظر جماعة الإخوان المسلمين، ألا يتذكرون كيف عانينا جميعاً بلا استثناء، جيلاً بعد جيل وتياراً وراء تيار وعصراً بعد عصر ، من جبروت الأنظمة والسلطات وممارساتها الاستبدادية من إقصاء وحل وحظر ومصادرة وتجميد وتوقيف واعتقال، أفلا يعقلون ويتذكرون :
- حل الاحزاب 1953 وحظر تأسيسها 25 عاما 1953- 1978
- حل جماعة الاخوان عام 1954
- إكراه الشيوعيين على حل حزبهم السرى فى 1965 كشرط لقبولهم فى الاتحاد الاشتراكى .
- ناهيك عن الحظر الدائم المفروض على تشكيل اى احزاب شيوعية على مر العصور.
- عزل رجال عبدالناصر سياسيا ومحاكمتهم عام 1971.
- حل الاتحاد الاشتراكى فى 1978 وإقصاء الناصريين ورفض التصريح لهم بحزب، الى أن نجحوا فى ذلك عام 1992 بحكم المحكمة الادارية العليا.
- قيام النظام عام 1978 بتأسيس 3 أحزاب على هواه: "حزب مصر والتجمع والاحرار" مع فرض شروط قاسية على تأسيس اى احزاب أخرى مع التضييق الشديد على أنشطتها، وهو الوضع الذى ظل مستمرا حتى قيام ثورة يناير، حين أطلقت حرية تأسيس الاحزاب بلا حدود فيما عدا شرط عدد المؤسسين .
- تجميد حزب العمل عام 2000
- رفض تأسيس حزبى الوسط والكرامة وأى احزاب حقيقية أخرى واطلاق العنان للاحزاب الديكورية.
- اعتقال ومحاكمة الآلاف من الإسلاميين والشيوعيين والناصريين والقوميين وغيرهم بتهم الانضمام الى تنظيمات غير شرعية.
- ألا نستوعب كيف تدهور بنا الحال الى أسفل السافلين فى ظل الاستبداد، وكيف تمكن (النظام) من ارتكاب كل انواع الجرائم فى حق مصر والمصريين بلا محاسبة أو تعقيب، فنهبت الثروات وانتشر الفقر وأهدرت الكرامة والاستقلال، وتم تسليم مفاتيح مصر الى الأمريكان وتحولت (إسرائيل) الى جار و قطر شقيق؟
- ألم نتعلم ان تجارب إقصاء الآخرين لم تحل أى مشكلة: فلم تحقق نصراً ولم تصن استقلالاً ولم تنصر فقيراً، بل أصبحنا جميعاً فى الحساب الختامى بلاداً تابعة مجزأة منقسمة متقاتلة متخلفة مهزومة فاشلة؟
- ألم نشبع ونكتفى ونكتوى جميعنا وبدون استثناء من القهر والاستبداد والاستعباد ومصادرة وتأميم الحياة السياسية والوطنية، هل سنعيده مرة أخرى؟
- ألم تتوافق كل التيارات منذ زمن بعيد على رفض مبدأ الإقصاء السياسى، ألم نقم جميعاً بمراجعة مواقفنا الأولية وتعديلها والاعتذار عنها، فتراجع الناصريين عن فكرة التنظيم الواحد، وتراجع الماركسيين عن فكرة ديكتاتورية الطبقة العاملة، وتراجع الإسلاميين على فكرة الحاكمية لله لصالح المبدأ الديمقراطي القاضى بالاحتكام إلى الناس، فلماذا نقوم الآن بالارتداد عما توافقنا عليه لماذا نعود الى الخلف؟ لماذا نهدر أهم مكتسبات ثورة يناير؟
- نستطيع أن نمارس خلافاتنا كما نشاء، وان نستخدم كل أدوات الصراع السياسى المشروعة والمعروفة ماعدا أسلحة الابعاد والاقصاء والاجتثاث سيئة السمعة.
- ثم ألا يعلم هؤلاء أن مباركة حظر اى جماعة اليوم، سيمتد إن عاجلا أو آجلا الى باقى الجماعات والمؤسسات المشابهة مثل جبهة الإنقاذ والتيار الشعبي والجمعية الوطنية للتغيير و6 أبريل...الخ
***
عزيزي الناشط السياسى المحترم
إن لم تدفعك مبادئك وأخلاقك وضميرك إلى رفض مبدأ إقصاء وحظر جماعة او تيار سياسى معين، فلا يجب أن تخذلك فطنتك وذكائك ومصلحتك المستقبلية على ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق